اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان كشف الشبكة المرتبطة بالموساد الاسرائيلي هو تأكيد على ضرور حماية لبنان وتعزيزه من الاختراقات الاسرائيلية رافضاً اطروحات «فريق 14 شباط» وقال: ان المرء لا يحتاج الى تفكير طويل ليعرف السبب الذي دفع جماعة 14 شباط ان يجييروا الامر المرتبط بالشبكة باتجاه معين فهم يريدون الوصول بأي طريقة لانهاء وضع المقاومة فيما نحن ما زلنا امام شبكات اخرى واكتشاف الشبكة دليل على ان اسرائيل لم تترك لبنان وتعمل لتنال منه وهذا ما يؤكد على ضرورة ان تبقى المقاومة حاضره لتمنع الاختراق الاسرائيلي، لذا لن ينجح اولئك الذين اخذوا الشبكة الى التوظيف السياسي.
وحول الشبكة التي كانت تحاول اغتيال السيد حسن نصر الله قال قاسم ان المعنيين بهذه الشبكة الارهابية وصلوا في تصميمهم ومخططهم لعملية الاغتيال، وعدم قدرتهم على المباشرة في العملية جاء نتيجة اعتقالهم. وكما قالت التحقيقات انهم لم يتوصلوا بعد الى الجهة التي تقف وراءهم، مستغربا التهوين من امر الشبكات سواء انتسبت لاسرائيل او غيرها.
وحول استراتيجية الدفاع قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان ما نفهمه من الاستراتيجية الدفاعية انها تحقق هدفا هو حماية لبنان بامتلاك قوة ردع ذاتية كي يحترمنا الاخرون ويحسبوا لنا حسابا، واذا قدم البعض استراتيجية دفاعية لا تأخذ بعين الاعتبار حماية لبنان فهذه ليست استرايتيجية وما عرضوه يرتكز على عنوان الضمانات الدولية لحماية لبنان من اسرائيل، ونحن نقول هذه المنهجية خاطئة بحسب التجربة، المقاومة حررت والديبلوماسية لن تطبق القرار 425 ولم تعطنا الاتصالات الدولية اي نفع وبسبب الانحياز الاميركي والدولي لاسرائيل لن يضعوها تحت البند السابع والتجربة امامنا.
وشدد الشيخ قاسم ان قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية ولن يكون اليوم ولا في المسستقبل الا في يد الدولة، هذا ما نؤمن به، وهذه هي قناعتنا وما تقوم به المقاومة هو عملية دفاعية اشبه بردة فعل على اعمال عدوانية والمقاومة لا تملك قرار الحرب والسلم ولا تريد ان يكون بيدها.
واكد ان ليس لسوريا وايران مشروع في لبنان، والدولتان تعملان على حماية نفسيهما من المشاريع الاميركية والاسرائيلية وبنتيجة الاوضاع تلاقت المصالح بين لبنان وسوريا وايران وفلسطين لان هذه الدولة متضررة من المشروع الاميركي الاسرائيلي مؤكدا اننا نحن لم نربط لبنان بأي جهة واتحداهم ان يأتوا بدليل ونحن لم نحم النظام السوري لانه يملك قدرة حماية نفسه.
وقال الشيخ قاسم اكرر للرئيس بشار الاسد اننا من موقع تأثيرنا لن نسمح بأن يكون لبنان ممراً او مستقرا للتآمر على سوريا وهذا لمصلحة لبنان ولن نفرط باوراق القوة التي نملكها من اجل افكار غير واقعية ومحكومة بفشل التجربة.
سماحته اعتبر ان تصحيح اي علاقة مع النائب وليد جنبلاط تتطلب تعديلا في مواقف جنبلاط وقال نحن لم نغير التحالف الرباعي ولم نتركه وعلى الذي بادر ان يتقدم خطوة فليست القضية "بتبويس اللحى."
وعن القوات اللبنانية قال العلاقة من خلال طاولة الحوار والتباين كبير لكن اذا شعرنا بتغيير يمكن ان يبنى عليه لقاءات فلا مشكلة مشددا على ورقة التفاهم مع التيار الوطني الحر والتأكيد والتمسك بها وضرورة تعميمها وان طاولة الحوار لم تخرج عنها.
واكد ان حزب الله يعتبر العماد عون مرشحا قويا وجديا لرئاسة الجمهورية وان حزب الله لم يغير موقفه.
وشدد على ان هناك قرارا في حزب الله وتيار المستقبل للبحث عن نقاط الالتقاء والتقليل من الخلاف كما ان هناك توافقا على الوقوف بوجه الفتنة المذهبية، مؤكدا على تقدم العلاقات مع تيار المستقبل.
ولفت ان ما بين حزب الله وحركة امل لا يمكن ان تلعب به بعض التصريحات المكشوفة الاهداف، وان الاغلبية الساحقة من الطائفة الشيعية تقف مع هذا الاجتماع الشيعي وتؤيده وتسانده.
س: سأبدأ من عند الشبكة التي اكتشفتها مديرية المخابرات في الجيش حيث نلاحظ ان فريق 14 آذار يعمد الى تحوير النتائج فيقولون ان هذا الاكتشاف يؤكد قدرة الجيش على السيطرة، وهو ما يتناسب مع استراتيجية الدفاع التي طرحوها في جلسة الحوار الاخيرة، فما هو تفسيرك لموقفهم.
