بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أيها السادة العلماء، أيها الأخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته.
في البداية لا بدَّ أن نشكر جمعية المعراج برئيسها وأعضائها والعاملين فيها والمشاركين في أنشطتها، على هذا الجهد المميز الذي يستحضر الصلاة في حياتنا، ونحن بحاجة إلى هذه الصلاة كمكون أساس من أجل سعادتنا في الدنيا وسعادتنا في الآخرة، والذين يقصرون في الصلاة لا يعرفون قيمتها ولا يعرفون دورها، تمامًا كالجاهل الذي يأكل طعامًا من دون فائدة، ثم يكتشف بعد ذلك أن الأمراض انتشرت لأن الطعام لم يكن على المستوى المطلوب أو بالنظافة المطلوبة.
1. رعاية الجسد والنَّفس.
لاحظوا معي كيف تعامل الله تعالى معنا، قال تعالى أيها الإنسان سأعطيك هذا الجسد وأنا سأتكفل به، اجعلُ فيه خلايا تساعدك على النمو والحياة، وفي داخلها إنذارات, بحيث أننا نلاحظ عندما يأتي وقت الغداء يعطينا إنذار المعدة أنه حان موعد الطعام بناء على هذا الإنذار، فالطعام له إنذارات حتى يأكل الإنسان فيحافظ على الجسد الذي خلقه الله تعالى له، فإذا ما أصابه عارضٌ من مرض تتحرك الأعصاب وينطلق الألم ليشير لك للقيام بإجراءات حتى تُنهي هذا الألم وتعود إلى حالتك الطبيعية، وعندما تتجمع نتائج الطعام (الفضلات) تتحرك الحالة العصبية عند الإنسان وتعطي إنذارًا فيضطر إلى أن يدخل إلى الحمام أو إلى مكان الخلاء.
إذا نظرنا إلى منظومة جسد الإنسان نرى أن الله تعالى تكفل بهذه المنظومة تحريكًا وإثارةً ورعايةً ليبقى هذا الجسد قائمًا بإشراف الله تعالى مباشرة إلى حين الأجل. لكنه لم يتعامل بهذه الطريقة مع الروح، مع النَّفس الإنسانية، فقد ترك الله تعالى مسؤولية هذه النَّفس الإنسانية للإنسان. فالله تعالى يتكفَّل بالقالب (الجسد) والإنسان يملأ المضمون (النَّفس).
هنا الحركة النَّفسية عند الإنسان تتطلب منه أن يُقبل على طعام الروح، وأن يلتفت إلى إنذارات المعاصي، وأن يلاحظ من الذي يرميه في الفواحش التي لحقت به، فالإنسان هو الذي يقوم به بنظام نفسه، قال تعالى: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا"، فعليك أيها الإنسان أن تشتغل على روحك ونفسك، لأنَّ منظومة الحياة التي أوجدها الله تعالى أراد من خلالها أن يعطي مكافأة عظيمة هي جنة الخلد وما فيها من مكافآت عظيمة ومنها جوار محمد وآل محمد(عم)، ولكن من مستلزمات هذه المكافأة أن يتحرك الإنسان وأن يقوم بالإجراءات اللازمة في هذه الدنيا. فجسمٌ منحك الله تعالى إياه، وطعامٌ قد تهيأ لك، وإنذاراتُ المرض موجودة، وتصريف الفضلات له طريقته، فالمطلوب منك أيها الإنسان أن تلتفت إلى هذه النَّفس حتى ترعاها وتلتفت إليها من أجل أن تنتقل إلى مستوى عظيم، ولم يجعل الله تعالى المكافأة لا على الجمال, ولا على العائلة، ولا على الطول أو اللون أو على المستوى، ولا على موقعك في الدنيا ومستويات الناس فيها، إنما جعل المكانة لمن اتقى: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ".
