محاضرات

الشيخ نعيم قاسم: قضية المرأة هي قضية معاصرة ومؤثرة بشكل كبير، ولكن يخطئون عندما يقاربونها من ناحية واحدة

الشيخ نعيم قاسم: قضية المرأة هي قضية معاصرة ومؤثرة بشكل كبير، ولكن يخطئون عندما يقاربونها من ناحية واحدة
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في إفتتاح سلسلة محاضرات "المرأة بين رؤيتين" في مجمع المجتبى(ع) 20/1/2018م.

قضية المرأة هي قضية معاصرة ومؤثرة بشكل كبير، ولكن يخطئون عندما يقاربونها من ناحية واحدة، ويغفلون النواحي المختلفة التي يجب أن نقاربها من خلالها قضية المرأة، قضية المرأة هي قضية ثقافية، واجتماعية، وأخلاقية، وسياسية، وإنسانية، من الخطأ أن تُقارب قضية المرأة كقضية جسد وأنانية وذات، يجب أن نقاربها كإنسان يحمل جميع معاني الإنسانية لتكون حاضرة وتؤدي دورها وتقوم بواجباتها وتحصل على حقوقها، المرأة ليست تابعة، لا للرجل ولا لأحد على الأرض، المرأة إنسان يحمل كامل الإنسانية، هي امرأة، كما هو رجل، هو وهي شخصان يختلفان في الموقع والدور ويشتركان في الإنسانية، ونحن نريد أن نرفع إنسانيتها مجددًا من خلال فهمنا لحقيقتها على أساس الإسلام.

لفتني أن الله تعالى بعظمته أعطى الإنسان مكانة ودورًا ومكافأة لا يمكن أن يحصل عليها بعمله، ولا يتوقع بالأصل، عندما قال: " رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ"، ليس سهلًا أن يرضى الله عنك، أن نرضى عن عطاء الله تعالى هذا أمر طبيعي لأن كل ما عندنا من الله تعالى، ولكن ماذا أعطينا نحن لله تعالى؟ لم نعطِ شيئًا، وهو يقول: "رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ"، والمميز أن الرضا درجات، وقد حصلت السيدة الزهراء(عها) على أعلى درجة من درجات الرضا، عندما قال رسول الله(ص) عنها: "إن الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها"، وفي الآية الكريمة: "رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ "، في الحديث الشريف: "يرضى لرضاها" ، أي أنه رضي عنها وهذه درجة ولكنه يرضى لرضاها وهذه درجة أعلى وصلت إليها الزهراء(عها).

حق المرأة الأساس هو التعامل معها كإنسانة لا  كجسد وغواية، وهذا "الكاركتير" الرأسمالي الغربي يستثمر المرأة أبشع استثمار ولا يكرمها، فإذا ظن البعض أنهم في الغرب يعطون حقوق المرأة ويكرمونها، تعالوا إلى الإحصاءات التي تتحدث عن المجتمع وتربيته ورؤيته وأهدافه وإنجازاته، فترون أن المرأة جزءٌ من الاقتصاد، وجزءٌ من اللذة، وجزءٌ من الدعاية والإعلان، وليست جزءًا من صناعة الحاضر والمستقبل. حتى عندما تكون في مكان من الأمكنة وزيرة أو نائبًا  أو في موقع من المواقع هي جزءٌ من آليات عمل الرجل وليست صانعة للحاضر ولا للتاريخ، لأن من يصنع الحاضر والمستقبل هو الذي يبدأ بصناعة الطفولة، من أجل أن يشرِّبها حب الاستقامة لتتفجر في الحياة مجموعة بشرية رجالًا ونساءً يقيمون الحق على الأرض باسم الله وفي سبيل الله.

إنَّ حقها كما ذكره الإسلام أن تستخدم إمكاناتها بحرية واستقامة، هي التي تقرر، وهي التي تختار، وهي التي تحدِّد مساراتها في كل مواقعها، وهذا ما يريده الإسلام لها.