- لا يحتاج المرء الى تفكير طويل ليعرف السبب الذي دفع جماعة 14 شباط الى ان يجيّروا الامر المرتبطة بالشبكة باتجاه معين وكما مجموعة من الامور بذات الاتجاه، ذلك انهم يضعون هدفا ويريدون الوصول اليه بأي طريقة وهذا برأينا خطأ، فهدفهم كيف يمكن ان ينتهي وضع المقاومة في لبنان، وبالتالي هم يبحثون عن اي فكرة ويضعونها في الطريق ويعتبرونها سببا ومبررا وهذا ليس مناسبا، نحن نقبل معهم ان نناقش الامور بصراحتها ووضوحها وبما تتحمله ولكن ذلك ينسبون بعض القضايا في مقدمات لا تنسجم ابدا مع النتائج التي نصل اليها، هذا في المبدأ.
اما في التفصيل نحن نواجه عدواً اسمه اسرائيل. وهذا العدو باعتراف الجميع هو اقوى قوة موجودة في منطقتنا ويستطيع ان يؤذي ويضرب ويتصرف بيد مفتوحة ومطلقة وبدعم اميركي وغربي فيما لو اراد ان يعتدي باشكال مختلفة من العدوان، فالعدو يمتلك قدرة عسكرية كبيرة وقدرة امنية كبيرة ويتمتع بغطاء سياسي دولي محكم وفي ظل وضع عربي واقليمي فيه الكثير من الثغرات والصعوبات، وعندما نواجه هذا العدو يجب ان نواجهه بهذه الصيغة وبما يمتلك من قدرات، وهنا عندما نتحدث عن حادثة واحدة جرت مع مخابرات الجيش اللبناني بالقدرة المميزة والجيدة في اعتقال هذه الشبكة الارهابية، فهذا يعني اننا بدأنا نعالج جانباً من جوانب المشكلة مع اسرائيل وهذا لا يعني ان الجوانب الأخرى جرت معالجتها فهناك شبكات أخرى ما تزال موجودة وتحتاج الى جهد كبير وطويل وقد تتمكن المخابرات من اكتشاف بعضها وعدم اكتشاف البعض الآخر نظراً للتقنية العالية والطريقة التي يعمل بها «الموساد» الاسرائيلي والمعلوم عند الجميع أن هذه الشبكة تعمل منذ ستة عشر عاماً ما يعني ان هذه الفترة الطويلة التي أخذت فيها راحتها تدل على حرفية عالية وبالتالي ان اعتقال هذه الشبكة لا يدل على ان كل المشكلة الامنية مع اسرائيل قد حلّت لا زلنا امام شبكات اخرى اي ما زلنا امام مشكلة امنية معقدة وامام وضع عسكري كبير جدا ومؤثر ويحتاج الى مواجهة وما زلنا امام وضع سياسي يحتاج الى جهود كبرى لمواجهة تداعياته بسبب الانحياز الدولي، فاعتقال الشبكة خطوة على طريق التماسك الداخلي الذي يساعد في منع العدو الاسرائيلي من ان يستفيد من اجوائنا السياسية المتوترة او ان يستغل بعض ضعاف النفوس ليعمل معهم نحن نرى ان اكتشاف الشبكة دليل على ان اسرائيل لم تترك لبنان ولا تريد أن تتركه وستعمل بكل جهد لتنال منه فإذا اوقفت عسكرياً وعاشت حالة من الارتباك بسبب التحرير ووجود المقاومة، فإنها ستستغل الاساليب الأخرى ومنها هذا الاسلوب الامني الفضيحة بالنسبة لإسرائيل، وهذا ما يؤكد على ضرورة ان نعزز قدراتنا وامكاناتنا لنبقي المقاومة حاضرة لتمنع اسرائيل من الاختراق العسكري وان نعزز قدرات الجيش والقدرات الأمنية للمنع من الاختراق الامني. وكشف الشبكة يؤكد على تعزيز قدراتنا في المواجهة وليس سحب هذه القدرات من التداول بشكل او بآخر.
التوظيف السياسي
س: هل نستطيع القول إن البعض يريد الاستهداف السياسي للمقاومة او الاستغلال السياسي بما جرى لتحقيق رؤيته في قضية الحرب والسلم؟
ـ برأيي لن ينجح اولئك الذين أخذوا الشبكة الى التوظيف السياسي ويفترض ان لا يوظف كشف الشبكة لا للتأكيد على المقاومة ولا لحساب التأكيد ضرورة معالجة موضوع المقاومة بحسب وجهة نظر اولئك الذين يريدون الانتهاء من السلاح. هناك انجاز كبير حصل من قبل مخابرات الجيش بكشف الشبكة وهذا جزء من مواجهة كبيرة جدا مع اسرائيل نعم الشيء الذي يجب ان تتوجه اليه جميع الانظار هو ان العدو موجود وهو اسرئيل وهو الذي يشكل خطراً حقيقياً على لبنان علينا ان نفتش كيف نواجه هذا الخطر لا ان يحصل هناك توظيف سياسي بطريقة غير ملائمة. على كل حال لن يقتنع احد بالتوظيف السياسي الذي أخد الامور على غير مكانها وأصبح واضحاً عند كل اللبنانيين انهم امام خطر اسرائيلي حقيقي لا بد من مواجهته.
