في مقابلة أجرتها معه قناة الميادين تحدث الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم عن معركة الإسناد، كيف ولماذا اختار حزب الله الدخول فيها لمساندة غزة، وماذا قال الأخوة في حماس بعد شهرين من انطلاقتها، هنا ايرز المواقف التي اطلقها سماحته، على أن ننشر النص الكامل والفيديو بعد انتهاء المقابلة:
الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حوار خاص مع الميادين
يتحدّث الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في حوار خاص مع الميادين أجري بتاريخ 11 حزيران/يونيو الماضي، عن معركة إسناد غزة، والحرب على لبنان، ويعلّق على الأوضاع الإقليمية، ويشير إلى استراتيجيات العمل للمرحلة القادمة.
في مقابلةٍ مطوّلة مع شبكة الميادين الإعلامية أجريت بتاريخ 11 حزيران/يونيو الماضي، تحدّث الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، عن معركة إسناد غزة، والحرب على لبنان والوضع الحالي لحزب الله، سياسياً وعسكرياً، كاشفاً عن الخروقات التي تعرض لها الحزب، وتحديداً في ما يخصّ حادثة "تفجير البيجر"، وعن الوضع الداخلي والضغوط التي تتعرض لها البلاد، متطرقاً إلى الأوضاع الإقليمية، وتحديداً المستجدات في سوريا، ومشيراً إلى استراتيجيات العمل للمرحلة القادمة.
معركة إسناد غزة
بدايةً، وضع الشيخ قاسم معركة الإسناد في إطار النِتاج الطبيعي لـموقف حزب الله من"طوفان الأقصى"، مُعلناً أنّ الشورى اجتمعت وقررت بالإجماع الدخول في معركة إسناد.
وذكر أنّ ذاك الاجتماع عُقد بعد يومين، إذ "إن أمراً كهذا لا يؤخَذ قراره بالهاتف أو بالاتصالات، والمعرفة كلها كانت طارئة"، وقد اتخذ في اليوم الأول القرار باستهداف مزارع شبعا، وهو ما بدأ في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ورداً على سؤال "لماذا مساندة وليس حرباً شاملة؟"، أجاب الشيخ قاسم أنّ الحرب الشاملة نتائجها متوقعة، وتتطلب استعدادات مسبقة، و"هذا لم يكن متوفراً".
لذلك، "كان لا بدّ أن ندخل بعملية المساندة وبشكل محدود ونراقب التطوّر الذي سيحصل، وعلى أساسه نحسم خيارنا بشكل واضح أكثر"، وفق الشيخ قاسم.
وتابع، في سياق النقاش داخل الحزب، وبعد أسابيع من حرب الإسناد، "ترسّخت القناعة لدى قيادة الشورى بخوض حرب مساندة وليس حرباً شاملة، والسبب أنّ المساندة تحقّق الأهداف المطلوبة من دون الحاجة إلى الحرب الشاملة".
وحدّد الشيخ قاسم الأهداف، وهي أولاً جذب عدد كبير من قوات العدو الإسرائيلي إلى منطقة شمال فلسطين المحتلة.
ثانياً، تهجير المستوطنين لخلق أزمة اجتماعية، اقتصادية، أمنية في شمال فلسطين.
وثالثاً، إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى بالجنود الإسرائيليين.
وذلك يسهم في التقليل من القدرات الموجودة في منطقة غزة وغلاف غزة، والتخفيف عن أهل غزة، إضافةً الى أنّه "يعطي رسالة واضحة للاسرائيليين بأنّهم سيواجهون على جبهتين، وبالتالي أفضل لهم أن يجدوا حلّاً ويوقِفوا الحرب".
لم يكن هناك أي تنسيق مسبق في معركة الطوفان
نفى الشيخ قاسم وجود أيّ تنسيق مسبق في بداية المعركة، وقال "نحن لم نكن نعرف، وإذا لم نكن على علم فلا نستطيع أن ندخل في معركة شاملة".
وأضاف أنّ رسالة من القائد العام لكتائب القسام الشهيد محمد الضيف وصلت إلى حزب الله من أحد ما من لبنان وتم نقلها من غزة.
وأعلن أنّ حزب الله تناقش حينها مع القيادي في حماس خليل الحية ومجموعة من المرافقين له كانوا يزورون لبنان ويغادرون.
وأكد أنّ المقاومة الفلسطينية وصلت إلى قناعة بأنّ المساندة كافية وتؤدي الغرض المطلوب، وجاء ذلك في جلسة مع الشهيد السيد حسن نصر الله.
وشرح الشيخ قاسم، أنّه خلال الشهرين جرت مناقشة حرب الإسناد، إن كانت كافية أم لا، و "لكن تبيّن أنّ الإسرائيلي متغوّل جداً، وأن هناك قواعد جديدة، والدعم الأميركي كبير، وأنّ أكثر من المساندة لن يحقق المطلوب".
وبيّن أنّ أكثر من المساندة لن يمنع الاحتلال (لن يمنع الاحتلال من حربه على غزّة)، و"قناعتنا أن المساندة حققت الأهداف المطلوبة".
على صعيد إيران، أكد الشيخ قاسم وفق معلوماته أنّ طهران لم تكن على علم، "بل أكثر من ذلك، قسم من قيادة حماس في الخارج لم يكن على علم".
وأكد أّنّ الموقف كان نصرة القضية الفلسطينية بكل محطاتها، ولا سيما في المرحلة الاستراتيجية في طوفان الأقصى، وذلك " قالوا لنا أم لم يقولوا"، في إشارة إلى تنسيق غزة.
وفي ضوء ذلك، أعلن الشيخ قاسم أنّ الدعم الإيراني العسكري والمالي والسياسي والإعلامي والمخابراتي لم يتوقف.
إلى أين وصل حزب الله في التحقيق في الخروقات التي تعرض لها؟
وفي ما يخصّ الخروقات التي تعرض لها حزب الله، كشف الشيخ قاسم عن وجود لجنة تحقيق مركزية تعمل لغاية الآن ولم تنته بشكل نهائي، وإلى جانبها أنشأ حزب الله لجان تحقيق فرعية في كل موضوع من الموضوعات (بيجر، مكان شهادة السيد نصر الله، مكان شهادة السيد هاشم صفي الدين).
وعدّد الشيخ قاسم بعض القواعد العامة التي تمّ التوصل إليها، وهي واضحة تماماً في التحقيق.
في موضوع البيجر، اكتُشف وجود ثغرة في عملية الشراء التي حصلت في السنة والسنة ونصف الأخيرة، وقال: "لم نكن نعلم أنّ سلسلة الشراء مكشوفة، ولم نستطع من خلال وسائلنا أن نكتشف وجود التفجير".
وأضاف أنّ المتفجرات التي وضعت في البيجر من نوع استثنائي لم تكشف في الفحص الذي تمّ بالأدوات المتوفرة، وبالطرق المعروفة، وهذا "يمكن أن نضعه في دائرة التقصير أو القصور".
وعمّا إذا كان حزب الله قد تلمّس أنّ أجهزة البيجر كانت ملغومة، أعلن الشيخ قاسم أنّه في اليومين الأخيرين قبل وقوع التفجير وُجدت محاولة للبحث في البيجر بطريقة مختلفة، مثلاً أن يُكسر الجهاز، وهذا جاء بناءً على ملاحظة خلل أثار علامات استفهام.
أمّا فرضية أنّ يكون الاحتلال قد عجّل بضربته (تفجير الأجهزة) بسبب الخوف من أن تنكشف، فأوضح الشيخ قاسم أنّ هذا تقدير "إسرائيل".
وفي هذا السياق، أكّد الشيخ قاسم وجود دفعة تقدر بـنحو 1500 جهاز "بيجر" مفخخ في تركيا، لكن جرى اتّصال برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للطلب من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تفجير هذه الأجهزة، وهنا تمّ استدراك الموضوع بعد عملية تفجير البيجر التي وقعت.
أما الحديث عن وجود دروع للعسكر والمقاومين مفخخة كان يمكن أن تصل إلى حزب الله، فنفى الشيخ قاسم علمه بهذا الموضوع.
موضوع آخر في الخرق، هو الثغرة في شبكة الاتصالات وكانت تصل الأخبار من المعنيين بوجود تنصت، لكن لم نكن نعلم أنّه بهذا المستوى، فالتنصّت شبه شامل، أو واسع بشكل كبير جداً.
وعن الخرق أيضاً من خلال الطيران الإسرائيلي، أكد الشيخ قاسم أنّ الاحتلال جمع "داتا" على مدار 17 عاماً تتعلق بمتغيّرات جغرافية. وهنا لم تتوفر لدى حزب الله معلومات عن مدى المعرفة الإسرائيلية.
