1- هل سيدافع حزب الله عن حلفائه في حال تعرضوا لهجوم؟
حزب الله حركة مقاومة، وهو مهتم بشكل أساسي بالدفاع عن الأرض وتحريرها، وليس دولة حتى تبني أحلافاً استراتيجية ودفاعية مع الآخرين، وليس بإمكانه أن يفكر بهذه الطريقة ولا يُعتبر هذا الأمر جزءاً من مشروعه، وبالتالي حزب الله يختار التوقيت المناسب والظروف المناسبة للدفاع من أجل تحرير الأرض ومواجهة الاحتلال الاسرائيلي، هذا هو المبدأ بشكل عام. أما لو حصل اعتداء خارجي في أي نقطة من هذه المنطقة وتطورت، فقد يكون اشتراك أطراف متعددة ناتج عن التطور وليس عن وجود أحلاف عسكرية شبيهة بما هو موجود في الغرب.
2- لحزب الله أهداف مختلفة محلية وفي المنطقة، كيف ستساهم الانتخابات في أهداف حزب الله في المنطقة؟
حزب الله يعمل على الساحة اللبنانية، وبالتالي له برنامج واضح في هذا الاتجاه، فهو لا يعمل لا من أجل مصالح إقليمية ولا مصالح دولية، ونعتقد أن الحزب إذا نجح في الانتخابات مع المعارضة، واستطاع أن يُشكِّل حكومة جديدة فهو سيُعطي تجربة جديدة في الإدارة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، علماً بأن هذه الانتخابات عندما تُعطي غلبة لفريق على فريق لن تُحدث تغييرات جذرية في واقع لبنان، لأن المسار السياسي للبنان أصبح محسوماً، خاصة بعد فشل الأكثرية النيابية الحالية في جرِّ لبنان إلى الوصاية الأمريكية أو إلى ما يخدم المشروع الاسرائيلي، نحن الآن بوضعنا نعتبر أن لبنان في واقع مستقل وله خصوصيته التي منعت الآخرين من أن يحققوا إقليمياً أو دولياً ما يريدونه منه، وبالتالي سننتقل من هذه المرحلة إلى مرحلة أخرى في هذا المسار. إذاً لا شيء جديد جذرياً، إنما الجديد أننا سنُعطي تجربة ناجحة تختلف عن تجربة الموالاة في إدارة الحكم.
3- ماذا عن سلاح حزب الله بعد الانتخابات؟ وبماذا سيجيب حزب الله عما يمكن أن يسأله الفريق الآخر عن السلاح؟ وتحت أي ظروف أو شروط قد يفكِّر حزب الله بتسليم سلاحه؟
سلاح حزب الله جزء من المقاومة وليس مفصولاً عنها، والمقاومة أثبتت جدواها من خلال الانتصار الكبير الذي حصل في تموز سنة 2006، وبالتالي كل المحاولات التي جربت بعد ذلك لإبراز المشكلة في السلاح قد فشلت، وأصبح واضحاً أن المقاومة حاجة لبنانية مع وجود احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا في الجنوب، واستمرار الخطر الاسرائيلي بالطلعات الجوية والتهديدات المتكررة، بناءً عليه لجأنا إلى طاولة الحوار لنقرِّب وجهات النظر ونناقش الاستراتيجية الدفاعية، حيث وصلنا إلى الآن بأن المقاومة ضرورة، لا أعتقد أنه مع الانتخابات القادمة ستتغيَّر الصورة، إذ ستبقى حاجة لبنان إلى أن يكون قوياً والمقاومة هي إحدى دعائم القوة، بل ربما ستتبلور الصورة أكثر لمصلحة قوة لبنان، وفي النهاية نحن ملتزمون بما ستصل إليه طاولة الحوار.
4- على المدى الطويل ما رأي الحزب في الانخراط في الجيش اللبناني؟
لا يمكن الحديث عن آلية لكيفية التعاطي مع الاحتلال الاسرائيلي بمعزل عن انجاز الاستراتيجية الدفاعية، فلنترك الأمر لما ستتوصَّل إليه المناقشات، إذ قد لا تكون هذه الآلية هي الآلية الصحيحة، وربما كانت هناك آليات أخرى، هذا أمر ينتج عن الحوار، ولا نريد أن نضع نتائج مسبقة وأفكار مسبقة.
