ومما جاء فيها:
نحن اليوم أمام حكومة إسرائيلية يرأسها نتنياهو، يعني نحن أمام فترة من الزمن لا إمكانية حتى لشكل التسوية أو لإجراء الحوارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وبالتالي كل الذين يتحدثون عن التسوية وعن الحلول مع إسرائيل وعن المبادرات للسلام إنما يضيِّعون الوقت، ومع إسرائيل لا يوجد حل إلاَّ المقاومة لتحرير الأرض واستعادة الحقوق.
أمَّا في لبنان، فنحن بالتأكيد نتأثر بكل المحيط العربي والإسلامي والدولي، من يقول أن لبنان لا يتأثر بما يحيط به يحاول أن يذر الرماد في العيون، لبنان يتأثر ولكن علينا أن نحوِّل هذا التأثر لمصلحة لبنان بدل أن يكون لبنان بيد الآخرين، بناء عليه، الرياح الموجودة اليوم في المنطقة هي رياح مصالحة بين عدد من الدول العربية، والرياح الموجودة دولياً هي رياح مفاوضات ونقاش ومحاولة الانفتاح على الآخرين، إذاً علينا في لبنان أن نستفيد من هذا المناخ الإقليمي والدولي كي لا نشنج الأوضاع، وكي لا نوتر الأجواء، وكي نستفيد من هذه المناخات الإقليمية والدولية لمصلحة لبنان.
من هنا يجب أن يُحسب أي خطاب متوتر من الساحة، وأعلم أن بعض الموتورين الذين لم يتوقفوا عن خطاباتهم المتوترة ولن يتوقفوا هم الخاسرون والمحبطون، الذين يعتقدون أنهم ببعض الصراخ يعوِّضون خسارتهم التي أدَّت إليها التهدئة السياسية, والتي ستؤدي إليها نتائج الانتخابات.
وأقول لكم من الآن أن الانتخابات القادمة ليست آخر الدنيا، الانتخابات القادمة ستكون فيها أكثرية وأقلية، على الأقلية كائناً من كانت أن تقبل بحظها، وعلى الأكثرية كائناً من كانت أن تمد يدها إلى الأقلية لتتعاون معها لأن لبنان بتركيبته لا يُبنى إلاَّ على التوافق، خاصة أن الأكثرية والأقلية في لبنان ليست بفوارق كثيرة، وبالتالي يوجد قدر من التوازن يتطلب منّا أن نتعاون مع بعضنا لمصلحة لبنان.
نحن اليوم مقبلون على بعض المتغيرات وإن شاء الله تكون لمصلحة بلدنا ولمصلحة مقاومتنا، وقد تبيَّن بما لا يقبل الشك خسارة المواقع الدولية والإقليمية التي تآمرت على لبنان وفلسطين والمنطقة وهذه نعمة من الله تعالى تدعونا إلى الشكر، والشكر يكون بثباتنا واستمرارنا على الطاعة وعلى خط الإسلام.