مقابلات

المقابلة التي أجرتها معه صحيفة الاسبوع العربي في 28/5/2009

في حال فوزنا سنعرض على شركائنا في الاقلية النيابية ان يكون لهم الثلث الضامن

اسبوعان باقيان للاستحقاق الانتخابي ولبنان يغلي. لوائح يتعرقل تشكيلها ،تصاريح سياسية نارية، اكتشاف شبكات تعامل مع اسرائيل ، ومقال في مجلة المانية كاد يعيد الفتنة الى البلد لولا العقلاء. ما رأي حزب الله عصب المعارضة الاساسي وهدف العملاء في ما يجري ؟ كيف ينظر ويخطط للمرحلة المقبلة ما بعد 7 حزيران؟ وكيف هي علاقته برئيس الجمهورية؟ واسئلة اخرى حملناها الى نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم.

البداية من حديث للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قال فيه:" في حال فوز المعارضة ستتغير الاوضاع في المنطقة وستتشكل جبهات تقوم على تقوية المقاومة في المنطقة". هل يلزمكم هذا الكلام؟

نحن في حزب الله نعتبر ان فوز المعارضة سيؤثر بشكل مباشر على حماية السياسات المعتمدة في لبنان والتي تركز على دور المقاومة وبناء الدولة ومنع الوصاية الاجنبية والانتهاء من حالة اللااستقرار السياسي التي دامت خلال السنوات الاربعة. ومن الطبيعي ان يكون للمراقبين الدوليين سواء اكانوا دولا او افرادا نظرتهم للبنان، فعندما يقيم السيد احمدي نجاد من وجهة نظره ما سيكون عليه الحال فهذا له علاقة بقراءته للموضوع، وليس له علاقة لا بالتدخل في لبنان ولا بشروط خاصة للعلاقة مع لبنان لان من يصنع النتائج في لبنان وانعكاسها على المنطقة هو المعارضة نفسها والظروف الموضوعية الموجودة في لبنان من دون اي تدخل او اثر خارجي مباشر.

هل تعني ان كلام الرئيس الايراني لا يلزم حزب الله في سياسته الداخلية؟

كلام الرئيس الايراني هو تحليل خاص له علاقة برؤيته للمشهد وليس له علاقة بما يعمله حزب الله ولا يلزم الحزب باي نشاط او توجه. وحزب الله يعلن على الملأ وليل نهار انه يعمل من اجل ان يفوز في الانتخابات النيابية بالاكثرية، وانه في المسألة السياسية سيتخذ الاتجاه السيادي والاستقلالي، ويؤكد على حق المقاومة ويؤيد الالتحام الموجود بين المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين ودول الممانعة، ويدعو ايضا الى مزيد من ممانعة الاستسلام للعدو الاسرائيلي... فمن الطبيعي اذا ربح حزب الله مع المعارضة معركة الانتخابات ان يترجم هذه الرؤية، وبالتالي من يرى من الخارج ما يقوله حزب الله وما يفعله يتفهم تماما معنى ان تكون الاكثرية مع المعارضة.

لكن ما يخيف اللبنانيين هو انطلاق كلام الرئيس الايراني من فوز المعارضة اللبنانية اي انه بنى موقفه على المشهد في المنطقة انطلاقا من فوز المعارضة في لبنان. كيف تطمئنون الناس؟

نحن نسمع آراء مختلفة على مستوى العالم، من ايران، من امريكا، من فرنسا، من روسيا ومن كل الدول. وكل دولة تقول وجهة نظرها بعضهم يقول اذا نجحت المعارضة فهذه مشكلة، والبعض الاخر يقول اذا نجحت المعارضة فهذا ايجابي للبنان، والبعض الثالث يقول اذا نجحت المعارضة دعونا نتعامل معها كما نتعامل مع اي اختيار موجود على الساحة وسنرى الافرازات الموجودة. نحن نصنف كلام السيد احمدي نجاد كجزء من الآراء التي يطلقها قادة الدول وجهات مختلفة وليس لها اي تأثير على نتيجة الانتخابات اللبنانية.

