مقابلات

المقابلة التي أجرتها معه صحيفة الديار اللبنانية في 1/12/2008

سنواجه اسرائيل بالقوة دون خجل اما في الداخل فالاحتكام ‏للشعب وفق الاصول

*ضحينا من موقعنا كلبنانيين وحصلنا على نتائج فليرنا الآخرون ما الذي صنعوه لمصلحة البلد

*مشروعنا الدولة القوية القادرة والعادلة وملتزمون اتفاق الطائف والفيدرالية خراب ‏للبلد

حاوره: ياسر الحريري

دائما يتسم بالهدوء ولا تغادره الابتسامة.

يفسر الموقف ويعطي الاشارات حول المعلومة ولا ‏يقولها.

يملك قوة الحجة والتحليل وعلما انه مصدر الخبر والمعلومة ولكن يقارب المسائل ‏برحابة صدر ويقدم اطروحة حزب الله في مختلف القضايا صغيرة كانت او كبيرة.

‏ نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لا يتأخر في اعطائنا الموعد، وبذات الوقت لا ‏يترك سؤالا يمر مرور الكرام، وان كان تفصيلا داخليا، فيبدي رأي حزب الله وموقفه بشكل ‏مباشر.

‏ الشيخ ابو محمد يطوع الفكرة لتخدم موقفه ويناقش رأي غيره، يقبل يرفض يحاول الوصول الى ‏النقاط المشتركة مع الآخر.

لان المصلحة الوطنية تقتضي قبول الآخر والوصول معه الى المشترك.

‏خصوصا في الحوار.

الشيخ «ابو محمد» عالم مثقف واسع الاطلاع عقيدة وفكرة وسياسة وادبا يملك نواصي ‏الكلمة، الخاتم في يمينه.

فيما تظن انك تسعى لحشره بالسؤال، علّ وعسى يعلن موقفا تريد ان ‏تخرج به كصيد سياسي او اعلامي ثمين.

ومع ذلك تخرج من عنده وفي الجعبة جملة عناوين سياسية ‏هامة وحساسة حول المقاومة والمواجهة مع العدو الصهيوني.

وهنا يصبح الكلام قاسيا ‏ومباشرا.

اما في الداخل حول طاولة الحوار والانتخابات واختلاف الرؤى فاللهجة تتغير ‏فورا.

وتصبح امام ضرورة الحوار والحفاظ على صيغة العيش المشترك وتطبيق اتفاق الطائف، ‏وتكوين مجتمع المقاومة الذي بدوره يحمي لبنان ويعزز استقلاله واستقراره وسيادته، ولا يمكن ‏ان يتحقق ذلك.

بالنسبة لنائب الامين العام لحزب الله، الا بوجود الدولة القوية القادرة ‏والعادلة.

‏ اهمية الحوار والحديث مع الشيخ نعيم قاسم هو انك تفهم اكثر ان حزب الله يريد ان يحاور من ‏يختلف معه لمصلحة لبنان دون النظر الى اية مصلحة سوى مصلحة لبنان دون تبعية او وصاية ‏لاحد، وانه عندما يفتح الصفحة مع اسرائيل، فهذه الدولة لا تفهم الا منطق القوة ‏والمواجهة، ومجتمع المقاومة هنا هو الشامل ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، يجعل باراك في فشل ‏دائم لانه لن يجد احدا في لبنان ليراهن عليه.

‏ تستطيع انت وتحاور الشيخ ان تطمئن انك امام قيادي من الصف الاول، كما هو متفقه بامور ‏الدين فهو كذلك في السياسة، وان اختلفت المعايير في الثانية، الا انها تبقى ضمن الثوابت ‏التي يرسمها حزب الله لنفسه، رضى الله والالتزام الواضح بهموم الناس ومشاكلهم والاعتماد ‏دائما في الاستحقاقات الوطنية على اصحاب «الضمائر الحرة» الذين هم في طليعة جماهير ‏المقاومة وحزب الله دائما.

‏ ليس لدينا تقية.

هذا ما يؤكده نائب الامين العام.

فمشروع حزب الله واضح في الخطاب ‏السياسي والممارسة والسلوك، وحزب الله ملتزم باتفاق الطائف وهو يتمثل في المجلس النيابي ‏ومجلس الوزراء، لكن المشكلة يراها الشيخ في تطبيق الطائف.

وفي المقلب الشعبي وفي التفاصيل ‏يؤكد ان حزب الله سيطلب في مجلس الوزراء تخفيض صفيحة البنزين.

اي ان الشيخ ابو محمد نعيم ‏قاسم يجعلك تذهب معه الى كل الاهتمامات.

فحزبه الذي يواجه اعتى عدو في المنطقة للعقيدة ‏والارض والهوية، هو ايضا يهتم بامور الناس المعيشية والحياتية، وليس صحيحا انه مشروع ‏سلاح فحسب.

‏ اما بالنسبة للحلفاء فتجد عند حزب الله ذات الاصرار السابق.

لا يتغير ولا يتبدل.

منح ‏الحلفاء الذين منعهم القانون الانتخابي من ان يكونوا ممثلين لتجمعاتهم في المجلس المقاعد وفق ‏الاصول الدستورية لان الحساب عند حزب الله حسب المعارضة وليس الشخصانية.

او الحساب الخاص.

‏وبرأي الشيخ نعيم ان هذا الامر يلقى تجاوبا من جماهير حزب الله في لبنان.

لذلك يرى ان ‏الانتخابات ستجري ولا مصلحة لاحد في تعطيلها الا من يعلم مسبقا انه سيخسر مقاعده.

