مقابلات

جريدة الديار اللبنانية-السبت 8/4/2006

الشيخ نعيم قاسم للديار : رئيس الجمهورية باق والبديل وقته بعد سنة وثمانية اشهر...خلاف في صف 14 شباط حول الاسم الموحد وما حصل في الخرطوم لم يكن بتوجيه من الحريري‏.

لم يخرج نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، وكعادته عن اللهجة السياسية الهادئة ‏وعن الكلام الملّطف المعهود عنه. في وجهة نظره آفاق تعكس خارطة الطريق التي يرسمها الحزب ‏ويعدّل فيها كلما عبثت رياح الداخل والخارج ببعض تفاصيلها.‏

وانما يبقى الشيخ قاسم يرسل من خلال قراءته المتزنة رسائل عديدة ومواقف واضحة، وعلى ‏الرغم من عدم وجود اي محاذير وممنوعات في الحوار معه الا انه يأخذ الحديث الى الوضعية التي ‏يريدها.‏

حزب الله الحالة السياسية والشعبية والعسكرية على محاور الجنوب الذي يتربص به الخارج ‏وبعض الداخل لا شكّ في انه مرّ بأوقات عصيبة خلال فترات متقطعة من العام المنصرم الا انه ‏استعاد زمام الامور والوقائع بعدما سلك طرقا وعرة وصل في نهايتها الى استراحة تبدو نهائية ‏وثابتة مع التيار الوطني الحر، بمرافقة رئيس مجلس النواب نبيه بري مما أبعد عنه حالة ‏الشتات التحالفي الذي تعيشه بعض الجهات.‏

ومع استمرار معركة شد الحبال من قبل الحليف السابق المنقلب بشراسة على الحزب، ما يزال ‏الحزب يحتفظ ببعض الصبر، ولو انه سجل نقاطا عديدة في مرمى النائب وليد جنبلاط ودخل الى ‏صفوف حركة 14 شباط من خلال التقارب مع النائب سعد الحريري وتقريبه من الذي كان محرما ‏وممنوعا منذ عام ولعله كان اول وليس اخر لقاء لسعد الحريري مع احمد جبريل مما ترك عدة ‏علامات استفهام عند اللبناني وعند الحلفاء قد تترجم اجوبتها في المرحلة المقبلة.‏

هذا التبدل في الظروف السياسية اضافة الى قراءة حزب الله للاحداث اللبنانية تحدث عنها ‏نائب الامين للحزب الذي توقع ان يبقى رئيس الجمهورية في الرئاسة قياسا الى التطورات ‏السياسية المطروحة محملا فريق 14 شباط مسؤولية عدم تقديم المبررات والادلة الكافية من اجل ‏احداث التغيير الذي يتطلع اليه هذا الفريق.‏

وتحدث الشيخ قاسم عن خلاف حاد في صف 14 شباط حول الاسم المحتمل لرئيس الجمهورية، معتبرا ان ‏هذا الفريق لا يتجرأ على طرح مرشح موحد حتى لا يصبح 7 شباط او اي 7 اخرى.‏

وكشف ان الموفد الدولي تيري رود لارسن رسم خارطة الطريق قبل مغادرته، ونصح اطرافا ‏لبنانية بتأجيل ملف الرئاسة لفترة من الزمن وتقديم ترسيم الحدود وسلاح حزب الله.

وحددّ علاقة حزب الله ببعض المتحاورين على الطاولة. فالحاجز الساخن لم يعد موجوداً اذا مع القوات اللبنانية وبقي التباين السياسي، والنائب وليد جنبلاط "انحدر عن تحالفه مع ‏الحزب وخرج بقسوة" اما رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. فالتعامل معه على انه رئيس ‏مسؤول، في حين يبدي تمايزا واضحا لمصلحة النائب سعد الحريري الذي يتبادل معه الرؤية ‏السياسية ولا يحمله اي مسؤولية لما حدث في الخرطوم.‏

س: 28 نيسان هو الموعد الذي حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري لجلسة الحوار المقبلة هل ‏تعتقدون انه سيتم التوصل الى حل وموقف حاسم في موضوع رئاسة الجمهورية؟

‏ج: لقد اظهرت جلسات النقاش على طاولة الحوار ان لكل فريق رأيه وطريقة مقاربته لكل ‏المواضيع، ومنها مسألة رئاسة الجمهورية التي ما ان بدأ النقاش حولها حتى ظهر التفاوت ‏والاختلاف في وجهات النظر. وتبين ان هناك تباعدا يحول دون الوصول الى نتيجة حيث لم يستطع ‏المؤتمرون لا داخل الطاولة ولا خارجها من الحسم والتوصل الى نتيجة نهائية وقد بدا واضحا ان ‏استمرار النقاش على هذا النحو من دون سقف زمني محدد سيتحول الى اضاعة للوقت ولن يؤدي ‏الى نتيجة ومن هذا المنطلق تم تحديد موعد 28 نيسان لانهاء هذه المسألة. والنتيجة قد تكون ‏ايجابية او سلبية فذلك مرتبط بما سيحصل على الطاولة وما سيسبقه من مشاورات جانبية بين ‏الاطراف.‏

