الانتصار في تموز سنة 2006 محطة تاريخية هامة تؤسس لما بعدها / المقابلة التي أجرتها معه صحيفة الوفاق الايرانية في 13/8/208
لاينسى العالم تموز و آب 2006 والايام ال۳۳ والتي حطمت آمال الادارة الامريكية في تحقيق شرق اوسط جديد وهزيمة الجيش الذي لايقهر، لقد حققت المقاومة الاسلامية برعاية حزب الله وتحت قيادة سماحة السيد حسن نصرالله نصراً غيّر مجرى العديد من الامور والمعادلة السياسية في منطقتنا والعالم لصالح المستضعفين وجبهة المقاومة والممانعة في مواجهة اطماع الاستكبار العالمي ولقيطها الكيان الصهيوني، منذ ذلك الوقت وحتي يومنا هذا الكيان الصهيوني يعاني من ازمات اصابت جميع اركانه وهزت هذا الكيان مما يعترف الكثير من الخبراء والسياسيين في العالم ان هذه الهزيمة هي بمثابة العد العكسي لنهاية هذا الكيان الغاصب، يذكر بأن المقاومة حققت في الايام الاخيرة انجازاً اخيراُ في الافراج عن الاسرى ورفات الشهداء تحقيقاً للوعد الصادق الذي توعد به السيد حسن نصرالله والذي يعد انجازاً عظيماً آخر للمقاومة وهزيمة نكراء اخرى لقوى الاستكبار والاستعمار، وبهذه المناسبة العظيمة التقت صحيفة الوفاق بنائب امين عام حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم لتبحث معه التداعيات والعوامل التي ادت الى هذه الانجازات العظيمة وملفات اخرى تتعلق بشؤون المنطقة ولبنان وفيما يلي نص الحوار:
* لماذا تمَّ الإفراج عن الأسرى في أيام ذكرى حرب تموز هل تمَّ تنسيق هذا الأمر من قبل؟
- بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا محمد«ص» وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
من المعلوم أن مفاوضات الأسرى استمرت لفترة طويلة بطريقة غير مباشرة عبر الوسيط الألماني المكلَّف من الأمين العام للأمم المتحدة، وعمر هذه المفاوضات نظرياً سنتان، أي بعد عدوان تموز، وإن كانت أحيانا تقوى فيها المفاوضات وأحيانا أخرى تضعُف فيها، ولكن كانت هناك لقاءات مكثفة مع الوسيط في الأشهر الأخيرة، وتبيَّن أن الظروف مهيأة لأن يتم الإفراج عن الأسرى والمعتقلين وجثامين الشهداء في ذكرى حرب تموز، وهذا توفيق وتسديد إلهي ليظهر أمام العالم بأنَّ ما قامت به المقاومة كان عملاً سليماً وصائباً، وأنه بعد مرور سنتين وفي الذكرى نفسها استطاعت أن تحرر أسراها ومعتقليها وجثامين شهدائها.
* كيف تقيِّمون تأثير الإنجاز الأخير لحزب الله في تحرير الأسرى ورفات الشهداء على تعزيز مكانة حزب الله وتقويتها وتأثيرها على تعزيز الوحدة الوطنية والوفاق بين جميع القوى اللبنانية؟
- رأى العالم بأُم العين كيف أن إنجاز تحرير الأسرى ورفات الشهداء اتخذ بُعداً وطنياً جامعاً، وهذا ما تمثل بالاستقبال الكبير الذي أقامه رئيس الجمهورية بالتنسيق مع حزب الله، وشمل كل أركان الدولة من الموالاة والمعارضة، وكذلك في الاحتفال الضخم الشعبي والسياسي والحزبي الذي جرى في ملعب الراية وتحدث فيه سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وكذلك في الاستقبالات المتكررة في القرى والبلدات والمدن الجنوبية وغيرها، ما يُبرز أن جميع القوى التفَّت حول تحرير الأسرى ورفات الشهداء، وهذا ما أعطى بعداً حقيقياً لحزب الله بأنه يعمل للمصلحة الوطنية العامة وليس لقضية حزبية، خاصة أن عميد الأسرى سمير القنطار هو ليس محازباً لحزب الله، ولم يُعتقل في عملية خاصة لحزب الله، ما يدل أن عمل الحزب لوضعه في رأس أولوياته بل هو الأولوية الأولى للتحرير، إنما كان يفكر في ضرورة العمل من منطلق الجامع المقاوم لجميع المقاومين بصرف النظر عن انتماءاتهم وارتباطاتهم، وهنا يأتي التحرير ليدل أن حزب الله يعمل بعقلية جامعة وقد أعلن سماحة الأمين العام أن هذا الانتصار الكبير هو لكل الشعب اللبناني ولكل العرب ولكل المسلمين، ولكل من أحبَّ هذا التحرير وهذا الانتصار، وقد لاحظنا أن مكانة حزب الله قد تعزَّزت أكثر في نفوس الناس الشرفاء والأحرار، وكذلك تعتبر محطة تحرير الأسرى محطة إيجابية تزامنت مع اتفاق الدوحة وفتحت الطريق مجدداً لمزيد من التفاهم الداخلي.