شبكة اغتيال السيد نصرالله
س: بالمقابل هناك شبكة اكتشفت قبل فترة وهي التي كانت تريد اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فلم تأخذ الضجة الاعلامية كما حصل اليوم، علماً انها كانت تريد اغتيال رمز في لبنان والوطن العربي والاسلامي وما هي اخبار هذه الشبكة، ولماذا «نامت» اخبارها؟
ـ بحسب تحقيقات مديرية مخابرات الجيش وما صدر عن الاجهزة المختصة، فإن الشبكة الارهابية التي كانت تخطط لاغتيال سماحة الامين العام السيد حسن نصرالله قد وصل معها المحققون الى مرحلة معينة كما فهمنا وهي تصميمهم وخطتهم لعملية الاغتيال وعدم قدرتهم على المباشرة بسبب الاعتقال الذي فاجأهم. ونحن منذ البداية قلنا اننا مع استكمال كل الخطوات الموضوعية لمعرفة من وراءهم وماهي خططهم الأخرى وبحسب الافادات حتى الآن، لن يصل التحقيق لمعرفة من هي الجهات التي تقف وراءهم ولعله ان يجري التحقيق اكثر فهذه المسألة امنية قضائية لا نتدخل فيها، وهذه الشبكة امام الرأي العام اللبناني وهو الذي يحكم وعندما تصبح في عهدة القضاء الذي يصدر احكامه تتبين التفاصيل بشكل اكثر ونأمل ان تنكشف الامور بوضوح امام الرأي العام حتى يدرك اولئك الذين يضعون علامات استفهام حول حقيقة الموقف.
ومن الطبيعي ان تكون اهمية هذه الشبكة كبيرة حين ترتبط بالاغتيالات الاسرائيلية لأنه تبين وجود اعمال كبيرة ومتشعبة لها ومنذ فترة طويلة من الزمن اضافة الى الانكشاف الفاضح للدور الاسرائيلي بل التجنيد والمباشرة الاسرائيلية في الموضوع وهذا كشف غير عادي لأن من خلاله المنفذين والمخططين وكذلك وجود اسرائيل كخلفية وراء الشبكة بالتأكيد هذه الشبكة مهمة. لكن في رأينا يجب ان ننظر الى كل الشبكات الارهابية سواء انتسبت الى اسرائيل او الى غير اسرائيل وانها خطر على لبنان وان نتعاطى معها على هذا الاساس لا ان نهوّن ومن دون ان نحوِّل بعض الاكتشافات الى عناوين مذهبية او طائفية فالنهاية الارهاب لا دين له ولا مذهب ولا طائفة.
س: الا تلاحظ انه بكل ما يتعلق بالمقاومة وقيادتها، هناك مجموعة سياسية تأخذ الامور الى امكنة اخرى الشبكة الاولى حصل فيها لغط سياسي فإلى ماذا ترد هذه التصرفات؟
-- انا قلت في بداية حديثي انه يوجد مشكلة عند فريق من المعنيين في لبنان انهم يبدأون بالسياسة وينتهون بالأدلة بينما يجب أن نبدأ بالأدلة وننتهي بالسياسة ومع ذلك ما جرى من بروز ادلة للشبكتين الارهابيتين وما كان لهما من وضع لا يستطيع أحد ان ينكره او ان يضع حوله علامات استفهام يؤكد أن دقة وسطوع الادلة هي الحاكمة، وهي المؤثرة والأبلغ في تكوين الرأي العام حتى لو حاول البعض ان يفسر الامور سياسياً بطريقة تستهويه او تشده اليها، على كل حال انا لا أريد أن أدخل فيما قالوا وقلنا.
س: حفاظاً على ميثاق الشرف؟
-- نوعاً ما حفاظاً على ميثاق الشرف، والأهم من ميثاق الشرف ان وضوح هذه الشبكة الارهابية لا يجعل احداً يشكك او يضع علامات استفهام مهما حاول ايجاد التحوير السياسي او التفسير السياسي.
س: لكن هناك من لا يراعي كثيراً ميثاق الشرف؟
--نحن لسنا بحاجة الى الشتائم لأن الادلة الموجودة عندنا قوية.
س: بغض النظر عن الشبكات بل حتى في السياسة؟
-- بكل شيء الحمد الله مواقفنا مستندة الى ادلة وقناعات، وعندما نعرضها للرأي العام نجد ان هناك تفهما وتعاونا وتعاطفا كبيرا.
انما يحتاج الى كيل الاتهامات والشتائم من يكون عنده ضعف في حجته وقدرته وفي كل هذه المرحلة التي مرّت كنا دائما صريحين مع الناس نتكلم بالحقائق والحمد لله تتحقق انجازات مهمة جدا، في المقابل يبدو ان البعض منزعج لأن خططه وآراءه لم تطبق ولم تحقق مراميها فبدأ برمي التهم هنا وهناك وهذا لا ينفع لبنان كما لا ينفع احدا. بل يوتر الاوضاع ويشغل البلد نحن دعونا مرارا وتكرارا الى حوار هادئ وبناء والى ان ننتقد بالسياسة وان نبين الادلة لا ان تطلق التهم والشتائم هذا ما نحن لم نلتزم به ولا نحتاج الى اساليب اخرى بما يحتاجها غيرنا لضعف فيه.
س: بالعودة الى استراتيجية الدفاع ففريق 14 آذار عرض رؤيته لهذه الاستراتيجية وكان سماحة السيد نصرالله عرض الرؤية لهذه الاستراتيجية ونحن مقبلون على جلسة للحوار ولدينا استراتيجيتان.