‏س: لكن الوقائع تشير الى ان ملف الرئاسة ما يزال بنداً خلافياً بين المتحاورين ؟

‏ج: الاتجاه العام للامور يظهر ان هناك تباينا كبيرا بين وجهتي نظر. واحدة تقول بأن الرئاسة ‏ليست مشكلة واستمرارية الرئيس بحكم الدستور امر طبيعي وعادي وعلى الاطراف ان يبحثوا ‏عن اسباب الخلل والمشاكل القائمة في الحكم من اجل المعالجة بدل ان تبقى الامور مركزة باتجاه ‏شخص الرئيس ويتسلح اصحاب هذه النظرة بالدستور وبقناعتهم بأن الرئيس له مواقف وطنية ‏واساسية ولا يمكن تحميله مسؤولية الحقبة السابقة في حين ان وجهة النظر الثانية ترفض ‏النقاش في اي تفصيل وتعتبر الازمة محصورة في شخص الرئيس فإما تنتهي ولاية الرئيس ويستقيل ‏واما تستمر الازمة وبالتالي كل ما يترتب على الازمة هو نتيجة استمرار الرئيس في موقعه.‏

واصحاب هذه النظرة يقاربون الموضوع من الناحية الرئاسية على قاعدة انهاء الولاية وليس ‏على قاعدة الحديث عن البرنامج السياسي اي عن الظروف العامة المحيطة. المنطلقان مختلفان ‏تماما في كيفية مقاربة الموضوع وهذا التباعد الذي برز متأزما خلال الفترة السابقة التي ‏زادت عن الثلاثة اشهر لا يمكن ان يكون علاجها سهلا خلال ما تبقى من شهر نيسان الا اذا توصل ‏المتحاورون لمقاربة تقرب وجهات النظر لكن يبدو ان الامور لا تخلو من تعقيد. ولكي لا ‏نستبق الحوار نحن ننتظر الفترة القادمة وفي كل الاحوال ان المسؤولية في هذا الموضوع تقع ‏بشكل اساسي على فريق 14 شباط اذ يفترض بهم ان يقدموا شيئا مقابل الامر الدستوري ‏والقانوني الذي هو المسار الطبيعي للحل.‏

بمعنى ان من يرغب في التغيير عليه ان يقوم بتقديم المبررات والافكار والآليات والادلة لكي ‏يتمكن من اقناع الطرف الاخر.‏

من 14 آذار الى 14 شباط ‏

س: لماذا استبدلتم تسمية 14 آذار بـ 14 شباط ؟‏

‏ج: نحن لم نبدل التسمية، انما تبدلت في الواقع العملي لانه خلال 14 آذار لم يوجد تجمع يضم ‏التيار الوطني الحر المتمثل بالعماد ميشال عنه ومن معه، وبعد 14 آذار والانتخابات ‏النيابية ابتعد التيار الوطني الحر تماما عن جماعة 14 آذار واتخذ مسلكا آخر في كثير من ‏المواقف بل لم يعد يشاركهم لا في قراءتهم للامور ولا في مواقفهم او تظاهراتهم واجتماعاتهم على ‏كل المستويات. وكل طرف من الطرفين يقول انه صاحب 14 آذار وفق الرؤية التي يعتقدها، ونحن ‏في حزب الله اردنا ان نعبر بتعبير دقيق حتى يفهم علينا الرأي العام والناس عندما نتحدث. ‏وبما ان قسما من 14 آذار قد حدد اجتماعه في 14 شباط في الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس ‏رفيق الحريري وكان لهم لغتهم وتجمعهم وجماعتهم مقابل التيار الوطني الحر الذي يشكل اقل من ‏نصف جماعة 14 آذار بقليل.‏

ومن اجل التمييز بين هذين التشكيلين كي لا يضيع الناس اصبحنا نتحدث عن جماعة 14 شباط اي ‏الذين اجتمعوا في 14 شباط سياسيا وعمليا. وفي المقابل يوجد التيار الوطني الحر الذي له ‏تمثيله المختلف. اذا فالتسمية ليست من اختراعنا بل نتيجة واقع معين.‏

‏س: وهل تزعجهم هذه التسمية؟

‏ج: ليس لدي معلومات اذا كانت التسمية تزعجهم الا انها التوصيف الدقيق لهذه الحالة. ولم ‏نعد اليوم امام مشهد 14 آذار بل امام 14 شباط مع كل ما يحمل من خطط ومواقف وتراجع في ‏الشعبية والقدرة العملية في البلد.‏

