مقابلات

المقابلة التي أجرتها معه صحيفتا الاسبوع العربي والماغازين في 25/2/2010

لا حاجة لمحاصرة مسيحيي 14 آذار لانهم يحاصرون انفسهم بمواقفهم

- نحن في حال جهوزية ونملك القدرة على ايلامهم بشدة

- ما حصل في دبي فضيحة وستسقط رؤوس من الموساد

- هدنة السيد لتسيير عجلة الدولة وتأجيل المشاريع المفخخة

- لا مانع بتأجيل الانتخابات البلدية او اجرائها في موعدها لانه لا يوجد ما يوترنا في مناطق نفوذنا

- آلية التعيينات جاهزة لدى فنيش لكن مجلس الوزراء لم يطلبها

معادلة " توازن الردع" التي اطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاسبوع الفائت اطلقت العنان لسيل من المشاعر والمواقف المتناقضة داخليا ، وخلقت حالا من الارباك والاستنفار لدى الاسرائيليين تمثل في منع الجيش والاعلام من التداول في خطابه . وجاء اغتيال القائد الفلسطيني المبحوح وتصاعد التهديدات بفرض عقوبات اقتصادية على ايران ليرفع منسوب التوتر. كل هذا يقابله في الداخل شلل وجمود على قاعدة انتظار امر ما قد يحصل او لا يحصل، وكلام عن تأجيل للانتخابات البلدية لا يريدها احد سوى رئيس الجمهورية الحريص على انجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها. لماذا عادت اللهجة لتذكرنا باجواء حرب تموز؟ واين حزب الله من الانتخابات والتعيينات والمصالحات وجلسات الحوار؟ واسئلة اخرى حملناها الى نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، في مكان سري ما، ورد عليها بهدوئه المعهود ، داحضا الشائعات التي تناولته عن وجوده على متن الطائرة الاثيوبية المنكوبة.

لماذا العودة الى التصعيد ولغة التحدي التي كنا نسمعها في حرب تموز؟ هل تشعرون او تخشون شيئا ما تحضره اسرائيل؟

لغة التصعيد هي لغة اسرائيل وليس لغة حزب الله بدليل ان كل الفترة السابقة كانت حافلة بتهديدات من نتنياهو وباراك وليبرمان ومن كل القادة العكسريين الاسرائيليين بحيث انهم اوجدوا اجواء تلمسها جميع المسؤولين في لبنان والمنطقة ان اسرائيل تعد لامر ما، وبالتالي كان لا بد من الاجابة على هذه التهديدات وكيف ينظر اليها حزب الله، وصدرت هذه الاجابة عن سماحة الامين العام لتؤكد اننا كحزب في حال جهوزية ولا تنفع هذه التهديات في تغيير قناعتنا باننا نريد ارضنا محررة وان تتوقف الاعتداءات علينا. كنا في موقع الدفاع من ناحية ووضع حد لهذه الغطرسة الاسرائيلية ليفهموا انهم في الوقت الذي يمتلكون فيه القدرة على التدمير يجب ان يعلموا ان حزب الله ايضا يمتلك القدرة على ايلامهم بشكل شديد. وهذا امر واضح بالنسبة للجميع. اذن نحن كنا في موقع رد الفعل وارسال رسالة واضحة الى اسرائيل والمجتمع الدولي ليفهموا ان اسرائيل تتجاوز حدودها وانها ربما تخطط لامر ما، وبالنسبة الينا كحزب الله لن نقبل ان نكون تحت مقصلة التهديد الاسرائيلي وانما سنكون دائما في حال جهوزية لرد قاس في ما لو قامت اسرائيل بعدوان.

هل تعتقدون ان الرسالة وصلت؟

الرسالة وصلت بشكل واضح الى اسرائيل ومن يعنيهم الامر. فهم يعرفون صدقية حزب الله وامينه العام، ويفهمون ان ما نطلقه ليس هباء ولا في الفراغ وانما هو امر جدي. وبما ان اسرائيل تعيش حالة ارباك لانها لا تعرف كيف تتعامل مع الساحة اللبنانية ومع المقاومة، وتخشى من تكرار تجربة تموز فسيزيدها هذا التصريح احتياطا وحذرا من انهم لا يستطيعون اتخاذ القرار بالنسبة للبنان براحة او بفهم طبيعة النتائج، وسيقعون في مأزق جديد، وقد تكون النتائج وخيمة عليهم.