مع ‏الاشارة الى ان الانتخابات هي معركة خيارات سياسية بامتياز وليست مسألة علاقات شخصية ‏وصداقة، وان الشعب سوف يحسم خياراته السياسية.

‏ ‏«الديار» حاورت نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في شتى الموضوعات والملفات ‏اللبنانية وحصلت على اجوبة واضحة في رؤية حزب الله وتحليله للقضايا والمعطيات الداخلية ‏وعلى صعيد المقاومة والمواجهة مع اسرائىل.

وكان حوار الآتي:‏ ‏* بداية منذ ايام حصلت جملة موضوعات اهمها ما قاله الرئيس امين الجميل والرد عليه حول ‏الفيدرالية والرجل قال ان اتحدث عن اللامركزية الموسعة عدا عن كلامه عن سلاح المقاومة، ‏فهل تعتقد ان كلامه انتخابي ام في اطار المشروع السياسي؟ ‏- لا اريد ان اناقش خطاب السيد امين الجميل فاذا كان لديك اسئلة محددة خارج دائرة هذا ‏الخطاب حتى لو كانت بمضامينها فانا حاضر للمناقشة.

‏ ‏* هذا الكلام للنشر؟ ‏- طبعاً.

‏ ‏* اذن السؤال ان اللامركزية الادارية وردت كبند في اتفاق الطائف فهل حزب الله الآن مع ‏اقرار اللامركزية الادارية الآن؟ ‏- اللامركزية الادارية مشروع مطروح في مجلس النواب وتأخر اقراره بسبب التجاذبات ‏السياسية المختلفة، وبشكل موضوعي لا بد ان تكون هناك ضوابط تؤدي الى اللامركزية الادارية ‏لتسهيل امور الناس، فعندما نناقش الامر من جهة تسهيل على الناس ويمكن تخفيف ‏البيروقراطية الادارية فهذا امر حسن وهو اداري بحت لتسهيل امور الناس.

‏ ‏ ان هذا الامر يختلف تماما عن الفيدرالية والتقسيم وكل العناوين الاخرى التي تجعل للطوائف ‏كانتونات داخل الكيان الواحد، نحن نرفض اي شكل من اشكال الكانتونات.

او اي شكل من ‏اشكال النقاء الطائفي الذي يؤدي الى استقلال كل طائفة عن طائفة اخرى في داخل البلد ‏الواحد.

بكل الحيثيات والتفاصيل، امامنا اتفاق الطائف.

والتجربة اللبنانية، التي وزعت ‏عدد اعضاء مجلس النواب على الطوائف والمذاهب وتحدث اتفاق الطائف عن الغاء الطائفية ‏السياسية وامور اخرى نحن نعتبر ان المشكلة هي في التطبيق، علينا ان نبحث عن اسباب الخلل ‏في التطبيق فنطبق اما ان يكون هناك محاولة لتقسيم لبنان او فدرلته فهذه مشكلة كبرى، ‏تؤدي الى خراب البلد، وان يصبح لبنان حصصاً للدول الاجنبية وكذلك هذا الامر يضر بوحدة ‏لبنان، ونحن مع وحدة لبنان ومع كل المعالجات التي تسهل امور المواطنين، ولا تميز بين الطوائف ‏جغرافياً ولا سياسياً.

‏ ‏} المشروع السياسي لحزب الله }‏ ‏* هناك دائما اتهام موجه ضد حزب الله ان لديه مشروعاً سياسياً خاصاً يتلطى بشعارات وطنية ‏ويقول14 آذار.

ان مشروع حزب الله الخاص له ارتباطاته الاقليمية، فما هو مشروع حزب الله ‏الحقيقي في لبنان؟ ‏- حزب الله له مشروع مكشوف وواضح ومعلن ليس فيه تقية ولسنا في زمن نحتاج فيه لحماية ‏الناس من الاغيار، وعلى هذا الاساس كل ما لدينا نعلنه بشكل واضح، هذا اولا والامر ‏الثاني، هناك ممارسة عملية وسلوك سياسي واجتماعي وثقافي وميداني يراه الناس جميعاً.

‏فاذا اراد احد ان يحاسبنا، او ان يناقش فكرتنا او مشروعنا عليه ان يعود الى ادبياتنا ‏من ناحية وخطابنا السياسي ومن ناحية اخرى الى تطبيقاتنا العملية الموجودة على الارض، ‏وهنا ليس من الصحيح ان يكون النقاش على النوايا او على التصورات المحتملة في ذهن من ‏يناقش هذا التصور لاننا امام وقائع.

‏ لو قاربنا تحرير حزب الله منذ سنة 1982 حتى الآن سنجد ان الوثيقة الرسمية التي اعلنت في سنة ‏‏1985 (الرسالة المفتوحة) وضعت التصور الذي يريده حزب الله في المسائل المختلفة، وانا هنا ‏اتحدث عن العناوين الاساسية، وليس عن بعض المتغيرات، التي تحتاج الى تبيان وتوضيح.

ونحن في ‏الممارسة العملية شاركنا في الحياة السياسية من خلال النواب ودخولنا الاخير في الحكومة ‏واعلنا مراراً وتكراراً باننا ملتزمون باتفاق الطائف وبضوابط الدستور.

وكنا نعبّر في ‏المواقع المختلفة، عندما كنا نرفض او نختلف او نعترض بالتظاهر او الموقف السياسي وهي ‏تفاصيل يحميها الدستور اللبناني وفق القواعد المعمول بها.

