بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد(ص) وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والأوصياء والصالحين إلى قيام يوم الدين، السلام عليكم أيها السادة الكرام علماء ومفكرين، والسلام على الأخوات العزيزات ورحمة الله وبركاته.
نحن في الذكرى المئوية لولادة الشيخ العلامة الدكتور عبد الله العلايلي(ره)، وقد اختار الأخوة في مركز الإمام الخميني(قده) مشكورين هذه المناسبة في ظروف شهادة الإمام الحسين(ع) وفي أجواء أربعينيته، تكريمًا للعلامة الذي مدَّ صلة الوصل مع الإمام الحسين(ع) فالتقى معه بالذات والمعنى كما سمَّى كتابه "سمو المعنى في سمو الذات أو أشعة من حياة الإمام الحسين(ع)".
1- مع الحسين(ع).
سأنتقل من الخاص إلى العام، أي مبتدئًا بكتاب الإمام الحسين(ع) للشيخ العلامة العلايلي(ره), ثم أتحدث قليلًا عن شخصه وفاءًا لذكراه ولما قدَّمه للمسلمين وللإنسانية جمعاء.
أما عن كتابه "أشعة من حياة الإمام الحسين(ع)" فلا أخفيكم بأني شعرت وأنا أقرأ الكلمات البديعة البليغة التي اختارها العلامة، أنَّ الشيخ حائرٌ بكلماته البليغة كيف يدخل إلى تحليل شخصية الإمام الحسين(ع)، وبما أنَّه مضطرٌ أن ينطق باللغة العربية للتعبير فقد نطق بما اعتبره أقل بكثير من سمو المعنى, لأن الألفاظ لا تستوعب عظمة الإمام الحسين(ع)، من هنا نجد أن الشيخ الدكتور العلايلي كان في نسجه للفكرة المتكاملة عن شخصية الإمام الحسين(ع) يريد أن يثبت عددًا من المبادئ التي تبيِّن رؤيته للإمام الحسين(ع)، وقد كنت بين خيارين: إما أن أختار بعض أقواله لأعبِّر عن متانة وعظمة اللغة التي استخدمها في التعبير عن مواقف الإمام الحسين(ع)، وإما أن ألجأ إلى أسلوبٍ آخر بأن أسوي خمسًا من مداميك افكاره التي تستند إلى خمسة من أقواله لأرسم الصورة التي استنتجتها من كتابه كتعبيرٍ عن رؤيته الشاملة التي رأى من خلالها الإمام الحسين(ع).
المدماك الأول: قول العلامة: "وحياةُ الحسين عِظةٌ من التاريخ، ولكن تجمعُ التاريخ كلَّه، فليس معناها في حدود ما وقعت من الزمان والمكان، بل حدودُها حيث لا تتَّسع لها حُدود"(1). يعالج المدماكُ الأول شخصيةً لا ترتسم لها حدود، بمعنى أنك كلما أوغلت فيها كلما شعرت أنك في قلب البحر المتلاطم حيث لا قدرة لك أن تصل إلى بقية أجزائه، فخيرٌ لك أن تعترف من اللحظة الأولى بأنك أمام شخصية بلا حدود, لتقنع بقصورك عن تعريف حقيقة الإمام الحسين(ع), وما تقوله عنه فهو بحسبك وقدرتك, لأنَّك لا يمكن أن تكون بحسب الحسين(ع) وقدرته, فهي شخصية لا تتسع لها حدود، هكذا رآها العلامة الدكتور العلايلي.