5- ما رأيكم بانفتاح أوباما على إيران؟ وهل تأخذون هذه المبادرة بشكل جدي؟ وهل تعتبرونها مبادرة جديدة لفتح صفحة جديدة؟
علينا أن ننتظر أفعال أوباما وليس أقواله، لأننا الآن لا زلنا في إطار أفكار تبدو إيجابية ليحُلَّ الحوار بدل الضغط العسكري والتهديدات المختلفة، لكن هل ستتغيَّر سياسة أمريكا في المنطقة بشكل عام ومع إيران؟ وهل ستكون هناك إجراءات تظهر للعيان؟ أم أنها مجرد تكتيك بسبب فشل سياسات الضغط والحروب المتنقلة. ما سمعناه من أوباما في القضية الفلسطينية لا يُشجِّع، لأنه اتخذ الموقف نفسه الذي اتخذته إدارة بوش، فهل تكون هناك مواقف مختلفة في مناطق مختلفة من العالم؟ دعونا ننتظر أفعال أوباما وليس أقواله، وإن كنت غير متفائل بشكل كبير.
6- لا زالت النظرة السيئة لحزب الله في الغرب هي نظرة من وجهة نظر إسرائيلية بأنه إرهابي، هل يهمكم هذا الأمر؟
خلال الفترة القريبة، أي خلال السنوات الأخيرة، بدأت تتبدَّل النظرة نوعاً ما عن حزب الله عند الغرب عموماً على المستوى الشعبي، وحتى الحكومات بدأت تبحث لنفسها عن مبرِّرات للتواصل مع حزب الله، وعن تبرير العلاقة مع هذا الحزب، حتى أن الدول الأوروبية بشكل عام رفضت أن تضع الحزب على لوائح الإرهاب، وبريطانيا حاولت أن تجد لنفسها مخرجاً للتواصل مع الحزب، فميَّزت بين جناحين غير موجودين حقيقة لأن الحزب واحد في طبيعته، وهذا إن دلَّ على شيء فهو يدلُّ على أن تجربة المقاومة الاسلامية قد أقنعت الغرب بأنها حالة شعبية كبرى ومؤثرة وفاعلة، وهم لا يمكنهم إغفال هذه المكانة طويلاً، ولا أخفي أننا نهتم في الحزب أن يتعرف علينا الغرب كما العالم بحقيقتنا، لكن في الفترة السابقة لم نكن نمتلك الوسائل الكافية لإيصال صوتنا، لعلَّ حجم إعتداءات إسرائيل علينا وصمودنا وتعبيرنا بالطريقة المناسبة وضَّحت الصورة أكثر، إبتداءاً من التحرير سنة 2000 ومروراً بعدوان تموز سنة 2006، ولذا نحن اليوم بوضع أفضل في نظرة الغرب إلينا، وهنا لا أنسى الصورة السيئة التي حصلت عليها إسرائيل بعد عدوان غزة، وبدأ يكتشف العالم الغربي حجم الظلم الذي تمارسه إسرائيل، وهذا من العوامل المساعدة لتوضيح صورتنا بشكل أفضل.
7- يعني أنكم مهتمون في الحزب بالرأي الغربي؟
بطبيعة الحال نحن مهتمون بالرأي الغربي، لأننا كلما وضَّحنا صورتنا لشعوب الغرب كلما ساعد هذا الأمر في الضغط على حكوماتهم المنحازة لإسرائيل ظلماً وعدواناً.
8- ماذا بشأن موضوع الجناحين لدى الحزب كما قالت السفارة البريطانية؟
حزب الله له قيادة واحدة تتمثَّل بالشورى وعلى رأسها الأمين العام، وكل العمل السياسي والاجتماعي والجهادي يرتبط بقرارات هذه القيادة، فكما تدير هذه القيادة العمل النيابي والوزاري، كذلك تدير العمل الجهادي في مواجهة إسرائيل، وبالتالي لا يوجد لا جناحان ولا قراران وإنما قرار واحد له تنظيمه وهيكليته للمتابعة. هذا ما نحن عليه حتى ولو حاول الآخرون أن يرونا بطريقتهم لتبرير خطواتهم.