وبناءً على ذلك، "وبكل صراحة"، أوضح الشيخ قاسم أنّ الخرق البشري صار أمراً خفيفاً ومحدوداً جداً أمام هذا الكم الضخم من المعلومات الذي كان متوفراً بسبب التنصّت و الطيران المسيّر والإحداثيات.
وأكد الشيخ أن خرقاً بشرياً واسعاً لم يظهر، نافياً بشكل قاطع معطيات بشأن وجود خرق بشري بشخصيات أساسية أو قادة في داخل حزب الله.
وتعهّد الشيخ قاسم بالتحدث أمام الرأي العام، والقول إن كان يوجد خرق بشري أو لا، وتحديد مستوى هذا الخرق.
حزب الله ما بعد الحرب
وفي ما يتعلق بواقع حزب الله بعد الحرب، طمأن الشيخ قاسم أن شعباً كهذا، وأمة كهذه، وحزباً كهذا، و مقاومة كهذه، "لا يهزمون"، متسائلاً: "هل تتوقعون إلّا أن نكون موجودين وأقوياء وقادرين أن نحقق المستقبل الذي نريده نحن"؟ داعياً إلى الاستماع إلى أقوال جرحى "البيجر" والناس.
وشرح أنّ الحزب الذي أُصيب بـ"البيجر" واللاسلكي، واستُهدفت قدراته النوعية، واستشهد أمينه العام، والسيد صفي الدين، ومجموعة من القادة الكبار والمعاونين والصف الأول وبعض من الموجودين في الوحدات، كان بحسب النظرية الإسرائيلية سينتهي، وعندما يعود الحزب ويقف على قدميه ويخوض معركة البأس، يوصِل "إسرائيل" إلى اتّفاق وقف إطلاق النار، ماذا يعني ذلك؟
كذلك، عدّد الشيخ قاسم عناصر النصر، والتي تمثّلت باستمرارية الحزب وبمنع "إسرائيل" من التقدم إلى الداخل اللبناني وأن تصل الى بيروت أو إلى صيدا، مضيفاً أنّ الحزب انتصر بالألفة الموجودة في الداخل اللبناني حيث بقيت على أحسن وتيرة ولم تستطع "إسرائيل" أن تفتعل فتنة، وبأنّ الإنهاء لم يحصل وتحقيق أهداف الإسرائيلي لم يحصل.
وشدّد الشيخ قاسم على أننا " نحن أمام مرحلة جديدة، المرحلة الجديدة لها معطياتها ولها أدواتها ولها إمكاناتها ولها خططها".
"لن نصبر إلى ما شاء الله"
وبشأن العدوان المستمر والذي طال الضاحية الجنوبية لبيروت، شدّد الشيخ قاسم على أنّ المقاومة "لن تصبر إلى ما شاء الله، إذ يوجد حدود في النهاية "، أما "متى وكيف وبأي طريقة، فأنا لست في صدد تحديد الآليات أو الزمان".
وذكّر أنّ الضغط لن يحقق الأهداف والمواجهة ستكون عندما يتخذ القرار، ولا خيار ثالث بين النصر والشهادة، و" لا خيار لدينا اسمه الاستسلام".
واكتفى الشيخ قاسم بالقول: "الآن جاهزون، فقط، نحن نرمم، ونتعافى"، من دون التحدث عن تفاصيل الأعداد البشرية والقدرات العسكرية، مشدداً على أنّه "إذا هجمت إسرائيل فسنقاتلها... ونحن جماعة ميدان".
وعن سؤال تصفية 500 مخزن من الأسلحة المتوسطة والثقيلة، أجاب الشيخ قاسم: "هم يتكلمون عن الشيء الذي رأوه في جنوب نهر الليطاني، البلد واسع الحمد لله".
وأوضح الشيخ قاسم أنّ هذا النوع من العدوان الإسرائيلي يتم بالتشاور مع الولايات المتحدة، التي تعتمد سياسة "دعونا نأخذ في السياسة ما لم نأخذه في الحرب، إذاً حتى يستطيع الأميركيون بالسياسة أن يأخذوا عليهم أن يمارسوا ضغوطات، الضغوطات يمارسونها من خلال إسرائيل".
وهنا، تقدّم الشيخ قاسم بالتحية إلى الرئيس اللبناني جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وكل المسؤولين المعنيين بشأن "المشهد الجميل"، حيث بدا أركان الدولة اللبنانية على موقفٍ واحد.
استشهاد السيد صدمة مفاجئة
وعن استشهاد السيد نصر الله، أكّد الشيخ قاسم، أن ذلك شكّل صدمة مفاجئة للجميع، وله أيضاً، قائلاً: "لم يكن استشهاده مفاجئاً للعالم فقط، بل حتى نحن لم نكن نتوقع أن يغادر في هذا التوقيت. لو سألني أحد قبل ذلك لقلت إننا قد نُستشهد جميعاَ ويبقى سماحة السيد، لما كان يتمتع به من قوّة، شجاعة، وتسديد إلهي واضح".
وأضاف الشيخ قاسم: "بكل المعايير، لم يكن من السهل تصور رحيله. ربما هذه المعطيات كانت مرتبطة بسرّ الأمانة الإلهية، لأننا لا نعلم متى يحين الأجل، ولكن من حقّه أن يرتاح، ومن حقّه أن يرتقي إلى المقام الأعلى. نحن نرى الشهادة وساماً، وهو نال الوسام الأعلى".
وتابع: "نحن لا نبكي لأنه غادر، بل نبكي لأننا لا نعلم كيف يمكن أن نعوّض هذه القدرات، هذه اللهجة، هذا الزخم، هذا الموقف. خسارتنا كبيرة، لكن هذا هو درب الحياة، ونحن مؤمنون، نعرف أن الموت حق، وأن الشهادة مقام عظيم".
وفي وصف اللحظات الأولى لتلقيه النبأ، قال الشيخ قاسم: "على المستوى الشخصي، كنت في حالة إنكار، قلت ربما الخبر غير صحيح، ربما لم يصله الانفجار، ربما لا يزال حياً في غرفة ما، لكن في اليوم التالي، أكّد الإخوة أن الجثمان أُخرج، وهنا ثبتت الحقيقة".
وقال أيضاً: "أصعب ما نواجهه اليوم هو كيف نكمل بعده. نحن نؤمن أنّ الشهادة لا توقف المسيرة، بل تغذّيها. والتحدي أمامنا أن نكون بمستوى هذه الشهادة، وأن نكمل العمل على الطريق ذاته، بإخلاص وعزم. نسأل الله أن يُعيننا على هذه الأمانة".
تولي المسؤولية
وعن توليه المسؤولية بعد استشهاد السيد صفي الدين، أوضح الشيخ قاسم أنّ الأمين العام في حزب الله هو رئيس المجلس الجهادي، ويعني أنّه معني بإدارة العمل العسكري.
وأضاف: "عندما صرنا في هذا الموقع بات علينا أن نعرف أكثر، نتواصل أكثر، ونرى القادة المعنيين في هذا الموضوع ليستطيع المرء أن يدير هذا العمل".
وأشار الشيخ قاسم في هذا السياق، إلى أنّه سُئل من قبل أحد القادة العسكريين الإيرانيين، وآخَر لبناني لكنه ليس في الحزب، عن كيفية إدارته للمعركة العسكرية"، موضحاً أنّهم كانوا متفاجئين "على اعتبار أنّ ليس لي علاقة بالموضوع".
وهنا، حدّد الشيخ قاسم أنّ المقومات الأساسية لإدارة حزب وإدارة مقاومة، أن يمتلك المرء "بعض الكفاءة بالقدرة الإدارية".
ثانياً، أن "يكون عنده وعي سياسي يفهم هذا الحزب وماذا يريد وما هدفه.
ثالثاً، أن "تكون عنده تجربة وخبرة، بحيث يكون مطلعاً على ما في هذا الحزب، وعلى قدراته وعلى وضعه حتى يستطيع أن يُدير"، وأكّد أنّ ذلك متوفر.
وأشار الشيخ قاسم إلى أنّه كان عضو شورى مع سماحة السيد نصر الله، ونائباً للأمين العام لاثنين وثلاثين عاماً"، موضحاً أنّ "الهيكليات العسكرية، وأسماء القيادات العسكرية والقرار السياسي كانت تقرر في الشورى".
كذلك، مناقشة سيناريوهات المعارك المحتملة والخطط – كحرب الجرود، دخول حزب الله إلى سوريا، أو القتال أو الرد على عمل عسكري إسرائيلي أو ما شابه، "كل هذا كان يُعرَض في داخل الشورى"، مشدداً على وجود شيء من الإلمام بكيف يصدر القرار العسكري.
وشدّد على أنّ "الحزب كان يُدار كما يُدار الحزب الذي له أمين عام، لم يكن أحد يدير الحزب بدلاً منّا".
