س : اعتبرتم عملية التبادل إنجازا وتغييرا لقواعد اللعبة، في المقلب الأخر بعض اللبنانيين قلَّل من قيمة هذا الإنجاز، فهل هو إنجاز ؟ ولماذا تعتبرونه كذلك ؟
ج: اصبح معروفاً عند اللبنانيين جميعا والعرب والعالم أن إسرائيل لم تأخذ يوما أسرى ومعتقلين وأفرجت عنهم بطيبة خاطر وإنما كان دائما لعمليات التبادل الأثر الكبير ولطالما أعلن حزب الله استعداده لأخذ جنود إسرائيليين من اجل التبادل، والعملية الأخيرة التي حصلت كان الهدف المركزي منها الإفراج عن الأسرى في السجون الإسرائيلية ، هكذا عوَّدنا العدو الإسرائيلي . من هنا عندما تحصل عملية التبادل من خلال جثة مدني إسرائيلي أثيوبي مع ثلاث من المقاومين " اسير واثنين من الشهداء "، فهذا يعتبر نصرا كبيرا والسبب هو أننا أفرجنا عمن هم بيد الإسرائيليين بصرف النظر عن العدد الذي يرتبط عادة بنوعية التبادل، وفي تاريخ التبادل الذي أنجزه حزب الله كان في كل مرة يجري التبادل على عدد معين ويختلف العدد والطريقة، لان الهدف المركزي هو الإفراج عن أسرى وشهداء . من هنا نعتبر انه كان انجازا كبيرا وهذا يؤكد على موقف حزب الله، ولننظر إلى تصريحات اولمرت لنعرف طبيعة هذا الانجاز الذي أعلن انه دفع ثمنا باهظاً في مقابل هذا التبادل . أما بعض الموجودين على الساحة اللبنانية من الذين يزعجهم أي انجاز للمقاومة فهم لا يريدون كلمة نصر لأنها تقلقهم وكلمة تحرير تزعجهم وأصبحنا نرى أنهم لا يحبون المفردات المشرقة في اللغة العربية.
س: الا تعتبر ان قلق هذه الفئة لربما يكون مبرراً لمن يقول ان حزب الله يقيم دولة داخل دولة ؟ ولماذا لا تتم هكذا عملية عن طريق مؤسسات الدولة ؟ هل لعدم ثقتكم بها ؟ ام عندكم مشروعكم الخاص ؟
ج: الدولة بتركيبتها الحالية والسابقة لا تتحمل ان تكون وسيطا في المفاوضات ولا مباشرة للمفاوضات لان الدولة في الموقع الضعيف في مقابل الإسرائيلي بسبب الضغوطات الأمريكية والدولية التي يمكن ان تمارس على الدولة بينما هذه الضغوطات غير قابلة أن تمارس على حزب الله، فمن ناحية عندما تكون طريقة التفاوض مع حزب الله المعني المباشر بالملف والذي يستطيع ان يقول نعم او لا فهذا يريح الدولة من الأعباء، اذكر في 12 تموز 2006 عندما اسرنا الجنديين حاول رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة سابقا ان يسعى لان يكون هو بوابة التفاوض وارسل لنا عبر الوزير محمد فنيش انه اذا سلمتمونا الأسيرين نحن نستطيع كدولة ان نقوم بهذا الموضوع وحاضرون لنسمع ما هو الثمن، تبيَّن ان الضغوطات الأمريكية والإسرائيلية والدولية كانت تطلب من الرئيس السنيورة ان " خذ الأسرى اليك وبعدها تقوم بعملية التفاوض". من قال انه يستطيع ان يتحمل الضغوطات التي تمارس عليه . نحن قلنا له ليس لمصلحتك ولا لمصلحة الأسرى والمعتقلين ان يكونوا في يدك انت تستطيع الان ان تقول انا لا علاقة لي بهذا الموضوع وابحثوا الموضوع مع اصحاب العلاقة.
س: الا يجنبكم اللجوء الى هذه المفاوضات عن طريق الدولة من اتهامات على شاكلة اتهامات جنبلاط عندما قال ان هناك علاقة ما تربط بين إسرائيل وحزب الله ؟
ج: عندما يكون الاتهام موجهاً من وليد جنبلاط يعرف الناس تماما انه بلا معنى، وبالتالي هذا ليس اتهاما يزعجنا لان كل الناس يعرفون من له علاقة مع اسرائيل ومن يلتقي مع مسؤولين اسرائيليين، الامر الاخر هو ان الامم المتحدة بشخص الامين العام قررت ان تجري مفاوضات وارسلت مبعوثا خاصا من قبلها وهذا المبعوث يلتقي مع قيادة حزب الله منذ فترة طويلة وكذلك يلتقي مع الاسرائيليين والدولة اللبنانية بكل اجهزتها تعلم انه يوجد مبعوث، فما الذي جعلهم يستيقظون علما ان هذه الطريقة في التفاوض اثبتت جدواها . من هنا نعتبر ان هذا التشويش نوع من الانزعاج من هذا المكسب الكبير الذي حصل .