9- هل إجراء محادثات لكم مع فرنسا أو بريطانيا وفي المرحلة اللاحقة مع أمريكا قد تحقِّق لهذه القوى بعض أهدافها للتهدئة في المنطقة ومساعيها لإحلال نوع من الاستقرار؟
من الطبيعي أن الحوار مع الدول الغربية يساعد على توضيح الصورة أكثر، وعلى جو من التهدئة السياسية التي تعكسها أجواء الحوار، لكن كما نعلم أن كلاًّ من المتحاورَين، حزب الله من ناحية والغرب من ناحية، سيستفيد من الحوار بحسب وجهة نظره، وفي آنٍ معاً هذا الحوار هو نتيجة لعدم جدوى الوسائل الأخرى، ونحن نعتبر أن الغرب حاول خلال الفترة السابقة أن يضغط علينا بالمقاطعة أو بتشويه السمعة من خلال الحديث عن الإرهاب، ولكن عندما وجد أن لنا حضوراً وتأثيراً واسعاً، ولا يمكن لأي حل في لبنان أن يمرَّ من دون مشاركتنا وموافقتنا، عندها وجد أن الحوار معنا ضرورة وفيه فائدة، لذا نحن منفتحون على الحوار مع الغرب طالما أن هذا الحوار فيه شيء من التكافؤ، وليس فيه إطار شكلي، بينما إلى الآن نحن نرفض الحوار مع الإدارة الأمريكية، لأننا نعتبره غير مجدٍ وغير نافع مع تسلط هذه الإدارة في مواقفها العدوانية تجاهنا.
10- هل تعتبرون أن فرنسا أو بريطانيا يمكن أن يصلوا لأهدافهم في التهدئة في المتوسط في الحوار مع حزب الله؟
الحوار لا يكون نافعاً إلا إذا كانت هناك إجراءات عملية تصاحبه في المنطقة، فإذا كان المقصود من الحوار التهدئة مع إسرائيل، هنا لن تساعد إسرائيل على هذا الأمر لأنها عدوانية ومحتلة للأرض، وبالتالي نحن كحركة مقاومة لا يمكننا أن نقبل بإسرائيل العدوانية. على هذا الأساس يمكن أن ينفع الحوار في أمور أخرى، وقد يساهم في توضيح وجهات النظر، بل قد يُبقي هذه الصلة التي يحتاج فيها كل طرف من الطرفين أن يوصل رأيه أو يُبدي وجهة نظره، لكن ليس بالضرورة أن تكون نتيجة الحوار حلول كاملة، هذا الأمر ليس معزولاً عن مُجمل الأحداث في المنطقة حتى يكون منتجاً.
11- ما هو الهدف الذي سيُحقِّقه حزب الله من الحديث مع فرنسا وبريطانيا؟
هناك عدة أهداف نستطيع تحقيقها من خلال الحوار مع فرنسا وبريطانيا ودول أخرى، أولاً نعرِّفهم على وجهة نظرنا مباشرة ونسمع منهم التعليق على هذه الوجهة، ثانياً نناقش قضايا ذات اهتمام مشترك إذ ربما قد نتوصل لبعض التفاهمات، ثالثاً هذا يحدُّ من حالة العداء، لأن البعد والمقاطعة تُسبب شيئاً من التشنُّج، رابعاً بالتأكيد أن هناك مصالح مشتركة يمكن أن تتحقَّق من خلال هذا الحوار، لكن بطبيعة الحال لا نبني على أن هذا الحوار سيُعالج المشاكل كافة وإنما يمكن أن يُعالج جزءاً منها.