وأوضح أنّ هذا الانتظام الذي كان في المعركة بين مئتين أو أقل بقليل أو أكثر بقليل كل يوم، "كان تابعاً لقرارات تُتّخَذ"، بحيث إنّ "ضرب تل أبيب والوصول إلى بيت نتنياهو، إرسال 370 بين صاروخ وطائرة يوم الأحد الذي سمّوه هم يوم الأحد الأسود في الـ24 من تشرين الثاني"، كانت لها قراراتها المستقلة.
قصف "تل أبيب" وصمود الجبهة
بناءً على ما ذُكر، تحدث الشيخ قاسم عن عملية قصف "تل أبيب"، والتي كانت مبنية على قرارات و"الأمين العام كان يتابع من خلال القيادة العسكرية".
وأكد أنّه حينها كانت كل القيادة العسكرية مملوءة وموجودة ولم يكن هناك موقع عسكري واحد شاغراً، و"وضعنا بدائل بسرعة".
ولفت إلى وجود مشورة إيرانية، متقدماً بالشكر لأجلها، إلا أنّه جدّد التأكيد أنّ "القرارات لها علاقة بالهيكلية التابعة لنا".
وذكر، على سبيل المثال، أنه بعد إنهائه لكلمته الثالث بدأ القصف، "كيف يظهران سوياً؟ لولا وجود خطة مرسومة بالموضوع لا يظهرا سوياً".
وشدّد على أنّ الجبهة شهدت صموداً أسطورياً على الجبهة، الأمر الذي يحمل جانبان: "جانب هم الشباب المتموضعون وهم القائمون بالحمل ويعرفون ماذا يفعلون حتى لو انقطعوا عن العالم، وقاموا بشىء أسطوري، فيما يوجد قسم آخَر كان يأتي من الخارج واسمه الدعم، الذي اسمه القصف".
وطمأن الشيخ قاسم أنّه إلى "آخر لحظة كان هناك دعم عسكري وبشري يصل إلى الجبهة، بحيث إنّ المقاتلين المجاهدين كانوا يصلون إلى بلدة الخيام الجنوبية، وإلى أماكن أخرى من الجبهة الخلفية، إذ لم ينقطع كل شيء"، لافتاً إلى أنّه "هناك أماكن لم نكن نستطيع".
وأشار إلى أنّ ذلك "له علاقة بالإدارة العسكرية التي كانت موجودة، فيما الأمين العام يتابع مع هذه الإدارة العسكرية، وحاجاتها ومتطلباتها، وقرارها".
"حزب الله يرمم ويتعافى وجاهز الآن"
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت مقاومة حزب الله قادرة ولديها القدرات البشرية وغير البشرية، قال الشيخ قاسم إنّه لن يتكلم عن كل شي له علاقة بالأعداد البشرية والإمكانات العسكرية، وبالنسب المئوية عن قوة الحزب، وكم بقي منها وكم راح، بل اكتفى بالقول فقط إنّ حزب الله "يرمم ويتعافى وجاهز الآن".
وأضاف: "طبعاً نحن جاهزون الآن، فلو افترضنا أنّ إسرائيل هجمت، فنحن لن نتفرج عليها بل سنقاتلها".
وتعليقاً على ما ذُكر عن تصفية خمسمئة مخزن من أسلحة حزب الله المتوسطة والثقيلة، من قبل المعنيين في البلاد، أكّد الشيخ قاسم أنّهم "يتكلمون عن الشيء الذي رأوه في جنوب نهر الليطاني، لكن البلد واسع"، ولن "أتكلم أكثر في هذا التفصيل".
لماذا وافق حزب الله على وقف النار؟
وعن مجريات قبول حزب الله باتفاق وقف إطلاق النار، رجع الشيخ قاسم في شرحه إلى ما قبل اندلاع الحرب، بحيث إنّ "الشهيد الأقدس السيد نصر الله كان يقول إنّه لا نريد حرباً"، مشيراً إلى "مشروع فرنسي أميركي لوقف إطلاق النار كان مطروحاً في لبنان لمدة واحد وعشرين يوم بمعزل عن غزة، قبل أن تندلع الحرب الطريقة التي فُتحت".
وفي تفاصيل المقترح، أوضح الشيخ نعيم أنّ المقترح طرح "وقفاً للنار لمدة واحد وعشرين يوم لأنّ الحرب مستمرة في غزة، ونحن سابقاً ربطنا بغزة".
ولفت إلى أنّه "انتشر بيان فرنسي أميركي في يوم الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر الماضي بأنّ هناك هكذا مشروع، وفيما كانت الصحافة تتحدث والاتّصالات قائمة، بلغ السيد نصر الله الرئيس بري عبر الحاج حسين الخليل بموافقة الحزب على فكرة وقف إطلاق النار بالصيغة المطروحة، وبماذا يمكن أن يُحسّن بها من خلال النقاش".
لكن يُكمل الشيخ نعيم أنّه "بعد يومين من الإعلان الأميركي - الفرنسي حدث اغتيال السيد نصر الله، وبالتالي أخذت الأمور منحى آخر، ودخلنا في المعركة التي لاحقاً سمّيناها معركة أولي البأس"، مستطرداً بالكشف عن أنّ تسمية المعركة بمعركة "أولي البأس" أتت بعدما أرسل الشهيد محمد عفيف بضرورة تسمية المعركة، وطرح اقتراحات منه ومن شخص آخر، ظهر بها اقتراح "أولو البأس".
وأضاف: "أعجبتني لكن قلت إنّها جافة، مرفوعة، وإنّها وردت بالقرآن "أولي البأس"، فقلنا من الأفضل إعلانها "معركة أولي البأس" فتصبح مضاف ومضاف إليه، فتكون الكلمة كما الكلمة القرآنية، "عباداً لنا أولي بأسٍ شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا".
وبيّن في هذا السياق، أنّ "حزب الله خاض معركة أولي البأس رداً على العدوان الإسرائيلي، ولم يأخذ قراراً بدخول الحرب"، مضيفاً: "عندما نردّ العدوان، فمن الطبيعي أن نكون حاضرين في أي وقت يتسنى لنا وقف إطلاق النار، أي وقت العدو يوقِف نحن عندنا استعداد أن نتوقف، لأننا لسنا من افتعل الحرب بل العدو خاضها".
وتابع: "وصلنا إلى محل منعنا العدو من أن يتقدم، ومنعناه من أن يحقق أهدافه، فيما كان احتمال استمرار الحرب لأسبوع أو اثنين أو شهر أو أكثر، سيُحوّل المعركة إلى معركة استنزاف بلا هدف، وسنعود ونصل إلى اتفاق. ولذلك، فإنّنا وافقنا في الرابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر على وقف النار، لأنّ العدوّ وافق على الاتفاق".
وذكر الشيخ قاسم أنّ المبعوث الأميركي آموس هوكستين "أحضر آنذاك مقترحاً وناقشه مع الرئيس بري، الذي أرسل لنا المقترح بدوره بعد ووضع ملاحظات، كما أنّنا وضعنا ملاحظاتنا وأرسلناها إلى الرئيس بري، الذي ناقشها أيضاً مع هوكستين، ليصدر الاتفاق الذي أُعلن عنه".
وفي الإطار، أكّد أنّ "الاتّفاق موافَق عليه بإجماع الشورى"، لافتاً إلى أنّ "الإخوان الجهاديين الموجودين في المواقع المتقدمة قالوا إنّ هذا المقترح بمحلّه بعدما وصلنا إلى نقطة استنزاف بلا هدف".
"قرار وقف إطلاق النار كان قراراً لبنانياً"
ورداً على ما جرى تداوله عن أنّ وقف إطلاق النار أتى في وقتٍ لم تكن القيادة المركزية على تواصل جدي مع الجبهة في الجنوب، بحيث إنّ السهو عن تسطير المقاومين أسطورة حقيقية في الميدان فرض القبول بوقف النار، أجاب الشيخ قاسم بالتساؤل: "كيف يكون وقف إطلاق النار الساعة الرابعة والذين على الحافة الأمامية كما الذين في آخر مكان كلهم يلتزمون بالقرار".
وأوضح أنّه "كان هناك سلسلة قيادة مترابطة بطريقة أنّ هناك قرار يُنفَّذ، قرار بالقتال فيحدث قتال، أو قرار بإيقاف القتال فيحدث إيقاف للقتال".
أمّا عن موضوع أنّ إيران طلبت من حزب الله إيقاف القتال، فأكّد الشيخ قاسم أنّ ذلك "ليس صحيحاً، بل إنّ هذا القرار نحن من قررناره، وأبلغنا الإيراني أنّنا سنفعل ذلك، بمعنى أنّه أخذ علم، لكنه لم يطلب منّا أبداً".
وشدّد على أنّ هذا القرار "هو قرار لبناني، ووافقت عليه الدولة اللبنانية بالواسطة وبالمفاوضات غير المباشرة بعد أن قلنا موقفاً واحداً كحزب الله وحركة أمل في الموافقة على الاتّفاق".
