برعاية نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم كرَّمت جمعية التعليم الديني الاسلامي - مدارس المصطفى (ص) التلامذة المتفوقين الناجحين بالشهادات الرسمية الثانوية والمتوسطة من الأوائل على مستوى لبنان والأوائل على مستوى المحافظات، حيث بلغ عددهم سبعة عشر تلميذاً وتلميذة من محافظات بيروت والجنوب والبقاع، وبحضور حشد من الفعاليات التربوية ومدراء مدارس المصطفى، إضافة لمدير عام الجمعية الاستاذ محمد سماحة ونائبه الشيخ علي سنان، وحشد من أهالي المتفوقين، وذلك في مطعم الساحة - طريق المطار. وقد ألقى مدير الجمعية الاستاذ سماحة كلمة أثنى فيها على الجهود المباركة للتلامذة والأهل، معاهداً على السير قدما ً في تحقيق الدرجات العالية في حضن الإيمان والتقوى.
ثم كان كلمة راعي الحفل الشيخ قاسم جاء فيها:
انتصار المقاومة الاسلامية على إسرائيل يقابله بعبعة إسرائيلية نسمعها من باراك ومن بعض المسؤولين في هذه الأيام، لقد استفاق الاسرائيليون بعد ثلاثة أعوام بأنهم كانوا منتصرين لكنهم انساقوا بسبب تقرير فينوغراد والهزيمة الحقيقية على الأرض، فتحدثوا عن الهزيمة لسنوات ثلاث، ثم في هذا العام قرروا التعميم على وسائل الإعلام بأنهم منتصرون، هذا لن ينفعهم لأنهم مهزومون عسكرياً وسياسياً ونفسياً وأخلاقياً وبكل المعايير، ونحن منتصرون عسكرياً وثقافياً وإيمانياً وسياسياً وبكل المعايير أيضاً، هزيمتهم ستستمر ونصرنا سيستمر إن شاء الله تعالى. آثار هذا النصر لن تتوقف عند حدٍّ معيَّن، وعلى الأقل كان لآثار نصر تموز في لبنان ثلاثة عناوين: أولاً، أن انتصار تموز منع أن يكون لبنان ساحة أمريكية إسرائيلية، سواء لمشروع الشرق الأوسط الجديد أو للمؤامرات التي يريدونها من بوابة لبنان لساحاتهم المختلفة في المنطقة العربية. ثانياً، أظهرت حرب تموز قوة لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه، مما عطَّل اللعب بالتوازنات الداخلية، وترجيح مواقع الأطراف التي لا تمثيل كبير لها في ساحتنا، وبالتالي عدنا إلى خيارات الناس بمعزل عن التأثيرات الخارجية التي تلعب بالتوازنات الداخلية. ثالثاً، ثبَّتت حرب تموز أن المقاومة هي عماد الدولة، ولا دولة قوية وقادرة من دون مقاومة قوية وقادرة، وقد تحولت هذه المقاومة إلى جزء لا يتجزأ من استقلال لبنان وعزة لبنان ومعنوياته وكانته، وهذا سيستمر إن شاء الله تعالى ببركة جهود المجاهدين وهذا الشعب الطيب الذي يلتف حول المقاومة. أمام هذه الإنجازات التي حصلت في نصر تموز لا يمكن أن تكون تحديات باراك مهمة أو مؤثرة، تصوروا أن باراك يتحدث اليوم عن خرقنا للقرار 1701، وإسرائيل تخرق هذا القرار كل يوم عشر مرات وأكثر، يتحدث باراك عن الأمن والسلام وهو رأس الجريمة والعدوان، إذا كان الإسرائيليون يعتقدون أنهم بتهديداتهم يخيفوننا فهم واهمون، ونحن نعلم أن تهديداتهم لها أهداف معنوية داخلية في الكيان الاسرائيلي، لكن لن يحصلوا لا على الأهداف المعنوية في الكيان الإسرائيلي ولن يخيفوا لا مقاومتنا ولا شعبنا، وبالتالي نحن سنبقى جاهزين لكل التحديات، وسنبقى مرفوعي الرأس، نحرِّر الأرض ونحافظ عليها محرَّرة من العدوان إن شاء الله مما فعل الاسرائيليون وإذا أرادوا فليجربوا حظَّهم.