فبإعتقادك هل سنصل الى قواسم مشتركة واذا لا فكيف سنصل الى تلك القواسم حول سلاح المقاومة؟
--ما نفهمه من الاستراتيجية الدفاعية انها تحقق هدفا اسمه حماية لبنان بامتلاك قوة ردع ذاتية لبنانية تمكن من ان يحترمنا الاخرون ويعتدون بقدرتنا ويحسبون لنا حسابا عندما يناقشون القضايا الموجودة في المنطقة، على هذا الاساس من يقدم اي استراتيجية دفاعية يجب ان تلحظ حماية لبنان وقدرته على الردع ثم يستعين بالامور الاخرى السياسية والدولية بعد ان يستخدم امكاناته الذاتية. على هذا الاساس اذا قدم البعض استراتيجية دفاعية لا تأخذ بعين الاعتبار حماية لبنان وقدرته على الردع، فهذه ليست استراتيجية دفاعية ولو كان عنوانها في أعلى الصفحة الاستراتيجية الدفاعية فنحن لا نبحث عن تفسير كلمة ولا نبحث عن اية فكرة كيفما كان نحن نبحث عن هدف نريد تحقيقه.
ما عرض على طاولة الحوار من استراتيجية دفاعية اخرى ترتكز على عنوان اساس اسمه الضمانات الدولية والتدخل الدولي لحماية لبنان من اسرائيل نحن نقول ان هذه المنهجية خاطئة لان حماية لبنان بحسب التجربة السابقة خضع لوجهتي نظر: وجهة تقول بالمقاومة بالمتابعة الديبلوماسية والسياسية فشلت المتابعة السياسية لمدة 23 سنة من ان تحقق تنفيذ القرار 425 ونجحت المقاومة خلال 18 سنة مع كل تراكمات المقاومة قبلها لتحقق انجاز التحرير فتبين ان وجود القدرة بيد لبنان لها الفعالية المهمة في حمايته من الاعتداءات الاسرائيلية بينما لم تعطنا الديبلوماسية ولا الاتصالات الدولية اي نفع لذلك لانه يوجد انحياز دولي واضح لإسرائيل هذا الامر لم يتغير فالانحياز الدولي ما زال موجودا لاسرائيل من مجلس الامن الى الدول الكبرى وعلى هذا الاساس كيف نبني استراتيجية دفاعية على وعود دولية او ضمانات دولية او الحديث عن فصل سابع لم يستخدم بوجه اسرائيل خلال ستين سنة سابقة. فهذه الفكرة تنطلق من منطلق غير متلائم مع قدرة لبنان على حماية نفسه. وعلى هذا الاساس نحن لا نرى ان مثل هذه الاستراتيجية الدفاعية قابلة للتطبيق او انها قادرة على حماية لبنان.
جربنا المقاومة بالتعاون مع الجيش اللبناني والتفاف الشعب ونجحنا علينا ان نحافظ على ما جربناه - الى ان نجد بديلا مقنعا واذا لم نجد هذا البديل المقنع فلن نفرّط بما نحن عليه من مقاومة وتنسيق وتعاون مع الجيش. ولن نقبل ان نتنازل عن اوراق القوة لفكرة لا يؤمل منها النجاح اذا لم نقل انها حتمية الفشل.
قرار الحرب والسلم
س: لكن بهذا الكلام هم يقولون انكم تريدون مسك زمام المبادرة بقرار الحرب والسلم وربط لبنان بالمشروع الايراني - السوري وهذه هي برأيهم استراتيجيتكم من خلال ربط لبنان بالمنطقة وبالتالي كلامكم يربط لبنان بالمنطقة؟
-- قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية ولن تكون لا الآن ولا في المستقبل الا في يد الدولة اللبنانية وهذا ما نؤمن به وهذه قناعتنا. وان ما تقوم به المقاومة هو عملية دفاعية اشبه بردة فعل على اعمال عدوانية منها من العملية الهجومية الابتدائية ليس للمقاومة عمليات هجومية.
بل ان المقاومة في موقع الدفاع، نشأت بالاصل على قاعدة الدفاع وقامت بما قامت به من موقع الدفاع ولم تكن بيوم من الأيام مبادرة الى اعمال تشعل حربا او ان تؤدي تغيير معادلات في المنطقة.
على هذا الاساس المقاومة دفاعية وهي لا تملك قرار الحرب والسلم ولا تريد ان يكون بيدها قرار الحرب والسلم. لكن لا يمكن ان يقال اثناء الدفاع ممنوع الدفاع لاعتبارات سياسية معينة.
نعم يمكن ان يقال ممنوع المبادرة للهجوم وممنوع ان يكون هناك قرار حرب وسلم وهذا ما نؤمن به وما نعتبره بيد الدولة اللبنانية وها هي التجربة موجودة امامنا منذ التحرير وحتى اليوم هل حصل حرب او قرار حرب؟ في المقابل، من يستطيع ان يمنع اسرائيل من ان تعتدي لو لم يكن هناك جهوزية للمقاومة لاعتدت اسرائيل مرات ومرات اذا المقاومة فعل ردعي وليس فعل للحرب والسلم.
ويبقى موضوع لبنان وربطه بالمشروع الايراني - السوري كما يقولون. ففي المنطقة مشروعان مشروع اميركي للسيطرة على المنطقة والمشروع المقابل هو الممانعة والمقاومة وفيه ايران وسوريا وقوى المقاومة عملانياً لبنان مرتبط وضعه بموضوع المنطقة. وأستطيع القول بكل وضوح انه يوجد مشروع اميركي للمنطقة اسمه مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي تمسك بمفاصلة اميركا وتضع اسرائيل في موقع القطب الذي يستفيد من هذا المشروع بالكامل، ويعتبرون لبنان جزءاً ومعبراً لهذا المشروع الذي يريدون تحقيقه، هذا بالنسبة لأميركا.