‏س: الى اي مدى يمكن الربط بين الموعد في 28 نيسان وحديث البطريرك صفير الذي رفع فيه السقف ‏عن بقاء رئيس الجمهورية؟

‏ج:لكل رأيه في الموضوع ولست في مقام ان اناقش كل رأي على حدة. نحن في حزب الله لدينا ‏موقفنا الواضح ونعتبر فيه ان رئيس الجمهورية موجود بحكم الدستور وبالتالي فان اي معالجة ‏لوضعه تتم وفق الدستور ايضا وباختيار رئيس الجمهورية الشخصي. على هذا الاساس كنا ‏دائما ندعو كل الافرقاء للاتفاق على آلية للمتابعة في لبنان اذ لا نستطيع ان نلجأ الى ‏الدستور عندما يعجبنا ثم نلجأ الى غيره عندما لا يعجبنا. يفترض ان نرى مكانا للفصل فإذا ‏كان الدستور هو الفصل نعمل بطريقة دستورية، واذا كان الشارع هو مكان الفصل نريد ان ‏نفهم هل المطلوب ان لا يعود القانون حاكما في لبنان. اما اذا كان التعبير عن الرأي هو ‏الذي يساعد في تغيير وجهات النظر فلا مانع عن التعبير عن الرأي الذي لا يقود الى مرحلة ‏الشارع الهجومي او الاستفزازي الذي يعتدي على الاخرين.‏

‏س: الا تعتقدون ان البطريرك صفير رفع الغطاء عن الرئيس لحود وهذه سابقة هامة لها دلالاتها؟

‏ج: ربما نسمع نفياً من البطريرك حول هذا الكلام وانا لا اعلم اذا كان البطريرك فعلاً قال ‏هذا الكلام ام لم يقوله. فالامر مرّ في الصحافة بطريقة ملتبسة.‏

‏ تحالفنا مع عون لا يتعارض وتأييدنا للعماد لحود‏

س: كيف تجمعون بجلوسكم الى طاولة الحوار بين تأييدكم للعماد اميل لحود وتحالفكم مع العماد ‏عون؟

‏ج: لا يتعارض تحالفنا مع العماد عون بتأييدنا لرئيس الجمهورية وبقائه في الحكم، بل ان ‏العماد عون يتكلم بالمنطق نفسه فهو يرفض ان يتم الضغط على رئيس الجمهورية وان يترك ‏منصبه الا من ضمن مشروع متكامل ومرشح رئاسي مقبول وله قدرة تمثيلية وشعبية اذاً هناك ‏تقاطع بين بعضنا البعض في المبدأ وبالتالي لن يرضى العماد عن ان توقّع كتلته على تقصير ‏مهلة الرئيس كما لن نرضى نحن في حزب الله بهذا الامر، من هنا نحن نقول اننا مشتركون في ‏الرؤية. ولم يحن الوقت بعد لطرح البديل. فالمشكلة الآن هي في كيفية التعاطي مع رئاسة ‏الجمهورية وملف الرئاسة الى ان يُطرح البديل حينها نُعلن موقفنا بوضوح ونعتقد ان هذا ‏البديل وقته بعد سنة وثمانية اشهر اي عند انتهاء ولاية الرئيس لحود، وما قبلها بقليل ‏عند التحضيرات اللازمة لرئاسة الجمهورية.‏

‏س: كلامكم يؤكد ان الرئيس لحود باقٍ في الرئاسة؟

‏ج: الارجح ان الرئيس لحود باقٍ قياساً الى التطورات السياسية الراهنة.. انا لا اعرف بالغيب ‏ولا اريد ان استبق الامور.‏

خلاف حاد في فريق 14 شباط‏

س: لماذا لا يتقدم فريق 14 آذار الجالس على طاولة الحوار برأيكم بمرشح موحّد؟‏

‏ج: من يطرحون تغيير رئيس الجمهورية الآن لا يتجرأون على طرح اسم موّحد للرئاسة ويبقون ‏الامر ضبابياً ويرمون في الساحة مجموعة من الاسماء ويحاولون الحاق اسم العماد عون الحاقاً رغم ‏عدم قناعتهم بذلك ليقولوا ان طرح الاسم في هذه المرحلة بشكل حاد ليس ضرورياً، فالمهم اولاً ‏بالنسبة الى هؤلاء الانتهاء من رئيس الجمهورية والسبب في ذلك انه في صف 14 آذار خلاف حاد ‏حول الاسم المحتمل لرئيس الجمهورية والا كان يمكنهم طرح اسم واحد كمرشح للرئاسة امام ‏الرأي العام ويخوضوا به معركة الرئاسة فتصبح الاموراكثر وضوحاً. لكن وفق معلوماتنا فان ‏احد اسباب عدم طرح الاسم هو الخشيّة من ان تصبح 14 شباط 7 شباط او 7 اخرى.‏

