مقابلات

المقابلة التي أجرتها معه جريدة الديار في 24/6/2006

ماطرحوه من استراتيجية دفاعية لا يحقق حماية للبنان ولن نفرّط بأوراق القوة دون البديل ‏المقنع

اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان كشف الشبكة المرتبطة بالموساد ‏الاسرائيلي هو تأكيد على ضرور حماية لبنان وتعزيزه من الاختراقات الاسرائيلية رافضاً ‏اطروحات «فريق 14 شباط» وقال: ان المرء لا يحتاج الى تفكير طويل ليعرف السبب الذي دفع ‏جماعة 14 شباط ان يجييروا الامر المرتبط بالشبكة باتجاه معين فهم يريدون الوصول بأي طريقة ‏لانهاء وضع المقاومة فيما نحن ما زلنا امام شبكات اخرى واكتشاف الشبكة دليل على ان ‏اسرائيل لم تترك لبنان وتعمل لتنال منه وهذا ما يؤكد على ضرورة ان تبقى المقاومة حاضره ‏لتمنع الاختراق الاسرائيلي، لذا لن ينجح اولئك الذين اخذوا الشبكة الى التوظيف ‏السياسي‎.

وحول الشبكة التي كانت تحاول اغتيال السيد حسن نصر الله قال قاسم ان ‏المعنيين بهذه الشبكة الارهابية وصلوا في تصميمهم ومخططهم لعملية الاغتيال، وعدم قدرتهم على ‏المباشرة في العملية جاء نتيجة اعتقالهم. وكما قالت التحقيقات انهم لم يتوصلوا بعد الى ‏الجهة التي تقف وراءهم، مستغربا التهوين من امر الشبكات سواء انتسبت لاسرائيل او غيرها‎.‎

وحول استراتيجية الدفاع قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان ما نفهمه من ‏الاستراتيجية الدفاعية انها تحقق هدفا هو حماية لبنان بامتلاك قوة ردع ذاتية كي يحترمنا ‏الاخرون ويحسبوا لنا حسابا، واذا قدم البعض استراتيجية دفاعية لا تأخذ بعين الاعتبار حماية ‏لبنان فهذه ليست استرايتيجية وما عرضوه يرتكز على عنوان الضمانات الدولية لحماية ‏لبنان من اسرائيل، ونحن نقول هذه المنهجية خاطئة بحسب التجربة، المقاومة حررت ‏والديبلوماسية لن تطبق القرار 425 ولم تعطنا الاتصالات الدولية اي نفع وبسبب الانحياز ‏الاميركي والدولي لاسرائيل لن يضعوها تحت البند السابع والتجربة امامنا‎.‎

وشدد الشيخ قاسم ان قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية ولن يكون اليوم ولا في ‏المسستقبل الا في يد الدولة، هذا ما نؤمن به، وهذه هي قناعتنا وما تقوم به المقاومة هو ‏عملية دفاعية اشبه بردة فعل على اعمال عدوانية والمقاومة لا تملك قرار الحرب والسلم ولا ‏تريد ان يكون بيدها‎.‎

واكد ان ليس لسوريا وايران مشروع في لبنان، والدولتان تعملان على حماية نفسيهما من ‏المشاريع الاميركية والاسرائيلية وبنتيجة الاوضاع تلاقت المصالح بين لبنان وسوريا وايران ‏وفلسطين لان هذه الدولة متضررة من المشروع الاميركي الاسرائيلي مؤكدا اننا نحن لم نربط ‏لبنان بأي جهة واتحداهم ان يأتوا بدليل ونحن لم نحم النظام السوري لانه يملك قدرة حماية ‏نفسه‎.

وقال الشيخ قاسم اكرر للرئيس بشار الاسد اننا من موقع تأثيرنا لن نسمح بأن يكون لبنان ممراً ‏او مستقرا للتآمر على سوريا وهذا لمصلحة لبنان ولن نفرط باوراق القوة التي نملكها من ‏اجل افكار غير واقعية ومحكومة بفشل التجربة‎.‎

سماحته اعتبر ان تصحيح اي علاقة مع النائب وليد جنبلاط تتطلب تعديلا في مواقف جنبلاط ‏وقال نحن لم نغير التحالف الرباعي ولم نتركه وعلى الذي بادر ان يتقدم خطوة فليست القضية "بتبويس اللحى‎."

وعن القوات اللبنانية قال العلاقة من خلال طاولة الحوار والتباين كبير لكن اذا شعرنا ‏بتغيير يمكن ان يبنى عليه لقاءات فلا مشكلة مشددا على ورقة التفاهم مع التيار الوطني الحر ‏والتأكيد والتمسك بها وضرورة تعميمها وان طاولة الحوار لم تخرج عنها‎.‎

واكد ان حزب الله يعتبر العماد عون مرشحا قويا وجديا لرئاسة الجمهورية وان حزب الله لم يغير ‏موقفه‎.‎

وشدد على ان هناك قرارا في حزب الله وتيار المستقبل للبحث عن نقاط الالتقاء والتقليل من ‏الخلاف كما ان هناك توافقا على الوقوف بوجه الفتنة المذهبية، مؤكدا على تقدم العلاقات ‏مع تيار المستقبل‎.‎

ولفت ان ما بين حزب الله وحركة امل لا يمكن ان تلعب به بعض التصريحات المكشوفة الاهداف، وان ‏الاغلبية الساحقة من الطائفة الشيعية تقف مع هذا الاجتماع الشيعي وتؤيده وتسانده‎.‎

‎س: ‎سأبدأ من عند الشبكة التي اكتشفتها مديرية المخابرات في الجيش حيث نلاحظ ان فريق 14 ‏آذار يعمد الى تحوير النتائج فيقولون ان هذا الاكتشاف يؤكد قدرة الجيش على السيطرة، وهو ‏ما يتناسب مع استراتيجية الدفاع التي طرحوها في جلسة الحوار الاخيرة، فما هو تفسيرك ‏لموقفهم‎.‎

