مقابلات

المقابلة التي أجرتها وكالة رويترز مع سماحة الشيخ نعيم قاسم

ليس لدينا جديد فيما يتعلّق بمسألة الأسرى ، فقد صرّح سماحة الأمين العام بما يسلِّط الضوء على هذه المسألة بشكل واضح .

ليس لدينا جديد فيما يتعلّق بمسألة الأسرى ، فقد صرّح سماحة الأمين العام بما يسلِّط الضوء على هذه المسألة بشكل واضح .

• الشعب الفلسطيني شعب مظلوم وأرضه محتلة ومن حقه أن يقوم بكل ما من شأنه أن يحرِّر هذه الأرض ، نحن ندعم حق الشعب الفلسطيني في أن يتخلّص من العدوان والاحتلال والقتل والتهجير وبالتالي أعلنا مراراً بأننا إلى جانبه ، لكن يجب أن يكون واضحاً للجميع بأن الشعب الفلسطيني هو الذي يجاهد ويقاوم وهو الذي صنع هذه الانتفاضة ويستطيع أن يدير شؤونه بشكل واضح ، وعليه فإن أي إجراء يتَّخذه المقاومون هو إجراء ذاتيّ ، ولا يصل الدعم بأي حالة من الحالات من أي جهة كانت لينوب عن الفلسطينيين في اتّخاذ قراراتهم ، فهم أهل للقرارات التي يرونها مناسبة في كيفية أدائهم وفي كيفية مواجهتهم للاستحقاقات المختلفة وعليه نحن نؤكد مجدداً أن هذا الشعب يستحقّ الدعم من كل المخلصين ومن الذين يريدون الاستقلال والحرية في هذا العالم وهذه نقطة إيجابية يجب أن يسأل عنها الآخرون الذين لا يدعمون هذه القضية في الوقت الذي نرى الدعم الأمريكي وغير الأمريكي لإسرائيل بالسلاح والقتل والتدمير حيث يصل الدعم الأمريكي إلى ثلاث مليارات دولار في السنة بالحد الأدنى مع كل الأسلحة المتطورة لقتل الأبرياء وهذا محل استنكار يجب أن يُرفع إلى مجلس الأمن وإلى الواقع الدوّلي لنشير إلى المعتدي لا إلى المعتدى عليه .‏

• عندما نتحدّث عن الدعم للشعب الفلسطيني ولمقاومته فنحن نتحدّث عن قاعدة لكن لهذه القاعدة بعض التفاصيل العادية والمحدودة وهذه ليست مجال للحديث أو للنقاش ، في النهاية إذا رأينا مقاومة نشطة في فلسطين فهذا يعني أن الفلسطينيين نشطون ، وإذا رأينا إمكانات يوفِّرها الفلسطينيون من بيوتهم وأرزاقهم وأعمالهم فهذا يعني أنهم حريصون على استمرار انتفاضتهم وعلى القيام بما من شأنه أن يحرِّر وضعهم ، إذاً أيّ دعم إذا كان صغيراً أو كبيراً لن يقلب المعادلة ، الأساس هو إرادة الشعب الفلسطيني وقرار الشعب الفلسطيني وهذا ما نلاحظه في الميدان .‏

• قرأنا تصرحات صحفية كثيرة وردت عن وكالات أنباء عدة عن أشباح فلسطينية تحاول أن تسوِّق لمعلومات مشغولة المصدر ومشغولة المتحدِّث وإن دلَّّ هذا الأمر على شيء فإنه يدلُّ على وجود خليّة عمل إسرائيلية تحاول أن تبثّ أفكار لتستبق أعمال إسرائيل التي ستخرّب نفسها هذه الهدنة بسبب الاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين ونحن لن نردّ على مصادر مجهولة لا تتحدّث بواقعية ولا تقدِّم أدلة وإنما تحاول أن تجني كمًّا كبيراً من المعلومات لإثارة البلبلة ولتسليط الأضواء على خارج فلسطين .‏