الحاجز الساخن مع القوات‏

س: تجلسون مع القوات اللبنانية للمرة الاولى على طاولة الحوار، ما هي الانطباعات التي ‏خرجتم بها عن هذا الفريق وكيف هي العلاقة اليوم بالقوات؟

‏ج: بعدما تجاوزت القوات اللبنانية ازمتها السابقة وارتباطها باسرائيل، حسب ما اعلنت القوات واتخذت من مواقف، اعتبرنا ان الحاجز الساخن في العلاقة لم يعد قائماً، لكن اي ‏توسع في العلاقة يتطلب تلاقياً سياسياً واتفاقاً حول مجموعة من القضايا. نحن نعتبر اللقاء ‏حول طاولة الحوار لقاءً عادياً لا يملك مواصفات العلاقات الثنائية انما يملك صفة واحدة هي ‏اجتماع اللبنانيون على طاولة واحدة علماً ان هؤلاء المجتمعين يتفاوتون فيما بينهم وفي ‏علاقاتهم، اذ بعض من هم على طاولة الحوار له تحالفات مع البعض الآخر. والبعض في الخندق ‏السياسي المختلف من هنا فان طاولة الحوار لا يمكن ان تعطي اكثر من دلالة اللبنانيين على ‏اختلافهم من اجل التحاور. ولا يوجد الآن لقاءات خاصة مع القوات اللبنانية ولا نقاش ‏خاص. وبطبيعة الحال فان التباين السياسي مع القوات تباين كبير اذ ان رؤيتهم للامور ‏تختلف عن رؤيتنا ولكن هذا لا يمنع ان تحل بعض القضايا بالنقاش والحوار عندما تحين الظروف ‏المناسبة لهكذا لقاءات.‏

انتكاسات جنبلاط ‏

س: ماذا بشأن العلاقة بالنائب وليد جنبلاط والى متى يصبر حزب الله على جنبلاط؟

ج: السيد جنبلاط كان حليفاً اساسياً لحزب الله وهو الذي خرج عن هذا التحالف، وقد خرج بقسوة ‏وبانحدار كبير وتخلى عن كثير من الثوابت الوطنية المعلنة التي كانت تشكل السبب الرئيس ‏لمكانته الوطنية في لبنان وفي علاقاته معنا ومع الآخرين. نحن لم نخرج من هذه العلاقة ولم نغيّر ‏انما هو الذي خرجَ وغيّر. وخلال الفترة السابقة حاولنا مراراً وتكراراً ان نقبل ونتحمل ‏ونتركه يصرّح الكثير من التصريحات المسيئة والمؤذية على قاعدة ترك الفرصة لعله يعود الى ‏ضميره ووطنيته والالتفات الى خطورة ما يفعله وما ينفع من خلاله الاعداء وما يؤدي به هذا ‏المسار لان يتحوّل الى عمل يخدم المشروع الاميركي بالكامل ونحن نعرف اين يصب هذا المشروع في ‏النهاية. وللاسف لم نستطع ان نفعل شيئاً مهماً في هذا الاطار فاندفاعة السيد جنبلاط كانت ‏اندفاعة كبيرة ونحن نشفق لحاله ونعتبر انه في وضع صعب. هو يتصرف في كثير من الاحيان تصرف ‏الذي يعيش حالة خسائر متتالية واحباطات متراكمة نظراً لان ما كان يتوقعه ويتأمل به لم ‏يتحقق وقد وضع برامج زمنية حادة اعتقاداً منه انه قادر على انجاز شيء وآخرها ما فعله ‏في 14 شباط قناعته انه سيحقق انجازاً كبيراً الى 14 آذار ثم انهار كل شيء، عدا عن ان ‏الاميركيين ابلغوه سابقا برغبتهم تغيير النظام السوري ثم فاجأوه بتقرير تغيير السلوك وليس ‏تغيير النظام. هذا التغير الحاد جدا لم يستطع جنبلاط ان يتكيّف معه حتى الآن ولم يتشاور معه ‏احد في هذا الامر. اذا نحن امام شخصية لها حساباتها التي تعرضت لانتكاسات كثيرة، وقد سمعت ‏بالامس تصريحاً له يُبشّر جماعة 14 شباط بأن المعركة طويلة جداً وعليهم الصمود فيما كان في ‏السابق يُبشّرهم بالنعم والغنائم السريعة. وهذا يدلّ على معاكسة الظروف السياسية ‏والوقائع الميدانية لخياراته واتجاهاته. واعتقد ان عليه ان يعرف جيدا ان لبنان لا يمكن ‏ان يُساق بالصراخ او بالاتهامات او بمحاولة اشارة البلبلة والفوضى في لبنان مجموعة من ‏القوى عليها ان تتفاهم مع بعضها البعض وان تحترم كل قوة موقعها وقدرتها وامكاناتها وان ‏تلحظ ان هذا البلد لا يقاد بالغلبة ولا يمكن لفئة ان تستثمر اي موقع لمصلحتها يجب ان ‏تلحظ مصالح اللبنانيين جميعا. وتغيير البندقية من كتف الى كتف بهذه السرعة يضر بمصداقية من ‏يفعل ذلك ولا يضر بمصلحة الآخرين الثابتين على موقفم في كل الاحوال فان جنبلاط الذي كنا ‏نعرفه مؤثرا وفاعلا في السياسة اللبنانية تبدو انه اصبح في وضع بعيد عن هذا التأثير ‏واعتقد ان لديه ارباكاً كبيراً داخل ساحته الطائفية الخاصة اذ يستحق الدروز ان يكون لهم ‏دور فاعل في البلاد وان لا يتورطوا في بعض الرؤى التي تأخذهم بعيداً عن الواقع الداخلي ‏الذي يتطلب تعاونا وليس مواقف حادة ومراهنات غير فاعلة.‏