المدماك الثاني: قال العلامة العلايلي: "فرجلٌ كيفما سَمَوتَ به من أي جهاته انتهى بكَ إلى عظيم، فهو ملتقى عظمات ومجمعُ أفذاذ. فإنَّ من ينبثقُ من عظمة النبوة (محمد)، وعظمة الرجولة (علي)، وعظمة الفضيلة (فاطمة)، يكون أمثولةَ عظمة الإنسان، وآيةَ الآيات البيِّنات. فلم تكن ذكراه ذكرى رجل بل ذكرى الإنسانية الخالدة، ولم تكن أخباره أخبار بطل بل خبرُ البطولة الفذَّة"(2). إذًا نحن أمام ذكرى الإنسانية الخالدة، والإنسانية الخالدة هي نهاية الطموح ونهاية المطاف، وهي التي تجسد الكمال الذي نحتاجه ليكون إمامنا نبراسًا ومعلمًا، فقد رأى العلامة العلايلي أن الإمام الحسين(ع) هو الذي تعود إليه الأشياء ولا يعود إليها، وتعود إليه الرموز ولا يرمَّز بغيرها، وتعود إليه المقاييس ولا يُقاس على شيءٍ من حطام الدنيا ومن كل إمكانات البشر، بمعنًى آخر: حيثما وجدت الحسين(ع) وصلت إلى الله، وحيثما لم تجد الإمام الحسين(ع) فهذا دركٌ أسفل لا يوصل إلاَّ إلى الهاوية.
المدماك الثالث: قال العلامة العلايلي: "فكما أنَّ النبي الجد حارب الوثنية في الفكر ودحضها، فالحسين السبط حارب الوثنية في المجتمع"(3)، ما يعني أن أجواء الدولة الإسلامية وما صاحبها بعد ذلك كانت أجواءًا متأثرة بوثنية أخذتها وحملتها معها من عصبيات الجاهلية، ولم يتمكن الإسلام من بعض فئات أو شخصيات المجتمع من أن يعدلها بالكامل أو يغيرها بالكامل, فقد اختلطت في شخصيات بعضهم نماذج جمعت بين الإسلام والوثنية, في منظومةٍ يُراد لها أن تُلْبِسَ الإسلامَ لبوسَ الوثنية بإسم الطهارة والنقاء, لضرب منظومة الحق من خلال عصبيةٍ جاهلية تراكمت عند أشخاص أرادوا السلطة والاستحواذ.
هنا رأى العلامة العلايلي أن الإمام الحسين(ع) حارب الوثنية في مجتمع المسلمين, ولم يتحدث عن وثنيةٍ في مجتمعٍ مقابلٍ لمجتمع المسلمين، ما يعني أن التفاسير التي تُخطئ طريقها إما عمدًا وإما خطًا قد تؤدي إلى انحرافات داخلية تحتاج إلى من يصححها ويقوِّم مسارها، وهنا نفهم معنى كلام النبي(ص): "حسينٌ مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينًا". فالإمام الحسين(ع) بنظر الشيخ العلايلي حارب الوثنية في مجتمع المسلمين ليعيد تصويب البوصلة على نهج النبي محمد(ص), وهو القائل: "وإني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا ظالمًا ولا مفسدًا, وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله", هذا هو الموقف الذي عبَّر عنه الإمام الحسين(ع) في وصيته لأخيه محمد ابن الحنفية عندما كان يهم بالخروج من المدينة المنورة.
المدماك الرابع: قال الشيخ العلايلي: "وأبو عبد الله الحسين(ع) سيد الوارثين، ما في ذلك ريب، فكان في كل عمل من عمل الدنيا والآخرة مَثالةً بارعةً, حتى أجمع الحُفّاظ والرواة والإخباريون على أنه أعاد سنة المصطفى في كل مظاهره وأشكاله"(4)، هذا التعبير يؤكد قمة النجاح لمسيرة الإمام الحسين(ع)، وقد رأى الشيخ العلايلي أن عودة السنة الشريفة تمثلت بأداء الإمام الحسين(ع) في مواقفه وتعابيره وشهادته وتوجيهاته وكل الانعكاسات التي نتجت عن ثورة ونهضته, في مواجهة يزيد وكل الانحراف الذي كان يعشعش في الدولة الإسلامية آنذاك، إذًا أعاد سنة المصطفى(ص).