بكل وضوح الهدنة إذا قرّرها الفلسطينيون فهذا شأن يعنيهم وبالتالي إذا قرروا أي إجراء له علاقة بالمقاومة فهذا شأن يعنيهم أيضاً ، لسنا معنيين لا بتفاصيل الهدنة ولا بحمايتها ولا بتخريبها ، نحن لسنا جزءً من هذا الملف حتى يكون لنا دخالة به لا من قريب أو من بعيد، هذا شأن فلسطيني بحت يتابعه الفلسطينيون بما يرونه مناسباً ، وعليه أي زجّ لاسم حزب الله في الموضوع هو محاولة لتسليط الأضواء خارج دائرة المسؤولية الاسرائيلية بالتحديد التي تبثّ مجموعة من المعلومات تصدر عن " يديعوت أحرنوت " بشكل أساس وعن بعض الصحافة الاسرائيلية وتنقلها وكالات الأنباء من أجل أن تقول اسرائيل في يوم من الأيام أن المشكلة لم تكن بينها وبين الفلسطينيين وإنما من الخارج فتأتي بذرائع للقيام بأعمال تخرِّب المسؤولية الاسرائيلية وتبعدها عن واجهة الوضع العالمي ، نحن نؤكد مراراً وتكراراً أننا غير معنيين بالتفاصيل التي يقوم بها الفلسطينيون في مقاومتهم وفي عدمها وفي هدنتهم وفي عدمها ، هذا شأن داخلي تتابعه الفصائل والسلطة والمسؤولون هناك ويتّخذون الإجراءات المناسبة بشأنه وعندما يكون لدينا وجهة نظر معيّنة على المستوى السياسي نعلنها بشكل واضح أمام الرأي العام .‏

• نحن لسنا مؤسسة مخصّصة من أجل أن نلاحق التفاصيل الموجودة في الواقع الفلسطيني، للفلطينيين مؤسساتهم التي ترعى الشهداء والأسرى وتعمل بشكل تفصيلي في رعاية مقاومتهم وما شابه ، عندما نتحدّث عن دعم فهو دعم إجمالي لا يدخل في تفاصيل الحياة اليومية ،هذا شأنهم وهم الذين يتصرّفون بما يرونه مناسباً .‏

• ليس لدينا تعليق على الهدنة التي تحدثت عنها قمة شرم الشيخ ونترك الأمر للفلسطينيين ليقرروا ما يرونه مناسباً فهذا شأنهم وهذه قضيتهم خاصة في هذه المرحلة الحسّاسة التي يحتاجون فيها إلى اتخاذ قرارات هامة ومؤثرة وهم أدرى بما يُصلح شؤونهم .‏

• نتمنى أن لا يخطئ الاتحاد الأوروبي وينجرّ إلى الضغوطات الأمريكية الاسرائيلية ليضعنا على قائمة الارهاب لأن هذا الأمر في اعتقادي يضرّ مصداقية الاتحاد الأوروبي ويجعل موقعيته في الشرق الأوسط موقعية غير مقبولة كما هي الآن موقعية أمريكا المكروهة من العالم العربي ومن العالم الاسلامي ، ولا أظن الاتحاد الأوروبي يصنع استقلاليته في حال انجرّ إلى المطالب الاسرائيلية المعلنة والضاغطة التي تتحدث يومياً عن طلبات متكررة من الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن ، إذاً عند انحياز الاتحاد الأوروبي إلى اسرائيل هذا يعني أنه يخسر الطرف الآخر بالكامل ويؤسّس لعلاقة متوترة وغير ملائمة لمصالحه في هذه المنطقة ، أما بالنسبة لنا فمع التمني بأن لا ندرج على لائحة الارهاب لأنه أمر سياسي ومعنوي فقط ، لكن إذا حصل هذا الأمر فهذا شأنهم ، هذا لن يقدِّم ولن يؤخِّر ، فنحن نعلم قدرتنا ونعلم أنفسنا ومطمئنّون بأن شعبنا هنا وأن المنطقة بأسرها تؤمن بحقّنا في المقاومة ويكفينا أن يكون رصيدنا الشعبي موجوداً فهذا هو العنوان الأساسي ، تبقى هذه المسألة السياسية فنحن لا نملك النصيحة للآخرين أن لا يتورّطوا بالمشروع الاسرائيلي وأن يحافظوا على استقلاليتهم.‏

• نعتبر أن القرار 1559 تدخُّل دولي في الشأن اللبناني ومحاولة لسلب سيادة لبنان واستقلاله وهو قرار مرفوض لأنه لا يتعلَّق بنزاعات عسكرية قائمة في لبنان حتى يتدخّلوا بل هو محاولة تغليب فئة على فئة ومحاولة رسم خطوات لإعادتنا إلى الانتداب الفرنسي والاحتلال الأمريكي وهذا أمر مرفوض من قبلنا المسائل اللبنانية شؤون داخلية يتابعها اللبنانيون مع الأخوة السوريين بحكم وجود سوريا في لبنان بناءً على طلب لبنان ، ونرفض أي تدخل دولي في هذا الشأن ، وعليه نعتبر أن هذا القرار هو اعتداء على لبنان ، على كل حال لاحظنا في الفترة الأخيرة بعد مجيء السيد لارسون أن سياسية الجزر بدأت بعد أن كانت السياسة المتبعة هي سياسة العصا ، ويبدو أنه يوجد أدوار موزّعة لإقناع اللبنانيين أن هذا القرار لمصلحتهم ، لكن هذا القرار مرفوض وهو ليس لمصلحة لبنان وأي نقاش بين لبنان وسوريا يجري بين الحكومتين وتُقرَّر المصلحة . أما بشأن سلاح حزب الله فهو سلاح مقاوم متبَنَّى من قبل الشعب اللبناني وبالتالي هو السلاح الذي حرّر جنوب لبنان وهو السلاح الذي يدافع من أجل تحرير مزارع شبعا وأيضاً هو سلاح المواجهة ضدّ الخطر الاسرائيلي الجاثم في المنطقة وليس مطروحاً أن يُنزَع هذا السلاح بل ليس مادة للنقاش وإن كثُر الكلام عنها .‏