هل تم التنسيق مع الدولة والحكومة والجيش قبل اطلاق هذا الخطاب؟

اعتقد ان كل اركان الدولة صرحوا في الفترة الماضية بما يوضح انهم قلقون من الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية، بل تحدث عدد من المسؤولين مع قيادات دولية محذرين من ان اي عمل من هذا النوع سينعكس سلبا على المنطقة وعلى الواقع القائم. وبالتالي لا حاجة لتنسيق كيفية الخطاب من قبل الاطراف المختلفة فالجميع لمسوا بشكل مباشر هذه التهديدات، وصدر عن رئيس الجمهورية وقائد الجيش واخرين ما يفيد ان الدولة على استعداد لتحمل مسؤوليتها في حال حصل عدوان وبالتالي لن تكون تصرفات اسرائيل نزهة في لبنان و.هذه كلها منسجمة تماما مع ما تحدث به سماحة الامين العام.

حرب جديدة

البعض ربط الامر بتصعيد التهديدات الاميركية لايران بفرض عقوبات عليها. ما رأيك؟

لا تخلو بعض التحليلات من سذاجة لان الموضوع الايراني قائم بذاته ، وما يحصل بين ايران وامريكا والدول الاوروبية يتطلب مقاربة ومتابعة مختلفتين تماما عما يحصل بين اسرائيل ولبنان والفلسطينيين وسوريا. الموضوعان ليسا متشابكين بشكل حاد. صحيح انه توجد آثار لأي موقف اسرائيلي واميركي في المنطقة على كل الدول وعلى المنطقة حتى انه اذا حصلت حرب ما في المنطقة تشتعل بأسرها، وهذا امر متوقع اذا حصل في اي موقع من المواقع، لكن لا علاقة لما يحصل من عقوبات على ايران او من مشروع اميركا بالعقوبات على ايران، على التهديدات التي تم اطلاقها في لبنان فهذه رد على تهديدات اسرائيل.

الا تعتقد انه بعد اغتيال عماد مغنية ومحمود المبحوح وغيرهما تحولت الحرب من كلاسيكية الى امنية واستخباراتية؟

اسلوب العمل الامني لم يتوقف في اي مرحلة من المراحل السابقة وهو ليس بديلا عن العمل العسكري بالنسبة لاسرائيل، وانما في مرحلة معينة لا يمكن التحرك عسكريا ومن الطبيعي ان تكون لهم خططهم العدوانية الامنية ، وهذا ما لمسناه في لبنان والمنطقة من خلال عمليات اغتيال عديدة في السابق كان الموساد الاسرائيلي مسؤولا عنها. يجب ان نضع الاغتيال الذي حصل في دبي في خانة المساءلة للدول الاوروبية: ما هو موقفها؟ وهل تقبل ان تستغل اسماؤها وجوازات سفرها للاعتداء في بلد آمن كدبي وهذا يخرب على الاقتصاد فيها وعلى الوضع السياسي في المنطقة؟ هل ستمر هذه الحادثة من دون اجراءات عقابية ووقائية ضد اسرائيل؟ ما حصل في دبي فضيحة اسرائيلية كبرى واعتقد انها ستسقط رؤوسا من الموساد الاسرائيلي بسبب هذا الترهل وهذا الانفضاح في العمل الامني الخاطىء والمفضوح في آن معا. سننتظر لنرى كيف ستتصرف هذه الدول الاوروبية مع مثل هذا العمل الجبان. لكن هذا ليس بديلا عن الحرب المستقبلية التي يمكن ان تحصل في يوم من الايام انما هي جزء من الصراع القائم في المنطقة.

سبق ان صرحت ان حاملي الجوازات الاوروبية يشكلون خطرا على لبنان وهذا يتطلب اجراءات خاصة لحماية الشعب اللبناني. ماذا تعني؟

قلت بأن هذه الجوازات الاوروبية عندما تستخدم من قبل الاسرائيليين ، وهي جوازات حقيقية، هذا يعني انه بامكان الاسرائيليين ان يتنقلوا في لبنان والبلدان العربية بكل حرية تحت عنوان انهم اجانب لكن في آن معا يقومون باعمال مخلة بالامن ومضرة. ولعل الشعب اللبناني يذكر كيف ان بعض الاسرائيليين افتخروا بكتابة مقالات وابرزوا صورهم بانهم مروا من امام مركز لحزب الله او من منطقة معينة وكان دخولهم الى لبنان عن طريق جوازات اوروبية. وكذلك حصلت عدة عمليات اغتيال في سوريا لمسؤولين فلسطينيين في مراحل مختلفة وكانت جوازاتهم اوروبية ايضا.

