الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في اللقاء السياسي الذي دعا إليه حزب الله في منطقة حي السلم في مجمع الرضا (ع) في 24/4/2012

إسرائيل هي منشأ أزمات كل المنطقة وتداعياتها التي نراها

ومما جاء فيها:

 اليوم لدينا إرث ورثته الحكومة هو إرث ثقيل جد على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، هذه الحكومة ليست ديون الـ 60 مليار دولار، سببتها الحكومات والسياسات السابقة، هذه الحكومة ورثت مخالفات مالية ودستورية تنكشف يوم بعد يوم ولا من يحاسب عليها، للأسف يغلف البعض الارتكابات التي ارتكبها بالغطاء المذهبي والطائفي من أجل أن يعطل المحاسبة ويعيق بناء الدولة.
 لماذا امتنعوا عن توقيع الموافقة على 8900 مليار في المجلس النيابي حتى تصرف الحكومة وفق القوانين؟ قالوا بأنهم يريدون تبرئة ذمتهم بـ 11 مليار دولار من دون سؤال ومن دون مراقبة، هذا تعطيل للبلد، فلتذهب الـ 11 مليار إلى المحاسبة ويأخذ كل ذي حقٍ حقه، ولكن لماذا تعطلون البلد من منع إقرار مبلغ الـ 8900 مليار؟ كل من يمتنع عن تسهيل إقرار الـ 8900 مليار يساعد على تعطيل الانتظام العام ومصالح الناس.
 للأسف دور المعارضة اليوم في لبنان دور هو إسقاط الحكومة وتخريب البلد، كل معارضة في الدنيا عادة تحاسب الحكومة وتحسن من أدائها وتطالبها ببعض الإنجازات إلا عندنا في لبنان المعارضة يكون هدفها إسقاط الحكومة، لا يكون هدفهم مثلاً تصويب عمل الحكومة، تحسين أدائها، لا، بل يريدون إسقاط الحكومة حتى يحلوا هم مكانها. رأينا تجاربكم السابقة ولم تكن تجارب مشجعة ونحن نعاني من هذه التجارب السودية التي استمرت من خلال الفترة السابقة. لذلك يريدون إسقاط الحكومة بأي شكل وبأي ثمن حتى لا يأخذوا قرار.
 نحن نسجل لهذه الحكومة أنها نجحت سياسياً ، لأنها منعت من أن ينساق لبنان بإطار الأزمة الإقليمية، ولولا هذا الموقف السياسي لكان لبنان غارقاً بالفوضى وبالاقتتال الداخلي،  ونعلم أن هذه الحكومة تواجه عوائق داخلية كثيرة ولكن على هذه الحكومة أن تعمل بجد لإنهاء التعيينات، وإقرار قانون الانتخابات، ومعالجة مشكلة الكهرباء، والقيام ببعض الإجراءات وكل جهة أو فريق داخل الحكومة يتحمل مسؤولية في ذلك، والناس واعية لما يجري إذا كان هناك جهة أو جهات تعيق في داخل الحكومة أو في خارجها.
 أما في الموضوع العام، إسرائيل هي منشأ أزمات كل المنطقة وتداعياتها التي نراها، المشكلة الأولى والأساسية هي إسرائيل، منذ جاءت إلى منطقتنا واحتلت واعتدت والمنطقة تعاني من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية، ومهما حاولت أمريكا أن تصرف النظر باتجاه إيران أو سوريا أو أي مكان آخر سيبقى واضحاً لدينا أن الأزمة من إسرائيل، لأن إسرائيل هي التي تقتل، وهي التي تحتل، وهي التي تدخل إلى القدس، وهي التي تصادر من أجل المستوطنات، وهي التي تهدد بالحرب، إسرائيل هي بؤرة التوتر الأساس في منطقتنا. علينا جميعاً أن نوجه البوصلة إلى إسرائيل لانتلهى بتوجيه البوصلة إلى مكان آخر.
 على العرب أن يعرفوا أن إسرائيل هي التي تريد الإيقاع بيننا، للأسف كنا نتمنى أن نرى تظاهرات عربية ولبنانية ضد إسرائيل، كنا نتمنى أن نقرأ بيانات ضد إسرائيل، كنا نتمنى أن نسمع مواقف ترفض المزيد من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في القدس، كنا نتمنى أن نرى أن بعض الدول العربية أن توقف عملية التطبيع بدل  تحديثها، ولكن للأسف هناك قرار أمريكي وهؤلاء منساقون بالقرار الأمريكي.
 الحمد لله، أنعم الله تعالى علينا بالمقاومة التي فرملت مشاريع أمريكا وإسرائيل في المنطقة، ولولا المقاومة لما وجدنا أي عاقل يقف بوجه إسرائيل للمزيد من الاحتلال والسيطرة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولكن المقاومة بالمرصاد كانت كذلك وحققت الانتصارات بحمد الله تعالى، وستبقة كذلك إن شاء الله لتعيد البوصلة نحو إسرائيل.