المدماك الخامس: قال العلامة "نحن أحوج ما نكون إلى زعيمٍ كالحسين، ومجاهدٍ كالحسين، وقدوةٍ كالحسين(ع)"(5). بعد رسم المدماك الأول بأن الحسين لا تتسع له حدود، والمدماك الثاني تمثيله بذكرى الإنسانية الخالدة، والمدماك الثالث محاربته الوثنية داخل المجتمع، والمدماك الرابع إعادته سنة المصطفى(ص), لا بدَّ من المدماك الخامس ليأخذ الحسين(ع) بأيدينا كقائدٍ وقدوة, كي لا نضل الطريق مرة أخرى, كما ضلَّ أولئك الذين تركوا الحسين(ع) واتبعوا السلطان وذهبوا إلى أهوائهم ومغانم الدنيا.
أراد الشيخ العلايلي من خلال هذا الكتاب أن يؤكد بأنه عندما يدرس شخصية كالإمام الحسين(ع), فهو يدرسها من الموقع الإسلامي الأصيل ولا يدرسها من الموقع السني أو الشيعي، وهو تجاوز كل ثغرات الاصطفافات المذهبية تاريخيًا وبشكل معاصر له عندما قدَّم هذه الرؤية في إطار تحليلٍ تاريخيٍ دقيق ذكر من خلاله بعض الأحداث التي استنتج منها هذه النتائج، فهو لم يكن متغنيًا بشخص الإمام الحسين(ع) لذاته، وإنما أكَّد على قدوته في إطار تطبيقه العملي لحياة ضجّت بالانحراف وكانت بحاجة إلى عَلَمٍ تستقيم معه، فكان الحسين ذاك العَلَم، وقد رأى الشيخ العلايلي أن العَلَم ارتفع في ظل هذه الضوضاء والفوضى والعصبية الجاهلية والمجون والفساد والانحراف، لتكون راية الإمام الحسين(ع) رايةً موصِلةً للحق إلى زماننا وإلى كل زمان. لقد تلقفها الشيخ العلايلي ليقول: الحسين(ع) قدوتي وإمامي, فهو ليس حكرًا على السنة ولا على الشيعة، هو سيد شباب أهل الجنة, لإنَّه ابن بنت رسول الله(ص)، وهو الذي: لا تتسع له حدود, وذكرى الإنسانية الخالدة، وقد حارب الوثنية, وأعاد سنة محمد(ص), فهو قدوتي وقدوة الأحرار في كل العالم.
2- جرأة العلَّامة.
هذا في الخاص، وأما في العام فتكريمًا لذكرى الشيخ العلامة العلايلي لا بدَّ أن نسجل له جرأته، وهو الذي لم يخشَ في إبداء مواقفه، وقد قال عن نفسه: "فلا تمنعني غرابة رأيٍ أظن أنه صحيح من إبدائه، لأن الشهرة لم تعد أبدًا عنوان الحق"، وفي هذا تمردٌ على ما اشتهر بين المسلمين أو العلماء أو أي عصر من العصور في مقابل الحق, وخاصة الشهرة فيما يتعلق برواية الأحداث التاريخية وضرورة تقييمها للوصول إلى الحق.
وبرزت جرأته في كتابه "أين الخطأ" الذي سُحب من التداول بعد نشره سنة 1972م، وطُبع من جديد سنة 1992م، يعني أنَّه مُنع 14 سنة بسبب الجرأة التي تميز بها الشيخ العلايلي في طرح آرائه وأفكاره.
نعم لم تحظَ آراء العلايلي التجديدية في مجال الفقه بالاهتمام الكافي، ولم تبلغ مرحلة الشياع أو التداول كما شاعت اجتهاداته اللغوية، فقد طرح مجموعة من الأفكار ولكنها بقيت في بطون الكتب ولم تأخذ الحيز الكافي من الجدل والنقاش والتبني أو الرفض والتعليق عليها، إلاَّ أن المهم أنه أثار أفكارًا يمكن أن يُستفاد منها في يوم من الأيام.
3- حراكه السياسي.
