مقابلة مع ليندا عزار 12 سبتمبر 2002
الملخص: أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن الحزب لا يمكن أن يقبل بعملية مقايضة من أي نوع، لدوره المقاوم لأننا مقتنعون بحقنا في تحرير مزارع شبعا وبحق الفلسطينيين في تحرير فلسطين وضرورة دعمهم والتعاون معهم، كاشفاً أن الحزب تلقى بعد 11 سبتمبر عروضاً من الولايات المتحدة عبر وسطاء أوروبيين على قاعدة أن تكون لنا مساعدات وإعمار وأشياء تتصل بحضورنا السياسي داخل البلد في مقابل تعهد والتزام نعتبر أن المقاومة انتهت وتوقفت لكننا لم نوافق على هذه العروض، موضحاً أن محاولة أمريكية جرت بعد ذلك لترتيب لقاءات بين عدد من أعضاء الكونغرس وحزب الله، وقد طلب عدد من الأعضاء الذين زاروا بيروت عبر وسطاء لبنانيين وغير لبنانيين أن تجري لقاءات معهم لكننا لم نوافق، وكشف أن بعض ما تسرب عما كانوا يحملونه يتصل برغبة فتح العلاقة علَّ النقاش يوصل إلى أشياء مشتركة بحسب فهم الإدارة الأمريكية، لكننا مؤمنون بأنهم يعرفون ماذا نريد ونعرف ماذا يريدون وبالتالي لا حاجة إلى مثل هذه اللقاءات.
وشدد قاسم في حديث للرأي العام على أن حزب الله واحد ولا وجود لفرع داخلي وآخر خارجي، معتبراً أن الكلام على الفرع الخارجي هو إخراج بريطاني، وفكرة رمت إلى فتح مجال لخيارات الضغط والجذب في آنٍ أو كما يُقال لسياسة العصا والجزرة في التعاطي مع الحزب، ومؤكداً أن هذه السياسة لا تنفع معنا...، ولو استطاعوا أن يثبتوا علينا شيئاً واحداً خارج دائرة مقاومتنا المشروعة للاحتلال لأطلقوه على مستوى العالم لإثبات مقولتهم، ومشيراً إلى أننا تعودنا أن يتخذ الأمريكيون القرار ثم يفتشوا على الأدلة.
وذكر سماحته عن تشكيك المخابرات في إمكان أن يكون حزب الله أمتلك أموالاً من تبيض المخدرات وأنهم لا يزالون في طور جمع الأدلة، ليخلص إلى ان هذا يظهر أنهم يبحثون عن أدلة مركبة، وهم يعلمون أننا بعيدون عن تجارة المخدرات ونعتبرها محرمة في شرعنا الإسلامي وهذه محاولات غير ناجحة لتركيز الضوء على الحزب.
أكد قاسم أن لا علاقة بين حزب الله وتنظيم القاعدة، موضحاً أن أي لقاء لم يحصل بين الحزب والقاعدة خلال كل الفترة السابقة والحالية، ولافتاً إلى أن البُعد الجغرافي بعد مانع من التواصل ولا توجد قواسم مشتركة عملية تستدعي أو استدعت أن يكون هناك أي اتصال أو لقاء، مشيراً إلى وجود اختلافات في وجهات النظر سواء في الأسلوب أو المكان أو بعض التفاصيل.
ورداً على سؤال أوضح سماحته" أنه لا يمكن الآن إطلاق صفة مقاومة على تنظيم القاعدة لأنه لا يوجد شيء يقاومه.... وهو ليس تنظيماً مقاوماً في فلسطين لأن ليس عنده حضور في فلسطين أو نشاط مباشر فيها" وعزا المحاولات الإسرائيلية والأمريكية للربط بين حزب الله والقاعدة إلى تسهيل اتهام الحزب بالإرهاب وتحسين التسويق السلبي له عالمياً، مؤكداً أن هذا الأمر فشل.
وأكد تصميم الحزب على تحرير مزارع شبعا وإيمانه بضرورة استمرار العمليات فيها، لافتاً إلى ان القاعدة هي أن تبقى هذه المزارع في دائرة التحريك والاستهداف ضد إسرائيل حتى تحريرها، وإذ شدد على ان أحداث 11 سبتمبر لم تغير طريقة عمل المقاومة في مزارع شبعا أو في طبيعة العمليات، ولم ينف أن هذه الأحداث جعلت الحزب يأخذ بعين الاعتبار التطور الحاصل في الهجمة الأمريكية على المنطقة، وباتت عنده اهتمامات إضافية، مشدداً على ان سوريا لا تتدخل في عمليات المقاومة، التي لا تخضع لتنسيق لا مع السلطة اللبنانية ولا السورية وننفذ عملياتنا بإدارة مستقلة ونفهم ماذا يوجد في الساحة، ولافتاً إلى أنه" إذا كان ما نقوم به يلقى قبولاً وانسجاماً مع الآخرين فهذا جزء من تجميع كل القوى لتكون في إطار الخط الواحد والفائدة الواحدة".