‎- ‎لا يحتاج المرء الى تفكير طويل ليعرف السبب الذي دفع جماعة 14 شباط الى ان يجيّروا الامر ‏المرتبطة بالشبكة باتجاه معين وكما مجموعة من الامور بذات الاتجاه، ذلك انهم يضعون هدفا ‏ويريدون الوصول اليه بأي طريقة وهذا برأينا خطأ، فهدفهم كيف يمكن ان ينتهي وضع ‏المقاومة في لبنان، وبالتالي هم يبحثون عن اي فكرة ويضعونها في الطريق ويعتبرونها سببا ‏ومبررا وهذا ليس مناسبا، نحن نقبل معهم ان نناقش الامور بصراحتها ووضوحها وبما تتحمله ‏ولكن ذلك ينسبون بعض القضايا في مقدمات لا تنسجم ابدا مع النتائج التي نصل اليها، هذا ‏في المبدأ‎.‎

اما في التفصيل نحن نواجه عدواً اسمه اسرائيل. وهذا العدو باعتراف الجميع هو اقوى قوة ‏موجودة في منطقتنا ويستطيع ان يؤذي ويضرب ويتصرف بيد مفتوحة ومطلقة وبدعم اميركي ‏وغربي فيما لو اراد ان يعتدي باشكال مختلفة من العدوان، فالعدو يمتلك قدرة عسكرية ‏كبيرة وقدرة امنية كبيرة ويتمتع بغطاء سياسي دولي محكم وفي ظل وضع عربي واقليمي فيه ‏الكثير من الثغرات والصعوبات، وعندما نواجه هذا العدو يجب ان نواجهه بهذه الصيغة وبما ‏يمتلك من قدرات، وهنا عندما نتحدث عن حادثة واحدة جرت مع مخابرات الجيش اللبناني ‏بالقدرة المميزة والجيدة في اعتقال هذه الشبكة الارهابية، فهذا يعني اننا بدأنا نعالج ‏جانباً من جوانب المشكلة مع اسرائيل وهذا لا يعني ان الجوانب الأخرى جرت معالجتها فهناك ‏شبكات أخرى ما تزال موجودة وتحتاج الى جهد كبير وطويل وقد تتمكن المخابرات من اكتشاف ‏بعضها وعدم اكتشاف البعض الآخر نظراً‎ ‎للتقنية العالية والطريقة التي يعمل بها «الموساد» ‏الاسرائيلي والمعلوم عند الجميع أن هذه الشبكة تعمل منذ ستة عشر عاماً ما يعني ان هذه ‏الفترة الطويلة التي أخذت فيها راحتها تدل على حرفية عالية وبالتالي ان اعتقال هذه ‏الشبكة لا يدل على ان كل المشكلة الامنية مع اسرائيل قد حلّت لا زلنا امام شبكات اخرى اي ‏ما زلنا امام مشكلة امنية معقدة وامام وضع عسكري كبير جدا ومؤثر ويحتاج الى مواجهة وما ‏زلنا امام وضع سياسي يحتاج الى جهود كبرى لمواجهة تداعياته بسبب الانحياز الدولي، فاعتقال ‏الشبكة خطوة على طريق التماسك الداخلي الذي يساعد في منع العدو الاسرائيلي من ان ‏يستفيد من اجوائنا السياسية المتوترة او ان يستغل بعض ضعاف النفوس ليعمل معهم نحن نرى ‏ان اكتشاف الشبكة دليل على ان اسرائيل لم تترك لبنان ولا تريد أن تتركه وستعمل بكل جهد ‏لتنال منه فإذا اوقفت عسكرياً وعاشت حالة من الارتباك بسبب التحرير ووجود المقاومة، ‏فإنها ستستغل الاساليب الأخرى ومنها هذا الاسلوب الامني الفضيحة بالنسبة لإسرائيل، وهذا ما ‏يؤكد على ضرورة ان نعزز قدراتنا وامكاناتنا لنبقي المقاومة حاضرة لتمنع اسرائيل من ‏الاختراق العسكري وان نعزز قدرات الجيش والقدرات الأمنية للمنع من الاختراق الامني. وكشف ‏الشبكة يؤكد على تعزيز قدراتنا في المواجهة وليس سحب هذه القدرات من التداول بشكل او ‏بآخر‎.‎

التوظيف السياسي

س:‎ هل نستطيع القول إن البعض يريد الاستهداف السياسي للمقاومة او الاستغلال السياسي بما ‏جرى لتحقيق رؤيته في قضية الحرب والسلم؟

ـ برأيي لن ينجح اولئك الذين أخذوا الشبكة الى التوظيف السياسي ويفترض ان لا يوظف كشف ‏الشبكة لا للتأكيد على المقاومة ولا لحساب التأكيد ضرورة معالجة موضوع المقاومة بحسب وجهة ‏نظر اولئك الذين يريدون الانتهاء من السلاح. هناك انجاز كبير حصل من قبل مخابرات الجيش ‏بكشف الشبكة وهذا جزء من مواجهة كبيرة جدا مع اسرائيل نعم الشيء الذي يجب ان تتوجه ‏اليه جميع الانظار هو ان العدو موجود وهو اسرئيل وهو الذي يشكل خطراً حقيقياً على لبنان ‏علينا ان نفتش كيف نواجه هذا الخطر لا ان يحصل هناك توظيف سياسي بطريقة غير ملائمة. على ‏كل حال لن يقتنع احد بالتوظيف السياسي الذي أخد الامور على غير مكانها وأصبح واضحاً ‏عند كل اللبنانيين انهم امام خطر اسرائيلي حقيقي لا بد من مواجهته‎.‎

شبكة اغتيال السيد نصرالله

‎س: ‎بالمقابل هناك شبكة اكتشفت قبل فترة وهي التي كانت تريد اغتيال الامين العام لحزب الله ‏السيد حسن نصرالله فلم تأخذ الضجة الاعلامية كما حصل اليوم، علماً انها كانت تريد اغتيال ‏رمز في لبنان والوطن العربي والاسلامي وما هي اخبار هذه الشبكة، ولماذا «نامت» اخبارها؟

