مقابلات

في حوار شامل مع مجلة "النور"... الشيخ قاسم: "الحكومة الكندية اتخذت قراراً وبدأت بعدها بالبحث عن الأدلة"

ارتفعت وتيرة التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان تزامناً مع تطورات الأحداث الأخيرة في المنطقة ومع اقتراب موعد الضربة الأمريكية المرتقبة على العراق، كان آخرها تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي آرئيل شارون باستهدافه لبنان وسوريا إذا ما تعرضا لإسرائيل، في حال حصلت الحرب على العراق. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي شاوول موفاز سبق وهدد بتوجيه ضربة مدمرة للبنان إذا ما استغل حزب الله الحرب الأمريكية المحتملة على العراق لمهاجمة إسرائيل:"إذا حاول حزب الله فتح جبهة في الشمال لن نقف مكتوفي الأيدي، وستكون إسرائيل مرغمة على تدمير البنى التحتية في لبنان".

بيروت - زينب ضاهر -شباط 2003م‏

الملخص: ارتفعت وتيرة التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان تزامناً مع تطورات الأحداث الأخيرة في المنطقة ومع اقتراب موعد الضربة الأمريكية المرتقبة على العراق، كان آخرها تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي آرئيل شارون باستهدافه لبنان وسوريا إذا ما تعرضا لإسرائيل، في حال حصلت الحرب على العراق. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي شاوول موفاز سبق وهدد بتوجيه ضربة مدمرة للبنان إذا ما استغل حزب الله الحرب الأمريكية المحتملة على العراق لمهاجمة إسرائيل:"إذا حاول حزب الله فتح جبهة في الشمال لن نقف مكتوفي الأيدي، وستكون إسرائيل مرغمة على تدمير البنى التحتية في لبنان".‏

س - تأتي هذه التهديدات نتيجة تخوف إسرائيل من استعدادت حزب الله للحرب، ومن تنامي قدراته العسكرية والتنظيمية وقدرته على امتلاك صواريخ البعيدة المدى، التي تطال العمق الإسرائيلي تهديداً استراتيجياً لأمنها، كما صرح الأمريكيون مراراً:" بأن مشكلة المقاومة في لبنان أنها تهديد لأمن إسرائيل".‏

وفي سياق هذه الأحداث جاء القرار الكندي بوضع حزب الله على لائحة الإرهاب وحظر نشاطات الحزب في كندا، وذلك بعد العاصفة السياسية التي أثارتها وسائل الإعلام الكندية والعالمية وبخاصة الإسرائيلية منها.‏

فما هو دور اللوبي الصهيوني وراء اتخاذ الحكومة الكندية هذا القرار؟ وهل تراجعت التهديدات الأمريكية للبنان والمنطقة؟ وكيف سيكون موقع إسرائيل إذا ما وقعت الحرب؟‏

حول تفاعلات الموقف الكندي وتداعياته، أجرينا حواراً خاصاً مع نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، فتناولنا مجمل التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة.‏

· كيف يقرأ حزب الله حملة الاتهامات والتهديدات التي يتعرض لها، وبخاصة من طرف الحكومة الكندية؟‏

إن القاعدة الأمريكية الأساسية في التعامل مع المنطقة هو تبني المشروع الإسرائيلي بحذافيره، وتغطية كل الأنشطة والاعتداءات والأعمال الإسرائيلية من دون استثناء، وبالتالي عندما تواجه أمريكا حزب الله بسلسلة اتهامات، فإنها تواجهه باتهامات سياسية، تستهدف تقديم الدعم لإسرائيل، وتحاول أن تضغط على حزب الله بوسائل سياسية ومادية مختلفة كي يتوقف عن دعم الانتفاضة، ويوقف مقاومته للاحتلال، ومطالبته بتحرير باقي الأرض في الجنوب، وتحرير باقي الأسرة، ومعالجة قضية اللاجئين الفلسطينيين.‏

إن الاتهامات الأمريكية تستهدف الضغط على حزب الله وإعطاء فرصة إضافية لإسرائيل كي تكون مرتاحة من أنشطة الحزب، من هنا يأتي قرار الحكومة الكندية كقرار متناغم مع الضغط الأمريكي- الإسرائيلي.‏