كيف تطمئنون الغرب لناحية خوفه من نجاح حزب الله والمعارضة في الانتخابات؟

انتهى تخوف الغرب من امكانية نجاح المعارضة في الانتخابات اللبنانية. وقد اخبرنا عدد من سفرائه انهم حاضرون للتعامل مع النتائج التي تحصل. ومنذ يومين سمعنا الخارجية البريطانية تعتبرانها ستتعامل مع نتائج الانتخابات، وكذلك قال مصدر ديبلوماسي فرنسي انه سيتعامل مع نتيجة الانتخابات. هذه رسائل واضحة انهم لن يحصروا اهتمامهم بما لوفازت الموالاة الحالية انما سيتعاملون مع اي نتيجة يختارها الشعب اللبناني، وهذه نقطة ايجابية. اعتقد اننا تجاوزنا مرحلة القلق الغربي وهو يعرفون تجربتنا كحزب الله وكمعارضة انها تجربة ايجابية وموضوعية ونتعامل مع الواقع السياسي بحسب مفرداته، لم نخرج يوما عن سياق الالتزام بالدستور والقواعد اللبنانية وبالتالي لا اعتقد اننا بحاجة الى مزيد من طمأنة الغرب. هم مطمئنون ويعرفون لكن قد تكون رغبتهم ان لا ننجح. هذا امر آخر.

والولايات المتحدة؟

ليس لها خيار الا ان تتعامل مع نتيجة الانتخابات. واعلن نائب الرئيس الاميركي بايدن بوضوح الرغبة ان تفوز الاكثرية النيابية الحالية وجاء ليدعمها في لبنان، لكن في النهاية سلطة الولايات المتحدة محدودة وقدرتها على التأثير الشعبي في لبنان ايضا محدودة. وفي نهاية المطاف وبرأينا ستتعامل الولايات المتحدة مع الامر الواقع وستقبل بلبنان كما هو، ولا غنى لهم جميعا عن لبنان المستقر ويعلمون تماما ان حزب الله هو عامل استقرار في لبنان وليس عامل توتير.

في حال فوزكم هل ستأخذون لبنان الى دولة المقاومة وتضعونه على خط النار والمواجهة من جديد؟

الان لبنان دولة مقاومة وليس خارج هذا الاطار. واذا فزنا بالانتخابات النيابية سنستمر في هذه المنهجية. ومن فوائد الثلث الضامن انه منع اخذ لبنان الى غير الموقع المقاوم الذي يحفظ الاستقلال والسيادة. ما ورد في البيان الوزاري للحكومة السابقة والتي قبلها هو المضمون الذي نريده للحكومة القادمة وبالتالي ليس هناك شيء جديد سوى استمرار هذا المسار. الانتخابات النيابية الحالية بنتائجها لن تغير في المسار السياسي العام، ستريح اكثر في المضمون السياسي الذي نعلنه بدل ان يكون هناك بعض المنازعات، وبعض التصريحات السياسية والاعلامية المتوترة ستكون ربما اهدأ من موقع السلطة، لكن قد نسمعها من الطرف الاخر اذا لم يقبل المشاركة في السلطة.

الانتخابات وعون

هل ستقبلون نتائج الانتخابات كما ستأتي؟

نحن نقبل بخيار الناس بالكامل ونأمل ان تكون الانتخابات نزيهة، وعندها نحترم خيارهم سواء اعطونا او اعطوا غيرنا .

ماذا يعني التسليم للعماد عون بتسمية نحو 58 مرشحا على لوائح تندرج فيها تحت زعامته احزاب وتجمعات كثيرة الى جانب تياره؟

العماد عون هو الزعيم المسيحي الاول بتأييد الناس له وبتجربة اثبتت نفسها لمدة اربع سنوات بالحد الادنى. وبالتالي نحن نتعامل معه بحسب موقعه كزعيم سياسي مسيحي ولبناني في آن معا. وهو سمى مرشحيه في الاماكن حيث له شعبية وتأييد ومن حقه ان يفعل ذلك. لكن من تحالف معه من الاطراف الاخرى في المعارضة كانت تسميتهم منهم وليس من الجنرال. على سبيل المثال نحن من سمينا المرشحين الشيعيين في بعبدا ولم يعلق الجنرال عون على التسمية ولم يتدخل فيها بالاصل كما لم نتدخل نحن في التسميات التي اعلنها في الاماكن المختلفة التي يعتبر ان نفوذه كبير فيها بسبب حجم التأييد الشعبي وبالتالي نحن لا ننظر الى عدد الذين سماهم من المرشحين انما ننظر الى انه سمى حيث له قدرة التسمية وتأييد الناس له وهذا حقه الطبيعي.