ـ بحسب تحقيقات مديرية مخابرات الجيش وما صدر عن الاجهزة المختصة، فإن الشبكة الارهابية ‏التي كانت تخطط لاغتيال سماحة الامين العام السيد حسن نصرالله قد وصل معها المحققون الى مرحلة ‏معينة كما فهمنا وهي تصميمهم وخطتهم لعملية الاغتيال وعدم قدرتهم على المباشرة بسبب ‏الاعتقال الذي فاجأهم. ونحن منذ البداية قلنا اننا مع استكمال كل الخطوات الموضوعية ‏لمعرفة من وراءهم وماهي خططهم الأخرى وبحسب الافادات حتى الآن، لن يصل التحقيق لمعرفة من ‏هي الجهات التي تقف وراءهم ولعله ان يجري التحقيق اكثر فهذه المسألة امنية قضائية لا ‏نتدخل فيها، وهذه الشبكة امام الرأي العام اللبناني وهو الذي يحكم وعندما تصبح في ‏عهدة القضاء الذي يصدر احكامه تتبين التفاصيل بشكل اكثر ونأمل ان تنكشف الامور بوضوح ‏امام الرأي العام حتى يدرك اولئك الذين يضعون علامات استفهام حول حقيقة الموقف‏‎.‎

ومن الطبيعي ان تكون اهمية هذه الشبكة كبيرة حين ترتبط بالاغتيالات الاسرائيلية لأنه تبين ‏وجود اعمال كبيرة ومتشعبة لها ومنذ فترة طويلة من الزمن اضافة الى الانكشاف الفاضح للدور ‏الاسرائيلي بل التجنيد والمباشرة الاسرائيلية في الموضوع وهذا كشف غير عادي لأن من خلاله ‏المنفذين والمخططين وكذلك وجود اسرائيل كخلفية وراء الشبكة بالتأكيد هذه الشبكة مهمة. ‏لكن في رأينا يجب ان ننظر الى كل الشبكات الارهابية سواء انتسبت الى اسرائيل او الى غير ‏اسرائيل وانها خطر على لبنان وان نتعاطى معها على هذا الاساس لا ان نهوّن ومن دون ان نحوِّل ‏بعض الاكتشافات الى عناوين مذهبية او طائفية فالنهاية الارهاب لا دين له ولا مذهب ولا ‏طائفة‎.‎

س: ‎الا تلاحظ انه بكل ما يتعلق بالمقاومة وقيادتها، هناك مجموعة سياسية تأخذ الامور الى ‏امكنة اخرى الشبكة الاولى حصل فيها لغط سياسي فإلى ماذا ترد هذه التصرفات؟

-- انا قلت في بداية حديثي انه يوجد مشكلة عند فريق من المعنيين في لبنان انهم يبدأون ‏بالسياسة وينتهون بالأدلة بينما يجب أن نبدأ بالأدلة وننتهي بالسياسة ومع ذلك ما جرى ‏من بروز ادلة للشبكتين الارهابيتين وما كان لهما من وضع لا يستطيع أحد ان ينكره او ان ‏يضع حوله علامات استفهام يؤكد أن دقة وسطوع الادلة هي الحاكمة، وهي المؤثرة والأبلغ في ‏تكوين الرأي العام حتى لو حاول البعض ان يفسر الامور سياسياً بطريقة تستهويه او تشده ‏اليها، على كل حال انا لا أريد أن أدخل فيما قالوا وقلنا‏‎.‎

س: ‎حفاظاً على ميثاق الشرف؟

-- نوعاً ما حفاظاً على ميثاق الشرف، والأهم من ميثاق الشرف ان وضوح هذه الشبكة ‏الارهابية لا يجعل احداً يشكك او يضع علامات استفهام مهما حاول ايجاد التحوير السياسي او ‏التفسير السياسي‎.‎

س: ‎لكن هناك من لا يراعي كثيراً ميثاق الشرف؟

‎--‎نحن لسنا بحاجة الى الشتائم لأن الادلة الموجودة عندنا قوية‎.‎

‎س: ‎بغض النظر عن الشبكات بل حتى في السياسة؟

‎-- ‎بكل شيء الحمد الله مواقفنا مستندة الى ادلة وقناعات، وعندما نعرضها للرأي العام نجد ‏ان هناك تفهما وتعاونا وتعاطفا كبيرا‎.‎

انما يحتاج الى كيل الاتهامات والشتائم من يكون عنده ضعف في حجته وقدرته وفي كل هذه المرحلة ‏التي مرّت كنا دائما صريحين مع الناس نتكلم بالحقائق والحمد لله تتحقق انجازات مهمة جدا، في ‏المقابل يبدو ان البعض منزعج لأن خططه وآراءه لم تطبق ولم تحقق مراميها فبدأ برمي التهم ‏هنا وهناك وهذا لا ينفع لبنان كما لا ينفع احدا. بل يوتر الاوضاع ويشغل البلد نحن دعونا ‏مرارا وتكرارا الى حوار هادئ وبناء والى ان ننتقد بالسياسة وان نبين الادلة لا ان تطلق ‏التهم والشتائم هذا ما نحن لم نلتزم به ولا نحتاج الى اساليب اخرى بما يحتاجها غيرنا لضعف ‏فيه‎.‎

‎س: ‎بالعودة الى استراتيجية الدفاع ففريق 14 آذار عرض رؤيته لهذه الاستراتيجية وكان سماحة ‏السيد نصرالله عرض الرؤية لهذه الاستراتيجية ونحن مقبلون على جلسة للحوار ولدينا ‏استراتيجيتان‎.‎

فبإعتقادك هل سنصل الى قواسم مشتركة واذا لا فكيف سنصل الى تلك القواسم حول سلاح ‏المقاومة؟