• المنطقة ملتهبة وفيها الكثير من التطورات والأزمات والمشاكل ، أعتقد أن نقاش مسألة سلاح حزب الله هو نقاش قد قدِّم كثيراً والذي يضغط في هذا الاتجاه هو أمريكا واسرائيل وفرنسا ، لكن لا أعتقد أن هذه المسألة ستكون مطروحة ، لا الآن ولا في المستقبل .‏

• لا علاقة للنقاش السياسي الدائر في لبنان حول الانتخابات بسلاح حزب الله وبالمقاومة ، الأمران مختلفان تماماً وبالتالي حتى ولو كان هناك حرارة في كيفية متابعة الانتخابات النيابية فهي مسألة تنافس على مقاعد ليغلِّب كل طرف موقعه على الأطراف الأخرى ، وهذا حق سياسي طبيعي أن يتنافس الأطراف ، نعم نتمنى أن لا يصل التنافس إلى درجة الإساءة وإلى درجة هتك الحرمات واستخدام التعابير والموقف غير اللائقة والمسيئة وبعدها فلينجح في الانتخابات من ينجح ، في النهاية اختيار الشعب محترم بالنسبة لنا مهما كانت النتائج وهو أمر لا يرتبط في الواقع بالمقاومة وبسلاح المقاومة .‏

• إذا كانت الانتخابات عادلة عندما ينجحون وغير عادلة عندما يفشلون فهذه مشكلة في كيفية الترويج لنتائج الانتخابات وبالتالي أن يضع الانسان سلفاً قراراً أو توجهاً بأن النتيجة لن تكون عادلة فهذه محولة للضغط السياسي وهي محاولة مكشوفة في الواقع إذ أنه جرى انتخابات في لبنان خلال ثلاث دورات نيابية وجرت انتخابات البلدية لدورتين والجميع أشاد بهذا المستوى من الانتخابات في لبنان وبالتالي أصبحت القدرة اللبنانية على إدارة إنتخابات معقولة وذات نتائج تحترم تنيجة إختيار الناس من الأمور الواقعية و المسلّم بها ، ولذا استباق الأمور هو جزء من الضغط السياسي لاستدراج أصوات أو لاستدراج عروض معينة لكن ما أعتقده أن الانتخابات ستجري بشكل عادل وطبيعي وإذا حدث إي شيء في وقتها ، على من يملك دليلاً أن يذكره في وقته ، إذ لا يمكن إصدار التهم واعتبارها حقائق .‏

• السيد لارسن كان يريد مناقشة تسويق القرار 1559 وكيفية تنفيذه ونحن لسنا معنيين به لا من قريب ولا من بعيد ، بل لا نعتقد أنه قرار صالح للتطبيق ، أما بمن التقى وكيف التقى فهذا شأنه وشأنهم ، هذه حركة سياسية تدخل في دائرة تخفيف أهمية القرار 1559 لتوقيفه وتسهيل دخوله إلى الساحة اللبنانية من خلال التصريحات الناعمة التي أطلقها السيد لارسون ، لكن لا أعتقد أن المشكلة في الألفاظ إنما المشكلة في مضمون القرار الذي يتحدّث عنه بخروج السوري وسحب سلاح المقاومة وسحب سلاح المخيّمات وبالتالي هذه عناوين ثلاثة هي المحور وهي مرفوضة التدخُّل الدولي في الشأن اللبناني .‏