"دور إيران كان أساسي في صمود المقاومة"
وبشأن قرار المساندة في معركة "طوفان الأقصى"، فأكّد الشيخ قاسم أنّ الحزب "بادر وأخذ قرار المساندة بلحاظ ظروفه وقدرته على أن يعطي"، رغم أنّ الطرف الفلسطيني "لم يكن مرتاحاً في البداية" لاعتباره أنّ ذلك "غير كافٍ"، إلاّ أنّهم "لاحقاّ اقتنعوا، وبالنهاية نحن قمنا ما نقدر عليه".
وعن دور إيران، أوضح الشيخ قاسم أنّ طهران "اتخذت تقديراً واضحاً بأنّ أي دخول في المعركة من قبلها يعني دخول أميركا مع إيران"، ما كان "سيصبّ في مصلحة الإسرائيليين الذين يريدون أن تزجّ أميركا في المعركة، لكن مفتاحها أن تضرب إيران".
واعتبر أنّ الأفضل كان "ألاّ تتدخل إيران طالما هذا لا ينفع"، بل تكتفي بدورها في تقديم "الدعم المالي والعسكري والسياسي والإعلامي وكل أشكال الدعم الذي كل المحور بحاجة له"، واصفاً هذا الدور بأنّه "الأساس بصمودنا وصمود الكل، وعطاءاتنا وعطاءات الكل".
وأضاف الشيخ قاسم: "هل الدعم لا يجري إلاّ أن يستعمل الفرد عسكرة مباشرة؟ أولاً نحن لم نطلب من إيران أن تتدخل، ونعرف أن إيران كل شيء تستطيع أن تفعله ستفعله لوحدها، وبالتالي فعلت إيران كل ما عليها وزيادة".
وتابع الشيخ نعيم أنّ "قيادة حزب الله تقدّر المساهمة الإيرانية وتراها كافية"، مضيفاً أنّ إيران "لا تزال تساهم بالدعم إلى الآن ولا تترك وسيلة إلا وتؤمّنها وتشتغل عليها وتعطي وتدعم، وذلك هو المطلوب".
وقال إنّ "ليس كل الدعم اسمه مشاركة، بل هناك أشكال كثيرة، بحيث كل واحد يشارك بحسب ما يراه ينفع، وما قامت به إيران هو أقصى ما يمكن أن تقوم به، وهو ما نفعنا".
وفي ما يتعلق بمتابعة القيادة الإيرانية للمعركة، كشف الشيخ قاسم أنّ قائد الثورة والجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي "كان يتابع الأحداث في غزة وفي لبنان بشكل يومي"، وكانت "تصله التقارير من الحرس، ومن الأمن الإيراني، ومن وسائل الإعلام"، وكان "عنده تتبّع غير عادي"، مضيفاً: "كان دائماً يحثّ المسؤولين، ادعموهم، أعطوهم، تابعوهم، اذهبوا معهم، ماذا نريد أفضل من هذا؟".
وختم الشيخ قاسم في هذا الشأن بالتأكيد على دور إيران المحوري قائلاً: "نحن نعتبر أنّه إذا بقي النبع حين تتضرر السواقي، فإنّ السواقي تترمم، لكن إذا تضرر النبع فستحصل مشكلة".
"ما حدث في سوريا خسارة لمحور المقاومة"
وتعليقاً على الأحداث التي جرت في سوريا، أكّد الشيخ قاسم أنّ "ما حدث كان بالتأكيد خسارة لمحور المقاومة، لأنّ سوريا كانت طريق دعم عسكري".
وأشار إلى أنّ ما جرى في سوريا "أثّر على غزة، لأنّ النظام السوري بالصيغة التي كان فيها كان داعماً للمقاومة، وكان طريقاً لها، وكان هناك فلسطينيين فيه يرسلون للمقاومة، وكان عنده تسهيلات"، لكن "سقط هذا النظام، وبالتالي توقّف دور سوريا، وكل المحور خسر شيء ما".
وبيّن أنّ "محور المقاومة خسر في هذا السقوط لأنّ الاتّجاه السياسي للنظام كان اتّجاه في مواجهة الكيان الاسرائيلي".
كما أوضح أنّ حزب الله "لا علاقة له بالوضع الداخلي السوري بعد أن حصل هذا التطوّر في البلاد"، متمنياً أنّ "يستطيعوا إقامة نظام مستقلّ مترابط يتمثّل فيه كل الجهات والقوى، وأن يكون هذا النظام في وجه إسرائيل، لأنّ إسرائيل عدو لهم كما هي عدو للكل".
وأضاف: "إلى الآن نحن لا نستطيع أن نقرأ مستقبل سوريا بشكل واضح، بعد الذي حصل من اغتيالات وقتل عدة آلاف من العلويين وآخرين على يد جماعات لها علاقة بالنظام، الأمر الذي يشكّل خطراً كبيراً".
كما أنّنا "لا نعرف شكل النظام السياسي الذي سيركب، هل سيكون كل الأطراف ممثلين فيه ويشتغلون فيه؟ أو سيكون أحادي ويصادر وجود الطوائف والأحزاب والقوى؟ هذا لا زال غير مبلوَر إلى الآن"، يردف الشيخ قاسم.
"خطوات تطبيع سوريا مع كيان الاحتلال خطرة جداً"
وعن خطوات التطبيع التي برزت مؤخراً، فشدد الشيخ قاسم إنّها "خطرة جداً"، مؤكّداً أنّ سوريا "يجب ألّا تسير في التطبيع، لكن ثقتنا بالشعب السوري كبيرة".
وأعرب عن اعتقاده بأنّ "الشعب السوري لن يقبل، لكن كيف يترجم هذا الموضوع، فذلك مسؤوليته وليست مسؤوليتنا نحن".
وتابع الشيخ قاسم: "نحن ضد التطبيع، وقد قلنا ذلك عندما كان يجري التطبيع مع بعض الدول العربية"، قائلاً: "لا يعتقد أنّ بهذه الطريقة ستكفّ إسرائيل عنهم".
ولفت، في هذا السياق، إلى أنّ "النظام السوري لم يفعل شيء، وأخذت إسرائيل ستمئة كيلومتر مربّع من منطقة الجولان والقنيطرة، وفي الوقت نفسه لم تترك قدرة عسكرية عند الجيش السوري ولا عند النظام، فيما اعتداءاتها قائمة دائماً ومطالبها لا تتوقف".
وأردف الشيخ قاسم أنّ "هذه إسرائيل ، فهي كيان توسّعي لا يشبع من شيء، ومجرمة لا مانع عندها أن تقوم بإبادة بشرية، ووحش متفلّت ومعها الطاغوت الأكبر أميركا".
"نحن ضد التطبيع نظرياً"
ورداً على سؤال عمّا إذا كان حزب الله ضد التطبيع نظرياً، أم سينخرط داخل الواقع السوري لمنع هذا التطبيع بدعم جماعاتٍ عسكريةً ضد "إسرائيل"، أجاب الشيخ قاسم بأنّ الحزب "لن ينخرط عملياً لنغيّر وجهة نظر النظام السوري، فلا علاقة لنا"، بل "نحن ضد التطبيع نظرياً".
وعمّا إذا كان للحزب أي علاقة بأي مجموعة الآن ترفع شعار المقاومة في سوريا، فأجاب الشيخ قاسم بالنفي أيضاً، قائلاً: "لا علاقة لنا بهذه المجموعات، حتى الذين يسمون أنفسهم الآن مقاومة وأولي البأس وإلى آخره، لكن ربّما أحبوا هذا الاسم وأحداً سماه".
وأضاف: "لا علاقة لنا بالمقاومة في سوريا ولا عندنا مشروع مؤسس لمقاومة هناك"، بل وأكثر من ذلك، فإنّ حزب الله "تواصل مع الجيش اللبناني حين جرى هناك مشاكل في منطقة الهرمل وباتت هناك محاولات لزج اسمه في الموضوع".
وذكر الشيخ قاسم أنّ حزب الله قال للجيش يومذاك إنّ "هذه أرض لبنانية وهناك مسلحون يحاولون الدخول إلى الداخل، ونحن لا علاقة لنا في الموضوع لأنّه لا نيّة لدينا أن نقاتل الطرف الآخَر،فجاء الجيش واستلم وانسحبت من الطريق".
وتابع مؤكّداً: "لا علاقة لنا على الحدود، بل ذلك مسؤولية الجيش اللبناني، كما ولا علاقة لنا بالشيء الذي جرى في الساحل السوري وإن كانوا حاولوا زج اسمنا، وأيضاً لا علاقة لنا بشكل النظام في سوريا وكيفية صياغته، ولا شكل المقاومة وإذا كان هناك مقاومة أو لا".
وأوضح أنّ "موقف حزب الله تجاه سوريا نقوله سياسياً، لكن المسؤولية عادةً تقع على الشعب السوري، فهم يأخذون القرار".