‎ --‎ما نفهمه من الاستراتيجية الدفاعية انها تحقق هدفا اسمه حماية لبنان بامتلاك قوة ردع ‏ذاتية لبنانية تمكن من ان يحترمنا الاخرون ويعتدون بقدرتنا ويحسبون لنا حسابا عندما ‏يناقشون القضايا الموجودة في المنطقة، على هذا الاساس من يقدم اي استراتيجية دفاعية يجب ‏ان تلحظ حماية لبنان وقدرته على الردع ثم يستعين بالامور الاخرى السياسية والدولية بعد ‏ان يستخدم امكاناته الذاتية. على هذا الاساس اذا قدم البعض استراتيجية دفاعية لا تأخذ ‏بعين الاعتبار حماية لبنان وقدرته على الردع، فهذه ليست استراتيجية دفاعية ولو كان ‏عنوانها في أعلى الصفحة الاستراتيجية الدفاعية فنحن لا نبحث عن تفسير كلمة ولا نبحث عن اية ‏فكرة كيفما كان نحن نبحث عن هدف نريد تحقيقه‎.‎

ما عرض على طاولة الحوار من استراتيجية دفاعية اخرى ترتكز على عنوان اساس اسمه ‏الضمانات الدولية والتدخل الدولي لحماية لبنان من اسرائيل نحن نقول ان هذه المنهجية ‏خاطئة لان حماية لبنان بحسب التجربة السابقة خضع لوجهتي نظر: وجهة تقول بالمقاومة ‏بالمتابعة الديبلوماسية والسياسية فشلت المتابعة السياسية لمدة 23 سنة من ان تحقق تنفيذ ‏القرار 425 ونجحت المقاومة خلال 18 سنة مع كل تراكمات المقاومة قبلها لتحقق انجاز ‏التحرير فتبين ان وجود القدرة بيد لبنان لها الفعالية المهمة في حمايته من الاعتداءات ‏الاسرائيلية بينما لم تعطنا الديبلوماسية ولا الاتصالات الدولية اي نفع لذلك لانه يوجد ‏انحياز دولي واضح لإسرائيل هذا الامر لم يتغير فالانحياز الدولي ما زال موجودا لاسرائيل من ‏مجلس الامن الى الدول الكبرى وعلى هذا الاساس كيف نبني استراتيجية دفاعية على وعود دولية ‏او ضمانات دولية او الحديث‎ ‎عن فصل سابع لم يستخدم بوجه اسرائيل خلال ستين سنة سابقة. ‏فهذه الفكرة تنطلق من منطلق غير متلائم مع قدرة لبنان على حماية نفسه. وعلى هذا الاساس ‏نحن لا نرى ان مثل هذه الاستراتيجية الدفاعية قابلة للتطبيق او انها قادرة على حماية ‏لبنان‎. ‎

جربنا المقاومة بالتعاون مع الجيش اللبناني والتفاف الشعب ونجحنا علينا ان نحافظ على ما ‏جربناه - الى ان نجد بديلا مقنعا واذا لم نجد هذا البديل المقنع فلن نفرّط بما نحن عليه من ‏مقاومة وتنسيق وتعاون مع الجيش. ولن نقبل ان نتنازل عن اوراق القوة لفكرة لا يؤمل ‏منها النجاح اذا لم نقل انها حتمية الفشل‎.‎

قرار الحرب والسلم

‎س: ‎لكن بهذا الكلام هم يقولون انكم تريدون مسك زمام المبادرة بقرار الحرب والسلم وربط ‏لبنان بالمشروع الايراني - السوري وهذه هي برأيهم استراتيجيتكم من خلال ربط لبنان ‏بالمنطقة وبالتالي كلامكم يربط لبنان بالمنطقة؟

‎-- ‎قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية ولن تكون لا الآن ولا في المستقبل الا في يد ‏الدولة اللبنانية وهذا ما نؤمن به وهذه قناعتنا. وان ما تقوم به المقاومة هو عملية ‏دفاعية اشبه بردة فعل على اعمال عدوانية منها من العملية الهجومية الابتدائية ليس ‏للمقاومة عمليات هجومية‎.‎

بل ان المقاومة في موقع الدفاع، نشأت بالاصل على قاعدة الدفاع وقامت بما قامت به من ‏موقع الدفاع ولم تكن بيوم من الأيام مبادرة الى اعمال تشعل حربا او ان تؤدي تغيير ‏معادلات في المنطقة‎.‎

على هذا الاساس المقاومة دفاعية وهي لا تملك قرار الحرب والسلم ولا تريد ان يكون بيدها ‏قرار الحرب والسلم. لكن لا يمكن ان يقال اثناء الدفاع ممنوع الدفاع لاعتبارات سياسية ‏معينة‎.‎

نعم يمكن ان يقال ممنوع المبادرة للهجوم وممنوع ان يكون هناك قرار حرب وسلم وهذا ما ‏نؤمن به وما نعتبره بيد الدولة اللبنانية وها هي التجربة موجودة امامنا منذ التحرير ‏وحتى اليوم هل حصل حرب او قرار حرب؟ في المقابل، من يستطيع ان يمنع اسرائيل من ان تعتدي ‏لو لم يكن هناك جهوزية للمقاومة لاعتدت اسرائيل مرات ومرات اذا المقاومة فعل ردعي وليس ‏فعل للحرب والسلم‎.‎

ويبقى موضوع لبنان وربطه بالمشروع الايراني - السوري كما يقولون. ففي المنطقة مشروعان ‏مشروع اميركي للسيطرة على المنطقة والمشروع المقابل هو الممانعة والمقاومة وفيه ايران ‏وسوريا وقوى المقاومة عملانياً لبنان مرتبط وضعه بموضوع المنطقة. وأستطيع القول بكل وضوح ‏انه يوجد مشروع اميركي للمنطقة اسمه مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي تمسك بمفاصلة اميركا ‏وتضع اسرائيل في موقع القطب الذي يستفيد من هذا المشروع بالكامل، ويعتبرون لبنان جزءاً ‏ومعبراً لهذا المشروع الذي يريدون تحقيقه، هذا بالنسبة لأميركا‎.‎