أما حكومة الوحدة الوطنية، فقد أُنجزت الخطوات الأولى لتشكيلها، اتفقنا كمعارضة مع الرئيس المكلف ومع رئيس الجمهورية على كيفية عمل هذه الحكومة، واتفقنا على نسبة الأعداد والتوزيع في داخلها، كما أخرجنا صيغة مبدعة، تؤكد على حماية الأقلية النيابية في حال نوقشت القرار التي تحتاج إلى أغلبية الثلثين، وذلك بتوافق دائم إن شاء الله تعالى، وبآليات تساعد على هذا التوافق ما يعني أن الصورة العامة للحكومة أصبحت واضحة بتشكيلتها، تبقى الحقائب والأسماء التي تحتاج إلى بعض المتابعة. من هنا، صيغة حكومة الوحدة الوطنية المقترحة مرضية بالنسبة إلينا، ونعتقد أن لا شيء يُعيق إنجازها أو اكتمال الأعداد والمناصب الموجودة فيها، وكل التطورات التي شهدناها في اليومين الأخيرين لا تؤثر على تشكيلة هذه الحكومة ولا تُعيقها، بل بالعكس هي تدعِّمها كحكومة وحدة وطنية بحيث تُزيل الفوارق بين الأطراف المختلفة وهذه نقطة إيجابية. حكومة الوحدة الوطنية القادمة ليست حكومة أكثرية ولا أقلية، هي حكومة وحدة وتوافق وتعاون تضم جميع مكونات المجتمع اللبناني، هذه الحكومة صالحة لأن تبني وتعمِّر، وأن تثبِّت السيادة والاستقلال، وأن تدعم مقاومة الاحتلال وتواجه الفتنة بكل أشكالها. هذه الحكومة القادمة تحمل مسؤولية كبيرة في معالجة الشأن الاجتماعي والاقتصادي، نعم لن ينتفع المتسلقون والمتوترون من حكومة الوحدة الوطنية، لأن محلَّهم ليس فيها، وإن وُجد البعض فلن يتمكن من حرفها عن مسارها، لأنها تحمل قابلية خدمة الوطن ولا تحمل قابلية خدمة الباحثين عن دور لهم. نحن نريد حكومة الوطن ولا نريد حكومة الأدوار الخاصة، وبالتالي نعتبر أن الطريق ممهدة لهذه الحكومة.
لقد سمعنا بالأمس مواقف مهمة للسيد وليد جنبلاط، وهو عندما يؤكد على الثوابت الوطنية الناجعة، إنما يساهم بشكل فعَّال في تدعيم الخيارات الوطنية، ويعزِّز مسيرة الاستقلال، ونحن ننظر بإيجابية إلى هذه المواقف. وليكن واضحاً، لسنا من الذين يتعلَّبون، ولسنا من الذين تحكمهم هواجس الماضي، نحن ننظر إلى المواقف السياسية ونتعاطى معها، وندعو كل الأطراف إلى عدم استحضار أدبيات وتوترات وسلبيات المرحلة الماضية المأزومة، لأن علينا أن نتطلَّع إلى المستقبل، وهؤلاء الذين يتحدثون دائماً بشكل متوتر في الساحة لن يسمعهم أحد، وسيتضررون من توترهم، الآن وقت العمل، ولنستفد من فرصة انشغال العالم بغيرنا، على الأقل هذه مرحلة يتحدثون فيها عن سياسات ورؤى ومتغيرات في المنطقة وفي العالم، ولبنان يستطيع أن يعبر في هذه المرحلة الحساسة من دون ضغوطات لا من شرق ولا من غرب ولا إقليمي ولا دولي، الآن وقت العمل بالآليات الدستورية، والاهتمام بالوضع الاقتصادي والاجتماعي بالدرجة الأولى، دعونا من أولئك الذين ينظِّرون ويفسِّرون الدستور على شاكلتهم، ويضيِّعون وقت الناس بقضايا تستجلب حواراً ونقاشاً فيه مضيعة للوقت، الآن وقت العمل من أجل أن نبني لبنان، فلتشكَّل الحكومة في أسرع وقت، وأعتقد أنها إذا تشكَّلت الآن فبإمكانها أن تخطو خطوات مهمة لمصلحة لبنان.