مقابلات

المقابلة التي أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية BBC مع نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في 2019/12/6 :

المقابلة التي أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية BBC مع نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في 2019/12/6 :
المقابلة التي أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية BBC مع نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في 2019/12/6 :

سؤال : ما مدى جديّة هذه الأزمة على لبنان؟ وماذا يتطلب من لبنان في هذه المرحلة ؟

جواب : بالتأكيد المسألة خطرة جداً في لبنان، وبالتالي ترى كيف يحصل الإنهيار في المسألة الاقتصادية والمالية،  وكيف يعاني الناس من مسألة انخفاض قيمة العملة اللبنانية، ولا يمكن أن نقبل أن تستمر الأمور هكذا، لذا قلنا بكلِّ وضوح يجب أن تتشكل الحكومة من أجل وقف هذا الانهيار والانحدار، وهناك من يعمل على أن يضر بلبنان وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وكل يومين أو ثلاثة أيام وزير الخارجية بومبيو يصرِّح أنه لا يريد أن يرى حزب الله في الحكومة ولا يريد أن يرى حزب الله في الحياة السياسية اللبنانية، وحزب الله هو جزء من هذا الشَّعب، فلتكفَّ أمريكا تدخلاتها.

سؤال : وزير الخارجية في الولايات المتحدة بومبيو كالحكومة البريطانية تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، ولذلك قال ما قاله

جواب : ما يهمنا كيف ينظر شعبنا إلينا, نحن بالنسبة إلى شعبنا كحزب الله مقاومة حرّرت أرض، تمثّل الناس بشكل صحيح وتعمل من أجل خدمات الناس ومصالح الناس ومستقبل الناس، ولأن أمريكا وبريطانيا هم مع إسرائيل المحتلة المعتدية المجرمة، هم يتخذون موقفاً سياسياً يعارض حزب الله، وأن يصنفونا إرهاب لا يعني أنهم محقّون، نحن نعتبر أن أمريكا هي رأس الإرهاب في العالم لأنها لا تعدل، ولأنها لا تنظر إلى مصالح الشعوب كذلك بريطانيا.

سؤال : أنتم جزء من محور تقوده إيران يواجه إسرائيل, وضمنا ضد الولايات المتحدة أيضاً. إيران في مشكلة أليست كذلك، فهناك تظاهرات ضدها في العراق، وكان هناك تظاهرات في الداخل الإيراني، أصدقاؤك في إيران في مشكلة حقيقية أليس كذلك ؟

جواب : أولاً نحن لا ننكر أنّنا جزء من محور تقوده إيران، لأن إيران ترفع قضايا حقوق الشعوب، وتدعم المقاومة وتؤمن بالعدالة وتؤمن بتحرير فلسطين، هذا شرف بالنسبة إلينا أن نكون في هذا المحور الذي يسعى لمصلحة شعوب المنطقة، أما أن تكون هناك مشاكل في داخل إيران بسبب قرار رفع أسعار البنزين هذا شأنٌ داخلي يتعلّق بإيران، صحيح أنَّ المتظاهرين بدأوا مباشرةً بالتكسير والحرق والتخريب، وأصبح واضحاً أنَّ أمريكا ومن معها يشجعون هذا النوع من الأعمال لأنهم لا يريدون الإستقرار في داخل إيران.

سؤال : هل المشاكل في لبنان  وفي إيران تعني أخباراً جيِّدة لإسرائيل والولايات المتحدة؟

جواب : بالتأكيد، كلُّ فوضى في لبنان لمصلحة أمريكا وإسرائيل، كل خطر على لبنان لمصلحة أمريكا وإسرائيل، كل فتنة في لبنان هم بالأصل يكونون وراءها لأنَّ الشعب اللبناني لا يريد فتن، لا يريد اقتتالاً داخلياً ولا يريد مشاكلاً، يريد حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والمالية، لكن هؤلاء يدخلون على مشاكله لأخذه إلى أماكن أخرى، أن أعتقد أن الشعب اللبناني واعٍ ولن نكون فيما يريدونه.

سؤال : الآن مع حلفائك في إيران لديكم ترسانة صواريخ منها الصواريخ الدقيقة التي قد تستخدمونها في حربٍ مع إسرائيل، تحت أي ظروف قد تستخدمون هذه الترسانة من الأسلحة؟

جواب : نحنُ مقاومة نقوم بعملية دفاعية، إذا اعتدت إسرائيل علينا سنردُّ الاعتداء وبالتالي ليس لدينا أفكار تتعلق بالمبادرة في مواجهة إسرائيل، إنما لدينا تصميم وعزيمة أن نرد على إسرائيل إذا اعتدت بأقصى ما يمكن حتى نمنع اعتداءها ونمنعها من تحقيق أي انتصار أو أي إنجازٍ علينا، قوتنا دفاعية وسنستمر بزيادتها ونزيد من امكاناتها لأن إسرائيل لا تفهم إلا بهذه اللغة ولا ترتدع إلا إذا كنا أقوياء.