إذًا نحن معنيون أن نعمل لهذه النَّفس، ونسعى من أجل أن نعبأها بطاعة الله تعالى، لكنَّنا نحتاج إلى إرشادات، فما هي الطريقة؟ أعطانا الله تعالى طرقًا سهلة للوصول إلى تهذيب النَّفس، فعامود هذه الطرق هي الصلاة، "الصلاةُ عامود الدين من أقامها أقام الدين, ومن تركها ترك الدين"، الصلاةُ توصلك إلى التقوى، الصلاةُ تَنهى عن الفحشاء والمنكر، الصلاةُ تقربك من الله تعالى، الصلاةُ تحل مشاكلك النَّفسية، الصلاةُ تجعلك تتكلم وتحادث رب العالمين وتسمع مطالبه ونداءاته من خلال الآيات القرآنية التي تقرأها في الصلاة، الصلاةُ تُهيئ لكَ فرصةَ الدعاء لتخاطب ربك وتطلب ما تريد, ليعينك, وهو حاضرٌ: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".
2. الصلاة سبيل الراحة.
لا يوجد أهون من الصلاة كوسيلة وطريق يصل من خلالها الإنسان إلى الله تعالى، كل ما في هذه الدنيا بحاجة إلى عناء، فالولد الصغير حتى يكبر بحاجة إلى عمل وتعب وجهد وتربية وتعليم و....، والبناء إذا أردنا أن نشيده بحاجة إلى جهد كبير لتأمين كل مواد البناء والوقت والتعب و...، حتى الطعام الذي نتناوله بحاجة إلى عمل وتعب لتأمينه، ولكن هذه النَّفس التي تجعلك في أرقى المصاف تتطلب منك أن تؤدي الصلاة في أي مكان, وفي كل يوم عدة مرات وبطريقة ميسرة، فتتوضأ بالحركات البسيطة للوضوء، وإذا كان هناك مانعٌ للوضوء فلم تستطع الوضوء فالتيمم، وكل خطوات الطاعة بالصلاة لها حلول. أن تقيم الصلاة تكسب الصلاة قربة إلى الله تعالى من ناحية, ومن ناحية أخرى تحرك عضلاتك قليلًا كرياضة، وحتى على المستوى الطبي فالصلاة تحرك الجسد وتفيده، في الصلاة النظافة بالوضوء كمقدمة لها، وهي مليئة بالتعبئة النَّفسية قربة إلى الله تعالى، وفيها الاستراحة بعيدًا عن مشاغل الدنيا وهمومها، كل هذه الخدمات موجودة في الصلاة التي تؤديها بثلاث أو أربع دقائق. تستطيع أن تصلي من جلوس إذا كنت مريضًا لا تستطيع الوقوف، أو ممددًا مع عدم القرة على الجلوس وتعبر عن الركوع والسجود بعيونك، فالركوع والسجود عند المرض غير مطلوبين إنما مخاطبة الله تعالى هي المطلوبة، قُل: "الله أكبر" في أي حال كنت فيها, سيقول لك رب العالمين: عبدي أنا معك اطلب تُعطى.
فرض الله تعالى علينا الصلاة لنرتاح، ولكن المصيبة أن البعض لا يريد أن يرتاح، روي عن رسول الله عن قول الله تعالى في الحديث القدسي: "ما تحبَّب عبدي بشيءٍ أحب إليَّ مما افترضته عليه"، فإذا أردت أن تتقرب من الله تعالى وتحبه عليك بأداء الفرائض, وهي التي أوجبها الله تعالى عليك, ومنها فريضة الصلاة، فمثلًا: إذا قالوا لك بأنَّ في هذا الحي هناك شخص مرتب ومحترم ما رأيك بشرب فنجان شاي عنده؟ تتمنى أن تقوم بذلك، أو سماحة القادم أتى إلى مقام السيدة زينب(عها) وقال من يحب أن يلاقيني هناك فليأت، كل الناس يأتون زحفًا إلى المقام، لماذا؟ من أجل رؤية القائد ولو من بعيد, أو الكلام معه، فكيف يكون حالك عندما يقول لك الله عزَّ وجل ادعوني: "وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ", فالله تعالى معك, ويحيط بك, وفوقك, وفي كل مكان، ألا تنادي ربًا هو خالق الخلق وأعظم من كل ما في الوجود!.