دليل فاشل‏

وحول القرار الكندي يقول قاسم:‏

كانت عندنا معلومات مسبقة قبل حوالي أربعة أشهر من اتخاذ القرار، بأن كندا متجهة إلى وضع اسم حزب الله على "لائحة الإرهاب" وذلك بسبب وجود لوبي يهودي مؤثر فيها.‏

ولاعتبارات انتخابية داخلية موجودة عندهم فقد كان حجم الضغط على الحكومة الكندية كبيراً جداً إلى درجة أنها اتخذت هذا الموقف غير المستند إلى الأدلة المنطقية والواقعية. إن الحكومة الكندية عندما لجأت إلى دليل يستند إلى كلام قاله الأمين العام في يوم القدس وتناقلته وسائل الإعلام، ليكون الكلام الذي اعتمدت عليه كندا محرفاً بالكامل. معنى ذلك أن الدليل الذي استندت إليه الحكومة الكندية هو دليل فاشل، وهي أرادت أن تتخذ القرار فبدأت تبحث عن دليل، فوجدت هذا الكلام الذي أخذته عن صحيفة أمريكية، هو مبرر معقول من وجهة نظر كندا، ولكن تبين أن كندا خضعت للضغوطات الإسرائيلية بالتحديد، والأمريكية بشكل غير مباشر، لتنضم إلى جوقة الذين يريدون ضم حزب الله إلى لائحة الإرهاب، لتقديم خدمة إضافية لإسرائيل. لكن نحن نعتبر أن هذه الخدمة لا تغير من واقعنا شيئاً، إنما تؤدي إلى عزلة كندا عن العالم العربي والإسلامي. فالجميع يعلم مكانة حزب الله ودوره المقاوم ونظرة العالم العربي والإسلامي إليه كتيار مقاوم، وبالتالي تكون كندا متجنية، ومع هذا التجني ستترك انطباعات سلبية عند الذين يؤمنون بقضيتنا.‏

· ماذا عن الأدلة (شريط فيديو) التي ساقها حزب الله عبر السفير اللبناني في كندا؟‏

الحكومة الكندية لم تتخذ قراراً بناء على وجود أدلة وإنما اتخذت قراراً وبدأت تبحث عن الأدلة.‏

فعندما تورطت بدليل غير ملائم وغير مناسب أرادت أن تقفل هذا الملف، ولا تعود إلى فتحه بالرغم من كل ما تقدم من وثائق مختلفة لاثبات خطأ الدليل الذي اعتمدت عليه، فالحكومة الكندية لا تريد دليلاً، وليست مستعدة لتعيد النظر بقرارها، لأنه قرار سياسي لا علاقة له بالدليل.‏

· الحكومة اللبنانية تدعم حق المقاومة‏

وحول موقف الحكومة اللبنانية من القرار الكندي يؤكد قاسم أنها مؤيدة وداعمة لحق المقاومة.إذ أعلنت وزارة الخارجية ومواقع مختلفة في السلطة اللبنانية تأييدها لدور حزب الله ورفض هذا المنطق الكندي.‏

وقد أبلغت الحكومة اللبنانية كندا استياءها من هذا الموقف، وأنه لا يتناسب مع تقدير حق لبنان في أن يحرر أرضه، وأن يكون فيه فصيل تؤيده كل المجموعات اللبنانية الموجودة، وكذلك الحكومة اللبنانية.‏

· أين أصبحت الاتهامات الأمريكية ضد حزب الله؟‏

نلاحظ منذ أسبوعين تقريباً بأن الحكومة الأمريكية منصرفة باتجاه العراق كأولوية. وبالتالي خفت بعض الاتهامات التي كانت تساق من هنا وهناك كجزء من وسائل الضغط الأمريكي. إذ ساقت أمريكا في السابق مجموعة من الاتهامات غير الواقعية منها:بأن حزب الله يتعامل مع تنظيم القاعدة، أو أن القاعدة لها أنظمة في لبنان وحزب الله يسهل عملها بشكل أو بآخر.‏