اما بالنسبة لإيران وسوريا فمن وجهة نظري، ليس لديهما مشروع يتعلق بلبنان. فكل دولة من هاتين الدولتين تعملان على ان تحمي نفسها من المشاريع الاميركية ضدها ومن المشاريع الاسرائيلية ضدها. ولانها في الموقع نفسه الذي نحن فيه في لبنان في الدفاع عن انفسنا في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية والمشروع الاسرائيلي، تلاقت المصيبة وتلاقت النتيجة وفي شكل طبيعي بين لبنان وايران وسوريا وفلسطين بعنوان ان هذه البلدان متضررة من هذا المشروع الذي يمدّ يده على الجميع ويتصرف بكل موقع بطريقة معينة وبضرر معين، فاذا صرخنا معاً او قلنا بأننا متضررون ونقول اننا لا نريد التدخل الاميركي يتشابه خطابنا مع الآخرين. فهذا لا يعني اننا نعمل ضمن مشروع واحد يستهدف ضرر المنطقة وبالعكس اذا كان المشروع الواحد هو استقلال لبنان ومنع اسرائيل من ان تحقق مشروعها عبره وهذا تستفيد منه سوريا وايران وفلسطين. فنعم هذا هو المشروع، ونحن لسنا خجلين به، لانه بالنهاية يحقق اهدافنا ولا يحقق اهداف الآخرين، فاذا تقاطعت هذه المسألة مع الجهات الموجودة في المنطقة فهذا لمصلحة لبنان وليس ضد مصلحة لبنان.
اما اذا كان المقصود انه ستحصل تطورات تجعل المنطقة كلها في دائرة واحدة، فالسؤال من الذي سوف يتسبب بهذه التطورات، فاذا كانت ستحصل في هذه الصيغة فالتي سوف تتسبب بهذه التطورات اميركا او اسرائيل، عندها لا نعلم كيف تكون التطورات وكيف سيتصرف الافرقاء المختلفون.
س: الخطاب العام الذي تتحدث فيه قوى 14 آذار، يقول انكم تربطون لبنان بهذا المشروع ويقولون انهم يعملون لاستقلال لبنان وسيادته و حريته بعيداً عن المشروع الايراني - السوري؟
-- نحن لن نربط مشروع لبنان بأي جهة واتحداهم جميعاً ان يأتوا بدليل واحد من ان مشروع لبنان ربط بدولة من الدول وما تحقق حتى الآن في لبنان كان لمصلحة لبنان بالكامل واستفاد منه الآخرون لأن مصلحتهم ان يكون لبنان مستقلاً فهذه نقطة ايجابية ففي لبنان المقاومة حررت، وهذا التحرير حصل للبنان. والمقاومة أمنت الحماية وهي لمصلحة لبنان، في لبنان أُقيمت الدولة والدولة لمصلحة لبنان، من لبنان استلهم الفلسطينيون انتفاضتهم وحركتهم هذا امر انعكس عليهم. وبالتالي كلما اربكت اسرائيل كانت المصلحة للبنان حتى لا تعتدي علينا في مشروعنا. اذاً ما الذي فعلناه في لبنان ولم يكن لمصلحته.
النظام السوري يمتلك القدرة
س: يقولون حماية النظام في سوريا؟
-- ابداً نحن لم نحمِ النظام السوري، النظام السوري بحد ذاته يمتلك من القدرة والامكانية وما قدمه على الصعيد العربي وعلى صعيد دعم المقاومة، ما يجعل له ارضية ان يبقى صامداً امام التحديات. فالنظام السوري هو في حالة صدّ الإعتداء عليه، وهو ليس في حالة اعتداء، النظام السوري خرج من لبنان وكان يفترض ان ينسق الامر بين لبنان وسوريا لمرحلة ما بعد الخروج والى الآن التعقيدات قائمة والحملة الدولية قائمة لزرع الشقاق بين لبنان وسوريا بدل الاصلاح. اذاً عندما نقول في خطابنا وادبياتنا بأن سوريا خدمت في المرحلة السابقة قيام الجيش ووحدة لبنان ودعمت المقاومة، انما نوصّف ما حصل ونقول ما كان يقوله الجميع من الذين يعترضون على سوريا ومن الذين أحضروا سوريا الى لبنان، ومن الذين استفادوا من الوجود السوري في لبنان، اذن نحن لن نصنع شيئا من الذي صنعه الآخرون من الذين كانوا متفقين معنا تماماً بمصلحة لبنان بالعلاقة مع سوريا. الآن عندما حصل هذا الخلاف الكبير، نحن نقول يجب ان لا يفسد هذا الخلاف ضرورة العلاقات الندية والسليمة بين لبنان وسوريا. فما الخطأ في هذا الكلام، فنحن نعمل لمصلحة لبنان بشكل واضح.
اما الآخرون فهم في كل مرة يستقدمون الوصاية الدولية ويحاولون ان يدخّلوا مجلس الامن في كل امر من امورنا وشؤوننا وبالتالي اذا اردنا ان نعطي جائزة لبلد في العالم تدخل فيه مجلس الامن منذ 2 ايلول سنة 2004 حتى الآن، يكون لبنان هو الاول في العالم بحجم التدخل الدولي فيه، لانني احصيت القرارات فتبيّن انها عشرة ويأتي بعدنا السودان، ثمانية قرارات، والدول الأخرى هي اقل بكثير، فهل هذه الوصاية الدولية هي لمصلحة لبنان وانا اعتبر انها استدراج من قبل البعض لضرر لبنان، لأن هذه الدول الكبرى عندما تتدخل تبتلع الدول الصغرى وهي وان أعطت في الظاهر بعض المكاسب لكنها تأخذ اكثر بكثير مما تعطي ثم تفرض شروطها وتحاول ان تفرضها علينا ولذا فإن الآخرين يحتاجون الى اثبات من انهم لا يدخلون الوصاية الدولية الينا ونحن لا نحتاج لإثبات لاستقلال بلدنا دون اي تدخل خارجي.