ما الحل اذن؟

اوروبا هي المسؤولة في البحث عن حل: اما ان تضع حدا لعدم استغلال جوازات سفرها حتى يبقى المواطن الاوروبي مواطنا عاديا وبريئا، واما ان تصبح الجوازات الاوروبية مشبوهة ، وعندها يجب على الامن العام والدولة اللبنانية ان تتعامل مع هذه الجوازات بحذر شديد ومراقبة دقيقة، لان هذا العمل هو عمل ارهابي بكل ما للكلمة من معنى. فاذا لم تتصرف الدول الاوروبية بما يضع حدا لهذا الامر علينا نحن ان نقوم بالاحتياطات لنحمي بلدنا.

هدنة وبلديات

السيد نصرالله دعا في خطاب سابق الى هدنة لمدة سنة. هل هذا يعني شلل البلد كما نشهده اليوم؟

عندما دعا سماحة السيد الى هدنة لمدة سنة كان يقدم اقتراحا عمليا، ولا مانع لدينا ان تكون الهدنة لمدة سنتين وثلاثة او اربعة، فالامر ليس مرتبطا بمدة زمنية معينة. هو اراد ان يقول تعالوا نعطي انفسنا جميعا فرصة لنوقف التوتر السياسي والتصريحات المستفزة للاطراف، ولنهتم ببناء البلد وتسيير امور ادارات الدولة ونختار المدراء العامين ونسرع المشاريع الاقتصادية ونقرر الموازنة ونرفع فتائل التفجير جانبا ، ودعونا نترك جانبا المشاريع او القوانين او الافكار التي يمكن ان توتر الاجواء لمصلحة البحث عما يمكن ان نختلف عليه ونحله. اذن المقصود بالهدنة هنا هدنة توقف التوترات السياسية وتؤجل المشاريع المفخخة التي يمكن ان تحدث اشكالات بين الاطراف، وليس المقصود ايقاف عجلة الدولة بل بالعكس هذه الهدنة من اجل ان تسير عجلة الدولة الى الامام بتفاهم.

هل الانتخابات البلدية تدخل من ضمن المشاريع المفخخة التي تتحدث عنها ؟

الواضح ان الانتخابات البلدية ستكون سببا لتوترات قروية وعائلية وحتى حزبية وسياسية بسبب وجود رواسب وتعقيدات كثيرة من السابق بسبب الاختلاف السياسي الحاد ومن الواقع الطبيعي الميداني، لان الانتخابات البلدية تدخل الى كل عائلة وكل بيت . من هنا اذن طرح تأجيل الانتخابات البلدية الى فترة من الزمن ليهدأ البلد قليلا، ونحن لا نمانع في ذلك لكن لا نعتبر انه شرط نتوقف عنده ونتوتر من اجله. نحن ننصح ان لا نقر على عجل ما يمكن ان يؤدي الى توتر، ونشارك في هذا الاقرار ونتحمل المسؤولية. لكن اذا كانت الاطراف ترى ان اجراء الانتخابات البلدية في موعدها هو مفتاح لحل عظيم وهم متمسكون به فلا مانع لدينا ايضا. لانه لا يوجد ما يجعلنا نتوتر في مناطقنا او في اماكن نفوذنا.