وفي حين أعلن" أن أرييل شارون نجح في الربط بين الانتفاضة والحركة الدولية لأمريكا ضد ما تسميه إرهاباً" لفت إلى " أن خيار الانتفاضة هو الاستمرار.... والفلسطينيين هم في المحل الذي لا خيار معه وهم مضطرون إلى هذا الاستمرار ومقتنعون به، متوقعاً أن تسود" المرواحة" الوضع الفلسطيني لجهة استمرار الانتفاضة والقمع الإسرائيلي في انتظار ما ستؤول إليه التطورات في المنطقة وخصوصاً في موضوع العراق وإذا كان سيضرب أم لا" . وفي هذا السياق اعتبر" أن إسرائيل تتوقع أن تعيش سوريا وإيران وحزب الله والمنظمات الفلسطينية حال الرعب وقلق بعد سقوط العراق ما يريحها في استثمار نتائج العدوان في مزيد من الصياغة السياسية الموجودة داخل فلسطين.
وكشف أن إعلان حزب الله إيصال السلاح إلى الانتفاضة شكل إعلان اختراق للرعب العربي الذي يخشى أن يقول أنه يقدم سلاحاً للفلسطينيين، معتبراً أن ما أعلناه هو تعبير عن الرؤية وعن نموذج حصل وبرز للإعلام، ومؤكداً أننا لن نوفر فرصة للقيام بواجبنا، في دعم الفلسطينيين، وكاشفاً " أننا دعمنا عسكرياً في مرات أخرى والإسرائيليون يعرفون ذلك، ورداً على سؤال عما إذا كان هذا الدعم عبر إيصال السلاح أجاب:" ما ذكرته معبر ويكفي".
وفي سياق آخر، أكد أنه لو لم يكن حزب الله قوياً وموجوداً وحاضراً في الساحة لسمعنا باغتيالات وبأعمال إرهابية داخل لبنان نفذها الإسرائيليون وفي شكل مباشر، كاشفاً " أنه كانت لدى حزب الله معلومات عن استهداف بعض الأشخاص اللبنانيين لإثارة البلبلة داخلية" وهل أبلغ هؤلاء الأشخاص؟ أجاب: كل واحد يعرف".
إذ أعلن قاسم تقدير حزب الله لمواقف رئيس الحكومة رفيق الحريري "المتعلقة بدعم المقاومة والتي يتحرك من خلالها من أجل الدفاع عن لبنان وحقه"، تدارك" لكن هذا لا يمنع وجود تحفظات من بعض الأداء وخصوصاً الداخلي الذي لا يكون منصفاً بالنسبة للحزب على مستوى الخدمات والقضايا التي تهم الناس".
وأوضح أن تاريخ العلاقة بين حزب الله والرئيس الحريري" كان مربكاً ودائماً توجد محطات سلبية وبعض الإشراقات المحدودة" لافتاً إلى" أن هذا الأمر له علاقة بالأداء والمسار العام" معتبراً" أنه من المفروض ان يسعى الطرفان إلى إيجاد التطمينات الملائمة، وهذا له تطبيقات عملية وليس بالكلام فقط". وفي هذا الإطار رأى أنه" كان يفترض مثلاً ألا تثار قضية الجسر الطائر(جسر الأوزاعي) في هذه الظروف السياسية الصعبة التي يُطلب فيها رأس حزب الله .... وهناك خدمات موجودة للمناطق" وقال" إذا كانت توجد أي مشكلة فنحن نلتقي مع بعضنا البعض ويمكن معالجة هذه الأمور في الغرف المغلقة".
ورداً على سؤال حول النسبة المئوية التي يعطيها لثقة حزب الله بالرئيس لحود لجهة تبنيه خيار المقاومة في تحركه على المستويين الداخلي والخارجي، وصف رئيس الجمهورية بأنه" الحليف المهم جداً والأساسي للمقاومة" معتبراً" أن العلاقة معه ممتازة وهذا مرده إلى الأداء العملي للرئيس لحود الذي يقف إلى جانب المقاومة ويتبناها في كل المحافل الداخلية والخارجية".
وعما إذا كانت علامة الرئيس لحود أعلى من علامة الرئيس الحريري قال: "بالتأكيد".