3. آثار الصلاة.
"ما تحبَّب عبدي بشيءٍ أحب إليَّ مما افترضته عليه"، أولًا تبادل المحبة، كيف تصرف هذه المحبة؟ "وإنَّه ليتحبب إليَّ بالنافلة حتى أحبه"، قام بالفريضة أحببته، ثم قام بالنافلة أزداد حب رب العالمين للعبد، فماذا يحدث إذا أحب الله تعالى العبد، تصوروا أن الله تعالى أحب عبدًا، هذه مفخرةٌ عظيمة وشيءٌ جميل وراق وكل عبارات العلو والرقي، فالواحد منا إذا قالت له أمه بأنها تحبه يطير فرحًا، فهذه الكلمة حلوة وجيدة ولها معانٍ جميلة. اليوم معظم المشاكل بين الزوج والزوجة أنَّ الزوج لا يقول لزوجته بأنه يحبها, وهي تقول له كل يوم تقريبًا هذه الكلمة، قل أيها الزوج هذه الكلمة التي لا تكفلك شيئًا، تصوَّر أنًّ كلمة الحب بين البشر تفعل فعلها, فكيف إذا قالها رب العالمين بأنَّه يحب بعض العباد.
ماذا يحدث إذا أحب الله تعالى عبدًا من عباده؟ يقول في الحديث القدسي: "فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به"، أنت تسمع بواسطة الله تعالى بالسمع، وهو يشاركك في كل ما تسمع فيعينك أن تسمع حلال الله تعالى وتمتنع عن الحرام، فتكون الضابطة موجودة دائمًا أمامك بدافع الحب الذي يرشدك الله تعالى من خلاله إلى طاعته فتسمع الحلال وتمتنع عن الحرام.
"فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي أعطيته بها"، أي أنَّ جوارح الإنسان كلها تصبح جوارحًا تتحرك بأوامر الله تعالى ومرضاته ورعايته، فالحبيب مع حبيبه، والله مع عبده، وخالق البشر يرعاك عندما تكون في حالة تفاعل في الصلاة، فهنيئًا لمن كان الله تعالى رفيقًا لدربه يرشده ويعطيه في كل لحظة ببركة الصلاة.
يقول أمير المؤمنين الإمام علي(ع): "لو يعلم المصلي ما يغشاه من جلال الله ما سرَّه أن يرفع رأسه من سجوده"، فالإنسان عند سجوده لله تعالى يكون في أنوار الله تعالى والملائكة معه والكون كله يتكلم عن هذا العبد الساجد بين يديه ربه، فالمهم أن يعيش العبد هذه الحالة السامية ويتفاعل معها بين يدي رب العالمين.
4. كيف نصلي؟
نحن لا نريد صلاةً بالشكل، بل نريد صلاةً تصلنا بالله تعالى، نحن نريد صلاةً تنهى عن الفحشاء والمنكر، نحن نريد صلاةً تؤدي إلى تغيير في منهجية حياتنا، نحن نريد صلاةً تُشعرنا أن الله تعالى معنا في كل لحظة "وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ"، هذا ما نريده.
عندما كان عمري سبع عشرة سنة، اتفقت مع مجموعة من الحي الذي كنت أسكن فيه بأن نصلي جماعة صلاة الصبح في المسجد وقررنا ذلك، صدقوني في أحد الأيام لم أعرف ماذا فعلت عندما خرجت من المسجد! كان الجو صافيًا وجميلًا والضوء في بداية طلوعه، شعرت أني أطير من الفرح, وأردت أن أقفز من شدة شعوري بأن الله تعالى دخل إلى قلبي في هذه اللحظات، هناك قيمة كبرى وأثر عظيم للصلاة وعلينا أن نستهين بهذا التوفيق.