‏ نحن في الحركة السياسية الداخلية لنا نشاط فعّال وواضح وحيوي ومكشوف امام الناس اما ‏فيما يتعلق بالمقاومة، فالمقاومة هي في صلب مشروعنا لاننا نعتقد بانه لا يمكن تجنب الخطر ‏الاسرائيلي والحد من مشروعها التوسعي ومنعها من استغلال الساحة اللبنانية الا بالمقاومة ‏العسكرية، وقمنا بتجربتنا وقام الآخرون بتجاربهم.

فتبين ان المقاومة هي التي حررت مع ‏الجيش والشعب وتبين ايضا ان المقاومة هي التي استطاعت ان تطرد اسرائيل وان تمنعها من ‏استغلال لبنان لمصالحها، وكل هذا عاد بالنفع على لبنان، لان الذين استشهدوا هم ‏لبنانيون، والذي تحرر هي الارض اللبنانية والذي اكتسب قوة ومعنويات في مواجهة المخططات ‏الاسرائيلية هو الدولة اللبنانية اذن اين هو المشروع الخارجي في هذه الخطوات والانجازات ‏والنتائج التي نراها امامنا.

‏ اما ان دولا في المنطقة تستفيد من هذه النتائج، فهذا امر طبيعي، لانه عندما يربح لبنان ‏في قضايا معينة سوف تسر بعض الدول، وعندما يخسر في حالات اخرى سوف تسرّ دول اخرى.

وانا ‏لايعنيني من يفرح ومن يغضب من دول، ما يعنيني ان اداءنا منسجم مع مصلحة لبنان وفق ‏تقييمنا، فاذن هاتان تجربتان امام الجميع تجربة المقاومة وتجربة العمل الساسي، وطروحاتنا ‏نناقشها في العلن، من عنده تعليق يستطيع ان يناقش هذه الاطروحات ونرد بقناعاتنا ونثبت ‏للعالم بما لا يقبل الشك، اننا ضحينا من موقعنا كلبنانيين وحصلنا على نتائج لمصلحة لبنان ‏فليرنا الآخرون ما الذي صنعوه لمصلحة لبنان وليكن الحكم في النهاية لصناديق الاقتراع.

‏ لكن دائماً هناك ربط بين السلاح والمشروع السياسي لذلك يخرج بين الحين والآخر مثل الدكتور ‏جعجع وغيره ليربطوا سلاح حزب الله بالمشروع السياسي، ويقولون لاهداف سورية او لاهداف ‏ايرانية وبالتالي لاجندة اقليمية هدفها خلط الاوراق والحصول على مكاسب؟ ‏} الحياد الايجابي.

خط في المشروع الاسرائيلي }‏ المقاومة عانت الكثير من نشأتها حتى وصلت الى ما وصلت اليه وحوصرت مرات عديدة، كي لا تكون ‏مقاومة واثبتت نفسها من الموقع اللبناني ومن الداخل اللبناني.

والآن هذه المقاومة، ‏تعمل بشكل واضح في مواجهة العدو الاسرائيلي، وهذا هو مشروعها، وهناك فئات لا يعجبها، ‏ان يكون المشروع الذي يواجه اسرائيل، هو هذا المشروع المقاوم، لكنها لا تقدم بديلاًَ.

‏ ‏* يتحدثون عن الحياد الايجابي؟ ‏- الحياد الايجابي، المشكلة فيدرالية ضمن خط المشروع الاسرائيلي، فاما ان تكون منه واما في ‏مواجهته.

ولايستطيع احد من آثار هذا المشروع الاسرائيلي وهنا لااتكلم نظريات، من الذي ‏اوجد تجربة سعد حداد وبعده لحد، واقتطع حداد بمساحة 10% من مساحات لبنان لتكون دويلة ‏صغيرة، وكانت مؤهلة لتتسع اكثر وان تؤثر على مستقبل لبنان لو لم تكن المقاومة التي ‏اضطرت اسرائيل ان تخرج عام 2000 بسببها وتهرب من ضربات المقاومة، ويصبح لبنان متحرراً ‏من هذه السلطة الاسرائيلية ذات لابعاد العسكرية والسياسية والثقافية.

‏ ان مشروع المقاومة هو مشروع انقاذي للبنان، وهو لمصلحة لبنان، وبعض الذين يعترضون لا ‏يقدمون الحلول في مواجهة الخطر الاسرائيلي.

‏ ‏} المنظرون لدور اميركا في لبنان }‏ ‏* هل لانهم مرتبطون باحلاف دولية مع الولايات المتحدة الاميركية؟ ‏- ما رأيناه حتى الآن هو ان العلاقة مع اميركا والدول الاوروبية واللجوء الى مجلس الامن لم ‏يكن في يوم من الايام يؤدي مصلحة لبنانية، وانها هناك مطامع اميركية، تحدثت عنها رايس، ‏عندما قالت في اليوم التاسع لحرب تموز انها ترى الامر مخاض ولادة شرق اوسط جديد من بوابة ‏لبنان، اذن المشروع الاميركي واضح، وهو السيطرة على لبنان وتجريده من قوته لترتاح ‏اسرائيل، والانطلاق لمشروع الشرق الاوسط الجديد، هنا السيطرة الاميركية ليست لمصلحة لبنان، ‏وانما تريد ان تجعل لبنان تبعا لها وان تكون وصية على لبنان ونحن نرفض التبعية والوصاية ‏من اي جهة كانت، والفريق الذي ينظر لدور الولايات المتحدة الاميركية كان يعوض ضعفه ‏الميداني والعملي والشعبي باستقدام هذه القدرة الخارجية لتعديل موازين القوى في لبنان، ‏نحن كحزب الله ومعارضة لم نستقدم قوى خارجية لتعديل موازين التأييد الشعبي في لبنان انما ‏اعتمدنا على قناعة الناس في طروحاتنا التي قدمناها.