س: لماذا تغير المشروع الاميركي الذي كان يراهن عليه النائب جنبلاط؟

ج: المشروع الاميركي اصطدم بوقائع ميدانية حيث كان هذا المشروع يتطلع لاحداث تغييرات جذرية ‏وتسريعية في لبنان لمصلحة تكامل مشروعه مع ادارة الشرق الاوسط بشكل عام واعطاد خدمات ‏لاسرائيل بتثبيت احتلالها من دون ان يشكل لبنان حالة ممانعة واعاقة للمشروع الاسرائيلي. ‏لكن بعد الخروج السوري ن لبنان تبين للأميركيين ان النظام السوري قوي والشعب السوري ‏متمسك بنظامه وفكره الضغط لتغيير النظام غير قابلة للتحقيق فضلا عما يمكن ان تؤثر ‏نتائجه في المنطقة. فتغيير المشروع الاميركي نشأ عن صمود النظام السوري وعدم القدرة على ‏تغييره وفي لبنان كانوا يعتقدون ان الانتخابات النيابية في موعدهها ستكون الحل النهائي ‏والطبيعي لنزع سلاح المقاومة وقد تبين لهم ان التأييد الشعبي الذين الذي ناله حزب الله في ‏الانتخابات جذره اكثر وان القوى السياسية المختلفة في لبنان مقتنعة بان العلاقات مع حزب ‏الله لا يمكن ان تكون صدامية ولا يمكن لهذه القوى ان تكون ادوات لتخريب البلاد من هذا ‏المنطلق اضطرت اميركا لان تؤجل عدة مرات الاجندة التي تتعلق بسلاح حزب الله وحاولت ان تلجأ ‏الى عدد من الاطراف السياسية ليتحملوا المسؤولية عنها لان اميركا عاجزة ان تجري تغييراً على ‏المستوى العسكري لهذه المعادلة المعقدة المرتبطة بسلاح حزب الله. من هنا بعد سقوط الخيار ‏العسكري الاميركي كان لا بد للاميركيين من ان يلجأوا الى خيار آخر من خلال تحريض البعض ‏لاثارات داخلية من اجل حشر حزب الله وقد سمعت ان البعض من القيادات السياسية في لبنان ‏يفتخر بانه اخرج المقاومة من دائرة القدسية واصبحت محل نقاش. وهنا تأملت ما هو ‏المقصود بهذا الكلام، فهل المقاومة تحولت الى مأزق في حياتهم بدل ان تكون الشرف الذي حرر ‏لبنان واعطاه قوته مقابل اسرائيل.‏

س: ما صحة ما يقال عن وساطة يقوم بها العماد عون لتقريب وجهات النظر بين حزب الله ‏والنائب جنبلاط؟

ج: ليس هناك اي وساطة مطروحة بيننا وبين النائب جنبلاط ولا حاجة لمثل هذه الوساطة. ‏فالمواقف هي وحدها الوسيط الطبيعي لمد الجسور وبالتالي فان الامور لا تحتاج الى مثل هذه ‏التعقيدات. ومن غيّر عليه ان يعود الى ما غيّر فيه حينها تكون الامور اسهل.‏