سؤال : ماذا لو قامت إسرائيل أو الولايات المتحدة بمهاجمة إيران، هاجمت المنشآت النووية فهل ستستخدمون أسلحتكم ضدَّ إسرائيل؟

حواب : لا أعلم ما الذي يمكن أن يحصل، لكن ما أعرفه أنَّ أي عدوان بهذا المستوى يمكن أن يشعل المنطقة بأسرها، وعندها من يدخل على الخط ومن يقاتل هذا أمرٌ لا أستطيع أن أتصوره الآن، ولكن ما أستطيع أن أؤكده أن أي خطر كبير بهذا المستوى قد يجعل المنطقة مشتعلة بأسرها وسيتحمل من قام بالعدوان مسؤولية كبيرة وردود فعل كبيرة جداً.

سؤال : هذا يبدو تهديداً بالنسبة لي

جواب : يمكنك أن تفسّر ما تريد، المسألة لا علاقة لها لا بتهديد ولا بعدم تهديد، نحن جماعة من حقنا أن ندافع عن أنفسنا في مواجهة إسرائيل ومن حق أهل المنطقة أن يدافعوا عن أنفسهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

سؤال : إسرائيل تملك مشاكلها السياسية الخاصة في هذه الأثناء، وهل تعتقد أن فرص الحرب مع إسرائيل من العام الماضي تصاعدت أو انخفضت؟

جواب : تقديري أن الحرب مع إسرائيل مستبعدة في هذه المرحلة ليس لأنه يوجد مشاكل سياسية في إسرائيل وإن كانت مؤثرة، لكن لأنه يوجد توازن ردع حقيقي بين إسرائيل وحزب الله وحماس والجهاد في فلسطين، وتوازن الردع هو الذي يؤثر في عدم وجود الحرب لأنها غير مضمونة بنتائجها كما يتوقعون.

سؤال : لماذا قاتلتم إلى جانب الرئيس الأسد، لأن الكثيرين من السوريين يعتبرونه دكتاتوراً؟

جواب : الشعب السوري كان إلى جانب الرئيس الأسد، ومن كان ضدَّه تبيّن أنهم كانوا مأجورين، قاتلوا وجاؤوا من ثمانين دولة في العالم وتحت لواء داعش والنصرة، وبالتالي هؤلاء التكفيريون كانوا يموَّلون من السعودية والإمارات وأمريكا والدول الأوروبية، إذاً هؤلاء كانوا ضد النظام والشعب في سوريا، نحن قاتلنا إلى جانب النظام والشعب في سوريا، والدليل على ذلك بعد ثمان سنوات من الحرب، الآن تعود الحياة الطبيعية إلى كل القسم الذي حررها الرئيس بشار الأسد بالتعاون معنا ومع إيران.

سؤال : الآن أنتم وحلفائكم في إيران وآخرين ساعدوا على خلق أرضية خدمت لعشر سنوات، وهذا أمرٌ ناسب منظمتكم وهذا يتغير أليس كذلك؟ مع العقوبات على إيران والحصار الاقتصادي عليكم وانتقادكم هنا في لبنان، هل تعتبر أن الأرض تتخلخل من تحتكم؟

جواب : ما يحصل في لبنان هو ضد لبنان، ما تفعله أمريكا في لبنان هو ضد الشعب اللبناني، الجوع لا يعرف طائفة ولا مذهب، الأزمة المالية تشمل جميع الناس، لسنا نحن وحدنا المستهدفون في ذلك بل كل الشعب اللبناني مستهدف، حتى ولو كان ما يريدونه هو ضربنا لكن لن يستطيعوا ذلك، أن أعتبر أننا في وضع معقول جداً، وأنَّ النجاحات التي حققناها في السنوات الأخيرة من الانتصار على إسرائيل بتحرير جنوب لبنان، من الإنتصار على داعش بتحرير شرق لبنان، كذلك من المساهمة في سوريا في تحريرها، هذه إنجازات عظيمة تسجل لحزب الله ولمحور المقاومة، وبالتأكيد يريدون معاقبتنا عليها اكن نحن لا نعتبر أنهم نجحوا.