رئيس الجمهورية يرغب بحصول هذا الاستحقاق الدستوري في موعده ولو بالقانون القديم، والوزير فنيش قال باولوية الاصلاحات على الانتخابات. هل تعارضون موقف الرئيس؟

رئيس الجمهورية يناقش رأيه في الانتخابات البلدية كواحد من المجموعة الموجودة في مجلس الوزراء والتي تمثل كل الاطراف، وعندما يبدي وجهة نظره باجراء الانتخابات البلدية في موعدها فهذا يعني انه لا يرى مشكلة في حصولها في هذا الموعد وهذه وجهة نظر نحترمها ونقدرها. نحن نقول لا مانع لدينا ان تجري الانتخابات البلدية في موعدها، ولا مانع لدينا ان تتأخر بما يتناسب مع ضبط الاجواء السياسية في الداخل، اي اننا نقبل بأي من الحلين. هذا امر مرتبط بما يتوافق عليه الوزراء وما يتوافق عليه النواب ايضا في المجلس النيابي. ومعلوم لدى الجميع ان ما سيقرره مجلس الوزراء من اصلاحات او من قانون انتخابات هو مرحلة اولى ، والمرحلة الثانية الجدية والحقيقية هي في المجلس النيابي ، وقد نشهد فيه من يرفض بعض الاصلاحات التي اقرت في مجلس الوزراء والعكس صحيح. لذلك لا نستطيع القول الان ان الامور انتهت لان مجلس الوزراء ستكون لديه جلسة قد تكون الاخيرة في 27 شباط وسننتهي من هذا الامر. لا زال عندنا مشوار آخر في المجلس النيابي، هل سيتأخر هناك او سيكون سريعا؟

واذا تأخر ستجري الانتخابات على اساس القانون القديم على ما يقوله الرئيس سليمان.

كما قلت نحن لسنا متوترين ولا خائفين ولا مستعجلين ولا متمهلين في الانتخابات البلدية. نقول رأينا بكل وضوح وصراحة لعل التأجيل يساعد في الاستفادة من جو الاستقرار لتأتي الانتخابات بشكل افضل، لكن هذا مرتبط بالتوافق فاذا كانت الغالبية التي تستطيع ان تقر قانونا مع اجرائها في وقتها سواء باصلاحات او من دونها فنحن لا نمانع، ولن نكون خاسرين او متوترين من مثل هذا القرار . نفضل ان يقر هذا الامر تأجيلا او انجازا في موعده بجو توافقي.

آلية التعيينات

لماذا لا يطرح وزير حزب الله محمد فنيش آلية التعيينات لينطلق العمل على اساسها؟

آلية التعيينات ليست عند الوزير فنيش الا اذا طلب مجلس الوزراء منه ان يقدم اقتراحا ، ومجلس الوزراء لم يطلب منه حتى الان. واقتراح الوزير فنيش جاهز لكنه لا يستطيع ان يتصدى ويفرض رأيه على مجلس الوزراء او يطرح آلية عليه لسبب دستوري. هذه الالية التي يمكن ان يقترحها الوزير فنيش تتعارض مع الدستور اذا كان المطلوب ان يلزم مجلس الوزراء بها. لان الدستور يعطي الحق لمجلس الوزراء ان يطرح كل وزير اسم المدير العام الذي يراه مناسبا واما يقبل مجلس الوزراء واما يرفض. ولو افترضنا انه جاءت آلية الى مجلس الوزراء ورفضها واحد من اصل 30 وزيرا لا يستطيع مجلس الوزراء ان يسري الآلية لان الحق هو لكل وزير بحسب الدستور الا اذا جرى تعديل في المجلس النيابي. وبالتالي القضية الان عند مجلس الوزراء وليس عند وزير التنمية الادارية. اذا توافق مجلس الوزراء على آلية تعتمد، يمكن عندها للوزير فنيش ان يقدم المقترح، اما اذا لم يتوافقوا فلا قيمة للآلية طالما ان وزيرا واحدا يرفضها في مجلس الوزراء.

لماذا اذن يجري طلب آلية، وما الذي يؤخر التعيينات ؟

هذه مسألة عند رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء. عندما يجدان ان الفرصة مؤاتية للبدء بالتعيينات سواء بآلية او من دونها يستطيعان ان يطلقا هذه العجلة. السؤال يوجه اليهما.

هذه ثاني حكومة وحدة وطنية وهي لا تزال جامدة. قال رئيسها ان الاولوية لحاجات الناس لكنها لم تحقق شيئا لا في السياسة ولا في الحاجات. لماذا؟ هل هذا يعني ان الوفاق لا يمشي حكومة؟

فلنعطهم الفرصة بعد لنرى كيف ستسير الامور. حكومة الوحدة الوطنية السابقة كان عمرها قصيرا من ناحية، وكانت لها وظائف محددة للقيام بها وعلى رأسها اجراء الانتخابات النيابية وقد نجحت في استصدار مشروع للانتخابات واجرائها وقبول الاطراف بنتائجها رغم كل الثغرات التي حصلت. اما هذه الحكومة فلا تزال تحت الاختبار والتجربة ولا اعلم اذا كانت ستنجح ام لا.