12- هل بإمكانكم إعطاء مثل عن المصالح المشتركة؟
مثلاً عندما تتحاور فرنسا معنا، هي ترى أنها تحقِّق دخولاً إلى المنطقة من خلال أحد أبوابها وهو حزب الله، لتقترح بعض الحلول والأفكار وتطمئن على مصالحها وقواتها العاملة في جنوب لبنان، أن الحزب لن يكون له موقف سلبي منها، في المقابل عندما قبِل حزب الله بالذهاب إلى سان كلو ويقبل بالحوار، كان يريد أن يقول للغرب بأن حزب الله حزب محاور، له وجهة نظر، وليس بعيداً عن اللعبة السياسية في لبنان والمنطقة، وبالتالي هذا يُعطيه المزيد من التوضيح لصورته عن الرأي العام الغربي الذي شوَّشته إدارات البلدان الغربية بالتماهي مع إسرائيل.
13- ماذا تؤثر الصفقات الإيرانية مع فنزويلا وغيرها على حزب الله؟
عندما يمتلك حزب الله مجموعة من الصداقات والتأييد الدولي، هذا يُعطيه مكانة أفضل ويساعده بين الشعوب من أجل أن يكون له أنصار وإمتداد، بدل أن يكون العالم كله ضد هذا الحزب أو يواجهه، من المفيد أن تكون هناك دولاً ومنظمات في العالم تؤيد مقاومة حزب الله، وكلما كان لنا حشد من التأييد فهذا يؤثر على الرأي العام العالمي وصُنَّاع القرار، بينما لو كنا معزولين وحدنا فهذا يسهِّل الضغوطات علينا، إذاً نحن نحرص على وجود تأييد دولي وإقليمي للمقاومة، فهذا يُعطيها مزيداً من القوة.
14- ما هي نقاط الالتقاء مع الذين يختلفون معكم على الصعيد الايديولوجي، فأنتم إسلام وهم يساريون؟
نحن نبحث عن التأييد لموقفنا المركزي والأساسي وهو المقاومة وحقنا في تحرير أرضنا والدفاع عن أنفسنا، وهنا لا ننظر إلى أيديولوجية الأطراف المختلفة، وإنما ننظر إلى تأييدها ودعمها، حتى في لبنان نحن لنا تحالف مع قوى وطنية وقومية ويسارية وعلمانية، في الوقت الذي نختلف فيه معهم في الرؤيا الفكرية، هذا يعني أننا نحرص على الاجتماع على الموقف السياسي، يكفينا هذا الأمر فهذا يُعطي قوة وامتداد، أما المسألة الأيديولوجية فهي خاصة بكل جهة. نحن كحزب الله نعتبر أنفسنا حركة إسلامية متنوِّرة استطاعت أن تتخطى حواجز تقسيم العالم إلى من هو معنا وإلا فهو ضدنا، إلى تقسيم آخر له علاقة بالموقف السياسي الداعم، وبالتالي لا تقف الأيديولوجية عقبة في هذا الأمر.
15- هل سينجح حزب الله بتشجيع الاسلام في لبنان وهل سيقوم بإجراءات نوعية لتشجيع ممارسات إسلامية؟
الاسلام يدعونا إلى أن نُبلِّغ هذه الرسالة إلى الناس، لكن ما يطلبه منا رب العالمين هو أن نتصرَّف بحكمة، فالآية الكريمة تقول "أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، ويدعونا أن لا نُكرِه الناس على ما نؤمن به، فيقول " لا إكراه في الدين، فقد تبيَّن الرشد من الغي"، على هذا الأساس نعتبر أن الدعوة الاسلامية للناس هي دعوة للاختيار بحرية، فإذا لم يختاروا لا نعتبر هذا الأمر سبباً للعداء أو للمشاكل، خاصة عندما نكون في بلد واحد، ونحاول أن نبحث عن المشتركات الموجودة في السياسة والمواقف المختلفة، ونستمر في تبليغ ديننا وإسلامنا، ونستقطب بقدر ما نجد التجاوب موجوداً. نحن اليوم كحزب في لبنان استطعنا أن نكون الحزب الأول والأقوى في لبنان إذا لم أقل في المحيط العربي كافة، من حيث التأييد ومن حيث الرصيد الخاص، فضلاً عن الصداقات والعلاقات العامة، هذه هي طريقتنا في العمل، وكلما ازداد الناس المؤمنون بالاسلام من حولنا فهذا أفضل لكن هذا عائد لخيار الناس وحرية الناس.