* هدد مسؤولون في الموساد وحكومة العدو باغتيال قيادات في حزب الله وسمير القنطار، كيف تنظرون إلى هذه التهديدات؟
- نحن نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، ونعلم أن إسرائيل بَنَت حضورها ووجودها وكيانها على العدوان والاغتيال والتدمير والمجازر، وبالتالي هذه هي أعمال العدو ومواقفه، من هنا يجب أن نكون حذرين وأن نلتفت وننتبه لاتخاذ الاحتياطات المناسبة، وعلى كل حال هذا التهديد هو برسم العالم ليدركوا تماماً بأن إسرائيل عدوانية بالأساليب المختلفة، ولا تترك فرصة إلاَّ وتنتهزها في هذا الاتجاه.
* نظراً للهزيمة الجديدة التي لحقت بالعدو الصهيوني في عملية تبادل الأسرى، ما هي تداعيات هذه الهزيمة على إسرائيل داخلياً وعالمياً؟ وبرأيكم ما هي الإجراءات التي ستتخذها حكومة العدو لتعويض هذه الهزيمة الكبرى؟ وهل هي أصلاً باستطاعتها أن تقوم بعمل ما لتعويض الهزيمة؟
- في تصوري أن الهزيمة الجديدة بتحرير الأسرى هي التتويج السياسي للهزيمة العسكرية التي حصلت في تموز ،۲۰۰۶ أي أن إسرائيل هُزمت عسكرياً في تموز ۲۰۰۶ وهُزمت سياسياً بتبادل الأسرى في تموز ،۲۰۰۸ والهزيمتان مترابطتان مع بعضهما في مقابل النصر الإلهي الكبير الذي تحقق في تموز وتوِّج أيضاً بتحرير الأسرى، هذه الهزيمة الإسرائيلية تركت تداعياتها النفسية في داخل الكيان الإسرائيلي وبطبيعة الحال أبرزت سوء الإدارة السياسية وطبيعة الخصم الذي تواجهه إسرائيل، وطبيعة المقاومة التي تواجهها إسرائيل، وهذا ما يجعلها تفكر كثيراً قبل أن تقُدم على أي عمل عدواني أحمق على لبنان.
في اعتقادي أن إسرائيل تهيئ دائماً لتكون في الموقع العدواني، ولكن عندما تعرضت لهذه الهزيمة في لبنان أصبحت تحسب حسابات كبيرة لحزب الله، وأكثر من هذا لا تستطيع أن تفعل شيئاً، أمَّا على المستوى العالمي فقد رأى العالم تجربة المقاومة الشريفة التي تضحي وتنتصر، وأن القوة الظالمة لا تستطيع أن تفرض نفسها مهما كانت.
* سماحة الشيخ ما هي أهم الأسباب والعوامل التي أدَّت إلى انتصار حزب الله في حرب تموز ۲۰۰۶؟
- اجتمعت عوامل عديدة للانتصار في تموز سنة :۲۰۰۶
العامل الأول والأهم هو الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه والثقة بأنه ناصر المؤمنين، وهو القائل: «وكان حقاً علينا نصر المؤمنين».
العامل الثاني: هو وضع عمل المقاومة في أولوية نشاط حزب الله، بحيث سخَّر الحزب كل إمكاناته لتعزيز وضعه القائم، سواء من خلال إعداد العناصر والكوادر، أو من خلال تهيئة الإمكانات اللازمة.
ثالثاً: حُسن التخطيط والإدارة السياسية والعسكرية، ومحاولة المتابعة الإعلامية التي تستُثمر ما يحصل وتتابع الخطوات لإيصال وجهة النظر إلى الرأي العام.