حزب الله والقاعدة
- برز بعد 11 سبتمبر 2001 اتجاه لوضع حزب الله على خط النار الأفغاني وحرقه بالجمرة الأفغانية عبر إيجاد علاقة بين الحزب وتنظيم القاعدة، كيف تقرأ منطلقات هذا الربط وما حقيقة العلاقة بين حزب الله والقاعدة؟
عندما نجحت أمريكا في تسليط الضوء على تنظيم القاعدة وضرب أفغانستان وتجميع العالم بأسره معها وحولها وفي إعطاء صورة أن الإرهاب هو "القاعدة"، بات لعبارة الإرهاب تسويق عالمي مقبول، وصار ربط أي جماعة بـ"القاعدة" يسهل عملية محاصرتها وضربها وتوجيه الرأي العام ضدها. وقد جربوا في المنطقة على مدى 22 عاماً سابقة، ووجدوا أن هذا الحزب كلما اتهموه بالإرهاب ارتفع أكثر فأكثر في نظر الشعب اللبناني وشعوب المنطقة واستطاع أن ينال مكانة مهمة جداً لدرجة باتت معها الدول الأوروبية تشعر بضرورة العلاقة معه، وأصبحت النظرة المقاومة عنه نظرة عالمية، إذاً اتهامه بالإرهاب لأنه مقاومة فشل خلال الفترة السابقة، خصوصاً بالتوجيه الإسرائيلي، إن لصق حزب الله "بالقاعدة" يريحهم في تهمة الإرهاب ويجعل التسويق السلبي للحزب عالمياً أفضل، لكن هذا الأمر لاقى أيضاً الفشل الذريع. ومرد هذا الفشل إلى انه لم يحصل أصلاً أي لقاء بين حزب الله والقاعدة خلال الفترة السابقة والحالية. وهذا أمر منطقي وطبيعي لأن مساحة اهتمام القاعدة ووجودها هو في أفغانستان وتلك المنطقة، أما مساحة وجودنا ونشاطنا ففي فلسطين والمنطقة العربية المحيطة. بالتالي البُعد الجغرافي بُعد مانع من التواصل، ولا توجد قواسم عملية مشتركة تستدعي أن يكون هناك أي اتصال أو لقاء أو استدعت وجود هذا الأمر. فثمة مبررات منطقية وموضوعية لعدم الالتقاء. إذاً لا يوجد دليل على اللقاءات التي يحدثون عنها، وليس هناك مبررات لهذه اللقاءات في الأصل.
- لكن أسامة بن لادن أعلن بعد تفجيرات 11 سبتمبر ورغم عدم تبنيه الرسمي والمباشر لها أن هذه التفجيرات مهداة إلى الشعب الفلسطيني. وبالتالي القضية الفلسطينية تشكل نقطة تلاقي قد تستدعي نوعاً من التنسيق؟
لو افترضنا أن أي جهة كانت عندها وجهة نظر في أمر معين، وصادف أن جهة أخرى تملك وجهة النظر نفسها، فهل يعني هذا التلاقي في فكرة معينة أنه توجد علاقة؟ فإذا كنا نؤمن بتحرير فلسطين وكان تنظيم القاعدة يؤمن بهذا الأمر، والشعب العربي كله يؤمن بتحرير فلسطين، وكذلك الأمر بالنسبة إلى بعض الأنظمة العربية، فهل يعني هذا أنهم يعقدون مؤتمرات مع بعضهم البعض لتحرير فلسطين؟
- لكن" القاعدة" تنظيم له حضوره، فما الذي حال دون حصول تنسيق، وهل هناك موانع دينية مثلاً؟
لم تكن الأهداف التفصيلية التي ننطلق منها وينطلقون منها قابلة لأن نلتقي مباشرة للبحث في مثل هذه القضايا. هناك اختلافات في وجهات النظر سواء في الأسلوب أو المكان أو في بعض التفاصيل. وهذه من الأسباب التي لم تستدع حصول لقاء الأصل. وليست لـ حزب الله لقاءات مع كل الحركات الموجودة في العالم، وبعض الحركات الموجودة قريبة منا في المنطقة لا نلتقي وإياها. وهذا من الأمور الواضحة أنه لا يوجد أي لقاء بين حزب الله والقاعدة.
- هل هناك تحفظ معين عن أداء القاعدة؟
نفضل عدم مناقشة مثل هذه القضايا في الإعلام، لأنه في الواقع يوجد عندنا نقاش حول بعض التفاصيل وهي سبب من الأسباب التي تستدعي عدم اللقاء، لكننا لا نرغب في أن نقدم خدمة مجانية لإثارة أي نقاش حول هذه المسائل.
- هل تعتبرون تنظيم القاعدة إرهابياً؟
لا نفضل أن نعطي التوصيف والعبارات الأمريكية الجاهزة لهذا الطرف أو ذاك، وبالتالي لا نوافق على طريقة أمريكا في تعميم هذه الصفة، ويجب أن نعرف أولاً ما هو الإرهاب حتى نعرف الإرهابي من غير الإرهابي.