اما بالنسبة لإيران وسوريا فمن وجهة نظري، ليس لديهما مشروع يتعلق بلبنان. فكل دولة ‏من هاتين الدولتين تعملان على ان تحمي نفسها من المشاريع الاميركية ضدها ومن المشاريع ‏الاسرائيلية ضدها. ولانها في الموقع نفسه الذي نحن فيه في لبنان في الدفاع عن انفسنا في ‏مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية والمشروع الاسرائيلي، تلاقت المصيبة وتلاقت النتيجة وفي شكل ‏طبيعي بين لبنان وايران وسوريا وفلسطين بعنوان ان هذه البلدان متضررة من هذا المشروع ‏الذي يمدّ يده على الجميع ويتصرف بكل موقع بطريقة معينة وبضرر معين، فاذا صرخنا معاً او ‏قلنا بأننا متضررون ونقول اننا لا نريد التدخل الاميركي يتشابه خطابنا مع الآخرين. فهذا ‏لا يعني اننا نعمل ضمن مشروع واحد يستهدف ضرر المنطقة وبالعكس اذا كان المشروع الواحد ‏هو استقلال لبنان ومنع اسرائيل من ان تحقق مشروعها عبره وهذا تستفيد منه سوريا وايران ‏وفلسطين. فنعم‎ ‎هذا هو المشروع، ونحن لسنا خجلين به، لانه بالنهاية يحقق اهدافنا ولا يحقق ‏اهداف الآخرين، فاذا تقاطعت هذه المسألة مع الجهات الموجودة في المنطقة فهذا لمصلحة لبنان ‏وليس ضد مصلحة لبنان‎.‎

اما اذا كان المقصود انه ستحصل تطورات تجعل المنطقة كلها في دائرة واحدة، فالسؤال من ‏الذي سوف يتسبب بهذه التطورات، فاذا كانت ستحصل في هذه الصيغة فالتي سوف تتسبب بهذه ‏التطورات اميركا او اسرائيل، عندها لا نعلم كيف تكون التطورات وكيف سيتصرف الافرقاء ‏المختلفون‎.‎

‎س: الخطاب العام الذي تتحدث فيه قوى 14 آذار، يقول انكم تربطون لبنان بهذا المشروع ‏ويقولون انهم يعملون لاستقلال لبنان وسيادته و حريته بعيداً عن المشروع الايراني - ‏السوري؟

‎-- ‎نحن لن نربط مشروع لبنان بأي جهة واتحداهم جميعاً ان يأتوا بدليل واحد من ان مشروع ‏لبنان ربط بدولة من الدول وما تحقق حتى الآن في لبنان كان لمصلحة لبنان بالكامل واستفاد ‏منه الآخرون لأن مصلحتهم ان يكون لبنان مستقلاً فهذه نقطة ايجابية ففي لبنان المقاومة ‏حررت، وهذا التحرير حصل للبنان. والمقاومة أمنت الحماية وهي لمصلحة لبنان، في لبنان ‏أُقيمت الدولة والدولة لمصلحة لبنان، من لبنان استلهم الفلسطينيون انتفاضتهم وحركتهم ‏هذا امر انعكس عليهم. وبالتالي كلما اربكت اسرائيل كانت المصلحة للبنان حتى لا تعتدي ‏علينا في مشروعنا. اذاً ما الذي فعلناه في لبنان ولم يكن لمصلحته‎.‎

النظام السوري يمتلك القدرة

‎س: ‎يقولون حماية النظام في سوريا؟‏

‎-- ‎ابداً نحن لم نحمِ النظام السوري، النظام السوري بحد ذاته يمتلك من القدرة والامكانية وما ‏قدمه على الصعيد العربي وعلى صعيد دعم المقاومة، ما يجعل له ارضية ان يبقى صامداً امام ‏التحديات. فالنظام السوري هو في حالة صدّ الإعتداء عليه، وهو ليس في حالة اعتداء، ‏النظام السوري خرج من لبنان وكان يفترض ان ينسق الامر بين لبنان وسوريا لمرحلة ما بعد ‏الخروج والى الآن التعقيدات قائمة والحملة الدولية قائمة لزرع الشقاق بين لبنان وسوريا ‏بدل الاصلاح. اذاً عندما نقول في خطابنا وادبياتنا بأن سوريا خدمت في المرحلة السابقة ‏قيام الجيش ووحدة لبنان ودعمت المقاومة، انما نوصّف ما حصل ونقول ما كان يقوله الجميع من ‏الذين يعترضون على سوريا ومن الذين أحضروا سوريا الى لبنان، ومن الذين استفادوا من ‏الوجود السوري في لبنان، اذن نحن لن نصنع شيئا من الذي صنعه الآخرون من الذين كانوا ‏متفقين معنا تماماً‎ ‎بمصلحة لبنان بالعلاقة مع سوريا. الآن عندما حصل هذا الخلاف الكبير، نحن ‏نقول يجب ان لا يفسد هذا الخلاف ضرورة العلاقات الندية والسليمة بين لبنان وسوريا. فما ‏الخطأ في هذا الكلام، فنحن نعمل لمصلحة لبنان بشكل واضح‎.‎

اما الآخرون فهم في كل مرة يستقدمون الوصاية الدولية ويحاولون ان يدخّلوا مجلس الامن في كل ‏امر من امورنا وشؤوننا وبالتالي اذا اردنا ان نعطي جائزة لبلد في العالم تدخل فيه مجلس ‏الامن منذ 2 ايلول سنة 2004 حتى الآن، يكون لبنان هو الاول في العالم بحجم التدخل الدولي ‏فيه، لانني احصيت القرارات فتبيّن انها عشرة ويأتي بعدنا السودان، ثمانية قرارات، والدول ‏الأخرى هي اقل بكثير، فهل هذه الوصاية الدولية هي لمصلحة لبنان وانا اعتبر انها استدراج ‏من قبل البعض لضرر لبنان، لأن هذه الدول الكبرى عندما تتدخل تبتلع الدول الصغرى وهي ‏وان أعطت في الظاهر بعض المكاسب لكنها تأخذ اكثر بكثير مما تعطي ثم تفرض شروطها وتحاول ان ‏تفرضها علينا ولذا فإن الآخرين يحتاجون الى اثبات من انهم لا يدخلون الوصاية الدولية ‏الينا ونحن لا نحتاج لإثبات لاستقلال بلدنا دون اي تدخل خارجي‎.‎