تميز الشيخ العلايلي أيضًا بجرأته في حراكه السياسي، وربما يكون هذا الأمر من الأمور المجهولة عن الشيخ العلامة، فهو الذي شارك في انطلاقة الحزب التقدمي الاشتراكي إلى جانب كمال جنبلاط في بدايات تأسيس الحزب، وكان خطيبًا على منابره، ولكن المعروف عنه أيضًا أنه كان يعمل مع هذه الجماعة قليلًا ثم يتركها ويذهب إلى جماعة أخرى، لأنَّه لم يكن يرى بأن ما قام به يحقق ما يريده بشكل كامل. وتعاون مع عبد الحميد كرامي فأسَّس معه جبهة التحرر الوطني مع عدد من المفكرين والسياسيين، وبعد ذلك شارك في حركة أنصار السلم، وفي يوم من الأيام أطلق تصريحًا ملفتًا عندما قال: "ربما كنت أكثر الناس التقاءًا مع الفكر الشيوعي كما بالضبط أختلف بنقاط عديدة معه"، وقد سمَّاه بعضهم بـ "الشيخ الأحمر"، على قاعدة أنه كان يبحث دائمًا عن نقاط الالتقاء الوطنية والقومية والأممية والفكرية والدينية، فأينما وجد فرصة للتلاقي مع الأطراف الأخرى كان يعمل ليكون جزءًا منه ولو لفترة قصيرة من الزمن، لأن أي فكرة من الأفكار التي كانت مطروحة لم تكن تحقق طموحاته بالشكل الكافي.
لم يكن حزبيًا في أي نشاطاته، فسرعان ما كان يتخلى عن الانتساب لدى أحد الأحزاب من دون أن يعاديه لأنه نصيرٌ لكل تحركٍ مفيد، وكان يؤمن بالانقلابات الشعبية رافضًا للانقلابات العسكرية، فهو لا يوافق على حكم العسكر وقيادته.
تنوعت مؤلفات الشيخ العلايلي، فقد ألَّفَ في اللغة: مقدمة لدرس لغة العرب، والمعجم الكبير، والمعجم المتوسط، وبعض كتبه لم تُطبع بكاملها حتى الآن، وكذلك كتب في التفسير، وكتب سلسلة "إني أتهم" وهي سلسلة جريئة، كما كتب دستور العمل القومي السياسي، وكتب عن سوريا الضحية, وفلسطين الدامية، والعرب في المفترق الخطر، أي أنَّه كتب في اللغة والسياسة والدين، وخصَّ الإمام الحسين(ع) بتركيزٍ مميز فقد وجد فيه الشخص المُلهِم.
4- موقفه من فلسطين.
كان الشيخ العلايلي محبًا لفلسطين، ومؤمنًا بتحريرها، رأى أن بقاء الكيان الصهيوني في فلسطين هو بمثابة انتحار سياسي للأمة العربية، لأن الوطن السليب لا يخص الفلسطينيين وحدهم بل العرب والمسلمين. " ما تمتحن به فلسطين، وبالأحرى ما نمتحن به في فلسطين، امتحانٌ يراد به محونا، وما لا تمحوه فلا بدَّ أن يمحوك، فمعركتنا في مضمار معركة البقاء ضد الفناء, ودفاعنا في غمارة دفع الحياة في صدر الموت"(6). يذكرني بقول الإمام الخميني(قده) بأن "إسرائيل غدة سرطانية يجب أن تقتلع من الوجود"، كان العلامة يرى بأن وجود إسرائيل نقيضٌ لوجودنا, فإما أن تبقى هي, وإما أن نبقى نحن.
يمكن القول بأن العلامة العلايلي كان يتميز بالانفتاح، وكان وطنيًا وقوميًا وإسلاميًا، وقد ترك آثاره كفرد، ولم يترك مؤسسة بعده، ولعلَّ الظروف التي أحاطت به كانت ظروفًا معقدة, ومع ذلك فلإنَّ بروز شخصٍ مثله يتجاوز كل الاعتبارات المذهبية والطائفية ليؤسس ويعمل بما يدعم الوحدة الاسلامية والوطنية والعربية فهذا أمرٌ مهم وكبير نقدره كثيرًا.
5- موقفنا السياسي.