• أعتقد أن حجم الهجمة الاسرائيلية متّنت موقعية حزب الله في الساحة اللبنانية والنسيج السياسي اللبناني وعندما نسمع التصريحات المخلفة والمواقف المختلفة نجد أن التأييد لحزب الله من الموالاة ومن المعارضة وبالتالي حزب الله اليوم محاط بحملة تأييد واسعة وكل الضغوطات التي تأتي هي ضغوطات من الخارج مما يعني أنهم غير مقتنعين بوجود ضغوطات داخلية ممكن أن تساعد على عزل حزب الله ، فحزب الله متماسك في داخل الساحة ومتفاعل معها ومحترم لديها ومتبنّى من جهات كثيرة في داخلها ، وعليه فقوة حزب الله في منظومة الواقع الداخلي اللبناني هي قوة مهمة وعلاقته مع الأطراف الأخرى علاقة جيدة ما أغاظ الأمريكيين والاسرائيليين وجعلهم مضطرِّين أن يباشروا هم الاعتداء على حزب الله بتصريحاتهم المختلفة ، من هنا أقول بأننا مرتاحون ومطمئنون ، لا أقول أنه لا يوجد ضغط سياسي ، لكن أقول أن هذا الضغط السياسي الخارجي هو غير فعّال وغير منتج ونحن موجودون في الساحة بكامل عزيمتنا وتصميمنا كما عرفنا الناس إن شاء الله .‏

• الشعب العراقي شعب حي وقادر على اتخاذ قراراته التي تناسبه ، وقد عانى الكثير من جرائم صدام ومن الاحتلال الأمريكي ومن حق هذا الشعب أن يرتاح و يستقل ويأخذ قراراته ومن حقه أن يتخلّص من الجرائم المتنقّلة التي تجري بحقه في كل يوم من أولئك الذين يختفون وراء عمليات ضد مدنيين وما شابه ، لكن كيف يختار هذا الشعب طريقة خلاصه فهذا شأنه وشأن قيادته وبالتالي نحن نحترم خيارات هذا الشعب ولا نتدخّل فيها ، وإذا كان عندنا موقف أو رأي سياسي نعلنه ، نحن تحدّثنا مراراً بأننا نؤكد على ضرورة خروج قوات الاحتلال من العراق وأن يستقل الشعب العراقي باختياراته وبالتالي التفاصيل بهذا الشأن وكيفية المتابعة وفي شؤون أخرى يختارها العراقيون ، هذا أمر نحترمه ، نحترم ما يقومون به، ما يتحمّسون له ، ما تقرّره قياداتهم ، ونأمل أن نرى تقدّماً في العراق وراحة بعد هذا الانتخاب الذي حصل تمهيداً لاستقرار أمني يمكن أن يساعدهم على بناء دولتهم الحديثة من دون أي تدخل من الآخرين بسلبهم لحريتهم ومن دون تلك الأعمال التي تسيء وتضرّ بواقع الشعب العراقي .‏

• لأن هذا القرار الذي اتخذ يسيء إلى سمعة أمريكا بشكل كبير في العالم ، ويبيِّن أنها ضدّ حرية الرأي إلى أقصى حدّ ، هي أسوأ من كل أولئك المتعصِّبين الذين لا يتحمّلون الرأي الآخر ، لقد ثبت لدينا أن أمريكا بإدارتها الحالية هي أكثر عصبية من أولئك المتخلِّفين الذين يقتلون ولا يقبلون الرأي الآخر ولا يسمعون ولا يفهمون وعلى كل حال إقفال بث قناة المنار من قبل أمريكا وإدعاء أنها إرهابية هو وسام إضافي لقناة المنار أنها لو لم تكن عادلة ومنصفة وتتحدّث بالكلمة الصادقة ويخشى الأمريكيون أن تدخل هذه الآراء وهذه الأفكار إلى داخل الشعب الأمريكي والشعوب الأوروبية ليسمعوا ما عند الآخرين فيقارنوا بين صدق المنار وكذب الكثير من وسائل الاعلام عندهم ، لولا هذا لما منعوا البثّ ، من وجهة نظرنا هذا وسام للمنار ، وهو نقطة سلبية ضخمة لأمريكا ، وعلى كل حال نقول لهم أن منع البثّ لا يمنع الحق ، وبالتالي انكشاف زيف الأداء الأمريكي سيظهر تباعاً وهو يظهر في كل يوم .‏

• نحن مقاومة وقد بنينا حياتنا على الاستعداد للدفاع عن أنفسنا والدفاع عن حقنا وأرضنا وكرامتنا وبالتالي كل التوقعات قائمة ، وكما يضحي المجاهدون في ساحة المعركة فيستشهد بعضهم ، نعتبر أن المنار قدّمت تضحية بأنها منعت من البثّ بواسطة الإدارة الأمريكية ، لكن أن يجري اعتداء عسكري على المنار من قبل الأمريكيين ، فهذا غباء لا أعتقد أنه يتحقّق إلى هذا المستوى وإن كان غير غريب على الادارة الامريكية الحالية ، إلا أن أيّ اعتداء على المنار يمكن أن يحصل سيتحمّل الفاعلون سواءًَ كانوا اسرائيليين أو غير ذلك مسؤولية كبيرة بهذا الشأن ، لكن في اعتقادي أن الأمر غير مطروح في المرحلة الحالية .‏