س: الا تعتبر انه تشويش مبرمج ؟ وما هو هدف هذه الحملة المبرمجة ؟
ج: لان الانجاز كان كبيرا جدا ولانه اخذ البلد باتجاه اخر ولان الفرحة عمت الناس بسبب ما تحقق، ولاننا اثبتنا ان اسرائيل ستخضع لشروطنا وفق التصميم والصبر فهذا يشعرهم ان هذا الامر يجلب القوة لحزب الله، هم يعتقدون ان هذا التشويش يخفف من النصر الذي احرزه حزب الله، لكن اعتقد انهم يتصرفون في الفراغ . وهناك مجموعة من الاشخاص اصبحوا معروفين ، عندما تلوح أي بادرة حسنة ترين ان أصواتهم ترتفع كمحاولة للتشويش .
س: هل هذا قفز على القرار 1559 والقرار 1701 ولماذا لم يجري الوسيط محادثاته مع الدولة ؟
ج: هذا السؤال يوجه إلى الدولة وإلى الامين العام للامم المتحدة، هو يعلم الى اين ارسل مندوبه حتى يفاوض وهو راض بهذا الموضوع والاسرائيليون عندما يعطون اجوبة يعرفون انهم يعطونها لحزب الله، انا اعتقد ان التشويش الذي يمارسه هؤلاء لا يؤثر على المسار، وبالتالي خروج الاسرى هذا هو طريقه وهو إلزامي والكل يعرف ذلك .
س: السقف الزمني لهذه العملية بماذا مرتبط ؟
ج: في عملية التفاوض كل الامور تطرح على الطاولة، لا نستطيع في عملية التفاوض ان نتحدث عن سقف زمني وتقدم مرحلي ولا انجاز له علاقة بمناخ سياسي، هذه العملية سرية بالكامل وبيد سماحة الامين العام للحزب وبالتالي المفاوضات عادة ترتفع وتنخفض .
س: من أين أتى تفاؤل حزب الله ؟
انا لا ادخل في هذه التفاصيل المنطلقة عادة من طبيعة النقاط المطروحة وبالتالي ليس هناك من مانع ان يكون هناك تفاؤل او ان تكون العملية معقدة وطويلة . ولا نستطيع ان نلامس الامور بهذه الطريقة خاصة انها مفاوضات سرية، وكما تفاجأ الناس بهذا الانجاز يمكن ان يفاجأوا بانجاز معين في وقت اخر .
س : هل تعامل اسرائيل مع مسألة الاسرى كما هو مع مزارع شبعا ؟
ج: المفاوضات حول الافراج عن الاسرى تسير من خلال الوسيط الذي كلفه بان كي مون، وبالتالي هذا مسار له طريقه وتفاصيله ويمكن ان ينجز في وقت معين ويمكن ان لا ينجز هذا يختلف عن موضوع مزارع شبعا التي لها علاقة بالملف السياسي والاحتلال وآثاره .
س: هل استعاد حزب الله قدرته القتالية بعد حرب تموز ؟
ج: يستطيع العدو ان يتحدث عن قوتنا كما يشاء ونحن لم نؤكد او ننفي الارقام والاعداد والتقارير التي يذكرها فهذا افضل لميزان المعركة ولعمليات المواجهة، اما لجهة استعدادات حزب الله فحزب الله يحافظ على جهوزيته واستعداداته واستفاد من الحرب واجرى التعديلات المناسبة التي تمكِّنه في أي عدوان مستقبلي ان يكون قادرا على ايقاع اكبر عدد في صفوف العدو، ويتمكن من مفاجأته بمعادلات اضافية .
حزب الله قوي وجاهز ويزداد صلابة ومنعة ويزداد عددا ونوعية من خلال عناصره واقبال الناس عليه .
س: انتم تستعدون لحرب في المرحلة القادمة ؟
ج: انا لا اقول انه يوجد حرب في المرحلة القادمة لكن كما كنا نقول سابقاً: حزب الله يتصرف على ان الخطر الاسرائيلي قائم وموجود وكي لا نفاجأ، يجب ان نبقى على جهوزية. يمكن ان لا يحصل شيء الى سنة او سنتين و ثلاثة او اكثر، ويمكن ان لا يفكر العدو بعمل عسكري بعد ذلك لكن بالنسبة الينا يجب ان نكون جاهزين فيما لو قرر العدو غدا او بعد غد، من اجل ان نردعه ولاننا امام عدو خطر لا نعرف متى يأخذ قراره وإن كان في المدى المنظور لا يوجد استعدادات كبرى لديه لشن حرب.
س: انتم لا تستبعدون ان تقوم اسرائيل بعملية شرسة على لبنان كالتي حدثت في تموز ؟
ج: في هذه المرحلة لا اعتقد انه يوجد حرب على لبنان لكن الجهوزية يجب ان تكون في اعلى مستوياتها وهي احد اسباب منع الحرب .