كذلك الحديث عن نويات حزب الله والقيام بأعمال خارج لبنان وبالتحديد في العالم الغربي، أو المنطقة الأمريكية، ووجود استعدادات خاصة عند حزب الله ممكن أن تشكل خطراً، إضافة إلى ما شابه من اتهامات متفرقة ليس لها أساس من الصحة وليست مقبولة في الأصل. والدليل على كونها غير مقبولة وغير مقنعة هو أن أمريكا كانت تعلنها ثم تسكت عنها لفترة من الزمن لافتقارها إلى الأدلة، ولو كان هناك أدنى دليل موجود لأعلنته أمريكا على الملأ.‏

يوجد قرار قيادي بالضغط على حزب الله بشتى الوسائل، وفي اعتقادنا أن هذه الدعايات الإعلامية والسياسية تأتي كجزء من الضغط السياسي والإعلامي، لكننا في الوقت نفسه مصممون على الاستمرار بقناعاتنا، لأننا في موقع دفاعي ضد المحتل. فنحن نقاتل الاحتلال الإسرائيلي منذ اجتياحه للبنان سنة 1982 وليس عندنا أية أنشطة خارج هذه الدائرة، وهذا أمر مشروع.‏

وحول ربط حزب الله ببعض الأصوليات كالقاعدة، يقول نائب الأمين العام:‏

يوجد فرق كبير بين حزب الله والقاعدة، أو غيرها من الحركات الإسلامية الأخرى، فساحة حزب الله هي لبنان وما يحيط بلبنان من قضايا كالقضية الفلسطينية وتداعياتها، أما ساحة عمل القاعدة فهي أساساً في منطقة أفغانستان وما يحيط بها، إضافة إلى ذلك فإن طبيعة الاهتمامات الميدانية والظروف الموضوعية لا تجعل هناك فرصة وإمكانية لصلة أو تعاون، وهذا معروف من خلال التجربة العملية. بكل الأحوال أفكارنا مطروحة على الملأ وتجربتنا استمرت لمدة 20 عاماً وقدمنا النموذج الواضح لهذه التجربة.‏

بسهولة يمكن للمطالع سياسياً وللقارئ أن يميز ويلاحظ طبيعة الاهتمامات، وطبيعة ساحة العمل، وطبيعة المنطلقات التي ينطلق منها كل طرف من أطراف الحركات الإسلامية، ويستطيع أن يميز بينها بكل وضوح. أما أن تُرمى التهم جزافاً فهذا أمر سهل وكل إنسان يمكن أن يطرح مجموعة من التهم ولكن تبقى العبرة وبالدليل.‏

· كيف يتعاطى حزب الله مع القرار 1373 لمكافحة الإرهاب؟‏

حصل نقاش كبير حول القرار 1373 بأنه يتحدث بعمومية يمكن أن يدخل في دائرتها كل شيء، وبالتالي لا يوجد تعريف واضح للإرهاب، وإنما هناك عناوين إجمالية تستطيع كل دولة وكل جهة أن توجهها ضد أي جهة تريد . وبالتالي هذا القرار ليس قراراً واضحاً ولا يمكن أن يصلح كمستند لتحديد معنى الإرهاب.‏

قرأنا تعريفاً أوروبياً لمعنى الإرهاب تجاوز العشرين سطراً تقريباً، ما يعني صعوبة إيجاد تعريف محدد وواضح، وما شملته هذه التفاصيل في التعريف تبين أن كل خطوة يمكن أن تفسر من الطرف الآخر بأنها إرهاب لاعتبارات مختلفة. وكذلك يمكن إعطاء تفاسير مشرقة إذا أضيفت كلمة مثل حقوق الإنسان والديمقراطية والحرص على السلم العالمي، وما شابه من عناوين.‏

أما أن يصبح القتل مشروعاً والاعتداء الدولي مشروعاً، في الواقع هذا القرار الدولي إنما شُرِّع ليكون وسيلة إضافية تستخدمها الدول الكبرى للضغط على الأفراد والمنظمات والدول الصغرى بحسب ما تراه مناسباً، ولا يصلح كوثيقة لتحديد معايير دقيقة من أجل تصنيف العالم، أو تحديد الإرهاب في العالم، سواء كان فرداً أو مجموعة أو دولة، فهذا قرار سياسي وليس قراراً تقنياً وهو يفتقر إلى أدنى مقومات التحليل.‏