‏ ‏} اسرائىل لا تواجه الا بالقوة }‏ ‏* هل تقول استقدموا اسرائيل في تموز؟ ـ انا أقول استقدموا الضغوطات السياسية وما يمكن ان تنتج عن هذه الضغوطات التي تشكل ‏عوامل مساعدة تارة بارادتهم وأخرى بغير ارادتهم لأن الموضوع ليس بتخطيطهم وارادتهم وانما ‏هناك مشروع كبير تخطط له اميركا بالتعاون مع اسرائيل من اجل الامساك بالورقة اللبنانية ‏على هذا الاساس نحن نعتقد اننا نعمل بشكل طبيعي وفي الداخل يكون كل الاحتكام للشعب ‏اللبناني وفق القواعد الدستورية واثارة الموضوع من ان المقاومة موجودة وقوية هي محاولة ‏لصرف النظر عن المشكلة الحقيقية الكبيرة التي اسمها اسرائيل، واسرائىل هذه لا تواجه الا ‏بالقوة ونحن نعلن بالفم الملآن لن نخجل ولن نتراجع عن استخدام القوة في مواجهة اسرائىل ‏وسنزيد من هذه الفعالية ما امكننا ذلك حتى لا تتجرأ اسرائيل على انتهاك خصوصية لبنان ‏او العمل لتغيير المعادلة فيه لمصلحة مشروعها الاسرائيلي والشرق اوسطي.

‏ ‏} طاولة الحوار نتيجة وجود رؤيتين }‏ ‏* عملياً في قسم كبير في البلد لا يوافقك الرأي بذلك لذلك هناك طاولة حوار تبحث ‏الاستراتيجية الدفاعية والنقطة الهامة انهم يعتبرون ان القرارات الدولية هي المدخل، وانتم ‏تقولون ان هذه القرارات لم تكن يوماً حلاً او انها هي التي اخرجت اسرائيل من لبنان لذلك ‏يقولون تريد استيعاب السلاح ولا نريده لانه يستدرج اسرائيل فكيف يمكن التوفيق وهل هناك ‏تسويات في هذه القضية وهل يمكن ان يدخل حزب الله في هكذا تسوية خصوصاً اننا نسمع باراك ‏يهدد مؤخراً فيما فريق من اللبنانيين يتحدث عن السلاح ولا يلتفت الى كلام بارك؟ ـ اتفقنا كلبنانيين على أن تنعقد طاولة حوار لنعالج مجموعة من القضايا الاساسية ومنها ‏الاستراتيجية الدفاعية ولولا وجود خلاف في وجهات النظر لما كان هناك حاجة لطاولة الحوار ‏ولولا ان الخلاف على مستوى استراتيجي وعلى مستوى كبير لما كانت هناك حاجة لاعطاء طاولة هذا ‏الزخم والمستوى من نقاش قضية مفصلية لها علاقة بمستقبل لبنان ودوره وخصوصيته وحضوره في ‏المنطقة نحن لا ننكر انه يوجد رؤيتان في لبنان لكن هذا لا يحل من خلال التظاهرات الاعلامية ‏او المناكفات السياسية والبهورات التي تحصل بين حين وآخر وانها تعالج بنقاش هادىء وكل طرف ‏يقدم مشروعه ورؤيته ونحاول من خلال المشروعين ان نفتش على القواسم المشترك وان نعالج نقاط ‏الخلاف بالحكمة ربما نقدّر كجماعة تتحاور المصلحة اللبنانية وبانتظار ان تحسم طاولة الحوار ‏الاتجاه ان نحترم بعضنا بعضاً وان ننصرف للقضايا التي تهم الناس حقيقة وان نعد العدة ‏للتعبير عن حضورنا ووجودنا كل من موقعه خصوصاً اننا مقبولون على انتخابات نيابية وان ‏نلتفت في الوقت نفسه ان هناك خطراً حقيقياً وفعلياً داهماً، اسمه الخطر الاسرائيلي حيث ‏اسرائيل في اجوائنا اكثر من 20 مرة في اليوم وبتصريح تقرير الامم المتحدة يبرز هذه ‏القضية بوضوح نحن رؤيتنا ان هذا الخطرالاسرائيلي لا يمكن مواجهته بالهروب، وانما يجب ‏مواجهته بابراز القوة التي رآها قبل التحرير وتحررت الارض بسببها واثناء عدوان تموز ‏فانهزم الاسرائىلي بسببها هذه القوة يجب ان نعززها، ونحن ندعو الى تعزيز قدرة المقاومة ‏وتوسيع دائرتها والتأكيد على مجتمع المقاومة، الذي يعطي كل من موقعه بما يخدم مشروع ‏الاستقلال ومواجهة اسرائىل هذا هو الاتجاه في الوقت الحاضر، واذا كان هناك من يريد التغيير ‏في المسار العام، هذا يرتبط بطاولة الحوار، ولن يكون الامر سهلاً ان ننتقل من حالة ‏المواجهة الى تعديل المواجهة دون مشروع واضح يجعل اي انتقال الى فكرة اخرى ومشروع آخر ‏فيه مصلحة لبنان.