س:هل يتماش مع هذه الجهوزية موضوع شبكة الخطوط الداخلية التي تم الحديث عنها مؤخرا في لبنان وتم التوقف عندها ؟ وهل تمت معالجة هذه المشكلة؟
ج: هذه الضوضاء لا معنى لها والمسؤولون يعرفون ان معالجة مثل هذا الامر لا يتم بهذه الطريقة، ونحن نتابع بشكل هادئ ويعرف المسؤولون معنى الجزئيات التي ترتبط بالمقاومة وهذه ليست شبكة تجارية وهي جزء لا يتجزأ من المقاومة .
س: الكل يضخ مبادرات تفاؤلية باستثناء البعض وهناك من يلوح بخيارات تصعيدية . هل حزب الله في ذات هذه الاجواء التفاؤلية ؟
ج: مسألة التوافق مسألة اساسية لإنقاذ البلد، ونحن عندما وافقنا على مبادرة الرئيس بري اعتبرنا انها خطوة ايجابية يمكن ان تُخرج البلد من الانقسام الحاد وبالتالي بما اننا امام استحقاق رئاسي وامام فرصة توحيدية للبنانيين، من المفروض ان نعطي هذه المبادرة الفرصة المناسبة كي تنجح، لذلك عندما نقول ان المبدرة جيدة ونؤيدها وحاضرون لانجاحها، نحن تنازلنا عن أمور عديدة من اجل الوصول اليها، وذلك كتعبير عن مسار نرغب ان نصل اليه، لكن نحن يد واحدة وبالتالي يجب ان ننظر الى اليد الاخرى، فهل اليد الاخرى مستعدة لملاقاة هذه اليد او لا، نحن قلنا ان الجواب عندهم ، لكن الرأي العام اللبناني شعر انها مبادرة منطقية معقولة والرأي العام الدولي لفتته، ورأينا تحركا اوروبيا داعما ولا أخفي ان الامريكي اربكته هذه المبادرة، هذه المبادرة فتحت بابا للحل، السؤال هل ستنجح ام لا ؟ نحن نأمل ان تنجح .
س: هل المؤشرات ايجابية ؟
ج: دخلت امور على الخط اعطت مزيدا من الايجابية مثلا مجيء الترويكا الاوروبية التي تتحدث عن ضرورة التوافق، وتحرك بكركي لجمع المعارضة والموالاة من الموارنة من اجل التفتيش عن حل، ومحاورة جماعة 14 شباط والحديث بطريقة ايجابية عن الوفاق، إذن توجد اشارات لها طابع ايجابي لكن لا احد يجزم ما اذا كانت هذه الاشارات ستوصلنا الى الحل الايجابي .
س: هل الشيخ سعد الحريري يملك زمام الامور ؟
ج: يوجد في 14 شباط فريقين الاول يمثله النائب سعد الحريري والثاني يمثله وليد جنبلاط وسمير جعجع . نلاحظ ان سمير جعجع وجنبلاط لا يرضيهما أي حل ونحن نفهم لماذا، لانهم يعتبرون ان أي حل توافقي يعني تنازلاً من قبلهم عن مكاسب لا يحصلون عليها فيما لو وقع التوافق، لان هناك قوى اخرى ستأخذ محلها الطبيعي وبالتالي سيصبح محلهم ضعيف .
س: هل هناك توزيع ادوار ؟
ج: السيد سعد الحريري عنده موقع مختلف لانه يمثل اكبر كتلة نيابية وبالتالي عنده تمثيل قوي في طائفته وهو يربح في التوافق اكثر من التصادم، وبالخلاف لا يحصل على شيء وهو في حالة بحث عن الحل . لكن السؤال هل يمكن ان يسير الى النهاية، يمكنه ذلك اذا التفت الى مصالح الناس .
في الجانب الامريكي اليوم الامريكان يعيشون حالة من الترقب ويوجد نقاش حول مصالحهم، واين تصب هذه المصالح من خلال الانتخابات الرئاسية، وهل يتحمل الامريكيون انفراط عقد البلد؟ الأمريكيون لم يحسموا الخيار الانسب لهم بعد، للاسف القرار الامريكي له الرأي الحاسم في الحل .
في النتيجة التوافق خيار مهم للجميع لكن ليس معلوما ما اذا كنا سنصل اليه الآن، ونأمل ان تكون مساعي الرئيس بري وبكركي تشكل ضغطاً على الامريكان للوصول الى الحل .