فإذا كان منطق الإدارة الدولية كما نراه، البقاء للأقوى، والقرار للأقوى والحق مع الأقوى والإعلام للأقوى عندها ندرك بأن معايير العدالة الدولية مفقودة وأن التصنيفات تخضع لمصالح الدول الكبرى.‏

وإذا راجعنا التصريحات السياسية التي صدرت في الآونة الأخيرة فيما خصَّ العراق مثلاً، سوف نجد فيها كلاماً دائماً عن"مصلحة" الأمة الأمريكية، ما يعني العنوان هو "المصلحة" وليس العنوان هو الحق والمشروعية.‏

وإلاَّ فإذا كان الإشكال بوجود أسلحة دمار شامل في العراق كتهمة، فبالتأكيد أسلحة الدمار الشامل موجودة في الكيان الإسرائيلي ومعلنة ومعروفة من دون تهمة. ومع ذلك نرى أن الأمر مشروع لإسرائيل وليس مشروعاً لغيرها، هذا إذا كان هذا السلاح موجوداً أصلاً في العراق.‏

بالواقع علمتنا التجارب أن اللجوء إلى الأمم المتحدة يؤدي إلى مزيد من الضعف، فالاعتماد على القوة الذاتية مهما كانت ضعيفة من أجل استرداد الحق، تحمل على الأقل إمكانية انتصار معين وفوز معين، فاحتمال تحقيق شيء من استخدام القوة الضعيفة أكبر بكثير من أي شيء آخر‏

· تتردد التصريحات في لبنان بين حتمية الحرب وعدمها، ما هي حقيقة الموضوع؟‏

نتوقع أن الحرب على العراق حرب واقعية، لأن كل الأدلة تشير إلى ذلك، ولأن المشروع الأمريكي لا يكتمل إلا بالعدوان على العراق، فالأزمة ليست أزمة أسلحة دمار شامل، وإنما أزمة تغيير نظام وحصول معادلة جديدة في المنطقة، وهذا يكشف النوايا والأهداف. فمع صعوبة أن يترك صدام بسهولة، ومع هدف أمريكا لتغيير النظام بالقوة أو بأي وسيلة ممكنة، فإن الأمور متجهة إلى الحرب.‏

حزب الله يستعد لأسوأ الاحتمالات.‏

أما بالنسبة للبنان وفلسطين، فنحن نستبعد أن تحصل تطورات استثنائية خلال هذه المرحلة بسبب إنشغال الأمريكيين، ولأن الإسرائيليين يراهنون على أن يستفيدوا من نتائج عدوان أمريكا على العراق في المنطقة هنا. فهم يتأملون أن توفر هذه النتائج حرباً أو حروباً غير مضمونة النتائج بسبب نوعية القوى التي ستواجهها إسرائيل، ومع ذلك فإننا مستعدون لأي طارئ ممكن أن يحصل.‏

فالحرب توفر على الإسرائيليين ضغوطات سياسية ويمكن أن تساعدهم في تخفيف المقاومة ضدهم، وبالتالي يحققون مكاسب سياسية داخل فلسطين وخارجها.‏

· لماذا يتعاطى حزب الله مع التهديدات بجدية، وما هي توقعاته للمستقبل؟‏

من المفروض أن لا نترك هذه التهديدات من دون أن نرد عليها ومن دون أن نبينها حتى لا تبرز هذه التهديدات كحقائق ومسلمات. يجب أن يسمع الطرف الآخر سواء كان أمريكياً أو إسرائيلياً ردودنا ومنطقنا، ويجب أن يسمع الناس كيف نتعاطى مع هذه التهديدات، وكيف نراها من أجل أن يكوّنوا صورة واضحة عن التفاصيل الموضوعية الموجودة.‏

وليجرب شارون حظه، فهو لا يستطيع أن يطلق التهديدات دون أن يسمع الأجوبة، أعني الأجوبة هنا العملية وليست الأجوبة النظرية.‏