العمليات وسورية والحسابات
- على مدى العام الفائت شهدنا تراجع وتيرة العمليات العسكرية في مزارع شبعا، وبرز انطباع مفاده أن العمليات بات هدفها يقتصر على توجيه رسائل تؤكد أن خيار المقاوم قائم، وعلى كسر "الستاتيكو" الجديد بعد 11 سبتمبر. هل تأثر الخيار العسكري لحزب الله بأحداث 11 سبتمبر، وهل باتت حساباته العسكرية والسياسية مختلفة؟
من يراجع تواريخ العمليات التي قمنا بها في مزارع شبعا قبل 11 سبتمبر وبعده يجد أن الوتيرة لم تتغير. قبل 11 سبتمبر كنا نقوم بعمليات بأسلوب معين، واستمرينا بهذا الأسلوب بعد 11 سبتمبر، بل في فترة حصار جنين تكثفت العمليات لمدة 11 يوماً تقريباً بما لا يضاهي أي وتيرة سابقة لـ11 سبتمبر. وهذا يدل على أن نظرتنا إلى مزارع شبعا هي نظرة إلى العمل المقاوم وأسلوب هذا العمل فيها، وذلك بمعزل عما حصل في 11 سبتمبر. أي أننا نؤمن بضرورة تحرير مزارع شبعا واستمرار العمليات فيها وبضرورة ألا نسمح لإسرائيل بأن تبقى محتلة هذه القطعة من الأرض.
أما شكل العمليات فله علاقة بطبيعة المنطقة التي لا تتحمل بحدودها الجغرافية ومساحتها المحدودة عمليات يومية، ولا تنفع فيها مثل هذه العمليات في مزارع شبعا وإلاَّ أصبح الأمر تراشقاً يومياً، والتراشق ليس تحريراً بل تعبير عن وجود أزمة عسكرية لا أكثر ولا أقل من دون أن تعني شيئاً بالسياسة ولا بالتحرير المستقبلي. ونعتقد أن الطريقة التي نعتمدها في توقيت العمليات وطريقة اختيارها، سواء خضع التوقيت لقرار سياسي في بعض الحالات، أو لإجراءات ميدانية يقوم بها القادة الميدانيون المكلفون بقواعد معينة، تؤدي الهدف المطلوب الذي يتمثل في أن يعرف الجميع أن هذه المزارع محتلة ويجب أن تحرر وأننا مصممون على تحريرها، وهذا يتحقق بالأسلوب الذي نعتمده.
- لكن كان لافتاً بعد الوتيرة للعمليات في غمرة حصار جنين، مرور 4 أشهر كاملة من دون ان تحصل أي عملية قبل العملية الأخيرة التي ربطت بزيارة ديفيد ساترفيلد للمنطقة...؟
ذكرت أن القاعدة هي أن تبقى مزارع شبعا في دائرة التحريك والاستهداف ضد إسرائيل حتى تحريرها. ونرى أن الأسلوب الذي نعتمده يؤدي إلى هذا الهدف، ولا يهمنا أن يعد لنا الآخرون عدد الأيام والأشهر.
- هل يمكن تجاهل أن عمليات المقاومة بعد 11 سبتمبر باتت تخضع لحسابات مختلفة؟
إذا أردت أن تعرفي الفارق، أقول أن ثمة حسابات مختلفة في طريقة عمل المقاومة في مزارع شبعا بعد التحرير(24 مايو 2000) عما قبله، وليس بعد 11 سبتمبر، لأنه بعد التحرير، جغرافيا المنطقة وطبيعة مزارع شبعا تختلف عن طبيعة الحضور العسكري الإسرائيلي وجغرافيا المنطقة سابقاً وهذه مفارقة مهمة جداً أدت إلى إجراء تعديلات في طريقة العمل العسكري في مزارع شبعا والأسلوب القائم. لكن بالنسبة إلينا 11سبتمبر لم يغير الواقع، وإن يكن جعلنا نأخذ بعين الاعتبار التطور الحاصل في الهجمة الأمريكية على المنطقة، وباتت هناك اهتمامات إضافية للحزب والمنطقة كلها خاضعة لإشتعال كبير قد تتعرض له بسبب السياسة الأمريكية المعتمدة، والاستعدادات الموجودة عندنا تأخذ بعين الاعتبار الخطر الإسرائيلي الذي أصبح أكبر من الفترة السابقة. وهذا ما نعلنه دائماً. وبالتالي كل هذه الأمور أثرت في الجهوزية وتوقع أشياء قد تحصل في المنطقة، لكنها لم تؤثر في طبيعة العمليات.
- لكن حزب الله بعد 11 سبتمبر أكثر التصاقاً في عملياته بالقرار السياسي السوري اللبناني نظراً إلى محاذير أي عملية في لحظة الحرب على الإرهاب ومحاولة إدخال لبنان وسوريا على خط النار الأفغاني؟
سوريا متهمة دائماً بأن قرار عمليات حزب الله عندها لأنها تدعمه، لكن هذا الأمر غير صحيح، فسوريا لا تتدخل في عمليات المقاومة لأنها تعتبر أن المقاومة حق مقدس للشعب اللبناني وهي تدعم هذا الحق، وقد أعلن ذلك الرئيس حافظ الأسد رحمه الله، وكذلك الرئيس بشار. وبالتالي إذا كان المقصود أن سوريا تستفيد من العمليات لإزعاج إسرائيل، فمن حق سوريا أن تجمع كل عوامل القوة في مواجهة إسرائيل.