س: الدكتور سمير جعجع في تصريح له يقول إذا لم تقبل المعارضة بأحد المرشحين: نسيب لحود والأستاذ بطرس حرب، فستترحم عليهم، فربما أن الآتي أصعب، فالمعارضة لن تغتنم الفرصة وتختار واحد من الاثنين؟
ج: بهذا يهددنا سمير جعجع بتخريب البلد، أن هناك شيء أرحم من شيء آخر، وهناك سيء وأسوأ ، وحسن وسيء، هذا التقسيم الذي يقوله ليس لشخص يفتش عن الحل، فالذي يفتش عن الحلول يجب أن يقول تعالوا نتفاهم، أو نطرح شخص تقبلوا به ونقبل به، يتابع بمبادرة الرئيس بري، ونحن لسنا من النوع الذي يتم تهديده، يعني إذا لم نقبل بهذا الخيار فلا نعلم ما ينتظرنا، فهذا التهديد لا ينفع معنا ولا مع المعارضة وليس لمصلحة لبنان، هذه محاولة للظهور بأن السيد جعجع هو الذي يقدر أن يقرر في الساحة المسيحية ما يريد، مع العلم أن الساحة المسيحية هي مع العماد عون، وبالتالي هو الذي يشكل الأغلبية المسيحية في الشارع، وهو الذي يقدر أن ينطق باسم الشعب، وهو الذي يملك أكبر كتلة تمثل الشارع، فالأمور لا تُقاس بهذه الطريقة، فجعجع ليس لوحده حتى يعبر عن المطلوب، على كلٍ هذا رأي موجود عنده أعتقد أن هذا لا ينفع ولا يوصل إلى نتيجة.
س: يقول البعض من فريق السلطة أن مرشح المعارضة في ظل عدم تسميتها لمرشحها بشكل علني، فأنتم أكثر المستفيدين من الفراغ الدستوري وأنكم لا تحبذون ولا تسعون لإجراء انتخابات رئاسية في موعدها، وبالتالي مرشحكم هو الفراغ لا أكثر ولا أقل؟
ج: ليختبروننا ، ونحن نقول لهم: حاضرين على التفاهم معكم اذهبوا عند الرئيس بري واطرحوا الأسماء وتناقشوا معه، والاسم الذي نتفق عليه يكون الرئيس في المهلة الدستورية وليس بنصاب الثلثين وإنما بنصاب اجماع أيضاً، نحن حاضرون ، فإشكالنا هو على النصاب ، فالرئيس الذي تختاره البلد كيف تختاره؟ فبمجرد أن تقول الأكثرية أنها تريد أن تختار بالنصف زائد واحد وأنه متوافق مع للدستور وإذا كان تفسيرهم للدستور هكذا، فمعنى ذلك أنهم لا يريدون الحل مسبقاً، وأنهم سيخربون الدستور ولا يعطون الوزن لهذه المرجعية الوحيدة الجامعة للبنانيين، هذا غير مقبول فالنص الدستوري واضح جداً: أن الدورة الأولى لا تكتمل إلاَّ بنصاب الثلثين، والدورة الأولى لم تنعقد يعني لا يوجد ثلثين، وإلاَّ من هو الرئيس الذي سيأتي بالنصف زائد واحد وبتمثيل مطعون به، ونصف اللبنانيين رسمياً غير موجودين وثلثاهم شعبياً غير موجودين، فهل هذا الرئيس سيلمُّ البلد في وضع صعب ومعقد؟ وبالعكس هم يجب أن يكونوا أحرص على التفاهم، وأنا أسال : لماذا هم يخافون من التفاهم؟ ومن رئيس قوي يجمع الجميع؟
س: سماحة الشيخ، الدخول في طرح الأسماء ألا يؤثر على علاقتكم التحالفية مع الجنرال ميشال عون؟ وماذا عن بيت المعارضة الداخلي؟
ج: أريد هنا أن أوضح، عندما نقول: أن يذهبوا إلى الرئيس بري على قاعدة أنه يدير الآن مفاوضات وفاقية بين كل الأطراف في المعارضة وكل أطراف الموالاة، وهو أرسل مندوبين إلى كل الأطراف، وليس القصد بهذا الكلام استبعاد أحد ، والحمد لله صف المعارضة متماسك جداً، نحن والعماد عون متفاهمين وليس تفاهماً، على الورق وإنما تفاهم على الأرض، وبالتالي نحن نترجم التفاهم بتعاون، قواعدنا كلها مستوعبة معنى هذا التفاهم وحولته إلى علاقة حميمة، وكذلك مع الرئيس بري وحركة أمل طريقة التعاطي طريقة شفافة ، وليس بين المسؤولين فقط وإنما بين القواعد أيضاً ، الكل في المعارضة هم أطراف تتعاون على المستوى الميداني بتفاهم سياسي واسع، حتى على مستوى الشمال وعلاقتنا مع جبهة العمل الإسلامي والرئيس كرامي وعلى مستوى العلاقة مع الرئيس الحص، وكذلك في الساحة الدرزية مع السيد طلال ارسلان والسيد وئام وهاب، والسيد فيصل الداوود، فالمعارضة بتلاوينها المختلفة متفاهمة ومتعاونة مع بعضها البعض، وعندما نقول ناقشوا مع الرئيس بري لأنه هو من يدير الحوار الآن وليس لأننا نختصر أحد، فآراء العماد عون وغيره مأخوذة بعين الاعتبار بالكامل أثناء التفاصيل.