كم يجب اعطاؤها وقتا بعد؟

لا احبذ الدخول في لغة المواعيد فلنترك الفرصة قليلا لمزيد من الحوار الداخلي بين الاطراف لاطلاق العجلة وبعدها نستطيع ان نحكم اذا كانت الحكومة ناجحة او فاشلة.اعتقد ان الوقت الذي مر حتى الان غير كاف للحكم على الحكومة.

هل انتم مع الغاء الطائفية السياسية؟

نحن مع تشكيل " الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية" التي اقرها الدستور واتفاق الطائف، والتي تعتبر هيئة للنقاش والحوار وقد تصل الى نتيجة بعد مئة سنة وقد لا تصل. ونحن نقبل بما ينتج عن هذه الهيئة. لكن المشكلة ان اطلاق الهيئة مرفوض عند بعض القوى، واذا لم يحصل نوع من التوافق لاطلاقها فمعنى ذلك اننا لم نبدأ بالهيئة . فاذا لم نبدأ بالهيئة كيف ننظر الى الالف ميل ولم نبدأ بالميل الاول؟ لذا نحن في هذه المسألة في نقطة الصفر، ولا فائدة من نقاش الغاء الطائفية او عدمها طالما ان الهيئة التي يفترض ان تناقشها لم تشكل.

هل ترفضون مشاركة لبنان في القمة العربية في ليبيا ولماذا؟

طبعا نحن نرفض مشاركة لبنان في القمة العربية في ليبيا لخصوصية ليبيا لانها تتحمل مسؤولية اختفاء الامام الصدر ورفيقيه، وعليها ان تعالج هذه المسألة وتعيدهم لتحل هذه المشكلة المستعصية والعالقة منذ العام 1978 ولا معنى لان نتجاوز هذا الحق تحت اي عنوان من العناوين.

هناك رأي يقول ان الرئيس الحريري فصل بين اغتيال والده وذهابه الى دمشق كرئيس للحكومة فكيف يصح عليه ذلك ولا يصح على الشيعة في الفصل بين قضية الامام الصدر وعلاقات لبنان مع بقية الدول؟

الرئيس الحريري اتهم سوريا سياسيا وليس لديه دليل ميداني ولم تحكم المحكمة بان سوريا مسؤولة، وهو تراجع عن الاتهام السياسي لمصلحة ترك المحكمة تأخذ القرار المناسب. بينما ليبيا متورطة بشكل واقعي ومؤكد 100% باختفاء الامام الصدر ورفيقيه على اراضيها. وعليها ان تجيب على هذه المسألة ، ولا يوجد اي مبرر لهذا التأخير. المسألتان مختلفتان.

جنبلاط والمسيحيون

اين اصبحت العلاقات مع وليد جنبلاط؟ وما المطلوب منه بعد؟

علاقات حزب الله مع الاستاذ جنبلاط تتقدم بشكل حثيث وتتطور نحو الافضل بشكل دائم ولا رجعة الى الوراء . ويبرز هذا من خلال التماهي في المواقف السياسية وكانت آخر صورة من صور ازالة نتائج الاختلاف ما حصل من مصالحة في الشويفات، وستشهد الايام القادمة مجموعة من الانشطة المشتركة التي سيقوم بها حزب الله مع الحزب التقدمي الاشتراكي في مجالات مختلفة، كذلك ستشهد مجموعة من الزيارات المتبادلة بين المواقع الحزبية والعلمائية ما يؤكد المزيد من التفاهم السياسي خصوصا ان التصريحات السياسية لوليد جنبلاط تتلاقى بشكل واضح مع مواقف حزب الله السياسية وهذا يدعم العلاقة والمصالحة والتعاون المستقبلي.