- من يملك إذاً قرار العمليات؟
حزب الله هو الذي يقرر عملياته، لكن بطبيعة الحال لهذه العمليات انعكاس سياسي يفيد منه الجميع. ونحن في حال صراع مع إسرائيل وأي عملية تحصل ستصب في خانة المواجهة.
- هل تعني أن القرار يتخذ بمعزل عن أي تنسيق مع لبنان أو سوريا علماً أن تداعياته سترتد عليهما؟
تأكدي أن العمليات لا تخضع لتنسيق لا مع السلطة اللبنانية ولا مع السلطات السورية ، وبالتالي نقوم بعملياتنا بإرادة كاملة ومستقلة. ونعم، نفهم ماذا يوجد في الساحة ونعرف كيف نتصرف، ونحن حكماء في طريقة أدائنا. وبالتالي إذا كان ما نقوم به يلقى قبولاً وانسجاماً مع الآخرين، فهذا جزء من تجميع كل القوى لتكون في إطار الخط الواحد والفائدة الواحدة. لكن تصور وجود إشارات وإيعازات وطلبات حول العمليات تصوّر خاطئ تماماَ. واعلم أن هذا الكلام لن يقنع الإسرائيليين ولا الأمريكيين ولست مهتماً بإقناعهم وليفكروا كما يشاؤون.
الانتفاضة والدعم العسكري
- بعد أحداث 11 سبتمبر أصبحت الانتفاضة أولوية بالنسبة إلى حزب الله، وبعدما نجح آرييل شارون في ربط الحرب الأمريكية على الإرهاب بحربه على الفلسطينيين، بدا أن واشنطن أطلقت يده في القضاء على الانتفاضة. إلى أي مدى لا يزال ممكناً فك الاشتباك بين هذين المسارين وبين الانتفاضة؟
منذ البداية كان موقف الإدارة الأمريكية يقوم على إعطاء الفرصة للقيادة الإسرائيلية، سواء أكانت متمثلة بباراك(ايهودا) سابقاً الذي بدأت الانتفاضة في عهده، أو شارون لاحقاً، من أجل تصفية الانتفاضة وإحكام القبضة على الشارع الفلسطيني. لكن هذا الأمر لم ينجح. فجاءت أحداث 11 سبتمبر ، وحاولت أمريكا أن تنصرف قليلاً إلى أفغانستان وتبتعد عن الاهتمام بالموضوع الفلسطيني- الإسرائيلي، فكانت هناك حركة إسرائيلية مكثفة داخل إسرائيل ومن داخل الإدارة الأمريكية لإيجاد ربط بين الإرهاب والانتفاضة في شكل مباشر حتى يسهل على إسرائيل أن تستخدم مصطلحات ومفردات ومواقع القوة الناشئة على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وكذلك من خلال أمريكا، لدعم المسار الإسرائيلي.
في الواقع نجح شارون في أن يربط بين الانتفاضة والحركة الدولية ضد الإرهاب، وبالتالي استثمر هذا الأمر بصلف أمريكي أدى إلى مجازر بحق الشعب الفلسطيني، فيما مجلس الأمن يتفرج من دون أن يتحرك. وحتى الآن، هذا الربط وهذه اليد المطلقة إسرائيلياً موجودة ، بل أكثر من ذلك، نرى أمريكا تتحدث عن ضرب العراق فنسمع تصريحات إسرائيلية مشجعة على الإسراع في توجيه هذه الضربة لأن إسرائيل تتوقع أنه إذا ضرب العراق فإن سوريا ولبنان وحزب الله والجهاد وحماس والمنظمات الفلسطينية ستعيش حال رعب وقلق بعد سقوط العراق، ما يريح إسرائيل في استثمار نتائج في مزيد من الصياغة السياسية الموجودة داخل فلسطين. إذاً هذه الصورة الإسرائيلية تعكس حال الربط الوثيق بين ضرب الانتفاضة وحرب أمريكا على الإرهاب كما تسميها. ويبدوا أن التفكيك بينهما أمر صعب، ومن هنا، خيار الانتفاضة هو الاستمرار سواء كانت هذه الانتفاضة ترى في بعض فصائلها تحرير كامل فلسطين أو ترى في بعض فصائلها الأخرى تحرير جزء من فلسطين وهو أراضي 1967. لأن إسرائيل لم تعط من يقبل بجزء من فلسطين أي شيء في السياسة، بمعنى آخر، إسرائيل جمعت الفلسطينيين على عدائها، لأنها لم تعط من واكبها سياسياً في أوسلو، وهي تريد أن تأخذ الأمن بالكامل من دون أن تعطي شيئاً في السياسة، ما يضع الفلسطينيين أمام خيارين: إما أن يقبلوا مع إسرائيل الأمن الكامل، وهذا يعني إلغاء الفلسطينيين وحضورهم، وإما أن يرفضوا وهذا يعني استمرار الانتفاضة التي تحمل إمكانات إيجابية للانتصار كما تحمل صعوبات وعقبات. وبالتالي الأفضل أن يبقوا في الانتفاضة من أجل هذه النتائج المحتملة عوض أن يسلموا بالأمر الواقع.