س: هل أنتم مع تعديل الدستور إذا تمَّ التفاهم والتوافق على انتخاب قائد الجيش أو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة؟
ج: هنا دخلنا في لعبة الأسماء، نحن مقررون كحزب الله أن لا ندخل في لعبة الأسماء في العلن، وأن نختصر على التداول الذي يحصل في الكواليس، لأنه ليس مطلوب أن نتبارى الآن كل طرف ماذا يطرح ؟ وأين من الممكن أن يصبح هناك تسوية؟ نحن نفضل عدم الدخول في موضوع الأسماء، أمَّا إذا تكلمنا بمبدأ له علاقة بتعديل الدستور في هذا الشأن أو في شأنٍ آخر يتوافق عليه اللبنانيين، عندئذٍ لا يعود هناك من مشكلة لأنه لا يعدَّل الدستور إلاَّ بتوافق الثلثين، إذا توافقنا على أمرٍ معين فهذا الأمر له مساره وبالتالي هذا المسار يصبح طبيعياً ، ولا أحد يشكي من أي شيء، سواء كان الانتخاب بالثلثين أو بطرق أخرى.
س: للرئيس بري مقولة شهيرة "أنا خلف البطريرك في انتخاب الرئيس واسم الرئيس" هل حزب الله كذلك؟
ج: كل واحد له أسلوبه في التعبير، وبالتالي لا ضرورة أن نستعير أساليب بعضنا لأن كل واحد يريد أن يصل إلى مكان، نحن نقول: نحن خلف التوافق، أكان من قلب بكركي أو من قلب مبادرة الرئيس بري ، أو يطلع من تشاور معين، نحن نفضل أن تستمر المبادرة لنرى إلى أين ستصل؟
س: عجلة الحوارات واللقاءات الدائرة اليوم، واللقاء الذي حصل بين الرئيس أمين جميل والجنرال عون، والحديث عن لقاءات قادمة ربما بين الشيخ سعد الحريري والجنرال عون، كيف تتلقفون أنتم في حزب الله هذه الانفتاحات على الجنرال عون في هذه المرحلة، وهل يقلقكم ذلك؟
ج:عندما أقمنا التفاهم مع العماد عون ، قال سماحة السيد والجنرال عون في اللقاء الشهير في كنيسة مار مخايل: نحن حاضرون لأن نوسِّع وأن يكون هناك تفاهمات تضم أطرافاً أخرى ، فهذا التفاهم ليس مانعاً إنما هو مقدمة لتفاهمات أوسع، ولاحظنا هجومات غير عادية على التفاهم، نتفاهم مع أمل ونتحالف معها فنتعرض لهجوم من الطرف الآخر الذي لا يريد تفاهمات، نتفاهم مع الجنرال عون أيضاً لا يريدون تفاهماً ، فنحن منطقنا في العمل هو ما يجمع، لذلك نحن مرتاحون جداً للقاء الجنرال عون والسيد أمين جميل، وسنرتاح أيضاً للقاء الشيخ سعد الحريري مع الجنرال عون، وأي لقاءات ثنائية أو ثلاثية أو رباعية تحصل بين الموالاة والمعارضة وبين الأطراف المختلفة نحن نشجع عليها، لأننا نعتبر أن هذه اللقاءات كلها تساعد على إذابة الجليد وتساعد أيضاً على فهم الأطراف بعضها لبعضها الآخر.
س: هناك من قرأ هذه اللقاءات بأنها إيعاز أمريكي ربما لفك التحالف بين الجنرال عون وحزب الله، هل تقرأونها من هذا الباب؟
ج: التحالف بين العماد عون وحزب الله، ليس تحالفاً طارئاً وعابراً ، هو تحالف مدعم بنقاشات واسعة وبقناعات وخيارات اختارها كل من الطرفين، وليس مجرد زيارة أمريكية أو كلمة تغيِّر وتبدِّل، هذا الموضوع أعقد وأكبر بكثير من مجرد زيارة أو تصريح. عندما كان "باول " وزير خارجية أمريكا، أذكر أنه أتى إلى سوريا والتقى مع الرئيس بشار الأسد، وطرح وقتها ما سمي في وسائل الإعلام بالوصايا العشر: مطلوب من سوريا أن تسحب سلاح حزب الله ، وأن تخرج من لبنان، أن تطرد القيادات الفلسطينية من سوريا،...الخ، يومها تمَّ سؤال باول ، ماذا تأخذ سوريا في المقابل؟ فكان الجواب أنه تصبح أكثر مقبولية في المجتمع الدولي ويستمع هذا المجتمع الدولي إلى متطلباتها، أمريكا عوَّدتنا أن تضغط كثيراً وتأخذ كل شيء ولا تعطي شيئاً ، نحن نعمل لمصلحة لبنان، وأعتقد أن العماد عون يعرف أين مصلحة لبنان والموقف الذي أخذه هو لمصلحة لبنان ووحدته.