رابعاً: الإلتفاف الشعبي الكبير الذي حصل حول المقاومة، وهذا من بركات التعاون والتفاعل والتكافل الاجتماعي، إضافة إلى نظافة فكر ومنهج هؤلاء الناس، ولا ننسى بأنَّ هذا الانتصار هو مدين بشكل أساس لدماء الشهداء وتضحياتهم وعطاءاتهم، هذه الدماء التي توجها سماحة السيد عباس الموسوي وسماحة الشيخ راغب حرب والقائد الشهيد الحاج رضوان، وكل الشهداء الأبرار الذين شكلوا دعامة وحافزاً ومؤثراً في إعطاء هذه الروحية والمعنويات. في المقابل نحن أمام عدو يعتمد على الإمكانات المادية، وعلى عنصر بشري جبان لا يملك الحافز الكافي، وعلى عمل عدواني في مقابل حقنا في الأرض.
* ما هي أهم الإنجازات التي حققها حزب الله في تلك الحرب؟
- الإنجازات كثيرة من خلال الانتصار الإلهي في حرب تموز، أبرزها:
أولاً: سجَّلت أكبر هزيمة لإسرائيل في تاريخ إنشائها من قبل مجموعة مقاومة وليس من قبل دولة أو نظام، وهذا ما يؤسس لدور وتأثير المقاومة في هزيمة إسرائيل مستقبلاً.
ثانياً: أصبحنا نسمع ونقرأ عن ثقافة المقاومة وانتصارها بدل ثقافة الهزيمة والاستسلام والتسوية والخوف من إسرائيل.
ثالثاً: تحطمت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، الذي تبيَّن أنه يقهر، وهذا أمر معنوي مهم لكل المقاومين في فلسطين وخارج فلسطين، ليروا بأم العين ما وفَّق الله تعالى به وما يمكن أن يوفق به لهم ولغيرهم في مواجهة الاحتلال.
* كيف تقيِّمون تأثير هذين الانتصارين على مستقبل المقاومة والمنطقة والكيان الصهيوني ومن يقف وراء هذا الكيان الغاصب وتأثيره على الأوضاع في فلسطين؟
- الانتصار في تموز سنة ۲۰۰۶ محطة تاريخية هامة تؤسس لما بعدها، وفي اعتقادنا تؤسس لمزيد من الانتصارات ولمزيد من الهزائم للكيان الصهيوني، بل أعتقد أن بداية سقوط الكيان الصهيوني قد رُسمت بهذا الانتصار الكبير لأن عوامل الضعف عند إسرائيل انكشفت، وعوامل القوة عندنا برزت، وعلينا أن نستفيد من عوامل القوة وأن نركز على عوامل الضعف الإسرائيلية من أجل المزيد من الانتصارات، وهذا بالطبع سيعطي الجو الإيجابي للمقاومة في فلسطين لهذا الشعب الأبي الطاهر الذي قدَّم الكثير وسيصبح الأمل أكبر بالنسبة إليه لتحقيق الإنجازات بإذن الله تعالى.
* يمكن أن تحدثونا عن قدرات حزب الله العسكرية قبل وبعد حرب تموز ۲۰۰۶؟
- نحن لا نتحدث عادة عن قدراتنا العسكرية، ولكن ما أستطيع قوله بأن جهوزيتنا جهوزية عالية جداً، وقد رتَّبنا بعد عدوان تموز بما يعالج كل الثغرات والمتطلبات لمواجهة أي عدوان محتمل في المستقبل، وبطبيعة الحال وضعنا الآن هو أفضل مما كان عليه في عدوان تموز والعبرة في التصميم والإرادة والجهد.
* ما هي أهم الدول والمجموعات التي وقفت إلى جانب حزب الله والشعب اللبناني في حرب تموز؟ وما هي الدول والمجموعات التي وقفت إلى جانب إسرائيل آنذاك؟
- يجب أن نسجل وبكل جرأة وصراحة أن إيران وسوريا هما الدولتان الأساسيتان اللتان وقفتا بكل صراحة وجرأة إلى جانب الشعب اللبناني ومقاومته ضد الاعتداءات الإسرائيلية، ولا ننسى عدداً من الدول العربية الأخرى التي تعاطفت، وهنا لا أريد أن أذكر التفاصيل أكثر كي لا أُحرج بعض الدول وكي لا أدخل في التصنيفات التي تسبب لنا بعض المشاكل، ونحن نعمل دائماً لمحاولة جمع الصف بدل أن نوجد شرخاً مع الآخرين.