تقارب عون جنبلاط: لا يزعجنا ‏

س: هل يزعجكم التقارب بين جنبلاط والعماد عون؟

ج: ابدا لا يزعجنا هذا التقارب ونتمنى ان يزداد هذا التقارب لان الارتباط مع العماد عون ‏سيلزم جنبلاط بآلية معينة تنسجم مع ورقة التفاهم التي نعتبرها اساسا لكل شيء وعندها ‏سيكون هناك قيود اضافية. لكن السؤال هل يمكن ان يكون مثل هذا التفاهم الخطي موجوداً؟ ‏اعتقد ان الامر يحتاج الى تأمل اذ لا تكفي ان يكون هناك تصريحات انشائية فالمطلوب ان يكون ‏هناك اعمال.. على كل حال نحن نشجع اي طرف لبناني لان يمد اليد للعماد عون في اتفاق ‏مكتوب ومحدد لانه في النهاية سيكون متأثرا بسقف ما اتفقنا عليه وهذا يقربنا اكثر. لقد ‏تحولت وثيقة حزب الله العماد عون الى وثيقة وطنية بامتياز لا نخشى معه اي تقارب في سياقها ‏بل بالعكس هذا يعزز وجهة نظرنا والعماد عون.‏

تجاوز اشكال الخرطوم

س: هل تم تجاوز اشكال الخرطوم مع رئيس الحكومة؟

ج: نحن نتعامل مع رئيس الحكومة بانه رئيس مسؤول في هذا البلد وقد عبرنا عن موقفنا حيال ‏ما حصل في الخرطوم بشكل واضح، لكن هذا لا يلغي التعامل والتفاهم ومحاولة تجاوز هذه ‏المشكلة التي حصلت لمصلحة متابعة القضايا المرتبطة بمسؤولية الحكومة ونشاطاتها السياسية ‏والانتخابية.‏

س: الا يتحمل النائب سعد الحريري برأيكم مسؤولية ما جرى وجزءاً من اخطاء الرئيس ‏السنيورة.‏

ج: ابدا.. نحن نرى ان لا علاقة للشيخ سعد الحريري بما حدث في الخرطوم. لا اقول هذا من ‏الناحية الاعلامية انما من خلال معلومات اكيدة ومن تواصلنا مع النائب الحريري وقد عبر ‏بشكل واضح عن موقفه مرارا وتكرارا واكده فيما يتعلق بنظرته الى المقاومة، ولا اريد ان ‏اعود الى ما حدث في الخرطوم سواء كان عن حسن نية او غير ذلك لكن لم يكن ما حصل بتوجيه من ‏الشيخ سعد الحريري.‏

الفرق بين سعد الحريري وجنبلاط

س: اليس هناك تناقض بين العلاقة مع سعد الحريري والجفاء مع النائب وليد جنبلاط حليف ‏الحريري؟

ج: النائب سعد الحريري له رؤيته في كيفية ادارة البلد وهو مقتنع بان العلاقة مع حزب الله ‏ضرورية امنيا واستراتيجيا وهذا الامر نتبادل معه الرؤية فيه اذ تعتبر العلاقة مع تيار ‏المستقبل استراتيجيا ضرورة ويجب ان تستمر وان لا يكون هناك عوائق امامها. وفي الوقت نفسه ‏فان النائب الحريري له تحالفاته مع فريق 14 شباط وله برنامج مختلف في بعض التفاصيل في ‏كيفية الادارة الداخلية وهنا لا نتقاطع معه في هذه المسألة. من هنا نجد ان تباينا ما ‏موجود لكنه يختلف عن غيره وخاصة عن النائب جنبلاط الذي له مشروع متكامل في خانة الاتجاه ‏الاميركي بكل مفاعيله اللبنانية والاقليمية والدولية بينما مشروع سعد الحريري يلحظ ‏الموقع اللبناني ودور تيار المستقبل في حماية هذا الموقع وضرورة ادارته نحو الاتجاه السياسي ‏الذي يراه مناسبا. هذا هوالفرق بين الرجلين. على هذا الاساس نحن نعتبر ان الاتفاقات ‏الموجودة ليست حادة في كل اطرافها. اي لا نستطيع ان نأخذ جماعة 14 شباط في سلة واحدة في ‏كل الامور. لقد انتهى الامر الذي يجتمعون عليه في كل التفاصيل وهذا بدأ يظهر تدريجيا ‏وعندما يأتي ملف رئاسة الجمهورية في المستقبل سنرى تباينا واضحا يخرج الى العلن والرأي ‏العام لان هذه القضية التفصيلية هي محل اختلاف وليست محل اتفاق اضافة الى مجموعة من ‏القضايا قد تبرز في هذا الاتجاه حتى مزارع شبعا فان التعبير عنها حمل تباينا بين اطراف 14 ‏شباط رغم اجماع مؤتمر الحوار بلبنانية المزارع، وما يقولونه في بعض الاحيان ان لكل واحد ‏طريقته في التعبير هو في الواقع ليس اختلافا في التعبير بل في الرؤية.‏