س: ماذا عن الدور الفرنسي في الملف الرئاسي والذي هو دور رئاسي ربما وماذا عن الدور الأوروبي بشكل عام؟
ج: الدور الفرنسي والأوروبي مشكور، لكن هو أقرب إلى الدور الوعظي والتشجيعي منه إلى الدور الفاعل في تغيير المعادلة، ومن يستمع إلى تصريحات المسؤولين الثلاثة الأوروبيين يجد اللازمة الواحدة"نشجع اللبنانيين على التوافق"، لأنهم لا يقدرون على فرض هذا الخيار لأن الأمريكي يترك مجال"فسحة" لتحرك إيجابي أو تحرك تنشيطي، ونتمنى أن يقدر هذا التحرك أن يضغط على الموقف الأمريكي .
س: تحرك الترويكا الأوروبية جاءت حرصاً على مصلحة لبنان بالايعاز من الفاتيكان الخائف على الوجود المسيحي في البلد؟
ج: بالتأكيد الفاتيكان خائف على الوجود المسيحي في البلد، ومنطق الفاتيكان هو أن يتعايش المسيحيون بشكل مرتاح في محيطهم، وأن يكون تعاونهم مع محيطهم الإسلامي وثيق جداً، لأنه إذا ارتبط المسيحي بالخيارات الغربية والأمريكية معنى ذلك عدم استقرار في العلاقات حسب تأثير الخيارات، وعندما تفشل الخيارات سيفشل الذي يسير معها، ونحن نرى الأمريكيين يفشلون أينما حلُّوا، اليوم الأمريكيون خرَّبوا العراق ، وكل المعلومات تقول بأن الهجرة المسيحية في العراق وصلت إلى سقف مرتفع جداً ، وعلى كلٍ الفاتيكان أعلنت أنها ضد الاحتلال الذي حصل في العراق كجزء من رؤيته لطبيعة استقرار المنطقة وخصوصيتها لها، ولا يصح أن يأتي الأمريكي ويفرض شروطه. فالفاتيكان مع التفاهم في الداخل ومع أن يكون هناك تعاون ، ونحن ما ندعو إليه وما أكدت عليه وثيقة التفاهم بين حزب الله والجنرال عون هو هذا التعاون الذي يقدم مصلحة لبنان من دون أن ندخل القوى الأجنبية التي تريد أن تجزئنا وتقسِّمنا.
س: هل وجود اليونفيل في جنوب لبنان هو ما دعا الترويكا الأوروبية للمجيء إلى لبنان؟
ج: من حق الأوروبيين أن يحسبوا حساباً بأن جنودهم سيكونون مرتاحين أكثر إذا كان الوضع مستقراً في لبنان، لأن هذا الوضع المستقر كما ينعكس على الداخل اللبناني فإنه ينعكس على اليونيفل، ونحن نعرف أن القرار 1701 عندما تمَّ التوافق عليه مع الأطراف الأساسية في لبنان استطاعت القوات الدولية أن تأتي وتتمركز في الجنوب وأن تكون مستقرة ، ولعله المكان الوحيد في العالم الموجود فيه قوات دولية بهذا القدر من الاطمئنان، لأن البيئة الموجودة فيها قابلة لوجودها وتعتبر أنها إذا التزمت بتنفيذ القرار 1701 فهو مرحب بها . فإذا حصل شيء من الفوضى أو أخذنا جماعة 14 شباط إلى تحديات وارباكات أو انتخاب رئيس خارج الدستور ... فأكيد أن هذا الوضع سيولِّد جواً لعدم الاستقرار وبطبيعة الحال أن ينعكس على الجميع.
س: تقول سماحتكم أن الأمريكي سيأخذ قراراً في ربع الساعة الأخيرة، وأن خيار النصف زائد واحد خيار جدي، ماذا لو لجأت الأكثرية مدعومة بقرار أمريكي وانتخبت الرئيس في 14 تشرين الثاني،كيف ستواجه المعارضة هذا الخيار وما هي الخطط؟
ج: الخيارات معروفة ومحدودة ، وبالتالي الأمور ليست معقدة لهذا الحد، ولكن في الحقيقة نقاش الخيارات بطريقة علنية في وقت هناك كلام عن مسعى توافقي قد يُفسر أنه محاولة لتعطيل التوافق، ويصبح هناك إطلاق نار سياسي على ما تتكلم عنه المعارضة، لذلك ارتأينا أن لا ندخل في التفاصيل ، لأنه إذا لم يحصل التوافق، علينا أن نعرف أولاً بأية ظروف لم يحصل، وماذا سيفعل الفريق الآخر بالتفصيل، وكيف سيكون رد فعل المجتمع الدولي، كلها أمور تلعب دوراً في أي خيار يمكن أن نختاره ، ونحن كمعارضة فضلنا عدم الدخول في حساب الاحتمالات رغم أن الجمهور متحمس أن يعرف مسبقاً ما يمكن أن نفعله، ما نقوله: أن المعارضة ثابتة وقوية ، وستعمل لمصلحة لبنان، ولا يمكن أن تترك الأمور تذهب إلى خيارات تجعل البلد تحت الوصاية، وأن يُفرض أمر واقع ونحن نتفرج على الأمر الواقع، فهناك ردود فعل وحلول ستكون جاهزة.