"لم يجرِ تواصل مباشر مع الإدارة السورية الجديد"
وعمّا إذا كان قد جرى أي تواصل مباشر أو غير مباشر بينه وبين الإدارة السورية الجديدة، أو غير ذلك، فأوضح الشيخ قاسم أنّه "لم يحصل تواصل مباشر بل صار هناك محاولات محدودة غير مباشرة بين قوى على الأرض، لكن لم يُكتَب لها النجاح لنعرف إلى أين يمكن أن تصل".
وكشف أنّه "أوّل حصول المشاكل في سوريا وسقط النظام، كان هناك بعض الإخوان الذين يعرفون أشخاصاً من التنظيمات الأخرى، فجرى حديث بينهم عن طبيعة العلاقة التي يمكن أن تكون في المستقبل، وماذا يمكن يجري مناقشته"، مؤكّداً أنّه "لم يكن هناك أكثر من ذلك، بحيث توقفت عند هذا الحد وانقطع الاتّصال".
"هناك تقارير عن إمكانية استغلال النظام السوري الجديد ضد حزب الله"
وتعليقاً على ما يُقال عن إمكانية استغلال النظام السوري الجديد ضد حزب الله، قال الشيخ قاسم: "لنا حق أن نفكر بطريقة حذرة، لأنّه تصلنا تقارير من بعض الدول الأجنبية والعربية أنّ هكذا فكرة موجودة، وأنّ هناك أحد ما يرغب بأن يكون للنظام السوري الجديد وظيفة للعبث في الوضع اللبناني".
وأمل في أنّ "تكون هذه التقارير هي أحلام أو أفكار وألاّ يكون لها تطبيق واقعي"، لكن "نحن علينا أن نبقى حذرين، وعلى لبنان أن ينتبه أن بعض الدول التي تتحدث معه بطريقة إيجابية لكنّها لا تعطي شيئاً، وفي الوقت نفسه عندهم آمال أن يستخدموا سوريا ضد لبنان".
وأشار إلى أنّ "هناك قوى تفكر أنّه ممكن إعادة التجارب السابقة لكن بصيغة أخرى، فكما دائماً كانت سوريا مسيطرة على لبنان بطريقة معينة وتخدم أجندات أحياناً أجنبية وأجندة سوريا".
وأوضح أنّ هذه القوى تتمثل بـ"قوى عربية وقوى دولية"، من دون تحديد أسماء، متمنياً أنّ تكون "هذه الأفكار من دون تطبيق عملي لها"، وداعياً المسؤولين اللبنانيين والقوى السياسية في لبنان إلى الانتباه إلى الذين يقولون كلاماً من غير أن يقدموا المساعدة".
"مواقف الرئيس عون نفسها مواقفنا"
وفي الشأن الداخلي، وعن تقييم حزب الله لدور وموقف وواقع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، فقدّر الشيخ قاسم مواقف الرئيس اللبناني، قائلاً إنّه "كان واضح من اللحظة الأولى، وكان دائماً يذكر بأنّه يجب أن تنسحب إسرائيل من لبنان، وأن يُعاد الأسرى، ويبدأ بالإعمار".
ولفت الشيخ قاسم إلى أنّ "تلك القواعد هي نفسها التي نحكيها ومقتنعون بها، وهي قواعد لبنانية ووطنية، ولاحقاً نجري حوار أمن وطني واستراتيجية دفاعية وعلى أساسها نتوصل لنتائج".
وأوضح أنّ الولايات المتحدة وبعض الدول العربية "يضغطون الرئيس بالقوة، ويقولون له استخدم الجيش حتى لو عليك أن تقاتل المقاومة، لكنه يعرف أنّ هذه فتنة ولا توصِل إلى نتيجة".
"الموقف الموجود الآن في الداخل ليس ضد حزب الله بل ضد لبنان"
وفي السياق، أشاد الشيخ قاسم بدور الرئيس بري "المعروف بأنّه لم يترك شيء يُرفَع الرأس به إلاّ وقام به، وبالتالي هو حريص على الوحدة الشيعية، والوحدة الوطنية، والوحدة الإسلامية، وحريص على أنّ إسرائيل يجب أن تخرج من لبنان، وأنّ كل هذه النقاشات ليست واقعية قبل أن تخرج إسرائيل".
وعن المدى الذي يمكن أن يصمد فيه الرئيس بري أمام الضغوط العربية والأميركية والغربية ضد حزب الله، أوضح الشيخ قاسم بدايةً أنّ الموقف الموجود الآن "ليس ضد حزب الله، بل ضد الشيعة، وضد لبنان"، قائلاً إنّ "الذي يفكر أنّ هذا الموقف الأميركي العربي ضد حزب الله، فإنّه لا يقرأ بشكل صحيح".
وأضاف أنّ الموقف الآن "يطالب بما تطلبه إسرائيل، وهو تجريد حزب الله من قوته، وبالتالي تجريد لبنان من قوته، لأنّ قوة لبنان عبارة عن ما عنده من الجيش الناشئ وبعض الإمكانات التي إذا ما ازدادت لا يصبح قوي، وعنده المقاومة التي كوّنت ظهيراً مهماً للجيش".
وأكّد أنّ "ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، هي موجودة، وهي قوة لبنان اليوم"، مشيراً إلى أنّ "العالم يفكر كيف يتعاطى مع لبنان ويأتي إليه ويناقشه، لأنه قوي، فلو كان لبنان ضعيفاً لم يكن أحد يلتفت إليه"، فلذلك "الرئيس بري موقفه له علاقة بأنّه يرى أنّ المقاومة في خطر، وأنّ الشيعة في خطر، وأنّ لبنان في خطر".
هل شيعة لبنان في خطر وجودي؟
وإيضاحاً لقوله إنّ "الشيعة في خطر"، بيّن الشيخ قاسم أنّ هذا الواقع موجود لأنّ "هناك من يقول إنّه يمكن السير في الانتخابات والعمل على كل شي من دون مشاركة الطائفة الشيعية".
كما أنّ "قرى الجنوب المناطق التي تحتلها إسرائيل نحن موجودين فيها، وإذا لم يعد هناك قوة في لبنان، فإنّ إسرائيل ستمتد وتقترب إلى الأمام، وأول الناس المتضررين هم الشيعة، وذلك خطر على الشيعة"، يردف الشيخ قاسم.
وتابع أنّه "عندما يُقال نريد في المجلس النيابي شيعي واحد لا يكون مع أمل وحزب الله، فإنّ ذلك لضرب أمل وحزب الله"، موضحاً أنّ "لا أحد يفكر أن يضرب حزب الله لوحده، بل الخطر على حزب الله وحركة أمل، لأننا عائلة واحدة، وأرض واحدة، ومقاومة واحدة، وابتلاءات واحدة"، ولذلك، فإنّ الرئيس بري "يشتغل لنا وله، أي يشتغل للمجموعة".
وعمّا إذا كان شيعة لبنان يتعرضون لتهديد وجودي، أجاب الشيخ قاسم أنّ "شيعة لبنان يتعرضون لتهديد وجودي إذا ما ظلّوا واقفين على أقدامهم، وإذا ما الآخرون تعاطوا معهم بطريقة يوقفوا إثارات فتنة ويحاولون ممارسة ضغوطات عليهم".
لكن "لا يفهم البعض أنّنا نعيش أزمة خطر وجودي، فهناك فارق بين أن نوصّف أنّ هناك خطر وجودي، وبين أنه نحن بقدر أنفسنا حتى نكسر رقبة الذي يفكر أن يقترب منّا بالخطر الوجودي"، يضيف الشيخ قاسم.
وتابع: "لا يفكّرنّ أحد أننا حبّتين"، وتوجّه إلى الذين يفكرون لبعيد بالقول: "لا تلعبوا هذه اللعبة لأنّنا متماسكون، وأقوياء بالله أولاً، ونعرف أنّ صمودنا واستمرارنا والذي قدمناه وأعطيناه إلى حد الآن هو الكرت الذي يجعلنا نستمر وواقفين كوطنيين لبنانيين قادرين أن نعمل لمصلحة لبنان ونستمر".
وأردف بالقول: "لبنان بدوننا غير موجود، ولبنان معنا سيكون أفضل".
وفي الإطار، أوضح الشيخ قاسم أنّ "أول من أنقذ الاختيارات الرئاسية في البلاد عندما كان يراد بناء لبنان الجديد هو أمل وحزب الله"، وإلاّ "لا نعلم ماذا كانت النتيجة لو لم نوافق".
وأردف بالقول: "نحن وافقنا لأنّنا نريد بناء الدولة، ونحن شركاء في بنائها"، في حين أنّ "هناك من يعمل على أساس أنه لا يجب إشراكنا في ذلك، ويخافون من قوتنا، ولا يريدوننا، فيما نحن عاقلون، ونشتغل ونعطي الكل ونأخذ من حصتنا لمصلحة قيام لبنان فقط".