هل صحيح ان السيد حسن نصر الله هو مفتاحه الى دمشق؟

قررنا ان لا نتحدث عن هذا الموضوع ليكون العمل هادئا. وليس صحيحا ان تصبح المصالحة بين السيد جنبلاط والقيادة السورية والشعب السوري محل نقاش تفصيلي في الشارع او عبر وسائل الاعلام لان مثل هذا النقاش يعقد الامور ويسبب الحرج والاشكالات المختلفة. وقد رأينا خلال فترة من الزمن كما هائلا من التحليلات والمعلومات المغلوطة التي سببت اساءة كبيرة في هذا الاتجاه. ما استطيع قوله ان لسماحة السيد حسن دور مهم للمصالحة بين السيد وليد جنبلاط والقيادة السورية وهذا الامر يتابع برضى الطرفين بهدوء . فلنترك الامور تسير الى خواتمها الايجابية ان شاء الله.

يقال ان ما يجري على الساحة السياسية هو لمحاصرة مسيحيي 14 آذار وخصوصا القوات اللبنانية. هل هذا صحيح؟

لا حاجة لمحاصرة مسيحيي 14 آذار لانهم يحاصرون انفسهم بمواقفهم . الامور تسير بسرعة باتجاه رؤى ومواقف سياسية تتبدل في لبنان وفي المنطقة وهم لا زالوا متمسكين بافكار قديمة لا يمكن ان يكون لها حل. هم يتحملون مسؤوليتهم.

لماذا تتجاهلون هذه الفئة من الشعب اللبناني ولا تحاورونهم او تفتحون اقنية اتصال معهم؟

المسألة لا تتعلق بالاتصال لان اسهل شيء في لبنان هو التواصل، واسهل جهة يمكن التواصل معها هي حزب الله. الا انه عندما يقف البعض ويشتمون صباحا ومساء ويتخذون مواقف حادة وسلبية فهذا يعني انهم غير جاهزين بعد وغير مؤهلين لانفتاح يؤدي الى مناقشة قد توصل الى قواسم مشتركة.

ولكن كل الاطراف مارسوا هذا النوع من سياسة الشتم ثم عادوا وتلاقوا!

لكن بعض الاطراف الذين مارسوا هذه السياسة سابقا مروا بلحظة تاريخية ابدوا فيها استعدادا للنقاش، وبدأت تلوح في الافق ملامح امكانية تعديل في الموقف السياسي بما يساعد، ولذا حصلت اللقاءات. وكل الناس ترى الان ان هناك تبدلات في بعض المواقف بشكل حقيقي وفعلي وهذه التبدلات كلما ترسخت اكثر كلما قربت بيننا اكثر فاكثر. اما من تتحدثين عنهم فلا زالوا يستخدمون اللغة المستخدمة منذ خمس سنوات ويصرون على استفزازنا ونحن نقول لهم لن نستفز. هل المطلوب اكثر من هذا بعد؟ الحمد لله اننا نتصرف بطريقة نتحمل فيها ما يقولون باننا نعتبر ان لا اثر له فما المطلوب اكثر من ذلك؟

كنتم الطرف الوحيد الذي لم يقدم ورقته عن الاستراتيجية الدفاعية في جلسات الحوار رغم انكم المعنيون الاوائل بها. لماذا ومتى؟

قلنا بشكل واضح ومكشوف بأننا ننتظر ان يقدم الجميع رؤيتهم عن الاستراتيجية الدفاعية حتى لا يقولوا في يوم من الايام اننا ضغطناهم والزمناهم باستراتيجية طرحناها . لنرى ما هي الحلول التي يقترحونها. وفي آخر لقاء لهيئة الحوار كان طرح السيد جعجع استراتيجيته على ما اذكر، ولا اعلم اذا كان يوجد بعض الجهات التي لم تقدم رؤيتها، ثم جاءت التطورات والانتخابات النيابية وغيرها ولم يعد من جلسات . الان عندما تنعقد جلسة الحوار لبدء النقاش سنتعامل معها بايجابية وسنرى متى نقدم رؤيتنا، واذا كان هناك اطراف تريد ان تقدم رؤيتها بشكل ايجابي وحواري . وعندها نلتزم بما تقرره لجنة الحوار. لا داعي لاستعجال الامور في غير وقتها. الامور تسير بشكل هادىء، والنقاش يجب ان يكون منفتحا ولنا رؤيتنا التي سنتحدث عنها على الطاولة في الوقت المناسب.

كيف هي علاقتكم برئيس الجمهورية؟

علاقة حزب الله بالرئيس جيدة واللقاءات دائمة ونعتبر ان مواقفه تؤسس لاستقلال لبنان وحمايته.