س: هل ستكون ردود فعل عبر الشارع لتسكير الطريق على جلسة الانتخاب بالنصف زائد واحد أو منع وصول الرئيس المنتخب إلى بعبدا؟
ج: إذا أرادوا انتخاب الرئيس بالنصف زائد واحد لن يقوموا به في المجلس النيابي إنما في مكان آخر في لبنان أو خارج لبنان، فهم يعرفون مسبقاً أن الجلسة لا تلتئم في داخل المجلس النيابي، وعندما يبدأون بخيار النصف زائد واحد يعني أنهم بدأوا بخيار واضح وهو أن يأتوا برئيس لهم وليس للجمهورية، وبالتالي إذا أتوا برئيس لهم فمكان هذا الرئيس ليس في بعبدا .نحن نقول لهم تعالوا للخيار التوافقي ونساعد عليه.
س: فمن سيكون في قصر بعبدا بعد المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس ؟
ج: نقول أن مكانه ليس في قصر بعبدا لأنه ليس رئيساً للجمهورية، فلا يصح أن يذهب شخص إلى قصر بعبدا وهو ليس رئيساً للجمهورية.
س: البعض يقول أن الرئيس لحود لن يسلم زمام الحكم بحجة الفراغ الدستوري وإنما سيبقى على رئاسة الجمهورية ؟
ج: هناك نصل إلى خيارات يمكن أن تقوم بها المعارضة فيما لو قاموا هم بطريقة الانتخاب بالنصف زائد واحد، ونحن قررنا أن لا نتكلم عن الخيارات التي يمكن أن نقوم بها، وبحسب التطورات والتفاصيل تكون الخيارات عادة .
س: البعض يقول بأن المعارضة دائماً تهدد بأنها ستتخذ خطوات حاسمه أما على الأرض فالمعارضة تتراجع بحجة الخوف والحرص على البلد، فالحكومة ما زالت موجودة وتمارس مهامها والبلد ماشي كما يقولون، فما الذي يدفع هذه السلطة أن تأخذكم هذه المرة على محمل الجد؟
ج: هنا أريد أن أوضح أمراً مهماً، المعارضة لم تقم بما قامت به بالصبر وعدم الانجرار إلى الفتنة في السابق وعدم القيام بردود فعل الميدانية وما شابه، لأنها تعتبر ارباح موقفها لمصلحة لبنان والشعب اللبناني وكان ذلك بما أدَّته من عدم التجاوب مع ما يجروننا إليه. الحكومة اللاشرعية اليوم هل تحكم في البلد؟ فهي لا تحكم وإنما توظف موظفين وتأخذ أموال الدولة، وتعمل بطريقة لإفساد الدولة وتخريبها، وليس عندهم استقرار سياسي ، ولا استقرار أمني، ولا استقرار اقتصادي ، ولا يوجد شيء في البلد مستقر، فهم لا يقدرون على فعل أي شيء فهذه حكومة غير جديرة أن تحكم، لذلك نحن بالمقارنة بين ما يمكن أن نفعله في الفترة السابقة وما فعلته الحكومة اللاشرعية وجماعة 14 شباط، كنا نرى أن أداءنا كان هو المطلوب بهذه الطريقة، الناس لا تتحمل وتريد أجوبة سريعة وموقف سريعاً، ولكن لا ننسى أننا كنا نواجه في الفترة الماضية تداعيات التدخل الأمريكي التفصيلي في الحياة اليومية اللبنانية، والتواطؤ الدولي الذي وقف إلى جانب الحرب ضد لبنان، وكذلك دعم الحكومة اللاشرعية بكل وسائل القوة الدولية، والمعارضة تصمد هذا الصمود وتبقى جامدة حتى الآن وتفرج العالم كله بأن هذه الحكومة ليست فاعلة والبلد لا يسير هكذا فأنا أعتقد أنه إنجاز كبير.
س: الشيخ سعد الحريري حذر من فتنة سنية شيعية إذا لجأوا لاختيار الرئيس بالنصف زائد واحد ولم يتم التوافق على رئيس للجمهورية؟
ج: ما جرى خلال الفترة الماضية أوصلنا الآن إلى نقطة مفصلية اسمها الاستحقاق الرئاسي، ليس معلوماً أن يكون ما بعد الاستحقاق الرئاسي كما كان قبل الاستحقاق الرئاسي ، فالظروف ستتغير، ونحن حريصون على عدم حصول فتنة سنية وشيعية، لكن السؤال: الطرف الآخر إلى أين سيأخذ البلد؟ ونسأل النصف زائد واحد ما هي مستلزماته الأمريكية ، لذلك ما بعد انتخابات الرئاسة غير التوافقية الأمور ليست كما قبلها ، أمَّا كيف فهذا مرتبط بالتفاصيل.