‎س: ‎لكن النائب وليد جنبلاط وسمير جعجع يقولان انكم انتم ادوات لسوريا ورجالها مع ‏حركة أمل وبعض الحلفاء وانتم تسقطون الرؤية السورية وتريدون الحفاظ على سوريا من ‏لبنان وبناء عليه تتصرفون مع الآخرين؟

‎-- ‎نحن نتصرف بوحي من قناعاتنا والكل يعلن ذلك والتهمة لا تقدم ولا تؤخر‎.‎

‎س: ‎انتم بكلامكم الآن تتهمون. ألم تخرقوا بذلك ميثاق الشرف؟‏

‎-- ‎انا لن اتهم احداً، انا اقول كفانا استدعاء للوصاية الدولية فهي خطرة علينا وتؤذي ‏الجميع، حتى ولو اعطوا بعض الفوائد والنتائج التي يرى البعض انها مبرر لذلك لكنهم ‏يسرقوننا اكثر ويضروننا اكثر، وعلى هذا الاساس انا لا أريد ان ادخل في لعبة الاتهامات ‏المتبادلة لكن نحن نستطيع معاً ان نمنع اي وصاية على لبنان بالتعاون، واذا كان عندهم ‏انزعاج من اي امر ما يمكن مناقشته ومعالجته، لكن ان يتهموننا فوراً، فكما يتهمون هم ‏متهمون‎ .‎

العلاقة مع جنبلاط

‎س: ‎هل لي سؤالك عن امكانية تصليح العلاقة مع النائب جنبلاط وهل انتم مستعدون لاعادة ‏ترميمها مستقبلاً؟

‎-- ‎يجب ان تسأل الاستاذ وليد جنبلاط، لان الذي خرّب هذه العلاقة هو الذي يستطيع ان يصلحها ‏الذي بادر الى الغاء التحالف الرباعي واطلاق المواقف المختلفة هو الذي اوجد مساحة وبُعداً ‏فالمسؤولية عنده وعليك ان تسأله‎.‎

‎س: ‎ما هي القدرة للتفاهم مع جنبلاط؟ هل انتم كحزب الله حاضرون للتفاهم معه مجدداً، اما ان ‏كل الخطوط مقطوعة ولا تريدون خطاً جديداً؟

‎-- ‎الطريق الوحيد الموجود مع الاستاذ جنبلاط هو على طاولة الحوار وخارجها لا يوجد امور ‏تستدعي الحوار، لان المواقف متباينة جداً. وبالتالي اذا افترضنا انه لا بدّ من عودة معينة ‏للعلاقات فالمسألة ليست «بتوبيس اللحى» وانها بتعديل في المواقف يستدعي ان يكون هناك ‏لقاء واتفاق عليها حتى يكون هناك قواسم مشتركة‎.‎

‎س: ‎يعني انتم تطالبون بتعديل المواقف وبناء عليه يمكن عودة العلاقة؟

‎-- ‎انا قلت اننا لم نبادر لقطع العلاقة ولا الى تغيير مواقفنا، من بادر اليها عليه هو ان ‏يخطو الخطوة المناسبة في هذا الاتجاه‎.‎

القوات اللبنانية

‎س: ‎لو ذهبنا الى «القوات اللبنانية» فالحوار مباشر بين السيد نصرالله والدكتور جعجع، هل ‏يمكن ان تتطور العلاقة السياسية مع «القوات» خارج طاولة الحوار وهل هناك من اتصالات مع ‏‏«القوات»؟

‎-- ‎طاولة الحوار هي شكل من اشكال الحوار بين الاطراف المختلفة. اما عندما نتحدث عن علاقات ‏ثنائية، فطاولة الحوار لا تكفي لانشاء العلاقات الثنائية ويجب ان تكون هناك موضوعات محل ‏تفاهم وانسجام من اجل ان تكون مقدمة لحوار يؤسس عليه كي نصل الى خطوات متقدمة. لا ‏اعتقد ان ما هو موجود الآن من تصريحات عند «القوات اللبنانية» ومواقف سياسية يساعد ‏على ان يكون هناك حوار ثنائي جدي وفعال. لكن اذا تبيّن وجود بعض المواقف القابلة ‏للتفاهم السياسي، فهذا ينشئ ارضية معقولة ومنطقية للقاءات قد تنتج شيئاً، لكن الى الآن ‏هناك تباين سياسي كبير ونحن لم نقفل الباب على احد. لكن لا بدّ من ان يكون هناك مقدمات ‏موضوعية‎.‎

تيار المستقبل

‎س: ‎هذه في المقدمات الموضوعية مع القوات والتقدمي، لكن عملياً مع «تيار المستقبل» نجد في ‏المراقبة السياسية انكم لا تريدون «كسر الجرة» معه وتريدون العلاقة في حين ان النائب سعد ‏الحريري على طاولة الحوار في الجلسة الاخيرة الماضية قال ان الحق مع السيد وان الحق مع جعجع ‏وجنبلاط أي انه لم يتخذ موقفاً، فكيف تصف مواقفه والى اي مدى يمكن ان تتطور العلاقة مع ‏تيار المستقبل المتحالف مع خصومكم؟

‎-- ‎نحن نعتبر انه يوجد تمايز بين الاستاذ سعد الحريري وتيار المستقبل عن السيد جنبلاط والسيد ‏جعجع. وهذا الامر يبرز من الخطاب السياسي الذي لم يكن يوماً ضد المقاومة. بل كان دائماً ‏ايحابياً تجاه المقاومة، وهذا عنصر اساسي، لذا يوجد تمايز بحسب الخطاب الاعلامي السياسي ‏والامر الثاني، توجد قناعة مشتركة، بين حزب الله وتيار المستقبل بضرورة وأد اي فتنة ‏مذهبية وضرورة توسيع هامش العلاقة بين الطرفين بشكل افضل مما هو عليه الآن‎.‎