- لكن الانتفاضة تبدو حالياً بين نارين، النار الإسرائيلية وحتى نار السلطة الفلسطينية التي تدعو المنظمات والفصائل المقاومة إلى وقف عملياتها؟
هذه الدعوات من بعض أركان السلطة الفلسطينية ليست جدية ولا عملية في الأصل لأنها لا تتناسب مع وجود اعتداءات إسرائيلية يومية واحتلال.والفلسطينيون اليوم في انتفاضتهم هم في حال دفاع وهذا أمر مشروع وطبيعي ولا أحد يستطيع أن يمنعهم من ذلك. وفي الواقع لسنا في موقع السؤال الذي يقول ماذا يفعل الفلسطينيون؟ بل نسأل هل بقي عند الفلسطينيين شيء ليفعلوه غير ما يقومون به؟ هم في المحل الذي لا خيار معه وبالتالي هم مضطرون لهذا الاستمرار ومقتنعون به في آنٍ، لأنهم يحملون رؤية سليمة لمستقبلهم. لذلك، أتوقع أن يبقى الاستنزاف قائماً في هذا الشكل في انتظار ما ستؤول إليه التطورات في المنطقة وخصوصاً في موضوع العراق وهل سيضرب أم لا. ستكون هناك تداعيات أخرى. أما من الآن وحتى حسم هذا الأمر فيبدو أن المراوحة هي سيدة الموقف في استمرار الانتفاضة والقمع الإسرائيلي.
- برزت بعد 11سبتمبر ترجمة لمواقف حزب الله الداعمة للانتفاضة عبر إيصال السلاح لها ومجاهرة الحزب بهذا الأمر، لكن هذه العملية بدت يتيمة. هل توقف حزب الله عن هذه السياسة أم أنه لا يزال يمارس هذا الدعم العملي من دون إعلان ذلك؟
مجرد إعلان دعم الفلسطينيين بصفقة واحدة من السلاح هو اختراق لهذا الرعب العربي الذي يخشى أن يقول أنه يقدم سلاحاً إلى الفلسطينيين. وهذا الأمر يعتبر محطة ومفصلاً كبيراً جداً في تحمل مسؤولية غير عادية في إعلان الاستعداد للدعم الفلسطيني. ولسنا هنا في وارد تقديم التقارير عن كيفية الدعم وأساليبه. وبطبيعة الحال دعم الفلسطينيين ليس أمراً سهلاً، بل هو صعب ومعقد جداً وله عقباته الكثيرة، لكن ما أعلناه هو تعبير عن الرؤية وعن نموذج حصل وبرز للإعلام ولا ضرورة لأن تبرز النماذج الأخرى أو أن نصرح عنها عندما تحصل. ونحن مقتنعون بهذا الأمر ولن نوفر فرصة في القيام بواجبنا. أما ما هي الحدود والضوابط وكيف نستطيع أن نعمل وأين لا يمكننا ذلك، فهذه تفاصيل غير مهمة.
- أي أنها لم تكن مجرد عملية إعلامية ولإعلان الاختراق فقط؟
لا، دعمنا في مرات أخرى والإسرائيليون يعرفون ذلك.
- دعمتم عسكرياً؟
دعمنا عسكرياً والإسرائيليون يعرفون ذلك ويكتشفون بطرق غير مباشرة، وهذه أمور لا تخفى عادة لكن التفاصيل لا تُعرف.
- أي كان هناك إيصال سلاح؟
ما ذكرته معبر ويكفي؟
لبنانيون مطلوب رأسهم إسرائيلياً
- في غمرة وضع حزب الله أمريكياً في دائرة الاتهام بأنه تنظيم إرهابي، برز على المستوى الداخلي اللبناني رفض لهذا التصنيف حتى ممن يتحفظون عن جدوى استمرار عمليات الحزب في مزارع شبعا. كيف تقرأ هذا الأمر؟
من ناحية أراه وفاء لبنانياً لحزب الله وعمله، ومن ناحية أخرى يعلم اللبنانيون أن المستهدف هو لبنان وليس حزب الله، لأنهم عندما يركزون الضوء على فريق يكون ذلك مقدمة لأمور أخرى، فكل مشكلة حزب الله مع الإدارة الأمريكية وإسرائيل أنه يقاوم إسرائيل، أي يقاوم الاحتلال والترتيبات الأمنية والضمانات السياسية وأن يكون لبنان ملحقاً بإسرائيل. وهذه مطالب ليست خاصة بحزب الله بل هي مطالب كل مواطن لبناني من دون استثناء، ولو لم يعمل الحزب بهذه الطريقة ويطرد إسرائيل من لبنان لبقي الاحتلال قائماً. وهروب إسرائيل من لبنان لا يعني أنها توقفت عن مطالبها ورغبتها في أن يصبح البلد مرتبطاً بضمانات أمنية وسياسية، وهذا ما يرفضه الجميع. إذاً خطة ضرب حزب الله أو توجيه الاتهام له هو في الواقع ضرب لبنان. وأقول أكثر من هذا، لو لم يكن حزب الله الآن قوياً وموجوداً وحاضراً في الساحة لكنا سمعنا بإغتيالات عبر الطيران وبأعمال إرهابية داخل لبنان من الإسرائيليين وفي شكل مباشر.