س: لكن النائب وليد جنبلاط وسمير جعجع يقولان انكم انتم ادوات لسوريا ورجالها مع حركة أمل وبعض الحلفاء وانتم تسقطون الرؤية السورية وتريدون الحفاظ على سوريا من لبنان وبناء عليه تتصرفون مع الآخرين؟
-- نحن نتصرف بوحي من قناعاتنا والكل يعلن ذلك والتهمة لا تقدم ولا تؤخر.
س: انتم بكلامكم الآن تتهمون. ألم تخرقوا بذلك ميثاق الشرف؟
-- انا لن اتهم احداً، انا اقول كفانا استدعاء للوصاية الدولية فهي خطرة علينا وتؤذي الجميع، حتى ولو اعطوا بعض الفوائد والنتائج التي يرى البعض انها مبرر لذلك لكنهم يسرقوننا اكثر ويضروننا اكثر، وعلى هذا الاساس انا لا أريد ان ادخل في لعبة الاتهامات المتبادلة لكن نحن نستطيع معاً ان نمنع اي وصاية على لبنان بالتعاون، واذا كان عندهم انزعاج من اي امر ما يمكن مناقشته ومعالجته، لكن ان يتهموننا فوراً، فكما يتهمون هم متهمون .
العلاقة مع جنبلاط
س: هل لي سؤالك عن امكانية تصليح العلاقة مع النائب جنبلاط وهل انتم مستعدون لاعادة ترميمها مستقبلاً؟
-- يجب ان تسأل الاستاذ وليد جنبلاط، لان الذي خرّب هذه العلاقة هو الذي يستطيع ان يصلحها الذي بادر الى الغاء التحالف الرباعي واطلاق المواقف المختلفة هو الذي اوجد مساحة وبُعداً فالمسؤولية عنده وعليك ان تسأله.
س: ما هي القدرة للتفاهم مع جنبلاط؟ هل انتم كحزب الله حاضرون للتفاهم معه مجدداً، اما ان كل الخطوط مقطوعة ولا تريدون خطاً جديداً؟
-- الطريق الوحيد الموجود مع الاستاذ جنبلاط هو على طاولة الحوار وخارجها لا يوجد امور تستدعي الحوار، لان المواقف متباينة جداً. وبالتالي اذا افترضنا انه لا بدّ من عودة معينة للعلاقات فالمسألة ليست «بتوبيس اللحى» وانها بتعديل في المواقف يستدعي ان يكون هناك لقاء واتفاق عليها حتى يكون هناك قواسم مشتركة.
س: يعني انتم تطالبون بتعديل المواقف وبناء عليه يمكن عودة العلاقة؟
-- انا قلت اننا لم نبادر لقطع العلاقة ولا الى تغيير مواقفنا، من بادر اليها عليه هو ان يخطو الخطوة المناسبة في هذا الاتجاه.
القوات اللبنانية
س: لو ذهبنا الى «القوات اللبنانية» فالحوار مباشر بين السيد نصرالله والدكتور جعجع، هل يمكن ان تتطور العلاقة السياسية مع «القوات» خارج طاولة الحوار وهل هناك من اتصالات مع «القوات»؟
-- طاولة الحوار هي شكل من اشكال الحوار بين الاطراف المختلفة. اما عندما نتحدث عن علاقات ثنائية، فطاولة الحوار لا تكفي لانشاء العلاقات الثنائية ويجب ان تكون هناك موضوعات محل تفاهم وانسجام من اجل ان تكون مقدمة لحوار يؤسس عليه كي نصل الى خطوات متقدمة. لا اعتقد ان ما هو موجود الآن من تصريحات عند «القوات اللبنانية» ومواقف سياسية يساعد على ان يكون هناك حوار ثنائي جدي وفعال. لكن اذا تبيّن وجود بعض المواقف القابلة للتفاهم السياسي، فهذا ينشئ ارضية معقولة ومنطقية للقاءات قد تنتج شيئاً، لكن الى الآن هناك تباين سياسي كبير ونحن لم نقفل الباب على احد. لكن لا بدّ من ان يكون هناك مقدمات موضوعية.
تيار المستقبل
س: هذه في المقدمات الموضوعية مع القوات والتقدمي، لكن عملياً مع «تيار المستقبل» نجد في المراقبة السياسية انكم لا تريدون «كسر الجرة» معه وتريدون العلاقة في حين ان النائب سعد الحريري على طاولة الحوار في الجلسة الاخيرة الماضية قال ان الحق مع السيد وان الحق مع جعجع وجنبلاط أي انه لم يتخذ موقفاً، فكيف تصف مواقفه والى اي مدى يمكن ان تتطور العلاقة مع تيار المستقبل المتحالف مع خصومكم؟
-- نحن نعتبر انه يوجد تمايز بين الاستاذ سعد الحريري وتيار المستقبل عن السيد جنبلاط والسيد جعجع. وهذا الامر يبرز من الخطاب السياسي الذي لم يكن يوماً ضد المقاومة. بل كان دائماً ايحابياً تجاه المقاومة، وهذا عنصر اساسي، لذا يوجد تمايز بحسب الخطاب الاعلامي السياسي والامر الثاني، توجد قناعة مشتركة، بين حزب الله وتيار المستقبل بضرورة وأد اي فتنة مذهبية وضرورة توسيع هامش العلاقة بين الطرفين بشكل افضل مما هو عليه الآن.