* هل يمكن أن تحدثونا عن الدور الذي لعبه الحاج رضوان«رحمه الله» في هذين الانتصارين العظيمين؟
- الحاج عماد مغنية«رضوان» هو القائد الميداني الذي أشرف على خطوات التحرير سنة ۲۰۰۰ وعلى تهيئة الوضع والاستعدادات التفصيلية للدفاع في حال حصول أي عدوان، وبالتالي عندما حصل عدوان تموز كان المشرف المباشر على الإدارة العسكرية للمعركة، ولا يخفى أن وجود قيادة تملك عقلاً مبدعاً وقدرة إدارية وتنظيمية وعملانية، تساعد على الاستفادة من الطاقات والإمكانات، وعلى وضع الخطط والبرامج التي تساهم في الانتصار، وبالتالي ما رأيناه من الانتصار في سنة ۲۰۰۰ وسنة ۲۰۰۶ إنما هو نتاج هذا الجهد الكبير لهذه القيادة ولكل من ناصرها وآزرها.
* هل ما زلتم متمسكين بالثأر لدم الشهيد الحاج عماد مغنية؟
الرد على عملية اغتيال الشهيد القائد الحاج عماد مغنية حق طبيعي بالنسبة لحزب الله، وهذا تصميم موجود لدينا، أمَّا كيف ومتى وأين، فهذه أمور تفصيلية لا نتحدث عنها.
* إلى أين وصلت عملية الإعمار؟ وما هي أهم الإنجازات في هذا المجال؟
- يمكن القول أن نجاح حزب الله في الاعمار لا يقل أبداً عن نجاحه في مواجهة إسرائيل في عدوان تموز، لأن عملية الاعمار هي من أعقد الأمور بالنسبة لحزب مثل حزب الله في ظروف معقدة، وفي وضع لبناني تتجاذبه الأهواء والخصوصيات الطائفية والمذهبية وبعض التعقيدات الأخرى، من هنا فإنَّ مبادرة حزب الله إلى عملية الاعمار استطاعت أن تبلسم الجراح وأن تنهض بسرعة من آثار العدوان الإسرائيلي على المستوى الاجتماعي والعمراني بشكل عام. فمثلاً في الأيام الأولى لانتهاء العدوان الإسرائيلي أي بعد ۱۴ آب ۲۰۰۶ تمَّ تأمين مبالغ مالية لكل عائلة تضرر منزلها ولم تستطع أن تعود إليه، سواء كان الضرر كلياً أو جزئياً، لتتمكن من الاستئجار المؤقت كي لا تبقى في الخيم أو المدارس أو الأماكن العامة، وهذا ما حفظ معنويات كل شعبنا، ثم تولَّت مؤسسة جهاد البناء كل الأقسام المشتركة للأبنية الموجودة في الضاحية الجنوبية، فرمَّمت حتى الآن ۹۵۰ مبنى تقريباً، وهو ما يقارب حوالى ۸۵% من مجموع الأبنية، وإن شاء الله تعالى قريباً ينتهون من الباقي، كذلك اسست شركة سميت «شركة وعد» من أجل إعادة بناء ۲۳۰ مبنى تهدم كلياً وهي قد أنجزت الاعمال اللازمة، وبدأ البنيان يظهر في عدد من الأماكن ونتوقع أن تنتهي عملية الإعمار في الضاحية الجنوبية مع نهاية سنة ۲۰۰۹ إن شاء الله تعالى، أمَّا في الجنوب والبقاع والأماكن الأخرى، وكذلك في الأماكن المتضررة جزئياً، فقد كانت المساعدات هي الأساس في الموضوع حيث تولى الناس ترميم مساكنهم، وتولى حزب الله المسائل العامة، وهنا لا بدَّ أن نوجه شكراً خاصاً للجمهورية الإسلامية التي تولَّت تزفيت طرقات كثيرة في الجنوب والبقاع وأماكن أخرى تضررت، وكذلك بناء عدد من الجسور وتأمين بعض الخدمات العامة، وبناء بعض دور العبادة والمدارس، بحيث أنها قدَّمت مساعدات مهمة في هذا الشأن.