انتم تدعمون العماد عون لكنكم لم تعطوه اي مقعد مسيحي في مناطق نفوذكم مثل بعلبك الزهراني؟

نحن كحزب الله تعاطينا مع العماد عون بشفافية وواقعية وهو تقبل ذلك وكان مرتاحا. فقد كان له الدور الاساس بتسمية المرشح الشيعي في جبيل عباس الهاشم ولم ندخل معه في نقاش في هذا الموضوع وانما سلمنا ان هذه التسمية كانت في محلها وان دورنا الوازن كحزب الله سيكون في اتجاه دعم هذه اللائحة.

لكنه لم يسمي المسيحي في بعلبك ولا في حاصبيا- مرجعيون؟

بلى هو سمى المرشح الماروني اميل رحمة في دائرة بعلبك- الهرمل وسيكون عضوا في كتلة الاصلاح والتغيير. بمعنى آخر كان هناك تعاون وتفاهم وحيث يكون للعماد سلطة وتأثير وشعبية معينة لا بد ان يكون له الحق في التسمية.

هل ستقبلون ان يكون له كتلة اكبر من كتلتكم؟

ستكون له في الواقع كتلة اكبر من كتلتي حزب الله وحركة امل معا. هذا له علاقة بامتداده الشعبي وليس لدينا اي مانع من ان يكون قويا وله فعالية اساسية في البلد. ففي النهاية له شعبيته ونحن لا نخاف من الاقوياء بل القوي يرتاح الى الاقوياء لانهم يشكلون معا قوة اضافية وعندما نكون في حلف يحترم بعضنا بعضا هذا افضل لنا ولهم .

في حال الفوز من هو مرشحكم لرئاسة الحكومة؟

لم نناقش هذا الامر بعد وسننتظر قبل ان نعلن مرشحنا نتيجة الانتخابات.

ولرئاسة المجلس النيابي؟

رئاسة المجلس محسومة بالنسبة الينا نحن نرشح الرئيس نبيه بري.

الرئيس سليمان

بعد مرور سنة على انتخاب ميشال سليمان رئيسا للجمهورية كيف تقومون اداءه؟

الرئيس ميشال سليمان يعمل بطريقة متوازنة ويحاول ان يجمع الاطراف لتأكيد الاستقرار السياسي وللعبور الى اعادة انتاج السلطة من خلال انتخابات نيابية في جو هادىء، ويحرص على ان لا يكون محسوبا على طرفي المعارضة والموالاة، وهذا مطلب في هذه المرحلة خصوصا ان اتفاق الدوحة رسم خط اختيار الرئيس بطريقة توافقية ومن الطبيعي ان يكون الرئيس التوافقي آخذا بالاعتبار ان يبقى على مسافة واحدة من اجل ان يتمكن من حلحلة العقد وعدم اتخاذ الطرفية التي تخسره امكانية التأثير. والرئيس سليمان يؤدي دوره في موقعه بشكل جيد ونأمل ان تكون الفرص القادمة ايضا حيوية وفعالة في الاتجاه نفسه.

هل صفة الرئيس التوافقي تعني اكتفاءه بأن يكون ناطورا او حارسا فقط للهدنة السياسية والامنية في البلد ؟

الرئيس له صلاحيات موجودة في الدستور. ونحن مع كامل هذه الصلاحيات ولا نقبل ان تكون منقوصة. وعندما يقوم الرئيس بدوره وفق الصلاحيات المعطاة له من دون انحياز يؤدي الى تجاوز الصلاحيات، هذا ليس اساءة لموقع الرئاسة بل حماية له.

عندما استعمل صلاحياته في المرة الفائتة في مجلس الوزراء عارضتموه. لماذا تصوبون عليه؟

نحن لم نصوب على رئيس الجمهورية. بل هو استخدم صلاحياته ونحن استخدمنا صلاحياتنا. علينا ان نقبل ما فعله وعليه ان يقبل ما فعلناه. هو طرح اسماء غير متوافق عليها وكانت وجهة نظرنا ان تطرح بطريقة متوافق عليها. عندما اصر على استخدام صلاحياته لم نعلق بطريقة سلبية، قلنا من حقك ان تفعل هذا الامر وتطرح في الجلسة وهذا ما حصل. وايضا من حقنا نحن ان نرفض ضمن قناعتنا بأن تركيبة المجلس الدستوري يجب ان تكون متوازنة وان الامر يجب ان يكون مرتبطا باقرار الموازنة التي انتهت ولا معنى لعدم اقرارها. نحن عبرنا عن وجهة نظرنا وهو عبر عن وجهة نظره. الرئيس التوافقي لا يعني ان يقول وينفذ الاخرون ولا يعني اننا اذا اختلفنا في امر تفصيلي فهذا معيب. بل المعيب ان نشن حملات سياسية على بعضنا وان نرفض اتخاذ الرئيس لصلاحياته. لذلك لا يوجد اي اشكال بيننا وبين الرئيس. اما ان تكون الاكثرية النيابية مرتاحة لما فعله الرئيس وتدافع عنه فلأنها كانت ترغب ان يحصل التصويت ويأتي الاشخاص الذين يريدونهم. هذا منسجم مع مطلبهم وليس مع مطلبنا.