نحن نقرّ ان مستوى العلاقة ادنى مما يجب ان يكون وكان في التحالف الرباعي افضل مما هو عليه خلال المرحلة السابقة وهناك مساع جدية منا ومن تيار المستقبل لتضييق هامش الخلاف ومحاولة ابعاد الاسباب التي تثير المشكلة بيننا وبين تيار المستقبل، لاننا نعتقد ان الازمة ليست ازمة ذاتية من تيار المستقبل وانما طبيعة التحالفات في البلد وبعض الخصوصيات التي تضيف ازمات تبعد في بعض الاحيان، والاهم عندنا وعند تيار المستقبل قرار سياسي باننا يجب ان نبحث عن نقاط الالتقاء وان نحاول تقليل نقاط الاختلاف وهذا الامر عبارة عن مسار لا اعلم كم يأخذ وقتاً ولا ادري ما هي نتائجه العملية لكن النية موجودة ونسأل الله...
س: الله لا يحاسب على النوايا؟
-- (مبتسماً) نسأل الله ان يحفظ بالتطبيق العملي اموراً ايجابية وهناك بعض الامور العملية الايجابية التي لا ننكرها.
الغلبة ستفشل في لبنان
س: لكن تتحدثون دائماً عن «فرع المعلومات» وتتحدثون عن التوازن والوظائف... لماذا تستغيبون فرع المعلومات؟
-- نحن لا نتكلم عن احد بهدف الاستهداف او استهداف تيار المستقبل، نحن نتكلم، اقامت الدولة اللبنانية بشكل صحيح، ونكرر مراراً وتكراراً انه لا يمكن ان يكون هناك حكم مستقر سياسياً في لبنان الا في حال كان هناك توازن واعطاء صاحب الكفاءة مكانه والالتزام بالقوانين المرعية الاجراء وان تكون هي الحكم بيننا وان نراعي المصالح العامة على حساب المصالح الخاصة والفئوية يجب ان لا ينزعج احد عن الحديث العام الذي فيه قواعد تسالم عليها الجميع لانها هي التي تحلّ المشكلة. وانا اكرر الآن اي منطق للغلبة سيفشل في لبنان واي خطاب سياسي هجومي ويصادر الآخرين لا يمكن ان ينجح، ما ينجح عندنا في لبنان الخطاب الذي يقرّب ويضع الحد الادنى من القواسم المشتركة والتفاهم واذا كنا متحمسين جداً لطاولة الحوار فلأنها تخرج التوتر الخارجي في الساحة السياسية وتدخله الى اطار النقاش والحوار. وعلى هذا الاساس اذا انتقدنا بعض اداء الحكومة فيجب ان يكون هذا الانتقاد مقبولاً لأن حق الاختلاف وحق النقد قائم، لا يعني الاتفاق ان نسكت عن الاخطاء ان وجدت وان طالبنا باصلاحها فانها نطالب باصلاحها لمصلحة البلد وليس لتسجيل نقطة على احد وقد ذكرت ان الناس بدأت تسأل ما الذي فعلته الحكومة خلال عشرة اشهر في المسألة الاقتصادية والاجتماعية ومعالجة شؤون المديونية وايقاف الهدر والفساد وترتيب الوضع الاداري، الناس لن تسأل الحكومة عن الموقف السياسي بل سيسألون الحكومة عن اوضاعهم، لان الموقف السياسي معروف لدى كل جهة.
فنحن نعيش في لبنان منذ سنة تقريباً في حال توتر سياسي عالٍ جداً وقد عطّل الكثير من اجراءات بناء الدولة! الم يحن الوقت لنبدأ ببناء الدولة ورعاية خصوصياتها وننهض من هذه الكبوة التي نحن فيها، وهذا يتطلب نمطاً من العمل لا يعتمد على قوة تسجيل النقاط السياسية في وسائل الاعلام.
س: اذن بهذا الكلام لماذا تبقون في الحكومة وحليفكم الجنرال عون يقول باستقالتها وحكومة اتحاد وطني فلستقطوا هذه الحكومة في الشارع او في الاعلام ثم شكلوا اخرى وفاقية؟
-- لو كنا نؤمن ان الحل باسقاط هذه الحكومة في هذه المرحلة لقمنا بهذا الاجراء.
س: لكن، هذه الحكومة لن تفعل شيئاً على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وفي السياسة اخذت البلد الى امكنة اعترضتم عليها فكيف يبقى موقف حزب الله «اننا مع حكومة اتحاد وطني لكن لسنا مع اسقاط الحكومة»؟
-- اسقاط الحكومة لا يحصل لمجرد قناعة فريق او فريقين في البلد، هذا امر يحتاج الى توفر الاكثرية النيابية الى تفاهم في هذا الامر ثانيا لا زلنا مقتنعين بان هذه الحكومة بامكانها ان تفعل شيئا لو عقدت العزم وعقدت النية وتخلت عن بعض الشعارات السياسية التي ادخلت نفسها فيها خلال الفترة السابقة، واذا اعتمدت على القوانين المرعية الاجراء واهتمت بالموضوع الداخلي فهي تستطيع ان تقدم شيئا، والامر الثالث اذا اقتنع معنا المعنيون في الاغلبية النيابية بأن يكون هناك حكومة وحدة وطنية فهذا هو الحل الافضل الا ان الامر ليس مرتبطا بنا فقط وانما مرتبط بعدم قناعة الطرف الاخر في الحكومة بمثل هذا التغيير، وعندما ندرس جملة هذه الامور نجد انفسنا بين امرين اما ان يحصل هناك من المماحكة السياسية التي يمكن ان تزيد من التوتير دون ان تقدم حلا بديلا او ان تعمل هذه الحكومة بطريقة افضل، لنجد هذه الفرصة خلال هذه الفترة هل هي نافعة وكافية وتقتضي ان نستمر بهذا الموقف او ان نعدل موقفنا لاحقا اذا لم تنفع هذه الفترة.