نحن نقرّ ان مستوى العلاقة ادنى مما يجب ان يكون وكان في التحالف الرباعي افضل مما هو عليه ‏خلال المرحلة السابقة وهناك مساع جدية منا ومن تيار المستقبل لتضييق هامش الخلاف ومحاولة ‏ابعاد الاسباب التي تثير المشكلة بيننا وبين تيار المستقبل، لاننا نعتقد ان الازمة ليست ‏ازمة ذاتية من تيار المستقبل وانما طبيعة التحالفات في البلد وبعض الخصوصيات التي تضيف ‏ازمات تبعد في بعض الاحيان، والاهم عندنا وعند تيار المستقبل قرار سياسي باننا يجب ان ‏نبحث عن نقاط الالتقاء وان نحاول تقليل نقاط الاختلاف وهذا الامر عبارة عن مسار لا اعلم ‏كم يأخذ وقتاً ولا ادري ما هي نتائجه العملية لكن النية موجودة ونسأل الله‎...‎

‎س: ‎الله لا يحاسب على النوايا؟

‎-- ‎(مبتسماً) نسأل الله ان يحفظ بالتطبيق العملي اموراً ايجابية وهناك بعض الامور العملية ‏الايجابية التي لا ننكرها‎. ‎

الغلبة ستفشل في لبنان

‎س: ‎لكن تتحدثون دائماً عن «فرع المعلومات» وتتحدثون عن التوازن والوظائف... لماذا ‏تستغيبون فرع المعلومات؟‏

‎-- ‎نحن لا نتكلم عن احد بهدف الاستهداف او استهداف تيار المستقبل، نحن نتكلم، اقامت الدولة ‏اللبنانية بشكل صحيح، ونكرر مراراً وتكراراً انه لا يمكن ان يكون هناك حكم مستقر سياسياً ‏في لبنان الا في حال كان هناك توازن واعطاء صاحب الكفاءة مكانه والالتزام بالقوانين ‏المرعية الاجراء وان تكون هي الحكم بيننا وان نراعي المصالح العامة على حساب المصالح الخاصة ‏والفئوية يجب ان لا ينزعج احد عن الحديث العام الذي فيه قواعد تسالم عليها الجميع لانها هي ‏التي تحلّ المشكلة. وانا اكرر الآن اي منطق للغلبة سيفشل في لبنان واي خطاب سياسي هجومي ‏ويصادر الآخرين لا يمكن ان ينجح، ما ينجح عندنا في لبنان الخطاب الذي يقرّب ويضع الحد الادنى ‏من القواسم المشتركة والتفاهم واذا كنا متحمسين جداً لطاولة الحوار فلأنها تخرج التوتر ‏الخارجي في الساحة السياسية وتدخله الى اطار النقاش والحوار. وعلى هذا الاساس اذا‎ ‎انتقدنا بعض اداء الحكومة فيجب ان يكون هذا الانتقاد مقبولاً لأن حق الاختلاف وحق النقد ‏قائم، لا يعني الاتفاق ان نسكت عن الاخطاء ان وجدت وان طالبنا باصلاحها فانها نطالب ‏باصلاحها لمصلحة البلد وليس لتسجيل نقطة على احد وقد ذكرت ان الناس بدأت تسأل ما الذي ‏فعلته الحكومة خلال عشرة اشهر في المسألة الاقتصادية والاجتماعية ومعالجة شؤون المديونية ‏وايقاف الهدر والفساد وترتيب الوضع الاداري، الناس لن تسأل الحكومة عن الموقف السياسي ‏بل سيسألون الحكومة عن اوضاعهم، لان الموقف السياسي معروف لدى كل جهة‎.‎

فنحن نعيش في لبنان منذ سنة تقريباً في حال توتر سياسي عالٍ جداً وقد عطّل الكثير من ‏اجراءات بناء الدولة! الم يحن الوقت لنبدأ ببناء الدولة ورعاية خصوصياتها وننهض من هذه ‏الكبوة التي نحن فيها، وهذا يتطلب نمطاً من العمل لا يعتمد على قوة تسجيل النقاط ‏السياسية في وسائل الاعلام‎.‎

‎س: ‎اذن بهذا الكلام لماذا تبقون في الحكومة وحليفكم الجنرال عون يقول باستقالتها وحكومة ‏اتحاد وطني فلستقطوا هذه الحكومة في الشارع او في الاعلام ثم شكلوا اخرى وفاقية؟

‎-- ‎لو كنا نؤمن ان الحل باسقاط هذه الحكومة في هذه المرحلة لقمنا بهذا الاجراء‎.‎

‎س: ‎لكن، هذه الحكومة لن تفعل شيئاً على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وفي السياسة اخذت ‏البلد الى امكنة اعترضتم عليها فكيف يبقى موقف حزب الله «اننا مع حكومة اتحاد وطني لكن ‏لسنا مع اسقاط الحكومة»؟

‎-- ‎اسقاط الحكومة لا يحصل لمجرد قناعة فريق او فريقين في البلد، هذا امر يحتاج الى توفر ‏الاكثرية النيابية الى تفاهم في هذا الامر ثانيا لا زلنا مقتنعين بان هذه الحكومة بامكانها ‏ان تفعل شيئا لو عقدت العزم وعقدت النية وتخلت عن بعض الشعارات السياسية التي ادخلت ‏نفسها فيها خلال الفترة السابقة، واذا اعتمدت على القوانين المرعية الاجراء واهتمت ‏بالموضوع الداخلي فهي تستطيع ان تقدم شيئا، والامر الثالث اذا اقتنع معنا المعنيون في ‏الاغلبية النيابية بأن يكون هناك حكومة وحدة وطنية فهذا هو الحل الافضل الا ان الامر ليس ‏مرتبطا بنا فقط وانما مرتبط بعدم قناعة الطرف الاخر في الحكومة بمثل هذا التغيير، وعندما ‏ندرس جملة هذه الامور نجد انفسنا بين امرين اما ان يحصل هناك من المماحكة السياسية التي ‏يمكن ان تزيد من التوتير دون ان تقدم حلا بديلا او ان تعمل هذه الحكومة بطريقة افضل، ‏لنجد هذه الفرصة خلال هذه الفترة هل هي نافعة وكافية وتقتضي ان نستمر بهذا الموقف او ان ‏نعدل موقفنا لاحقا اذا لم تنفع هذه الفترة‎.‎