- تستهدف مَن؟
حزب الله وقادته وربما أشخاص آخرون أيضاً يستهدفون في أماكن مختلفة من لبنان.
- هل تعني أن هناك شخصيات لبنانية قد تكون على لائحة الاستهداف الإسرائيلي غير حزب الله؟
بالتأكيد، قد توجد هكذا شخصيات. لأن المهم من يؤثر في تعطيل السياسة الإسرائيلية أو أحياناً ما يمكن أن يُدخل في مشاكل داخلية وأعتبر أن اليد الإسرائيلية ضعيفة عسكرياً في لبنان وليس فقط بالطيران بل أيضاً بالأجهزة الأمنية الداخلية ومثلاً في الفترة الأخيرة استهدف الإسرائيليون الشهيد جهاد(أحمد) جبريل بسبب أعماله الجهادية، ولا أعلم إذا كانت ستكون هناك أنشطة أخرى.
- لكنك قلت أن حزب الله لو لم يكن موجوداً لحصلت اغتيالات ، وإذ بها تحصل من دون أن يستطيع الحزب منعها؟
الأعمال الأمنية لا يمكن أن تمنع بكاملها، لكن الجو الذي يكون موجوداً يعوق تنفيذ الكثير من الأعمال الأمنية بمعنى آخر، لأن حزب الله حاضر في الساحة، ولأن الجيش اللبناني والمخابرات اللبنانية يعملون في مواجهة المشروع الإسرائيلي في الداخل اللبناني بسبب وطنية الجيش فقد ساعد هذا الأمر في تقليص قدرة إسرائيل على التحرك في الداخل.
- وهل هناك أسماء لبنانية معينة قابلة للاستهداف؟
أفضل عدم ذكر أسماء محتملة كي لا أثير بلبلة في الموضوع، لكن بالتأكيد توجد أسماء محتملة.
- بناء على معلومات؟
نعم، كانت عندنا معلومات حول استهداف بعض الشخصيات اللبنانيين لإثارة بلبلة داخلية.
- وهل أبلغتم هؤلاء الأشخاص؟
كل واحد يعرف.
- ما تقويمك لأداء السلطة اللبنانية في مقاربتها مفاعيل أحداث 11 سبتمبر والضغوط على لبنان؟
في الموضوع السياسي كانت السلطة اللبنانية بكل مسؤوليها جيدة وناجحة، وكانت المتابعة في مواجهة التحديات التي أنتجت من 11سبتمبر جيدة في الواقع، فهم رفضوا الاستجابة لبعض المطالب الأمريكية الجائرة، مع وجود استجابة لبعض الأمور التي قدروا أنها داخلة في دائرة الإرهاب، وقاموا ببعض الأنشطة الأمنية . وأعتبر أن مجمل أداء السلطة اللبنانية كان جيداً في المسألة السياسية.
بين حزب الله والحريري
- دائماً يتعاطى حزب الله بحذر مع رئيس الحكومة رفيق الحريري، والعلاقة بينكما شهدت مداً وجزراً في محطات عدة. وخلال أزمة الجسر الطائر (الأوزاعي) جرى الكلام على توقيت وكمين قبل توجه الرئيس الحريري إلى فرنسا. كيف تقرأ أداء الرئيس الحريري خصوصاً أن أوساطه سربت في غمرة السجال حول الجسر الطائر أنه أدى دوراً أساسياً لدى الرئيس جاك شيراك للحؤول دون وضعكم على لائحة الإرهاب الأوروبية؟
قررنا أن نتجاوز موضوع الجسر الطائر والا نتحدث عنه كي لا نثير قضايا رغبنا ورغب( أي الحريري) في إقفالها، ونحن نقدر مواقف الرئيس الحريري التي لها علاقة بدعم المقاومة، والتي يتحرك من خلالها من أجل أن يدافع عن لبنان وحقه، ورفض أن يعتدى على لبنان وتكشف أرصدته وما شابه، فهذه المواقف الجيدة لا ننكرها بل نشجع عليها ونشكر على أدائها. لكن هذا لا يمنع من وجود تحفظات في بعض الأداء الداخلي الذي لا يكون منصفاً بالنسبة إلى حزب الله على مستوى الخدمات والقضايا التي تهم الناس. ونميز بين الأمرين، وما يقوم به في شكل إيجابي نقول له أحسنت ونبارك لك، ونحن معك، لكن عندما تكون هناك أخطاء على الصعيد الداخلي سنقول أنه توجد أخطاء ويجب أن يتسع الصدر لتحمل كل هذه الأمور.