هل ما تفعله المعارضة هو محاولة لتطويع رئيس الجمهورية؟

ليس لنا قدرة لتطويع رئيس الجمهورية وليس عندنا هذا الهدف بالاصل. وانا اتحدى ان يعطيني احد مثلا واحدا حاولنا ان نمنع الرئيس او ان نتدخل في صلاحياته. بل بالعكس هو يقوم بصلاحياته ودوره بشكل كامل. والان صورته في العالم هي صورة الرئيس المتحرك الذي يتحدث في المحافل الدولية ويلتقي بالرؤساء والقيادات ويعمل للمطالب اللبنانية. ولولا الاجماع الموجود حوله لما استطاع ان يقوم بهذا الدور ونحن جزء من هذا الاجماع. في الفترة الاخيرة حاول جماعة 14 آذار ان يلصقوا انفسهم بالرئيس ويحملوه تبعاتهم. مثلا: رفعوا شعار انهم يدافعون عن الرئيس ، في اي شيء يدافعون عنه؟ قالوا انهم يدافعون ضد تقصير ولايته. من طرح هذا الموضوع من المعارضة؟ انا لم اسمع احدا لا بل اتحدى ان يأتيني احد من الموالاة بتصريح واحد لشخصية في المعارضة قالت انها تريد تقصير ولاية الرئيس.

يطرح الآن موضوع تعديل صلاحيات رئيس الجمهورية بما يعيد التوازن بين السلطات ويعطيه على الاقل "عدة الشغل" للعب دور الحكم والرئيس التوافقي. هل توافقون على هذا الطرح؟

تعديل صلاحيات الرئيس ليست مسألة اعلامية بل مسألة دستورية تحتاج الى اقتراح قانون وفق الاصول المعروفة في المجلس النيابي او مشروع قانون من الحكومة. وعلى هذا الاساس تتم المناقشة ويقرر ما يقرر ويرفض ما يرفض. ولم اجد احدا قدم الى الان بشكل دستوري ما يدعو الى تعزيز او تعديل صلاحيات الرئيس. وفي النهاية يجب الاتفاق ان اي حديث عن تعديل صلاحيات الرئيس يعني انها ستؤخذ من مكان آخر. وبالتالي المسألة ليست بسيطة.

لكنها سبق ان اخذت منه؟

لذلك اقول ان المسألة ليست بسيطة. ومع ذلك نحن نعلق على هذه التفاصيل عندما تتخذ مسارها القانوني فنقول ما نقبل به وما لا نقبل به.

هناك حديث ايضا عن استعادة بعض المناصب والمراكز المسيحية مثل الامن العام . هل تقبلون باعادتها؟

لا يوجد مناصب اسلامية واخرى مسيحية في الادارات العامة بل يوجد سلة واحدة تتوزع من خلالها مناصب المسلمين والمسيحيين وكذلك في داخل المسلمين وداخل المسيحيين. عندما يراد اعادة التوزيع ينظر الى كل هذه المراكز دفعة واحدة ويجري تقسيم جديد. اذا ارادت الحكومة ان تدخل في هذا الامر مستقبلا فلا مانع لدينا ويناقش الامر كسلة واحدة.

شبكات التجسس

هل لحزب الله دور في كشف شبكات التجسس الاسرائيلية؟ وهل من تعاون بين الحزب والاجهزة الامنية الرسمية؟

حزب الله له دور في كشف بعض شبكات التجسس وليس كلها. والمعلومات التي لدينا نعطيها للاجهزة الامنية المختصة ونتعاون معها بشكل يومي خصوصا اننا كمقاومة مهتمون بشكل كبير بأمن المقاومة والوضع التجسسي الاسرائيلي. نحن نملك الكثير من المعطيات التي تساعد في كشف الشبكات وفي التحقيق. ومن هنا اقول ان حزب الله متعاون بشكل كامل مع الاجهزة الامنية في هذه القضية.