‏ ‏} تفسير المجتمع المقاوم }‏ ‏* حتى تعبيركم «مجتمع المقاوم» تعرّض للانتقاد من قبل بعض النواب السابقين، حيث رأى ان ‏الخلاف في لبنان هو بين من يدعو الى مجتمع المقاومة ومن يدعو الى مجتمع السلام والسلاحة ‏والاستقرار اي ان المسألة لم تعد خلافاً سياسياً بل خلافاً في الثوابت وفلسفة الفكرة؟ ـ أنا اوافق معك انه يوجد رؤيتان ونحن عندما ندعو الى مجتمع المقاومة نقصد فيه ان يكون ‏لبنان قوياً بجيشه وشعبه ومقاومته، وتكون نسبة القوة بحسب الظروف الموضوعية التي تقبل ‏توزيع هذه القوة ربما يحقق للبنان قدرته للدفاع عن نفسه في مواجهة اسرائىل.

وفي مجتمع ‏المقاومة تعاطف الناس مع مشروع الناس وتثقيف الناس على البلد السيد الحر المستقل وتحمل ‏التبعات عندما نكون امام تهديد يريد زوال لبنان او تقسيمه او تبعية لبنان مجتمع ‏المقاومة بالنسبة الينا وليس توزيعاً للسلاح على كل الناس وانما هو رؤية تحتضن فكرة ‏مواجهة اسرائىل بالقوة التي تتيسّر لنا من المقاومة والجيش بطريقة تجعل الخلفية الشعبية ‏خلفية داعمة ثقافياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً واخلاقياً بما يجعل اسرائيل غير قادرة ‏على اللعب على تناقضات المجتمع اللبناني وتجعل باراك يفشل في المراهنة على ان الانتخابات ‏النيابية القادمة ستكون مؤثرة، اذا دعم قوى الاعتدال التي تصب في المصلحة الاسرائيلية ‏حسب وجهة نظره لنقول لباراك وغيره ان ليس لدينا في لبنان قوى يمكن ان تنفعك لا في ‏الانتخابات ولا في غيرها وهذا يتحقق من خلال المجتمع المقاوم.

‏ على كل حال هي رؤية، يستطيع القبول بها من يشاء ويرفضها من يرفض على طاولة الحوار، ‏لنصل الى القواسم المشتركة.

‏ اما ان نخترع تعابير أخرى اسمها «مجتمع السلام» او «مجتمع السيادة» او «مجتمع الحرية» فهي ‏تعابير لا تعدو كونها انشاء عربياً ليس له مدلول واضح وتفصيل فماذا يعني من يطالب بلبنان ‏مجتمع السلام ان يكون لبنان مستسلماً لدخول اسرائيل اليه ساعة تشاء او لن يكون لبنان ‏قادراً على صنع سلامه بما يمنع اسرائيل من الدخول اليه فاذا كان التفسير الاول فهو استسلام ‏اما اذا كان التفسير الثاني فهو مجتمع المقاومة، ومجتمع المقاومة بالنسبة الينا هو الذي ‏يصنع السلام والسيادة والحرية والاستقلال وكل هذه الشعارات وقد رأينا ماذا صنع بعض ‏اصحاب هذه الشعارات الذي كاد ان يذهب لبنان الى الأجنبي.

‏ ‏} الانتخابات خيارات سياسية وليس علاقة صداقة }‏ ‏* الواضح ان الخلاف الحاد في فلسفة الفكرة واستراتيجيتها ويمكن القول انه حاد وكالخطين ‏الذين لا يلتقيان ابداً.

بناء عليه فالحديث عن الانتخابات يجري تحت عنوان انها معركة ‏خيارات سياسية و8 آذار و14 آذار يصرحان بذلك، والعدو سيقرر مصير البلد فهل تعتقد ان ‏الانتخابات النيابية ستجري في موعدها فيما هناك تخوف سياسي وشعبي بعدم اجرائها نتيجة ‏عرقلة اسرائيلية او اميركية او عربية؟ ـ ان تكون الانتخابات النيابية هي انتخابات على خيارات سياسية فهذا طبيعي وصحيح وصحي ‏في آن معاً.

اذ لا يعقل ان تكون الانتخابات لمجرد انتخاب اشخاص بناء على صداقات او علاقات ‏فالانتخابات هي لخيارات سياسية وهذا صحيح ونحن نؤيد الانتخابات بخياراتها السياسية مهما ‏كانت حارة وفعالة لأنها في النهاية هي التي تنتج ما يؤدي الى تمثيل اللبنانيين في خياراتهم ‏السياسية بالنسبة لنا كحزب الله ومن موقعنا المعارض نحن نقول للناس انتخبوا الدولة ‏القوية القادرة العادلة، اما عنوان الدولة، فهو مقابل التقسيم والفدرلة وعنوان ‏القدرة، فهو الدولة التي حمي سيادتها واستقلالها من خلال قوة الجيش والمقاومة من ضمن ‏استراتيجية دفاعية يستثمر القوة بالطريقة المناسبة لحماية البلد واما العادلة فهي التي ‏تنصف المواطنين ولا تنظر الى مذاهبهم وطوائفهم وانما تساوي بين الحقوق والواجبات وتقوم ‏بالتوازن الموجود بين المناطق المختلفة واما القادرة فهي التي تمتلك زمام المبادرة وتقود ‏البلد وفق القوانين المرعية الاجراء دون رعاية لخصوصيات او محسوبيات وان ترفع منها ‏الفساد وتسلط الفاسدين.