كان الشيخ العلايلي داعية وحدة, متجاوزًا المذهبية إلى الأفق الإسلامي الرحب, وكان داعيًا إلى التجديد, ومؤمنًا بضرورة تحرير فلسطين لتحرير الأمة, وقد انضم إلى الرموز الإسلامية والوطنية التي ساهمت في العمل نحو خير لبنان والعرب والمسلمين.
بالنسبة للشيخ العلايلي حسينٌ رمز الإسلام الحق ويزيد رمز الانحراف, وإتِّباعُ الحسين ليس وراثة مذهبية ولا تبعية مذهبية بل هو إتِّباعٌ للأصالة والحق, يذكرنا الشيخ العلايلي بكيفية رسم الخطوات الصحيحة من أجل أن يكون سلوكنا الإسلامي سلوكًا موحدًا، فلم يكن الحسين(ع) في التاريخ لفئة دون أخرى، ولم يكن يزيد في التاريخ لفئة دون أخرى، كنا أمام موقفين وبالطبع علينا أن نختار أحد الموقفين وعندها نكون مع الموقف بصرف النظر عن المذهب، فالموقف من الحسين(ع) موقف من الإسلام، والموقف من يزيد موقف ضد الوثنية في المجتمع الإسلامي كما عبَّر الشيخ العلايلي.
المشهد التكفيري اليوم ليس مشهدًا إسلاميًا، بل مضاهاة لخوارج التاريخ بالموقف المنحرف والمخالف للإسلام، نحن ندعو إلى الوحدة الوطنية والإسلامية التي تبحث عن المشتركات ولا تلغي الخصوصيات, وتؤدي إلى الاعتراف ببعضنا كمداميك لا بدَّ أن تتعاون مع بعضها لبناء الوطن.
فليكن واضحًا لمن لا زال الالتباس موجودًا لديه لعلَّه يستفيد من الشيخ العلايلي ليرى بعين الحقيقة: التكفير منهج وليس نتيجة لشيء, والتكفيريون أصحاب مشروع توسعي تدميري وإلغائي حملتهم غزوة الاستكبار الأمريكي ضد سوريا إلى بلداننا فانتهزوا الفرصة للسيطرة, التكفيريون لا دين لهم ولا صاحب لهم وعلى الجميع أن ينبذهم فهم ضد الجميع.
المشروع المعادي واحد هو المشروع الأمريكي الإسرائيلي التكفيري, وقد انتقدَنا بعضهم في وسائل الإعلام كيف نجمع بين الثلاثة، أمريكا هي من استقدم التكفيريين إلى المنطقة, وإسرائيل تنسق معهم عبر الجولان وبحسب تقارير ظهرت أخيرًا من الأمم المتحدة ورصدت مئات حالات التواصل والاجتماعات ونقل الجرحى والصناديق المقفلة والقصف المساعد من الضفة الأخرى ضد الجيش السوري، ألا يكون هذا مؤشرًا على هذه العلاقة وهذا الارتباط بين أمريكا والصهيونية والتكفيريين! وقد رأينا كيف قصفت إسرائيل بطيرانها في سوريا واعتدت في اللحظة التي حقَّق فيها الجيش السوري انتصارات مهمة جدًا في كل أنحاء سوريا، فكان الطيران الإسرائيلي يقصف ليعطي جرعة دفعٍ للتكفيريين، ويمنع من تقدم الجيش السوري، نحن نعتبر أن سوريا قادرة إن شاء الله تعالى أن تنتصر على محاولات تدميرها، وأن التكفيريين قد افتضحوا وانكشفوا، وهم إلى تراجع إن شاء الله تعالى، وسنبقى دائمًا علمًا للوحدة الإسلامية والحق، مع العلامة العلايلي ومع كل المخلصين من علماء المسلمين وحركات المسلمين، ومع كل الوطنيين الذي يسلكون هذا المنهج.
الهوامش:
1- أشعة من حياة الحسين, ط 4, 1996,ص: 19.
2- المصدر نفسه, ص:121.
3- تاريخ الحسين(ع)، ص: 225.
4- - أشعة من حياة الحسين, ص:26.
5- - المصدر نفسه, ص: 110.
6- معركة القومية، العدد: 57.