لقد جربونا خلال 18 عاماً، ويعرفون كيف نتصرف، فنحن نستعد دائماً لأسوأ الاحتمالات. مع أن الظروف الموضوعية الموجودة اليوم لا تنذر بعدوان قريب.‏

· وعن بقاء حزب الله في أقصى درجات الاستعداد والجهوزية للحرب، يقول قاسم:‏

إنه من الطبيعي أن يستعد حزب الله لأسوأ الاحتمالات حتى يكون مستوى الجهوزية على قدر كبير وحتى لا تكون هناك أية مفاجأة لأي تطور مهما كان نوعه، وكي يتلقى العدو ردة فعل ملائمة ومناسبة تعرّفه على النتائج المتوخاة، وأن خطواته لا يمكن أن يُكتب لها النجاح.‏

وأعتقد أن إسرائيل إذا أرادت أن تقوم بعمل معين فهي تريد أن تقوم بعمل كبير حتى تطمئن أن نتائج هذا العمل سيريحها لفترة طويلة على الأقل. فهذه هي القراءة للفهم الإسرائيلي.‏

تبقى المشكلة أن هذا العمل الكبير غير مضمون النتائج لأنهم يعرفون تماماً حجم ردات الفعل التي ستحصل، ولا يضمنون بأن يكون عملهم مؤثراً بضرب البنية العسكرية والقيادية للمقاومة أمام حالة المغامرة المتوقعة. هم يعيشون حالة من التردد في حسم القرار في الزمان والمكان والحجم. المعركة المتوقعة إسرائيلياً هي أشبه بمغامرة ولكن متى يقررون هذه المغامرة فهذا أمر غير محسوم.‏

تبقى التهديدات الإسرائيلية فهي تهديدات متكررة، ويبدو أنه كلما مر أسبوع ونسي أحدهم أن يهدد يذكره المستشارون، ولا بد أن يحصل تهديد إضافي ولكن بلا معنى وبلا فائدة.‏

· بالسؤال عن مزارع شبعا، ما المعادلة التي تحكم سير العمليات في المزارع؟‏

العمليات في مزارع شبعا يغلب عليها الطابع السياسي أكثر مما يغلب عليها الطابع الميداني، لأنها بقعة جغرافية صغيرة جداً، وبالتالي نحن لا نريد أن نحولها إلى مكان لتراشق ناري بقدر ما نريد أن نحولها إلى بقعة نهدف لتحريرها، وهذا له أسلوبه في العمل.‏

وما نمارسه في مزارع شبعا هو الأسلوب المناسب لاستمرار شعلة المقاومة ولتحقيق الأهداف المرجوة كمقدمات للتحرير. وتأتي العمليات على المزارع كخيار طبيعي جداً لتحرير ما تبقى من الأرض المحتلة.‏

وفي الختام يؤكد قاسم:إن المقاومة تشكل حالة من الحصانة لقوة لبنان، وهي تبطل مفاعيل الخطط الإسرائيلية المستقبلية لاستغلال لبنان أو للاستفادة منه كمركز للتوطين الفلسطيني وما شابه، لهذا فإن أمريكا تنظر إلى لبنان كمكان مهم إذا حصل فيه توتر أو فوضى يمكن أن تنعكس على العالم كله كما كان يحصل في السابق.‏

من هنا، فإن الإدارة الأمريكية لا تستطيع أن تتعاطى مع لبنان باستخفاف ولا تستطيع أن تدير ظهرها له، إنما هي مضطرة أن تأخذ بعين الاعتبار الأثر اللبناني على المحيط وعلى العالم.‏

وتضعف محاولات الضغط الأمريكية على لبنان وسوريا والمقاومة لأن حجم التماسك الموجود بين هذه الأطراف أقوى من أن تفرقه"المصالح الأمريكية والإسرائيلية".‏

وأتوقع أن تستمر أمريكا بالضغط على لبنان في الفترة المقبلة ليكون ضمن سياستها، لكن لا أعتقد أن أمريكا ستحرز شيئاً مهماً في هذا الاتجاه.‏