كل يوم تطالعنا الاخبار باعتقال متعاملين جدد. اين كانوا مخبأين؟ ولماذا يتم كشف الشبكات الان؟

1- حجم شبكات التجسس الموجود في لبنان يدل على حجم الخطر الاسرائيلي الذي كنا نتحدث عنه دائما ونقول ان لبنان هو مسرح للعمل المخابراتي الاسرائيلي وان اسرائيل لم تتركه. وعلينا ان نبحث عن كثير من المشاكل والعقد والفتن التي تحصل في لبنان لنرى ان اسرائيل وراءها من خلال شبكاتها. وقد تبين لنا بالدليل الملموس ان بعض الاشكالات التي كانت تقع في بعض القرى بين حزب الله وحركة امل، على الرغم من التحالف الموجود بينهما، كان سببها بعض هؤلاء العملاء الذين كانوا يسببون المشاكل دون ان يدري احد انهم يتعاملون مع اسرائيل.

2- عندما هدأت الساحة الداخلية على المستوى السياسي وخف التوتر انصرفت الاجهزة الامنية اكثر للاهتمام بالعدو الحقيقي اسرائيل، والا كان بعض الاجهزة الامنية منشغلا بالمشكلة الداخلية اذا لم يكن متورطا فيها بشكل او بآخر. لكن عندما بدأ الاستقرار، خصوصا بعد اتفاق الدوحة، اتجهت الانظار الى العمل الامني الحقيقي من خلال بعض الاجهزة فتبين ان هناك شبكات بالامكان الكشف عنها. اضافة الى ان الظروف الحالية هي افضل الظروف لكشف الشبكات بحيث لا تحتسب في دائرة هذا الفريق او ذاك مع تنوع الانتماءات الطائفية للمعتقلين. فلعل الهدوء والاستقرار السياسي في البلد سبب هذا الكم من اكتشاف الشبكات .

3- فرع المعلومات لديه تجهيزات خاصة استخدمها في هذا الاطار في هذه الفترة وكانت له بعض النتائج المهمة.

كل استقرار داخلي يؤدي الى كشف حقيقي للعدو والعدو منتشر وخطر ويجب مواجهته.

قال السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير:" سنعتبر ما نشرته مجلة درشبيغل انه اتهام اسرائيلي وسنتعاطى معه على هذا الاساس. ماذا يعني عمليا هذا الامر؟

تلقفت اسرائيل بسرعة ما نشرته درشبيغل وبدأ كل المسؤولين الاسرائيليين يعلقون بطريقة يريدون معها اخذ التحقيق الى اتهام حزب الله. ما هذا الاهتمام المفاجىء اسرائيليا؟ ولماذا صدرت هذه المعلومات الملفقة في هذا الوقت بالذات وبهذه الطريقة ؟ هناك علامات استفهام كثيرة. نحن نعلم ان المحكمة الدولية اذا كانت لديها خطوات في الاتهام او في الاستفسار او الشهود او ما شابه لا تكون بهذه الطريقة العلنية وهذا يعني انه يوجد مطبخ يريد توجيه التحقيق والضغط عليه وحرفه عن مساره الحقيقي. لن نستجيب لحرف التحقيق.

هل هذا يعني انكم لن تتعاونوا مع المحكمة الدولية؟

المحكمة لها مسارها وعليها ان تسير فيه. وعندما تكون قضائية في مسارها ستنجز نتائج مهمة واعتقد ان احدى مهمات المحكمة اليوم هي استدعاء درشبيغل ومن وراء هذا العمل لانه يعبر تضليلا للتحقيق .

جنبلاط والثلث المعطل

هل كلام السيد نصرالله عن الحرص على العيش مع الدروز كأهل والاشادة بدور وليد جنبلاط يعني ان الامور على طريق التسوية وان اللقاء بين الرجلين اقترب؟

منذ فترة والعلاقة تتطور بشكل ايجابي بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي بعد احداث ايار، وحصلت لقاءات عديدة بين مسؤولين في الحزبين ابرزها اللقاء الذي حصل بين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد والسيد وليد جنبلاط في دارة المير طلال ارسلان. اذن تحسن العلاقة ليس امرا جديدا، كذلك نلاحظ خطابا اعلاميا وسياسيا عند السيد جنبلاط ينسجم مع هذا التطور الذي ادى الى تحسن في العلاقة. واذا استمرت الامور بهذه المنهجية فمن الطبيعي ان يحصل اللقاء بين سماحة الامين العام السيد حسن نصرالله والاستاذ جنبلاط في وقت من الاوقات لان تطور هذه العلاقة لا يفترض ان يكون له حدود بل يجب ان تأخذ كل مداها الطبيعي. وبالتأكيد سنكون بعد الانتخابات النيابية في مرحلة جديدة بحاجة الى تفاعل اكبر واتفاقات تفصيلية على المرحلة القادمة وعلى كيفية المشاركة في الحكم.