علينا أن لا نستهين بالصلاة, وأن نؤديها ولا نغفل عنها لأي سببٍ كان، فالإنسان يجد دائمًا وقتًا لأي أمر ليفعله, فإذا جاء وقتُ الصلاة يؤجلها أو لا يقوم بها لأمرٍ ما! يا أخي, الوقت موجودٌ دائمًا وخصوصًا للصلاة، فكما تعطون الوقت للعمل والسهرات وإعداد الطعام والأمور الأخرى عليكم أن تنتبهوا لوقت الصلاة وتعطوها الأولوية.
عندما كان النبي(ص) يقول لبلال الحبشي: "أرحنا يا بلال"، يعني أقم الأذان حتى نصلي، أرحنا: لأن الدخول في الصلاة تؤدي إلى راحةٍ نفسية تنعكس على جسد الإنسان وعلى عقله ومساره وحياته، فالإنسان بحاجة إلى الاستراحة, وهذا شكلٌ من أشكال الاستراحة التعبوية المعنوية, والذي لا يكلفنا الكثير, ولكن يترك آثارًا كبيرة في حياة الإنسان. فكيف نصل إلى أرقى المستويات ولا نؤدي الصلاة حق أدائها؟.
مع عدم المؤاخذة, إذا أراد أحدهم أن يذهب إلى النادي ليربي عضلات جسمه، يقول له المدرب: عليك كل يوم أن ترفع هذه الحديدة, التي تزن كيلوغرامًا واحدًا, عشر مرات كل يوم لمدة سنة، عشر مرات لسنة ليربي عضلة صغيرة، فيقوم بهذا ليربي عضلاته!.
أو أخت يقولون لها: إذا أكلت هذا الطعام المر أو قمت بهذا العمل يصبح لديك أجمل بشرة، ولمدة سنتن من دون انقطاع، هي تقوم بهذا الأمر مع كل أعبائها اليومية!.
يأمرنا الله بما يجعل الروح مستقيمة وطيبة، ولا يكلفنا الكثير من الجهد والعناء, فإذا استوت واستقامت يصبح العقل مستقيمًا، وإذا استقام العقل تصبح الحياة مستقيمة، وإذا كان الأمر عكس ما ذكرنا ولم يبالِ بكل هذه الخيرات فصاعقةٌ تنزل عليه من السماء.
5. الأولوية للصلاة.
لذلك علينا أن ننتبه ونعطي الأهمية والأولوية للصلاة بحسب القدرة والاستطاعة، فعلى الإنسان أن يقوم بما عليه والباقي على الله تعالى، عليك أن نقوم بالصلاة في أول وقتها، حتى ولو شعرت وأن تؤدي الصلاة بشرود ذهن، لا بأس, إذا لم تستقم الأمور من البداية فالاستمرارية كفيلة باستقامة الأمور.
أذكر مرة في سنة 1980 كان لدي سفر إلى إيران، وكانت الثورة الإسلامية في أول انتصارها، ولم يكن هناك حزب الله ولا الرتيبات التي تعرفونها، فاتفقت وثلاثة أشخاص أن نسافر إلى إيران، والثلاثة معي هم من السياسيين اللبنانيين الذين لا يصلون، تنطلق الرحلة بالطائرة عند صلاة الفجر، وإلى إيران حوالى الساعتين، رُفع الأذان بحيث تقلع الطائرة بعد دقائق، فإذا أردنا أن نهتم بالصلاة علينا أن نضع مشروعًا وخطة، ماذا أفعل كي أصلي؟ أولًا: الاستعداد وهو الوضوء في البيت قبل الذهاب إلى المطار، وثانيًا: ونحن بانتظار الطائرة يوجد باصات لنقل الركاب إلى الطائرة وهي من دون مقاعد، رأيت الباص موجودًا على بُعد خمسين مترًا تقريبًا, تركت الأشخاص الذين هم معي, وتوجهت إلى الباص مهرولًا, فأقمت صلاة الصبح فيه قبل أن يتحرك باتجاه الركاب، فقالوا لي: ماذا فعلت؟ قلت لهم: صليت، لأني شعرت بأن الوقت سيمر من دون أن أصلي. فقالوا: فهل سيحاسبك الله تعالى؟ قلت لهم: إذا لم أقم بهذا الأمر في الوقت المتاح وفي وقت الاختبار الحقيقي بين دنيا ركوب الطائرة والذهاب إلى مكان معين، وبين أن أصلي مهما كانت الآثار، فيجب أن أصلي, أعجَبَ الناس ذلك أم لم يعجبهم، هو وقتٌ أناجي فيه ربي, ولا بدَّ أن أقول: الله أكبر، حتى يقول: نعم يا عبدي أطلب تُعطى.