س: حسب المبادرة العربية؟
-- علاقة للمبادرة العربية بالحكومة.
س: كل شيء يرد الى بعض البعض؟
-- المبادرة العربية هدفها المركزي هو ترطيب العلاقة بين لبنان وسوريا ونحن مع هذه المبادرة العربية، ولم اسمع ان هناك مبادرة عربية للشؤون الداخلية.
س: لكن في النهاية كل شيء يسير من وفوق الى تحت؟
-- بالتأكيد اذا تحسنت العلاقات بين لبنان وسوريا، هذا يعني ان ملفا اساسيا كان سبب التوتير داخل البلد قد رفع من التداول.
لن نسمح بالتآمر على سوريا
س: سألتكم هل انتم متهمون بربط لبنان بسوريا وايران وانت في صور قلت في خطاب جماهيري، ووجهت كلامك للرئيس الاسد، لن نسمح بان يكون لبنان ممرا او مقرا للتآمر على سوريا؟
-- وانا اكرر اليوم واقول للرئيس بشار لن نسمح بحسب موقعنا وتأثيرنا ان يكون لبنان ممراً للتآمر على سوريا وذلك لمصلحة لبنان اولا وبعد ذلك لمصلحة سوريا وثانيا لان مصلحة لبنان ان لا يكون اداة ولا مطية ولا معبرا لمخططات الاخرين على ارضه واعتقد ان كل الموجودين على طاولة الحوار قالوا وبشكل واضح بأنهم لا يريدون لبنان معبرا للاعتداء على سوريا، اتمنى ان يتحقق هذا الامر ميدانيا بتعاوننا في هذا المجال.
عون المرشح القوي للرئاسة
س: هل ما زلتم ترون بالعماد عون مرشحاً قوياً وجديا لرئاسة الجمهورية او تراجعت الفكرة؟
-- كلما مر الزمن كلما اكتشفوا ان وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر كانت مفصلا هاما في الحياة اللبنانية وهي تحتاج الى المزيد من التعزيز والتأكيد لانها نقلت الواقع اللبناني، في اطار تباين فئتين كبيرتين، الى تفاهم بينهما على اسس اعتمد عليها مؤتمر الحوار ولم يخرج من اي منها لو جمعنا كل انجازات مؤتمر الحوار لرأيناها اجزاء قليلة مما ورد في وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر وهذا ما يؤكد على أهمية هذه الخطوة وضرورة تدعيمها والاستمرار فيها ومحاولة تعميمها قدر الامكان لانها عالجت قضايا جوهرية ومفصلية بين اللبنانيين، من هنا نؤكد ان للوثيقة اثر كبير وما تزال نتائجها تتبلور بشكل ايجابي ونحن متمسكون بها وبالدفاع عنها وباستمراريتها.
وعلى هذا الاساس رئيس التيار الوطني العماد عون مرشح جدي وحقيقي لرئاسة الجمهورية وهذا لا يتغير بالنسبة الينا وانما الامر ليس مطروحا الآن بشكل تنفيذي لان المهلة الدستورية للرئيس الحالي لم تنته، لكن من الآن اقول للرد: لم تتغير وجهة نظرنا بموقعية واهلية وجدية طرح العماد عون لرئاسة الجمهورية.
حزب الله وامل
س: البعض يقول ان هناك هامشاً في الموقف بينكم وبين الرئيس نبيه بري بعكس ما تقولون؟
-- هذه لعبة مكشوفة للايقاع بين حزب الله وحركة امل. واعتقد انهم يعرفون تماما مستوى التحالف بيننا انه قوي جدا. وانه اكبر من تصريح وطريقة اداء وبعض التمايز في الخصوصية الطبيعية لكل من الطرفين في مواقع مختلفة، فهذا الامر لا يفسد في الود قضية. لان القضايا الاسترايتيجية هي محل تفاهم كامل بيننا وبين حركة امل، وما يحاول البعض لاستدرار العواطف والتمييز بيننا وبين «امل» هي محاولة فاشلة، فما بيننا من تحالف لا يمكن ان تهزه بعض الاشادات معروفة الهدف.
القرار الشيعي
س: هل صحيح انكم تصادرون القرار الشيعي في لبنان؟
-- الشيعة في لبنان يتحركون ولديهم تنظيمان كبيران هما حزب الله وحركة امل، ولديهم اطر اخرى كمؤسسات او مثقفين او شابه ذلك ولم نمنع احدا من ان يعبر عن وجهة نظره او ان يتحرك، وكل جهة تتحرك بما تراه مناسبا، لكن عندما نجمع قدرة حزب الله وحركة امل يتبين ان الاغلبية الساحقة من الشيعة في اطار هذين التنظيمين وهناك قسم كبير يؤكد هذا الاجتماع وهو في الواقع مع التحالف وليس مع كل فريق على حوار من هنا اصبح حجم الالتفاف الشيعي حول هذين التنظيمين التفافا كبيرا جدا. حتى بات الاعتراض محدودا لشخصيات ليس لديها امتداد كاف على الساحة، وهذا امر ايجابي ان نتمكن من الوحدة ولطالما كانت الوحدة مطلبا وهذا الاتفاق يجب ان يسعد ولا يقلق، فهو اخرج مؤتمر الحوار بمقررات لمصلحة وحدة اللبنانيين فهل يخرج من يعترض ويقول هذه مصادرة نحن نفتش عن الجمع لا على التفرقة.