16- ما هي قوة حزب الله على الصعيد العسكري والسياسي والمخابراتي؟
نحن لا نتحدث عادة عن الأعداد المنضوية في داخل حزب الله، ولا عن إمكاناتنا العسكرية، ونترك للناس أن يقدِّروا، نحن لنا حركة منظَّمة وفاعلة في كل المجالات، ونتائجها تظهر بشكل مباشر، لكن اهتمامنا الأساسي هو أننا حزب لبناني، ليس لنا امتدادات في الدول الأخرى، بمعنى أنه لا توجد أحزاب تابعة لحزب الله في الدول الأخرى. أما الصورة التي يُعطوننا إياها فهي تختلف من جهة إلى جهة أخرى، لا أعلم ماذا تقصد بقوتنا، ما نحن عليه نعبِّر عنه بشكل مباشر، وتستطيع أن تترصَّد النتائج فترى مثلاً أننا في عدوان تموز استطعنا أن نهزم اسرائيل، هذه القوة حقيقية وليست نظريات، وفي مجال السياسة نحن فاعلون في الوضع اللبناني، إلى درجة أنه لا يمكن لحكومة أن تتخطانا، فنحن جزء أساسي في البلد، هذه بعض مشاهد القوة السياسية والعسكرية، لكن لن أدخل في التفاصيل والأرقام.
17- حضرتك شخص غامض، ونحب أن نعرف عن وضعك العائلي وهواياتك وما إلى ذلك في ظل الضغوطات على عاتقك؟
طبعاً لدي حياة عائلية، فأنا متزوج ولدي ستة أولاد، وأتابع شؤون الحزب وكذلك لدي مطالعاتي ومؤلفاتي الشخصية، وأنا أهتم بالموضوع الثقافي بشكل عام، ولدي تنظيم للوقت يساعد على أن أقوم بالاهتمامات المختلفة، إلا أني طبعاً لا أتوسَّع كثيراً في النشاط الاجتماعي بسبب الظروف الأمنية، لكني لا أشعر أني أحتاج إلى شيء لا أقوم به، لكني أمارس حياتي الطبيعية بقدر الإمكان، وهذه الضغوطات التي تتحدثون عنها هي طبيعية أثناء العمل، فعندما يتحرك الانسان ويكون راغباً بما يقوم به ومقتنعاً به فإنه لا يشعر بالتعب ولا بالعناء بل باللذة، خاصة عندما نرى النتائج الإيجابية لأعمالنا.
18- هل هناك شيئاً في الحضارة الغربية يلفت اهتمامك؟
أنا ليس لدي هوايات كثيرة، لكن لدي هواية المطالعة بشكل كبير جداً، وأحب الرياضة وأمارسها من حين لآخر، وأتابع في التلفزيون نشرات الأخبار، وتهمني البرامج العلمية التي فيها بعض الاكتشافات وتحليل بعض الأمور الكونية، هذه أبرز ما في الأمور التي أهتم بها. أنا أنظر إلى الحضارة الغربية ككتلة متكاملة، فأجدها تحمل المشاكل الكثيرة والتعقيدات الكثيرة، ولا يمكن الحديث عن جزء بمعزل عن الأجزاء الأخرى، يعني في الوقت الذي أرى فيه أن التنظيم والتقدم العلمي أمر مهم أرى أن الفساد وتحلُّل الأسرة أمر خطير، عندما أجد أن الاهتمام بالتعليم وتهيئة الظروف المناسبة للفرد كي يصبح متعلماً ومثقفاً، لا يعجبني بالمقابل الاهتمام المفرط باللهو وساحات القمار والخمر وما شابه. إذاً الأمور ليست جزئية وإنما متكاملة، ونظرتي الإجمالية أن الغرب لم يقدم تجربة رائدة للإقتداء، وإنما لديه أشياء جيدة وأخرى سيئة.