هل تتوقع بعد الانتخابات النيابية ان تتغير التحالفات داخل قوى 14 آذار و8 آذار ويحصل تلاقي بين بعض هذه القوى في ما بينها؟

يبدو لي ان الصورة بعد 7 حزيران ستختلف على المستوى السياسي في هذه الاصطفافات الموجودة وستكون هناك اصطفافات جديدة وبشكل طبيعي لان العصب الذي شد جماعة 14 آذار الى بعضهم لم يعد موجودا وحصلت تطورات محلية واقليمية ودولية جعلتهم يصلون الى المرحلة الاخيرة من هذا التفاهم وهو مرحلة الانتخابات التي ستفرز نتائج. لكن في النهاية هناك قرارات سياسية كبيرة لا بد ان تكون في هذا البلد سيختلف الافرقاء عليها وبالتالي ستكون هناك اصطفافات جديدة.

وجماعة 8 آذار كيف سيكون وضعهم؟

اتوقع ان لا تتأثر اصطفافات جماعة 8 آذار بشكل عام نتيجة الانتخابات لان ما طرحوه من رؤى سياسية اثبتت نجاحها وبالتالي لا يوجد هناك ما يستدعي الافتراق.

لكن يوجد منذ الآن خلاف بين الرئيس بري والعماد عون؟

الاختلاف بين بري وعون انحصر برؤيتهما لكيفية اختيار المرشحين في جزين فقط. وهذه مسألة جزئية طبيعية.

هل ستنتهي مفاعيل اتفاق الدوحة بعد 7 حزيران ونعود الى الطائف والدستور؟

جاء اتفاق الدوحة لينقلنا الى مرحلة جديدة بتفاصيل تطبيقية تخلصنا من التباعد الذي كان حادا قبله. وعندما نجري اليوم الانتخابات النيابية يعني ان كل مضامين اتفاق الدوحة قد نفذت من انتخاب الرئيس التوافقي الى حكومة الوحدة الوطنية الى قانون الانتخابات الى اجرائها. هنا سنعود بشكل طبيعي الى متابعة ننتائج اتفاق الدوحة الايجابية التي تمثلت بالانتخابات وفق الدستور الذي هو اتفاق الطائف. ليس هناك شيء اسمه اتفاق دوحة مقابل اتفاق الطائف وليس هناك شيء جديد يتطلب ان يكون حاضرا في كل كلام . نعم روح اتفاق الدوحة هو التوافق وهذا موجود في اتفاق الطائف وبالتالي اعتبر ان اتفاق الدوحة انجز هذه المرحلة بشكل جيد ولا بد ان نتابع وفق اتفاق الطائف.

وفي حال فوزكم هل ستعطون الاقلية الثلث المعطل؟

سنعرض على شركائنا في الاقلية النيابية ان يكون لهم الثلث الضامن اذا قبلوا فاهلا وسهلا، واذا قبل بعضهم ببعض المقاعد الوزارية فاهلا وسهلا واذا لم يقبلوا نكون قد ادينا ما علينا وسنحكم كمعارضة بحسب صلاحياتنا في الدستور. لا نخاف اعطاءهم الثلث الضامن لانه ليس لدينا مشروع غير ما هو موجود ومعلن بينما هم كانوا يخافون من الثلث الضامن لانه كان يوجد لديهم مشروع له علاقة بالوصاية الاجنبية وبعض الالتزامات التي لها علاقة بالمقاومة وبموقع لبنان، فكان الثلث الضامن يعطل هذا الاتجاه السياسي . اما نحن فاتجاهنا السياسي مكشوف وما عليه لبنان نريده ان يستمر . هناك قضايا داخلية تحتاج الى اهتمام استثنائي منها الاصلاح الاداري ومكافحة الفساد والاهتمام بالتنمية والتوازن في المناطق والمحاسبة هذه عناوين ستكون محل اهتمام اساسي بالنسبة الينا لا يؤثر فيها الثلث الضامن سلبا.