* ما هو برنامج المقاومة المستقبلي؟
- المقاومة مستمرة، وهي ترى أن مواجهة إسرائيل واجبة، وأن هذه المواجهة لها بعدان: بعد تحريري وبعد دفاعي. البعد التحريري في تحرير الأرض كما تمَّت في مرحلة من المراحل وأيضاً لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وكما تمَّ تحرير الأسرى. والبعد الثاني هو بعد دفاعي لأن إسرائيل تشكل خطراً حقيقياً، وهي تهددنا في كل يوم في الاجتياح وقتل القادة وفي الدخول إلى بعض القرى، ونعتقد أن هذا الأمر مستمر، ولذلك قررنا أن نبقى أقوياء وعلى جهوزية وأن نتعاون مع الدولة اللبنانية لرسم الإستراتيجية الدفاعية التي تحقق المزيد من القوة للبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
* كيف تنظرون إلى مستقبل المنطقة نظراً للتهديدات الإسرائيلية ضد إيران؟ وهل باستطاعة إسرائيل خوض حرب جديدة بعد هزيمتها قبل عامين؟ وما سيكون موقفكم تجاه أي هجمة أمريكية ضد إيران؟
- ليس معلوماً إذا ما كانت أمريكا ستشن حرباً على إيران، واستبعد أن تبادر إسرائيل إلى شن مثل هذه الحرب، ولكن لو افترضنا أن أمريكا شنت هذه الحرب فإنَّ المنطقة بأسرها ستكون خاضعة لتطورات مؤلمة وخطيرة، ولا نعلم مدى امتداداتها ومدى توسعها لكن لا أعتقد أن أحداً في المنطقة سيكون مرتاحاً في مثل هكذا عدوان، بل ستكون دول عديدة في إطار الفعل ورد الفعل الذي يمكن أن يحصل، أمَّا أن إسرائيل تريد أن تُباشر عدواناً على لبنان بعد سنتين من العدوان الأخير فأستبعد أن تقوم إسرائيل بهذه الخطوة ابتداءاً، وإنْ كنا كمقاومة إسلامية على استعداد دائم خشية أي تطورات غير محسوبة.
* كيف تقيِّمون مستقبل لبنان وحكومة الوحدة الوطنية في لبنان ووصول الفرقاء في لبنان إلى وفاق وطني؟
- نحن أشدنا باتفاق الدوحة، وساهمنا في إنجاحه، واعتبرنا أننا نجحنا في أن يكون للبنان حكومة وحدة وطنية، وهذا ما كنا نطالب به مراراً ونقول: بأن لبنان لا يمكن أن تحكمه جهة في مقابل جهات أخرى، بل يجب أن نتعاون جميعاً لهذا الأمر، ولذا حكومة الوحدة الوطنية إنجاز مهم للبنان، إذا استفادت الأطراف من حكومة الوحدة الوطنية للبرامج ولإدارة الانتخابات بشكل حر وسليم، وكانوا موضوعيين في التعاطي مع حاجات لبنان ومتطلباته فإنَّ خطوة حكومة الوحدة الوطنية تكون عاملاً مساعداً لفوائد كثيرة في المستقبل، ولكن إذا بقيت حكومة الوحدة الوطنية في الشكل ولم تُقْدِّم الأطراف المعنية على تعزيز هذا الشكل بالعمل فإنها تكون كمسكن للألم تعطي فوائده لفترة قصيرة من الزمن، هذا رهن بمستوى التجاوب، نحن كحزب الله نرغب أن تكون حكومة الوحدة الوطنية خطوة نحو انتخابات نزيهة وسليمة، وخطوة نحو إعمار لبنان ومعالجة قضاياه بروح الجماعة والتعاون بعد أن دفع لبنان ثمناً كبيراً نتيجة الانقسامات والتوترات الداخلية.
* ما هي رسالتكم للشعب الإيراني؟
- حزب الله يحب الشعب الإيراني لأنه وقف إلى جانبه، وقدَّم هذا الشعب تضحيات لمصلحة لبنان ومقاومته، ونحن نقول لهذا الشعب الحيوي والنشيط والذي يحافظ على استقلاله ومكانته ومعنوياته بأنَّه شعب قادر على أن يعطي النموذج والامثل لكل حركات التحرر ولكل الشعوب المستضعفة، ونحن نتمنى أن نبقى دائماً متعاونين لمصلحة مقاومة الاحتلال والوقوف بوجه الاستكبار الأمريكي في منطقتنا، فتحيةً إلى هذا الشعب المبارك وإلى قيادته المتمثلة بقيادة الإمام الخامنئي «حفظه الله تعالى ورعاه» . والحمد لله رب العالمين.