‏ هذا هو العنوان الانتخابي، وليكن التنافس بعناوين أخرى يريدها الاطراف الآخرون، هنا ‏اريد ان اقول شيئاً وهو من الامور الجيدة، ان طرفي الانتخابات من الموالاة والمعارضة، ‏يعتقدان بأنهما فائزان بالاغلبية، لأنه يوجد استطلاعات رأي عند المعارضة تقول بانها ستفوز ‏بالأغلبية، ويوجد استطلاعات رأي لجهات عند الموالاة تقول انها ستفوز بالاغلبية، نعم هي ‏اغلبية بسيطة هنا او هناك، هذا الامر اوجد املاً عند الفريقين بامكانية النجاح وهذا ‏الأمل يسهل امكانية اجراء الانتخابات النيابية لأن من يعطل الانتخابات يكون يائساً من ‏النتيجة مسبقاً وبحسب الاستطلاعات كل طرف يتأمل.

انا اتمنى أن يبقى هذا الأمل للطرفين حتى ‏يوم الانتخاب حتى تسير الانتخابات بشكل طبيعي، وتكون هذه النتائج الحاكمة، هذا لا يعني ان ‏احداً يستطيع ان يحزم ان الانتخابات ستحصل في وقتها، لكن اعتبر انه لا يوجد اي داع لتأخير ‏الانتخابات.

ويجب ان ننتبه لأولئك الذين يريدون تعاطيها وتفشيلها اذ ان من يريد تفشيل ‏الانتخابات هو الذي لا يعتقد بنجاحه فيها، وهذا الامر سيظهر في الاشهر القادمة.

‏ ونحن كحزب الله ومعارضة مصرون على ان تجري الانتخابات في موعدها ولتكن النتائج ما تكون.

}‏المعارضة‏} الاميركيون.

الانتخابات.

‏* هناك من يقول ان الاميركيين يقولون ان المسموح للمعارضة في لبنان في حال فوزها في ‏الانتخابات او تفوز بثلاثة مقاعد لا اكثر عن الموالاة؟ ‏- ليس مسموحا على المستوى الاميركي ان تربح المعارضة أغلبية المقاعد النيابية، والاميركي ‏ينتظر الانتخابات ونتائجها ليقرر العلاقة مع لبنان.

وفي آن معا يكون اوباما استلم، ‏عندها يقررون، لكن ليس صحيحا انه ميسمحون بفوز المعارضة، بل لا يرغبون بفوزها.

‏ ‏* ربما يسقط في يدهم؟ ‏- عندما يسقطا ما في يدهم لا علاقة لهم بها ستكون بين ايدي الناس.

‏ ‏} كانون الثاني اعلان اسماء المرشحين }‏ هناك شعور في الطائفة الشيعية ان حزب الله يراعي في بعض الاحيان حلفاءهم، على حساب ‏التوازنات الطائفية في لبنان، فيمنح مقاعد وزارية مثلا وقد يمنح مقاعد نيابية وهذا في ‏النهاية لبنان يقوم على التوازنات حتى بات الحديث عن الثلث «الضامن» او «المعطل» على ‏انه الثلث «المسهل» في الحكومة.

‏ اتصور انا سنعلن اسماء مرشحي الحزب وطبيعة التفاصيل في تحالفات المعارضة مع بعضها في فترة ‏ما بعد النصف الثاني من كانون الثاني سنة 2009 وليس قبل هذا التاريخ، اذ تكون بعض ‏التفاصيل اكتملت اكثر وبعض التحضيرات قطعت شوطا تستحق ان ننجز اعلان الاسماء وتوضيح ‏التحالفات التفصيلية، خاصة وان الاتجاه العام واضح، وستكون المعارضة في لوائح موحدة، ‏ولن يكون هناك تحالفات مع اطراف الموالاة، وبالتالي لدينا التفاصيل فقط، اما المبدأ ‏والقاعدة العامة، فهي واضحة.

‏ ‏* التفاصيل يعني الاسماء؟ ‏- الاسماء و،اللوائح التفصيلية اما بالنسبة لرطيقة تعاملنا في المقاعد النيابية او الوزارية، فنحن نربط بين المصلحة ‏العامة وحصة المعارضة، كمعارضة، لاننا نعتبرها حصة واحدة، سواء كانت من اسماء ترتبط بحزب ‏الله او بحركة امل او التيار الوطني الحر، او بأي فريق في المعارضة، لذا عندما اتينا الى ‏الوزارة مثلا، وتنازل حزب الله عن الحصة الطائفية بالمعيار الطائفي، واعطى حلفاءه بمعدل ‏الثلثين واخذ الثلث، يعني وزيرين مقابل وزير كان حزب الله يأخذ بعين الاعتبار ان الحصة ‏بقيت داخل المعارضة وداخل «الثلث الضامن» وهذا يضمن الاتجاه السياسي والمصالح المشتركة ‏والتوافقات التي عقدناه كمعارضة والاتجاه العام الذي بيننا كل خطواتنا على اساسه.

‏ من ناحية جماهير حزب الله هم يقدرون هذا العمل لانهم يعتبرون في النهاية هناك مصلحة وان لا ‏نعمل بطريقة شخصانية واننا نقدر بان هذه القوى السياسية لا بد ان يكون لها تمثيلها ‏خاصة، ان آلية التمثيل حتى آلية النظام الانتخابية في لبنان لا ينصف كل القوى.