س: عدم حصول التوافق ، هل يعني هذا أن البلد سيذهب نحو الفتنة في ظل الحديث عن التسلح بين كافة الفرقاء السياسيين على الساحة والاتهامات المتبادلة؟
ج: عدم التوافق يعني أنهم يأخذون البلد إلى محل صعب ومعقد وسيفتح على قضايا الله أعلم ماذا ستكون ، هم يتحملون مسؤولية كامل ما يمكن أن يحصل.
س: النائب وليد جنبلاط يقول بأن المعارضة تأتمر بأوامر المخابرات السورية والإيرانية وأنكم تلقيتم الضوء الأخضر لاقتحام السرايا، ما دقة هذه المعلومات؟
ج: معلوماته كانت في السابق أيضاً بأن الاقتحام سيحصل، فتركيب المعلومات لا يوجد أسهل منه، نحن نتصرف كلبنانيين، وعلى كل حال معروف من يدور من مكتب إلى مكتب ليسمع آخر التوجيهات والتعليمات ، ورأيي أن النائب جنبلاط ذهب إلى أمريكا باستدعاء وليس ليستطلع، لأن أمثاله لا يستطلعون إنما يأخذون التوجيهات، ونحن لا نأخذ كلام جنبلاط على محمل الجد وعلى محل التأثير.
س: لماذا لا تأخذون كلامه على محمل الجد لا سيما أن كلامه يتقاطع مع آخر ضمن 14 شباط(سمير جعجع)؟
ج: في عدم الاستفادة من الحلول المطروحة، أنا قلت : لا وليد جنبلاط مستفيد من الحل وكذلك سمير جعجع، لذلك هم دائماً يذهبون باتجاه توتير الأجواء والتهديد ، واعتبر أنهم يقومون بتوتير في البلد ويأخذوه إلى مكان ليس لمصلحة أحد، وعندنا أمل أن القوى الفاعلة تدرك بأنها متضررة من أعمال هؤلاء، لأن مشكلتهم أن أحجامهم السياسية لا تركب بشكل كافي ومؤثر عندما يكونون من تركيب الوفاق، مع العلم أن الوفاق هو أحسن للبنان .
س: سماحة الشيخ كيف الخروج من الأزمة اللبنانية؟
ج: بالتأكيد هناك مشروعان مختلفان في لبنان، مشروع يريد لبنان قوياً ومستقلاً وهذه وجهة نظر المعارضة ، ومشروع آخر يقول بأن يجب أن يكون لبنان ملحقاً بالمشروع الأمريكي وتحت الوصاية الأمريكية، وهذا يعني أنها ستخدم لإسرائيل، وهذان المشروعان في حالة صراع حالياً، وهناك ضغط لمحاولة تأييد المشروع الذي يحاول أن يستحضر الوصاية الأمريكية، نحن نقول: بأنه لا يستطيع أحد أن يفرض مشروعه على الطرف الآخر، تعالوا لنتفق على التلاقي أو نقاط تلاقي، رئاسة الجمهورية الوفاقية مقدمة ، وتأتي بعدها أمور أخرى مثل حكومة الوحدة الوطنية ، والنقاشات السياسية حول القضايا المختلفة التي تهم البلد، عندها ننقذ بلدنا. أما إذا بقي كل طرف عند خياراته التي اختارها فهذا يعني أننا سنقع بمأزق كبير جداً.
س: ما الذي ينتظر اللبنانيين ؟
ج: أنا أقدر أن أطمأن بالأمور المتعلقة بنا، نحن حريصون على وحدة لبنان ومستقبله، ولكن لا أقدر أن اطمئن ماذا سيفعل الطرف الآخر! وإلى أين سيجر البلد، الأمور صعبة، وطالما أن النتيجة غامضة وخطرة فالمفروض أن نصل إلى الوفاق لأنه هو الحل، وهذا ما ندعو إليه .
س: حزب الله اعتبر أن إقامة قواعد أمريكية في لبنان عمل عدائي، ما معنى ذلك؟
ج: هم يفهمون ماذا تعني هذه الكلمة، وهذا ما يهمنا أن يفهموا هم ماذا تعني، ووجود القواعد هو اعتداء على لبنان والمعتدى عليه سيقوم بإجراء للحافظ على نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة.
س: هل ترون أن حكومة فؤاد السنيورة قادرة على ابرام مثل هذا الاتفاق في الوقت الراهن؟
ج: بالتأكيد هي غير قادرة على تنفيذ هذه الطروحات حتى ولو ناقشتها ولو عرضت عليها، وعلى كل حال ننتظر ردهم عن موقفهم من موضوع القواعد الأمريكية ويقدرون في اجتماع مجلس الوزراء غير الشرعي، فهم عندهم عادة بارسال البيانات إلى الأمم المتحدة، أن يوضحوا للرأي العام وجهة نظرهم بالقواعد الأمريكية حتى يسمع الناس بشكل مباشر وجهة نظرهم السياسية إذا كان هذا الأمر مطروح عليهم أم لا، وإذا طُرح عليهم فما هو موقفهم؟