‏ لقاء الحريري ـ جبريل‏

س: ما هي حقيقة الدور الذي لعبه حزب الله في جمع أحمد جبريل بسعد الحريري؟

ج: اللقاءات السابقة التي حصلت بين سماحة الامين العام والشيخ سعد الحريري تم نقاش الموضوع ‏الفلسطيني خارج المخيمات وكيفية مساعدة الدولة اللبنانية في هذا الامر، وقدم الامين العام ‏للحزب اقتراحا لسعد الحريري بأن يكون له دور مباشر لما له من تأثير وقدرة على متابعة ‏مثل هذا الملف المعقد. ومن ضمن الاقتراحات ان يحصل لقاء بالسيد احمد جبريل على قاعدة ان ‏النقاش مع اصحاب العلاقة مباشرة يسهل الحلول بدل التراشق الاعلامي او الخوف المتبادل ‏والتشكيك بالنوايا. وعلى قاعدة التحاور ولسنا امام أعداء بل امام وجهات نظر ‏متباينة وأكد الشيخ سعد قناعته وموافقته على مبدأ اللقاء.‏

وبعدما تحدث مؤتمر الحوار عن مساعدة الحكومة في انجاز بند السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ‏وقد تمنى المجتمعون في المؤتمر على سماحة السيد حسن نصر الله والنائب سعد الحريري ورئيس الحكومة ‏ومن يستطيع ان يساعد في هذا الاتجاه لتنفيذ توجيهات مؤتمر الحوار. وقد جرى الاتفاق بين ‏سماحة السيد والشيخ سعد لترتيب اللقاء نظرا للصداقة المشتركة بين سماحة السيد واحمد جبريل ‏من جهة وبين السيد نصر الله والحريري من جهة ثانية. وعلى هذا الاساس تم اللقاء بحضور ‏المعاون السياسي للامين العام حسين خليل حاضرا لتسهيل اللقاء.‏

س: لكن لقاء الحريري أزعج بعض الاطراف في فريق 14 آذار؟‏

ج: لا علاقة لنا بالاخرين وما يفكرون، ما يهمنا ان مصلحة لبنان تكمن في معالجة السلاح خارج ‏المخيمات وقضايا الفلسطينيين في لبنان ضمن حوار مع اصحاب العلاقة والمؤثرين. وهذا العمل ‏ايجابي فإذا لم يعجب البعض فتلك مشكلتهم، اما من تظهر نتائجه فالامر مرتبط بالحوار الذي ‏بدأ في بداية جيدة لكن الموضوع يحتاج الى متابعة وأظن الاطراف مصممة على المتابعة بروحية ‏ايجابية وقد سمعنا تصريحات من الجهتين مهمة ومنفسّة للاحتقان الذي كان تولّد بسبب الطريقة ‏السابقة والخاطئة في معالجة سلاح المخيمات.‏

س: ماذا عن المبادرات العربية؟

ج: باعتقادي ان المبادرات العربية تنتظر نتائج مؤتمر الحوار. لانها تعتبر ان هذا الحوار ‏يساهم في فتح آفاقٍ لم تكن مفتوحة، فاذا افترضنا ان الحوار وصل في مسألة معينة الى طريق ‏مسدود ربما يكون للمبادرات العربية دورها لكن الان الوضع العربي يكتفي بالمراقبة ‏والاستطلاع والانتظار خاصة بعد فشل المحاولة السابقة للسعودية ومصر. على كل حال فان هدف ‏المبادرة العربية السابقة تركز على اعادة العلاقات بين لبنان وسوريا لما لها من انعكاس ‏على كل المسائل. الاساس هو العلاقة اللبنانية السورية وطالما ان مؤتمر الحوار توصل الى ‏قناعة بالاجماع لترتيب العلاقة اذاً نحن اصبحنا امام مرحلة ثانية اي كيفية ترتيب العلاقة ‏بعدما اتفقنا على المبدأ. قد يتدخل العرب او المبادرة السعودية المصرية لحلحلة بعض ‏العقد اذا لزم الامر.‏

وعلمت ان زيارة لارسن الاخيرة تميزت بأمر فاجأ بعض الاطراف اللبنانية حيث كان الاصرار ‏الاميركي كبيرا على انهاء ولاية رئيس الجمهورية ومعه الموقف الفرنسي والبريطاني لكن ما قاله ‏لارسن اذا كان هناك تعقيدات في مسألة الرئاسة فأنصحكم بتأجيل هذا الموضوع لفترة من ‏الزمن وتقديم ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا والحديث عن نزع سلاح المقاومة وربما اذا ‏توصلتم الى هذين الملفين دون قيود تنعكس على مسألةالرئاسة. وعليه يبدو وفق «الاجندة» ‏الاميركية بعد اصطدام الواقع اللبناني وتقدير المصالح والمكاسب وجدوا ان اعتماد تكتيك ‏آخر يمكن ان يكون انفع ويمكن ان يخرق شيئاً في الجدار من هنا لم يغادر لارسن الا وبدأنا ‏نسمع اللهجة نفسها لان ما اشار اليه هو اشبه بتحديد خارطة الطريق كما يقولون ووجهة ‏النظر التي يجب ان تُتبع بحسب ما ينص عليه الاتجاه الاميركي. كما علمت ان المعنيين في الملف ‏العربي لم يشاؤوا ان يدخلوا في لعبة الاسماء والضغط في هذا الاتجاه ارادوا ان يطلقوا خطة ‏للتحاور الداخلي وهم يناقشون مع البعض في الاسماء انما لم تصل الامور الى حد التبني والضغط ‏باتجاه التبني. هل تتبلور الامور لاحقاً حتى 28 نيسان؟ لا اعلم انما هذه هي الصورة اليوم.‏