فالنظام ‏الانتخابي الذي اقر في الدوحة ليس نظاما نموذجيا، اذن هو لن يأتي بكل الممثلين الحقيقيين، ‏وهنا لابد ان نقوم باجراء ان يعوض بشكل او بآخر، او بطبيعة الحال لن يحرم هذا الاجراء ‏الطائفة الشيعية من حصتها، لان في النيابة العدد محسوم لان عدد الشيعة محدد، اذن لا داعي ‏لان يخشى احد على ذهاب الحصة، خصوصا اذا اعطيت في مكان معين، فانها تعطى للحلفاء، واعتقد ‏ان الموضوع النيابي يختلف عن الوزاري، وسنأخذ بعين الاعتبار الحصة التمثيلية والموضوعية ‏وبذات الوقت نراعي تركيبة المعارضة وتفاهمها.

‏ ‏* شرحت لي «الثلث الضامن» وقلت لكم انه كان وما زال «الثلث المسهل» بحيث انهم مرروا ‏قسما كبيرا من القرارات الحكومية للحكومة السابقة اللاشرعية، وامس في مجلس النواب ارجأ ‏موضوع ضمان الشيخوخة، علما انني لا اريد التفصيل في هذا الامر، وكاد ان يمر في حين اكتشفت ‏المعارضة مؤخرا سلبياته».

‏ ‏- اولا الثلث الضامن هو على المستوى السياسي والتعيينات وكل الامور التي تحدث عنها ‏الدستور، واعتبر انها تحتاج الثلثين داخل مجلس الوزراء.

وهذا الامر يجري، ووجود «الثلث ‏الضامن» لا يعني ان تكون المعارضة موجودة، لتعطل اعمال الحكومة، فاذا مرت المراسيم ‏والقوانين ووافق عليها وزراء المعارضة، فهذا طبيعي لان البلد لا بد ان يدار ولا بد ان ‏نصل الى تفاهم، الا ما كان يستلزم الثلثين او يحتاج الى نقاش مفصل اكثر، ومع ذلك عندما ‏نتفق يمر، وقلنا في السابق مرات عديدة، ان للثلث الضامن، ليس ثلثا معطلا، بدليل ان كل ‏القرارات الحكومية تمر بشكل طبيعي والا ما يختلف عليه ويكون محل نقاش.

‏ اعتبر ما تقوله عن «الثلث السهل» دليل الى جانبنا، اننا عندما طالبنا بالثلث الضاممن ‏رفضنا ان نستخدم عبارة «الثلث المعطل» لانه بالفعل الثلث الضامن مسهل، لكن في الاتجاه ‏الذي يتوافق عليه الوزراء.

‏ اما بالنسبة لقرارات الحكومة السابقة، فما يحتاج الى مجلس الوزراء ومجلس النواب لا زالت ‏معلقة ولن يمر منها اي شيد، واما حديثك عن مشروع الضمان، فكان المفروض عندما وصل الى ‏اللجان المشتركة في المجلس النيابي ان يحضر مندوبون عن العمال وارباب العمل لمناقشته، ولم ‏يحضروا وهؤلاء لديهم ملاحظات فحصل اعتراض، على كل هذه اللعبة الديموقراطية، ولا اعتقد انها ‏نقطة سلبية.

‏ ‏* اسمح لي ان اقدم مثالا آ]ر، في موضوع هبوط اسعار المحروقات، رئيس الحكومة ثبت سعر صفيحة ‏البنزين في حين تنخفض اسعار المشتقات الاخرى وما يحصل 12000 ل.

تؤخذ من كل صفيحة بنزين ‏وهناك 11 وزيرا للمعارضة عن النواب في المجلس ولا احد يتكلم، وبينهم نواب ووزراء حزب الله ‏وحركة امل والتيار الوطني الحر؟ ‏- نحن كحزب الله مع تخفيض سعر البنزين ومع عدم اخذ هذه النسبة العالية من الضريبة ‏والحكومة ورئيسها يعتمدون على قرار سابق في تثبيت السعر.

وهذا يحتاج الى قرار في مجلس ‏الوزراء للتعديل، وهنا الفت النظر، ان هذا النوع من القرارات ليس من القرارات ‏المصيرية التي تحتاج للثلثين، وانها من القرارات التي تحتاج الى تصويت بالاغلبية في مجلس ‏الوزراء.

في كل الاحوال نحن كحزب الله سنطرح تخفيض سعر البنزين.

‏ }‏المصالحات‏} اللقاء مع وليد جنبلاط.

‏* المصالحات التي يجريها حزب الله مع سعد الحريري وقوى اخرى انجزت وحصل اللقاء، لكن يبدو ان ‏المصالحة او اللقاء مع وليد جنبلاط لم يتضح بعد؟ ‏- المصالحات التي يجيرها حزب الله، اجراها حزب الله مع الاطراف التي حصلت معهم خلافات ميدانية ‏مباشرة لسبب او آخر، وهذا يشمل تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، واما شكل اخراج ‏هذه المصالحات فهذا يرتبط ببعض التفاصيل الميدانية والخاصة بكل طرف من الاطراف.