نحن معنيون أن نهتم بالصلاة، ونعمل منها قضية بالنسبة لنا، لأنها المفتاح، فالنبي محمد(ص) يقول: "أول ما يُنظر في عمل العبد في يوم القيامة هي صلاته، فإن قُبلت نُظر في غيرها, وإن لم تقبل لم يُنظر في عمله شيء"، الصلاةُ هي الأولوية وهي البداية. فالصلاة هي مفتاح العلاقة مع رب العالمين، ومفتاح سعادتك, ومفتاح بابك إلى الجنة، وهي مفتاح مسارك إلى محمد(ص) وآل محمد(عم).
عندما كان يقف الإمام زين العابدين(ع) للصلاة يصفَّر ويتغير لونه وتأخذه الرعدة، فقيل له: ما لك؟ فقال: "ما تَدرونَ بَينَ يَدَي مَن أقومُ ومَن أُناجي؟"، إنَّه يعيش حالة الخشوع والعظمة. علينا أن نعمل لتكون الصلاة في حياتنا على هذه الشاكلة, وأن نترك صلاة نقر الغراب، الصلاة التي تُؤدى بسرعة ولا يفهم المصلي معناها ولا كلماتها، فلتأخذ صلاتك وقتًا أطول، فالفرق بين صلاة نقر الغراب وبين الصلاة الصحيحة دقيقة واحدة، فالموضوع غير معقد، وإذا أردت أن لا تقول التسبيحات ثلاث مرات قلها مرة واحدة بتأنٍ وحضور قلب.
علينا أن نحسِّن في أداء الصلاة أكثر فأكثر، فمن يعرف قيمة الصلاة تختلف نظرته إليها، أما الإنسان الذي لا يعرف قيمة الصلاة يستهتر بها وبكيفية أدائها، أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا حتى نكون على هذا المستوى من الفهم والوعي والتفاعل.
هذه الصلاة هي التي أوصلت الإمام الخميني(قده) ليقيم دولة الإسلام الكبرى العظيمة في إيران متحديًا العالم شرقه وغربه، هذه الصلاة هي التي جعلت الإمام الخامنئي(حفظه الله تعالى ورعاه) يقف في موقع القيادة يحرك العالم بيديه باسم الله وفي سبيل الله تعالى فيتوفق وينجح, ومن توفيق إلى توفيق, ونسأل الله تعالى أن يسلم الراية إلى صاحب العصر والزمان الإمام المهدي(عج).
هذه الصلاة هي التي حرَّكت المجاهدين من أبناء المقاومة الإسلامية ليقدموا هذا النموذج الرائع ويحققوا الانتصارات والتوفيقات العظيمة، توفيقات المجاهدين ليست بالسلاح فالسلاح موجودٌ عند الجميع، توفيقات المجاهدين ليست بالعدد فالأعداد عند الآخرين أكبر وأكثر من أعدادنا، توفيقات المجاهدين أنَّهم أعاروا جماجمهم لله تعالى فكانوا إذا صلوا اتصلوا بالسماء، وإذا حملوا بنادقهم أطلقوا رصاصاتهم باسم الله وفي سبيل الله تعالى نتيجة لصلواتهم.
أُهنىء الفائزين والفائزات بمسابقة أريج الصلاة، ولكن إن شاء الله تعالى تكون التهنئة بالصلاة التي يفوح أريجها في السماء فتعرج إلى الله تعالى بالعمل، وإن شاء الله نوفق جميعًا لذلك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.