سهام على المقاومة ‏

س: بعد ملف الرئاسة يطرح على طاولة الحوار موضوع سلاح «حزب الله» هل تعتقدون ان هذا الملف ‏سيكون اقل تعقيدا من موضوع الرئاسة؟

ج: ملف سلاح المقاومة يجب ان يقارب من وجهة نظرنا التي تقول بحماية لبنان وسياسة الدفاع ‏عنه ووضع استراتيجية لذلك. لا اعلم كيف ستتعامل الاطراف الاخرى مع هذا الموضوع لكن ‏بالنسبة لحزب الله الطريق مفهوم وواضح ولدينا افكار سنطرحها على طاولة الحوار.‏

س: بالمبدأ هل يجوز برأيكم النقاش في سلاح المقاومة؟

ج: من حيث المبدأ يمكن نقاش سلاح المقاومة لطمأنة الاطراف وتعريفهم بشكل دقيق على وجهته ‏واهدافه لمن لا يعرف من جهة ولمن لا يطمئن من جهة ثانية. لكن اشكالنا ان يفتخر البعض ‏بانه طرح السلاح للنقاش وعرّضه للسهام فهذا الموضوع عندها لا يعود محلاً للافتخار، والافتخار ‏يكون بالتفاهم بين ابناء البلد الواحد على حماية البلد بأية طريقة كان. لكن ان نكون ‏متلهفين لامر هو محل مواكبة اميركية ومن ورائها المواكبة الاسرائيلية فهذا خطأ كبير. ‏السهام نحو المقاومة ليست محل افتخار. فهذه السهام مرتدة على اصحابها لكن النقاش في سلاح ‏المقاومة والتفاهم كلبنانيين هو امر مشروع ونتقبله بشكل طبيعي لان النقاش حالة من حالات ‏التفاهم اما الذم فهو حالة من حالات العداء ونميّز بين نقاش للفهم والتفهم ونقاش معاد.‏

س: كيف تنظرون الى الورقة الاصلاحية؟

ج: هذه الورقة تحتاج الى نقاش واسع. ونحن في حزب الله نؤيد الاصلاح ونريد ان تحدد الحكومة ‏سياسات مسبقة لنعرف الى اين يمكن ان نصل وما هي الخطوات التي ستعتمدها الحكومة من الآن ‏وحتى خمس سنوات او عشر سنوات.. المسألة ترتبط بطبيعة الامور المطروحة ولا يمكن ان نسمي اي ‏فكرة اصلاح الا اذا كان فيها ما يؤدي الى نتيجة حقيقية. وسننتظر الايام القادمة لمناقشة ‏التفاصيل لكن الورقة بصيغتها المطروحة تحتاج الى تعديلات ولا يمكن القبول بها دفعة واحدة ‏وكما هي. والكثيرون افكارها مرّرت في الموازنات السابقة ولا اعرف اذا كان الاصرار عليها في ‏هذه المرحلة سيدفع الى تبنيها ام لا. نريد ان نفهم: تخصيص قطاع معين ما هو مردوده على ‏الدولة والمقارنة بين وضعه الحالي وفي المستقبل وما سيؤثره على خدمة الدين العام وانعكاسه ‏على فرص العمل فهذه الامور سلّة واحدة ولا يمكن مناقشتها بطريقة غامضة. وايضا في موضوع ‏الاستثمارات الخارجية كيف ستكون الافكار حوله وتأثيراته على ارتهان البلد او عدم ارتهانه ‏وما هي القيمة المالية المتوقعة. فلا يمكن النظر الى خدمة الدين فقط وفرض الضرائب لمعالجة ‏خدمة الدين فاين هي فرص العمل لدينا اسئلة كثيرة برسم الجلسات التي ستعقد لكن ما نرغب ‏به هو تحويل الافكار الى معطيات مادية لفهم العلاقة والارتباط. كما تطلب النظر الى ‏السياسة الزراعية والصناعية وفرص العمل ومعالجة مشكلة الفقراء. فالمشروع يجب ان يكون ‏اقتصادياً اجتماعياً مالياً وانسانياً معاً وليس خزاناً لدفع المال. اذاً فكرة البرنامج ‏الاصلاحي ضرورية لكن التفاصيل لا تناقش سلّة واحدة وبموقف واحد الكل بنعم او لا.‏