‎س: ‎حسب المبادرة العربية؟

‎-- ‎علاقة للمبادرة العربية بالحكومة‎.‎

‎س: ‎كل شيء يرد الى بعض البعض؟

‎-- ‎المبادرة العربية هدفها المركزي هو ترطيب العلاقة بين لبنان وسوريا ونحن مع هذه ‏المبادرة العربية، ولم اسمع ان هناك مبادرة عربية للشؤون الداخلية‎.‎

‎س: ‎لكن في النهاية كل شيء يسير من وفوق الى تحت؟

‎-- ‎بالتأكيد اذا تحسنت العلاقات بين لبنان وسوريا، هذا يعني ان ملفا اساسيا كان سبب ‏التوتير داخل البلد قد رفع من التداول‎.‎

لن نسمح بالتآمر على سوريا

‎س: ‎سألتكم هل انتم متهمون بربط لبنان بسوريا وايران وانت في صور قلت في خطاب جماهيري، ‏ووجهت كلامك للرئيس الاسد، لن نسمح بان يكون لبنان ممرا او مقرا للتآمر على سوريا؟

‎-- ‎وانا اكرر اليوم واقول للرئيس بشار لن نسمح بحسب موقعنا وتأثيرنا ان يكون لبنان ممراً ‏للتآمر على سوريا وذلك لمصلحة لبنان اولا وبعد ذلك لمصلحة سوريا وثانيا لان مصلحة لبنان ‏ان لا يكون اداة ولا مطية ولا معبرا لمخططات الاخرين على ارضه واعتقد ان كل الموجودين على ‏طاولة الحوار قالوا وبشكل واضح بأنهم لا يريدون لبنان معبرا للاعتداء على سوريا، اتمنى ان ‏يتحقق هذا الامر ميدانيا بتعاوننا في هذا المجال‎.‎

عون المرشح القوي للرئاسة

‎س: ‎هل ما زلتم ترون بالعماد عون مرشحاً قوياً وجديا لرئاسة الجمهورية او تراجعت الفكرة؟

‎-- ‎كلما مر الزمن كلما اكتشفوا ان وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر كانت ‏مفصلا هاما في الحياة اللبنانية وهي تحتاج الى المزيد من التعزيز والتأكيد لانها نقلت ‏الواقع اللبناني، في اطار تباين فئتين كبيرتين، الى تفاهم بينهما على اسس اعتمد عليها ‏مؤتمر الحوار ولم يخرج من اي منها لو جمعنا كل انجازات مؤتمر الحوار لرأيناها اجزاء قليلة ‏مما ورد في وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر وهذا ما يؤكد على أهمية هذه ‏الخطوة وضرورة تدعيمها والاستمرار فيها ومحاولة تعميمها قدر الامكان لانها عالجت قضايا ‏جوهرية ومفصلية بين اللبنانيين، من هنا نؤكد ان للوثيقة اثر كبير وما تزال نتائجها ‏تتبلور بشكل ايجابي ونحن متمسكون بها وبالدفاع عنها وباستمراريتها‎.‎

وعلى هذا الاساس رئيس التيار الوطني العماد عون مرشح جدي وحقيقي لرئاسة الجمهورية وهذا ‏لا يتغير بالنسبة الينا وانما الامر ليس مطروحا الآن بشكل تنفيذي لان المهلة الدستورية ‏للرئيس الحالي لم تنته، لكن من الآن اقول للرد: لم تتغير وجهة نظرنا بموقعية واهلية وجدية ‏طرح العماد عون لرئاسة الجمهورية‎.‎

حزب الله وامل

‎س: ‎البعض يقول ان هناك هامشاً في الموقف بينكم وبين الرئيس نبيه بري بعكس ما تقولون؟

‎-- ‎هذه لعبة مكشوفة للايقاع بين حزب الله وحركة امل. واعتقد انهم يعرفون تماما مستوى ‏التحالف بيننا انه قوي جدا. وانه اكبر من تصريح وطريقة اداء وبعض التمايز في الخصوصية ‏الطبيعية لكل من الطرفين في مواقع مختلفة، فهذا الامر لا يفسد في الود قضية. لان القضايا ‏الاسترايتيجية هي محل تفاهم كامل بيننا وبين حركة امل، وما يحاول البعض لاستدرار العواطف ‏والتمييز بيننا وبين «امل» هي محاولة فاشلة، فما بيننا من تحالف لا يمكن ان تهزه بعض ‏الاشادات معروفة الهدف‎.‎

القرار الشيعي

‎س: ‎هل صحيح انكم تصادرون القرار الشيعي في لبنان؟

‎-- ‎الشيعة في لبنان يتحركون ولديهم تنظيمان كبيران هما حزب الله وحركة امل، ولديهم اطر ‏اخرى كمؤسسات او مثقفين او شابه ذلك ولم نمنع احدا من ان يعبر عن وجهة نظره او ان ‏يتحرك، وكل جهة تتحرك بما تراه مناسبا، لكن عندما نجمع قدرة حزب الله وحركة امل يتبين ان ‏الاغلبية الساحقة من الشيعة في اطار هذين التنظيمين وهناك قسم كبير يؤكد هذا الاجتماع ‏وهو في الواقع مع التحالف وليس مع كل فريق على حوار من هنا اصبح حجم الالتفاف الشيعي ‏حول هذين التنظيمين التفافا كبيرا جدا. حتى بات الاعتراض محدودا لشخصيات ليس لديها امتداد ‏كاف على الساحة، وهذا امر ايجابي ان نتمكن من الوحدة ولطالما كانت الوحدة مطلبا وهذا ‏الاتفاق يجب ان يسعد ولا يقلق، فهو اخرج مؤتمر الحوار بمقررات لمصلحة وحدة اللبنانيين فهل ‏يخرج من يعترض ويقول هذه مصادرة نحن نفتش عن الجمع لا على التفرقة‎.‎