لكن "كي لا يستغبينا أحد، نحن نعتبر الأخلاق والشرف والكرامة والعزة هو الربح، ولا نفكر بوظيفة هنا وبعض المال هناك وموقع أجنبي هنا، بل عندنا كرامة الإنسان وإيمان الإنسان وأخلاق الإنسان والإنسانية قبل كل شيء"، يؤكّد الشيخ قاسم.
حزب الله وعلاقاته بالأحزاب الداخلية
وبشأن العلاقات مع الأحزاب الداخلية، وبدايةً مع حزب القوات اللبنانية، فأوضح الشيخ قاسم أنّ هذا الحزب "جعلنا شغله الشاغل ليل نهار، ولديه تطابق أفكار مع العناوين التي تطرحها إسرائيل،بحيث لا يترك للصلح مكان".
أمّا بالنسبة إلى حزب الكتائب، فأكّد الأمين العام لحزب الله أنّه "لا مشكلة بالحوار معه"، مشيراً إلى "حصول لقاءات كثيرة تحت الهواء وبعيد عن الإعلام، لكن بشكل متقطع".
وفي ما يتعلق بتيار المستقبل، فقال الشيخ قاسم إنّ "هناك تواصل معه، بحيث تجري لقاءات متباعدة"، مشيراً إلى عدم جود أي مشاكل مع شخصيات تيار المستقبل.
وأوضح في الإطار أنّ "التيار لم يقدر إلى حد الآن أن يحضر في هيكلية سياسية ليكون فاعلاً، في حين أنّه عندما كان الرئيس سعد الحريري موجوداً في البلد، كانت اللقاءات والتنسيقات والاتصالات قائمة بشكل كبير، ونحن كنا دائماً نسميه رئيس حكومة لأننا كنا نعتبر أنّ العلاقة أساسية".
حراك سياسي داخلي وورشة استراتيجية جديدة
وفي هذا الخصوص، أعرب الشيخ قاسم عن اعتقاده أنّ الساحة في لبنان "ستشهد من الآن إلى نحو شهر حراك سياسي عند الحزب، بحيث واسع وشامل، مع كل الأطراف، وبالتالي يجري العمل على تنسيق وتنظيم وتوزيع الأدوار وتوزيع المهام".
وصرّح الشيخ قاسم بتكليف مجموعة من اللجان لدراسة استراتيجيات العمل للمرحلة القادمة، موضحاً أنّه "يجب الاستفادة من السلبيات والإيجابيات من المرحلة الجديدة وأخذ الدروس والعبَر، ورؤية ماذا هناك من أمور تحتاج لتعديلات، بالأساليب وطرق العمل لأنّ الثوابت ثوابت".
كما بيّن أنّ الاستراتيجيات التابعة للحزب "ربّما تحتاج شهرين لإنجازها، ووقتذاك ستنعكس على الساحة التربوية، والإعلامية، والثقافية، والسياسية، الى آخره".
انفتاح على الخليج وتركيا
ولفت الشيخ قاسم إلى أنّ "الدول العربية، وخاصة الخليجية، مهتمة جداً الآن بأن يكون لها حضور في لبنان"، مشيراً إلى أنّ حزب الله "رحّب بهذه المبادرات"، مؤكداً: "نحن جزء من الحكومة ولا مشكلة لدينا بكل العلاقات العربية على قاعدة الندّية، يعني لا يحوّلنّ لبنان إلى تابع".
وأضاف: "أهلاً وسهلاً بهم في إعمار لبنان، بالعلاقة مع لبنان، بالاستفادة من لبنان، بأخذ مصالح لهم وإعطاء لبنان مصالح"، مشدداً على أنّه "لا مشكلة لا مع الدول العربية ولا مع تركيا ولا مع أحد"، كاشفاً عن وجود تواصل مع أنقرة وعدد من الدول العربية في هذا السياق.
دعم مشروط لبقاء "اليونيفيل"
وفي ما يتعلّق بقوات "اليونيفيل"، أكّد الشيخ قاسم أنّ حزب الله "مع استمرار اليونيفيل في لبنان على أن تلتزم بمهمتها"، موضحاً أنّ الحزب "ليس مع أن تدخل قوات من اليونيفيل بشكل مستقل إلى داخل الأملاك الخاصة وداخل القرى"، بل "عليهم أخذ الإذن من الجيش اللبناني إن كان هناك أمر يستدعي هذا الأمر، وهذا يسير بشكل طبيعي".
وأوضح: "أنا لا أتحدث عن تقييمنا لليونيفيل، بل أقول موقفنا"، مشيراً إلى أنّ "كل سنة كانت تُناقش محاولات لتوسعة مهمات اليونيفيل، ولم ننجح، فبقيت على ما هي عليه"، وأضاف: "الآن نقول ما هي عليه اليونيفيل، نحن مع التمديد لمدة سنة بحسب الصلاحيات المعطاة".
وفي ما يخص إشكالات بعض الأهالي، أوضح أنّ سببها يعود إلى "تجاوز القوات لمهمتها"، داعياً اليونيفيل إلى التنسيق مع الجيش اللبناني لتجنّب التوتر، وتمنى عليهم "ألّا يتجاوزوا المهمة، ولا بأس إن سألوا الجيش وساروا مع الجيش، والذي يريدونه يصير".
هل تتصورون حزب الله من دون سلاح؟
ورداً على سؤال عن تصور حزب الله من دون سلاح، رفض قاسم، مقاربة وجود الحزب من خلال سلاحه، لأنّ "حزب الله مشروع، حزب الله عقيدة، حزب الله خط"، مضيفاً: "هذا الخط من حقه أن يكون معه الذي يدعم خطه ويحقق أهدافه".
وأضاف: "أنا أرفض مقاربة حزب الله بأن معه سلاح أو ليس معه سلاح، فهذا السلاح له نقاشه في محلّه عندما يُحكى عن السلاح، وليس عندما يُحكى عن حزب الله"، مشدداً على أنّ "حزب الله هو كيان قائم، مقاوِم، عنده امتداد شعبي، وأكبر حزب موجود في لبنان"، متسائلًا: "هل يناقش أحد أن يبقى هذا الحزب أو لا؟".
واعتبر أنّ "السلاح ليس هو الذي يُبقي الحزب، لكن نزع السلاح ليس مشروعاً مقبولاً لأنه يُضعف لبنان"، مؤكداً: "نحن نعتبر أنّ السلاح هو سبب بقاء لبنان قوي، ونحن لا نقبل أن يضعف لبنان".
وتابع: "شعارنا لبنان القوي ولبنان قويٌّ بمقاومته وجيشه وشعبه".
إنجازات الحزب.. وادعاءات الخصوم
واستعرض الشيخ قاسم تاريخ الحزب منذ نشأته عام 1982، قائلًا: "هذا حزب الله الذي أخرج إسرائيل من الجنوب.. وهو الذي حرر الألف ومئة كيلومتر مربع التي بقيت من سنة 1985 بعد أن انسحبوا من بيروت وصيدا إلى سنة 2000"، مشيراً إلى أنّ "الحزب أخرج إسرائيل من لبنان من دون قيد أو شرط، ونعم بالأمن والسلام طيلة تلك الفترة".
وأضاف: "من 2006 إلى 2023، أي 17 سنة بعد عدوان تموز، كان البلد منتعشاً اقتصادياً لأنّ إسرائيل مردوعة"، معتبراً أنّ إنجازات الحزب أعادت "لبنان إلى وضعه الطبيعي وجعلت العالم يهتم به".
وردّ على الأصوات التي تطالب الحزب بالرحيل أو نزع سلاحه بالقول: "أنت ماذا أنجزت حتى تقول تبقون أو لا تبقوا؟ تعال أعطني تاريخك"، مضيفاً: "أفكاركم أدّت إلى فتن داخلية، وإلى استقدام دول أجنبية، وإلى مجيء إسرائيل، وإنشاء جيش لبنان الجنوبي، وأدّت إلى مجيء داعش وإلى كل المصائب.. هذه ليست أفكار المستقبل".
"حزب الله تهديداً للبنان الكيان"
وفي معرض الردّ على من يعتبر حزب الله تهديداً للبنان الكيان، قال قاسم: "لبنان الكيان لم يُهدَّد إلا عندما دخلوا هم في حروب وفتن"، مؤكداً أنّ "المقاومة ليست تهديداً للكيان، بل أنتم من يهدد الكيان".
وأضاف: "في البلد الديمقراطي لا يحصل توافق في كل شيء، نريد فقط أن نتفق أن يبقى لبنان"، متسائلاً: "تقول لي لا يبقى على طريقتك، ومَن أنت حتى تقول ذلك؟ وهل هو بقي على طريقتك؟ على طريقتك كان سيسقط لبنان".