لذا لا ‏اعتبر انه توجد مصالحة مطلوبة من حزب الله مع طرف آخر، لم تجر حتى الان، وانما انجزنا ما ‏علينا، وكان الهدف من هذه المصالحات رفع اي عنوان مذهبي او طائفي من الصراع واعادته الى ‏الصراع السياسي الطبيعي، الذي يجري في اي بلد، ولا يخفى ان الحساسية من المشكلة السنية ‏الشيعية كانت هي الاعلى والسبب في ذلك دخول عوامل اقليمية ودولية اثرت في النفخ في هذا ‏الصراع، واردنا من خلال ادائنا الميداني ان نرفع هذه الفتنة المحتملة، والحمد لله نجحنا في ‏وأدها، واعادة الامور الى طبيعتها الواقعية، فالخلاف بين المعارضة والمولاة، ليس خلافا سنيا ‏‏- شيعيا، ولا خلافا اسلاميا - مسيحيا، هو خلاف سياسي بين رؤيتين يعبر عنهما كل طرف من ‏الاطراف بكل مكوناته الحزبية والطائفية.

‏ كل هذا الاساس اعتبر اننا على الخط الصحيح وان هناك الخلاف السياسي يعبر عنه، وسنخوض ‏المعركة الانتخابية ونحن في المواقع المختلفة.

‏ ‏* كأني فهمت ان لا شيء يمنع اللقاء بين السيد نصر الله والنائب وليد جنبلاط، الا مسائل ‏امنية وتقنية؟ ‏- اعتبر ان المصالحات حصلت.

‏ ‏* هل سنشهد قريبا هكذا لقاء؟ ‏- الان ليس مطروحا هذا الامر وانما يمكن ان يطرح او ان يحصل في يوم من الايام، وهذه الامور ‏مرتبطة بتفاصيل خرى، لا علاقة لها بالموقف السياسي العام.

فأصبح واضحا باننا نعبر عن ‏اختلافاتنا السياسية ولا نأخذها الى الشخصي او الى المذهبي والطائفي.

‏ ‏} حزب الله الشيعة.

الخيارات السياسية }‏ ‏* هناك شيعة وغير شيعة يقولون ان حزب الله يأخذ الطائفة الشيعية الى خياراته السياسية، ‏ويقولون ان حزب الله والرئيس نبيه بري يصادرون قرار الطائفة الشيعية ثم يأخذونهم الى ‏مواجهات؟ ‏- نحن في حزب الله وبالتعاون مع حركة امل نعبر عن رؤيتنا ولنا التمثيل الواسع الذي يصح ‏فيه ان نقول ان لدينا الاغلبية الساحقة التي يصلح معها تمثيلنا، كتمثيل شامل، ومن ‏موقعنا نعبر عن موقفنا السياسي وعن الناس الذين نمثلهم، وهناك اليات على مستوى ‏الدستور فنستخدمها للتعبير، وليس مطلوب منا اي شيء آخر، ولا يستطيع اي شخص منفرد او ‏له جماعة صغيرة، ويعترض لانه غير ممثل او لا يستطيع ان يمرر وجهة نظره هناك اليات فتوجد ‏انتخابات ومجلس الوزراء ومجلس النواب فليتفضل اذا كان له اغلبية تساعده على ان يحضر في ‏هذه المواقع يستطيع من خلالها ان يعبر.

لا نستطيع ان نتحدث عن مطلقات، ونقول هناك في ‏الطائفة الشيعية من لا يقبل فيستطيع ان يعبر بالاليات المعروفة وان لا اصادر رأيه، لكن ‏ايضا ان يصادر موقفي ورأي.

وبالطبع نحن نعلم ان هناك اموالا تغدق في لبنان، لم تغدق في ‏السابق بهذا المستوى وبكثافة غير طبيعية، وتريد ان تشتري الضمائر، وسوف تشتري الضمائر ‏الرخوة، ولن تشتري الضمائر الحرة، ونحن نعول على اصحاب الضمائر الحرة، وسنكون دعاة ‏لانتخاب برنامجنا، ولن نكون دعاة عبر الاموال، فلكل طرف اسلوبه، والناس مسؤولة عن صوتها ‏وامانة بالنسبة اليها.

‏ ‏} مصرون على توسيع طاولة الحوار }‏ ‏* نلاحظ انه بعد الجلسة الثانية لطاولة الحوار خفت الصوت المطالب بتوسيع هذه الطاولة، ‏هل ما زال حزب الله يصر على توسيع طاولة الحوار، او ان شيئا جديدا قد حصل او غضّ نظر؟ ‏- نحن مصرون على توسيع طاولة الحوار، والامر ما زال مطروحا والمهلة التي تفصل ما بين ‏اللقاء الاخير واللقاء القادم هي مهلة من اجل اجراء التداول، ويقوم به رئيس الجمهورية ‏لتقريب وجهات النظر قدر الامكان للوصول الى مقترح الى التوسعة، لسنا متراجعين عن توسعة ‏طاولة الحوار وهي ضرورية لنجاح طاولة الحواروخاصة ان المعايير التي اعتمد عليها في السابق ‏تغير بعضها وتخلخل البعض الآخر فاذا تم الاعتماد على المعايير السابقة فسيكون هناك اضافات ‏طبيعية، واذا وضعت معايير جديدة ستكون اضافات طبيعية اخرى، نحن نريد ان تنجح طاولة ‏الحوار في وجود الممثلين الذين يضمنون النتيجة، والا نحن نعلم ان اي اضافة، لن تغير في ‏المعادلة، لاننا امام موالاة ومعارضة، اي نحن امام اتجاهين، ولن يأتي اتجاه ثالث، فالمطلوب ‏ان نكون منصفين فهذه الطاولة ستؤسس للمستقبل.

ومن حق بعض الاشخاص ان يكونوا ممثلين ‏ونأمل من الفريق الآخر الاستجابة لمصلحة نجاح طاولة الحوار.