- لكن بعض نواب حزب الله تحدثوا عن كمائن يحاول الرئيس الحريري أن ينصبها للحزب. ودائماً كان هناك حذر من جانبكم حيال رئيس الحكومة وحقيقة موقفه من المقاومة وجدوى استمرارها؟
في الواقع تاريخ العلاقة بين حزب الله والرئيس الحريري كان مربكاً ولم يكن مستقراً. ودائماً توجد محطات سلبية وبعض الإشراقات المحدودة، وهذا الأمر له علاقة بالأداء والمسار العام، وأمام ما نراه من أخطار تسلط علينا، من حقنا أن نكون حذرين ومنتبهين حتى لا نقع في دائرة طيبة القلب وعدم رؤية ما يجري. ونحن نشير إلى هذه الأمور ونتكلم عنها في شكل واضح مع الرئيس الحريري وغيره، ومن المفروض ان يسعى الطرفان إلى إيجاد التطمينات الملائمة، إذا كان الرئيس الحريري يخاف أيضاً منا من بعض الأمور. وهذا الأمر له تطبيقات عملية وليس بالكلام فقط.
- ماذا تطلبون من الرئيس الحريري كتطمينات عملية؟
مثلاً، كان يفترض أن ألا تثار قضية الجسر في هذه الظروف السياسية الصعبة التي يُطلب فيها رأس حزب الله وألا تتكرر مثل هذه المسألة، وهناك خدمات موجودة للمناطق، ويجب انصاف هذه المناطق وأن تعطى في شكل مباشر. وإذا كانت توجد أي مشكلة فنحن نلتقي مع بعضنا البعض ويمكن معالجة هذه الأمور في الغرف المغلقة ولا داعي لمعالجتها في وسائل الإعلام.
- وهل تعتبرون ان الرئيس الحريري يستهدف حزب الله في مواضيع داخلية لاعتبارات ربما تتعلق بالدور الخارجي للحزب؟
لا أريد دخول النيات، والرئيس الحريري يمكنه أن يعبر عن هذه النيات لكن في الترجمة العملية. نحن نتعامل مع وقائع، وكل واقعة تؤشر عن نفسها، ولسنا من فسّر واقعة جسر المطار(الأوزاعي) . وكل الناس أعطوها تفسيرات مختلفة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. والمطلوب ألا تكون هذه الواقعة في الأصل، وأن نرى كيف نعطل التفسيرات السلبية لمصلحة الأمور الإيجابية ونحن حاضرون.
- إذا أردنا وضع نسبة مئوية لثقة حزب الله بالرئيس أميل لحود في ما خص تبنيه خيار المقاومة وفي تحركه على المستويين الداخلي والخارجي، أي نسبة تحدد؟
أفضل عدم دخول مسألة العلامات، لأنها تعيدني إلى المدرسة(... ويضحك) لكن أقول أن علاقتنا مع الرئيس العماد إميل لحود ممتازة، وهذا مرده إلى أدائه العملي الذي رآه العالم بأسره وهو أداء يقف إلى جانب المقاومة ويدعمها ويتبناها في كل المحافل الداخلية والخارجية، وهذا الأمر لا يحدث أدنى شك بأنه حليف مهم جداً وأساسي للمقاومة بل يتبناها، وعليه، علاقتنا الإيجابية ناشئة منم المواقف العملية.
- وهل" علامة" الرئيس لحود أعلى من "علامة" الرئيس الحريري؟
بالتأكيد هي أعلى.
- طرح أخيراً موضوع مؤتمر "باريس 2" والرئيس شيراك أعلن دعمه لهذا المؤتمر متحدثاً عن التزامات متبادلة، وقد أثار هذا الموضوع جدلاً في مجلس الوزراء، هل يخشى حزب الله أن يقدم لبنان تنازلاً سياسياً في مقابل الحصول على الدعم الاقتصادي؟
لا أعتقد أن في إمكان أحد أن يقدم تنازلاً سياسياً منفرداً. وبالتالي لا نخشى هذا الأمر لأن عقبات التنازل السياسي كثيرة، محلياً وإقليمياً، وليست المسألة مجرد اجتماع وقرار وبعض الأموال. من هنا، إذا كان الموضوع يتعلق بمقايضة ذات طابع اقتصادي، فهذا الأمر يمكن أن يمر مثل الخصخصة وما شابه، لأن الخصخصة عارضناها ومرت، وقد تكون هذه جزء من المقايضة المتبادلة.