وتابع: "التوافق الوطني ليس عباءة تُلبَس على قياسهم، بل على قياس الوطن، ومن يُعطي توصيف الوطن؟ الذي ضحى".
لا أجنحة داخل الحزب
ورداً على التساؤلات المتكررة في الإعلام حول وجود "أجنحة وخلافات" داخل الحزب، قال قاسم ساخراً: "عادةً عندما يكون هناك أجنحة يراها المرء، أليس كذلك؟ لأنها تطير... أنا إلى الآن لم أرَ أجنحة".
وأكد أنّ "داخل حزب الله سمن وعسل حتى لو كان هناك آراء متفاوتة في بعض الأمور"، مشدداً على أنّ "الحزب واحد والقيادة واحدة"، وأنّ "الشورى تجتمع وتأخذ قراراتها بكل شيء، والانضباط موجود، وخضنا انتخابات بلدية من أروع الانتخابات بالقيادة الواحدة".
وأردف قائلاً: "لا نسمع أحداً يصرّح وهو خارج هذه القيادة.. أطمئنكم أنّ لا أجنحة داخل الحزب، ويبدو أنّها عند من يحاول أن يصنعها فقط".
"أولويتي الحفاظ على خط سيد شهداء الأمة"
وعن أولويته الأولى، أكّد الشيخ قاسم أنّها "الحفاظ على الخط والمبادئ التي رسمها سماحة سيد شهداء الأمة"، مشيراً إلى أنّ هذه المبادئ "هي أصل وجود حزب الله وهي المفتاح الأساسي".
وشدّد على أنّ الحزب "ملتزم بالثوابت"، وعلى رأسها "الإيمان بتحرير فلسطين"، موضحاً أنّ التعبير عن هذا الالتزام يتنوّع وفق الظروف والإمكانات، من خلال "التربية، والثقافة، والسياسة، والجهاد الذي نستطيع فعله".
وقال: "نحن مع وحدة المسلمين، ليس عندنا شيء اسمه فتنة سنية شيعية، بل وحدة مسلمين على مستوى العالم، لأنّ قضايانا واحدة، قناعاتنا واحدة، وأعداءنا واحدون"، مؤكداً أنّ الفتنة "يحرّكها أولئك الذين يلعبون بنا من أجل مصالحهم".
وفي السياق اللبناني، أكد قاسم التزام الحزب بـ"الوحدة الوطنية"، وضرورة "بناء الدولة، واحترام الدستور، وتطبيق اتفاق الطائف بكل مواده"، مضيفاً: "نريد لبنان موحداً وقوياً، قائماً على قدميه، رغم وجود خلافات رأي".
وشدد الشيخ قاسم على أنّ حزب الله "يحفظ العهد والإحسان والوفاء"، قائلاً: "بالنسبة إلينا، الحليف الأكبر هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام خامنئي دام ظلّه، وهذه العلاقة علاقة وفاء وولاية وعزّة ومنعة، وهي خط أحمر".
وأردف: "هل يوجد أشرف من هذه القيادة؟ من هذا الحرس الثوري الإسلامي الذي قدّم التضحيات لأجلنا؟ أنا دائماً أقول: أحضروا لي شيئاً أخذته منّا إيران، كل ما عندنا أخذناه منها"، مضيفاً: "نتوافق معها بالرؤية والسياسة عن قناعة، لا لأنّها تملي علينا".
كما وجّه قاسم تحية إلى محور المقاومة، لا سيما "الجبل الشامخ في اليمن السعيد"، قائلاً: "هل يُعقَل أن يقفوا وحدهم لنصرة غزة والعالم يتفرّج؟ هؤلاء جماعة مقدسون". كذلك حيّا "العراق، مرجعية وحشداً وشعباً"، مشيراً إلى عمق المودة والدعم المتبادل.
وأكّد أنّ الحزب "سيحافظ على هذه العلاقات ويطوّرها"، وسيبني "علاقات جديدة مع مَن يرغب بالتعاطي ضمن هذه السياسات الكبرى".
"العروبيون جمهورنا الطبيعي"
وفي معرض حديثه عن القوميين العرب، قال الشيخ قاسم: "العروبيون يعرفون أننا أول من حافظ على استمرارية الحضور العروبي بالمشاركة المتقدمة التي شاركنا فيها"، معتبراً أنّهم "من الجمهور العام، ومن القوى السياسية التي تؤمن بفلسطين وبالوحدة العربية والإسلامية"، مشدداً: "نحن نقدّرهم ومستمرون معهم".
"السيد نصر الله قائد قلّ نظيره في التاريخ"
وفي ختام المقابلة مع الميادين، تحدّث الشيخ قاسم شخص الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله، مؤكّداً أنّه "قائد قلّ نظيره في العالم، بل قلّ نظيره عبر التاريخ".
وأضاف أنّ "السيد نصر الله أسس لمشروع من أخطر وأصعب المشاريع، وحوّل لبنان بشعبه وإيمانه إلى هذا المستوى من العطاء في مواجهة العدو الإسرائيلي".
وشدّد على أنّ ذلك كان "نتيجة القيادة والروحية ونتيجة الكاريزما"، مشيراً إلى أنّ "السيد كان يتحدث من القلب، صادقاً في حبّه، مقتنعاً بما يقول، بحيث لا يعرف أن يعبّر إلا عن صدق".
"حبّي للسيد نصرالله عميق.. وكان يحمل عنّا الكثير"
وفي حديث مؤثّر، كشف الأمين العام لحزب الله جانباً إنسانياً من علاقته العميقة مع السيد نصر الله، قائلاً إنّ "علاقة المحبة كانت صادقة وعميقة وغير محكومة بالمواقع والرسميات".
وأضاف: "كنّا كلّما مرّت سنة أو سنتين، نعقد جلسات ثنائية، نناقش فيها قضايا دقيقة تحتاج لتحضيرات وتقارير. لكن في واحدة من تلك الجلسات، إمّا أنا أبادر أو هو، على غير توقّع، فأقول له: سيّدنا، أودّ أن أقول لك إنني أحبك، فيردّ: سبقتني، وأنا أحبك".
وأشار إلى أنّ "هذا التعبير استنادٌ إلى التوجيه الشرعي، فالحبّ إذا كان لابنك أو لأخيك أو لقائدك، عبّر له، لأنّ التعبير يُمتّن العلاقة ويطمئنك".
وأضاف: "الحقيقة أن حبّي له عميق جداً، رغم أنّه القائد، لكن من قال إنّ الحبّ له مراكز ورسميات؟ هذا الحبّ يدخل إلى القلب".
وفي لحظة وداع ووفاء، وجّه الشيخ قاسم رسالة إلى روح السيد نصرالله قائلاً: "أقول لسماحة السيد، قدّس الله روحه، مع أننا نفتقدك، كنا نودّ أن تكون موجوداً بيننا، فقد كنت ترفع حملاً عنّا جميعاً، وخصوصاً عنّي. أنا واحد من الناس الذين كانوا ينتظرون كلمتك، لأنك تتحدث بطريقة تبرد القلب وتقوّي العزيمة".
واستشهد الشيخ قاسم بكلمات امرأة ظهرت في مقابلة تلفزيونية بعيد استشهاد السيد، وقالت للمذيع حين سألها عن المأساة: "لماذا تقول مأساة؟ ألا يحقّ له أن يرتاح؟ ثمّ إنه الآن شهيد في أعلى رتبة وفي أعلى وسام".
وتوجّه الشيخ قاسم إلى الشهيد الأسمى السيد حسن بالقول: "أنت ارتقيت وحصلت على ما تريد، على وسام الشهادة".
وختم بالقول: "نحن أطلقنا شعار (إنّا على العهد)، نحن مستمرون. واطمئن، هناك قيادات، كوادر، مجاهدون، جرحى، أسرى، شعب، إخوة وأخوات من مختلف الأعمار سيكملون الطريق، وسيُعطون نتيجة عظيمة. فهذه مسيرة طويلة فيها صعود وهبوط، لكنها في كل حال، مسيرة ربح كبير".
الذكرى الـ13 للميادين
يُذكر أن المقابلة أتت في أجواء السنوية الـ13 لانطلاق شبكة الميادين الإعلامية، وهنا تقدّم الشيخ قاسم بالتهئنة للقناة والعاملين فيها والمشاهدين لأنّهم " لأنّهم استطاعوا أن يسمعوا ويروا شيء يوضِح لهم الحقيقة حتى لا يأخذوا من الجهة الخاطئة".
وثمّن على دور الميادين، مؤكداً أنّها "المتصدّي الأبرز لمشروع المقاومة ومشروع العزّة ومشروع الوحدة، ومشروع الأمة التي تتكاتف".
الكلمات القصار
ــ الميادين استطاعت أن تسد ثغرة كبيرة جداً في منطقتنا
ــ نجاح الميادين في أن تكون الشمس التي تضيء بشكل مؤثّر لدرجة أنّ "إسرائيل" لا تتحمّل أن تنقلوا صورة الواقع وسام كبير
ــ الإخوة في قيادة حماس في الداخل قاموا بهذا الإجراء العظيم والمؤثر والانقلابي والذي غير وضع المنطقة ولم نعلم به
ــ عرفنا بطوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر كما عرف العالم
ــ خبر عملية طوفان الأقصى وصل إلى السيد حسن نصر الله بعد نصف ساعة من بدايتها
ــ الإيرانيون درسوا وقدموا بما اعتبروا أنهم يستطيعون القيام به في هذه المرحلة
ــ معلوماتي أن إيران لم تكن على علم بطوفان الأقصى بل إن قسما من قيادة حماس بالخارج لم يكن على علم بها كذلك
ــ كل ساحة قدمت في مواجهة الكيان الإسرائيلي بحسب تقديراتها وظروفها
ــ عندما جاء طوفان الأقصى بدأ التنسيق تحت عنوان وحدة الساحات الطبيعية بسبب وحدة الأهداف التي نؤمن بها بشكل مشترك
ــ الفكرة التي بادر إليها السيد نصر الله هي إعطاء الأمر في اليوم التالي بقصف مزارع شبعا على مبدأ أنها أرض لبنانية محتلة
ــ اجتمعت الشورى وقرّرنا الدخول في معركة إسناد وليس حرباً شاملة لأن الحرب الشاملة يجب أن تكون لها استعدادات
ــ كان هناك ثمن أن يفتح حزب الله المعركة بشكل شامل على قاعدة أنها ستكون استثنائية ويمكن أن تعطي نتائج غير عادية
ــ الدخول في حرب شاملة يجب أن يكون له استعدادات وهو ما لم يكن متوافرا
ــ لو خضنا الحرب الشاملة لكان هناك دمار وخراب وتدخل أميركي وتوسّع للأمور على نحو أكبر من دون تحقيق الأهداف المطلوبة
ــ الهدف من المساندة كان التخفيف عن غزة ودفع الإسرائيلي نحو الذهاب إلى الحل
ــ بعد مرور شهرين أبلغنا الأخوة في حماس بأنهم مقتنعون بأن المساندة تكفي وتؤدي الغرض المطلوب
ــ وصلتنا رسالة من غزة عبر أحد ما في لبنان وكانت رسالة من الشهيد محمد الضيف شخصيا
ــ لم يكن هناك تنسيق مسبق في بداية المعركة ولم نكن نعرف بها وبالتالي لا نستطيع الدخول في معركة شاملة
ــ تبين أن الإسرائيلي متغول جداً والدعم الأميركي مفتوح بشكل مطلق
ــ المساندة أخذت بعين الاعتبار كيف نخدم غزة وفي آن معا كيف لا نلحق الضرر بلبنان
ــ السيد حسن نصر الله كان دائما يكرر نحن لا نريد حربا في لبنان
ــ كنا نأخذ بعين الاعتبار الوضع اللبناني بما لا ينعكس سلبا على طريقة الأداء في المواجهة
ــ قرار الإسناد اتخذ بالإجماع في الشورى وكل قراراتنا الأساسية كانت هكذا
ــ وحدة الساحات كانت فكرة لكن لم يتبلور شكل تنظيمي لها
ــ مع هذا الإجرام الإسرائيلي غير العادي كانت قناعتنا أن ما هو أكثر من المساندة لن يحقق المطلوب
ــ الدعم عسكريا وماليا وسياسيا وإعلاميا واستخباريا وكل ما يرتبط بهذا الأمر كانت إيران تقوم به
ــ لم يكن قد وصل أحد إلى أن التنصت شبه شامل أو واسع بشكل كبير جدا إلى درجة أن الإسرائيلي يعرف كل شيء
ــ كان عندنا أيضا ثغرة أخرى اسمها شبكة الاتصالات حيث كان المعنيون يفيدون بوجود تنصت لكن المعلومة أنه كان موضعيا
ــ خلال اجتماع الشورى في الـ18 من أيلول كلّف السيد حسن نصر الله لجان تحقيق في تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي
ــ بعد ظهر يوم الـ18 من أيلول كان آخر اجتماع شورى عقدناه مع السيد حسن نصر الله وطبعا كان غاضبا جدا
ــ تفجيرات البيجر كانت ضربة كبيرة جداً
ــ لم نكن نعلم أن سلسلة الشراء مكشوفة ولم نستطع من خلال وسائلنا أن نكتشف وجود المتفجرات
ــ شكلنا لجنة تحقيق مركزية لم ينته عملها بالكامل وأنشأنا معها لجان تحقيق فرعية في قضية البيجر واستشهاد السيدين
ــ اللجنة المركزية ما زالت تعمل لكننا وصلنا إلى بعض القواعد العامة الواضحة تماما بناء على التحقيقات
ــ موضوع البيجر بدأ بثغرة كبيرة بحيث كان الإخوة يعتقدون أن عملية الشراء مموهة لكن تبين أنها كانت مكشوفة للإسرئيلي
ــ عملية شراء أجهزة البيجر المتفجرة تمت في السنة أو فترة السنة ونصف السنة الأخيرة
ــ تبين أن نوع المتفجرات الذي وضع في البيجر استثنائي ولا يمكن كشفه عبر آلية الفحص التي كان يتبعها الإخوة
ــ يُحكى أنه كان يجب أن يقوم الإخوة بالفحص بوسائل أخرى ويمكن وضع ذلك في دائرة التقصير أو في دائرة القصور
ــ على مدى 17 عاما كانت الطائرات الإسرائيلية تخرج كل يوم وتحتفظ بداتا معلومات بشأن المتغيرات الجغرافية هنا وهناك
ــ تجمعت لدى الإسرائيليين معلومات كافية بشأن أماكن وجود القدرة بنسبة معينة
ــ لم نكن مطلعين على سعة معرفة الإسرائيلي واتخذنا إجراءات احتياطية لكن ما كان يعرفه الإسرائيلي أكثر
ــ العمالة البشرية تصبح محدودة جدا أمام كم المعلومات الضخم الذي توافر عبر التنصت والمسيرات والإحداثيات التي أخذتها "إسرائيل"
ــ حتى الآن لم يظهر معنا أنه يوجد خرق بشري واسع أو نوعي
ــ لا معطيات عن خرق بشري على مستوى شخصيات أساسية أو قادة في داخل الحزب
ــ حين ينتهي التحقيق سأتحدث بصراحة أمام الرأي العام بشأن الخرق البشري ومستواه
ــ كانت هناك شحنة من 1500بيجر مفخخ ستصل لتركيا فطلبنا من الرئيس ميقاتي التواصل مع الرئيس أردوغان لمصادرتها وتفجيرها
ــ الحزب عاد ووقف على قدميه على الرغم من التضحيات الكبيرة التي أعطتنا زخما في الوقت نفسه
ــ قلت في تشييع السيد حسن نصر الله إننا أمام مرحلة جديدة لها معطياتها وأدواتها وإمكاناتها وخططها لكننا ثابتون
ـ هكذا شعب وهكذا أمة وهكذا حزب وهكذا مقاومة لا يهزمون
ـ كنا نقول إن الحزب انتصر بالاستمرارية وبمنع "إسرائيل" من التقدّم إلى الداخل اللبناني
ــ الحزب انتصر بأن "إنهاءه" لم يحدث وتحقيق أهداف الإسرائيلي لم يتم وأننا مستمرون
ــ الحزب انتصر بأن الألفة الموجودة في الداخل اللبناني بقيت على أحسن وتيرة ولم تستطع "إسرائيل" أن تفتعل فتنة
ــ كل الدنيا واجهت هذه المجموعة الصغيرة وبقيت واقفة بل إن الإسرائيلي أقام معها اتفاقا عبر الدولة اللبنانية
ــ الغارات الأخيرة على 9 مبان في الضاحية بلا مبرر نفذها الإسرائيلي بالتعاون الكامل مع الأميركي وبإرشاداته
ــ مشروع الأميركي هو أن يأخذ بالسياسة ما لم يؤخذ بالحرب عبر ممارسة الضغوطات من خلال "إسرائيل"
ــ عمليا نحن لا نستطيع أن نبقى صابرين إلى ما شاء الله وتوجد حدود في النهاية ولست في محل لأحدد آليات ولا زمانا
ــ إذا اعتقد الإسرائيلي ومن خلفه الأميركي ومن خلفه أيا كان أنهم إذا ضغطوا علينا أكثر يحققون أهدافا فهم مخطئون
ــ سنواجه عندما يكون هناك قرار لدينا بالمواجهة
ــ عندنا خياران لا ثالث لهما النصر أو الشهادة ولا خيار لدينا اسمه الاستسلام هذا الأمر غير وارد
ــ إذا أرادوا حل المشكلة فعليهم أن يتوقفوا وأن يطبقوا ما عليهم ضمن الاتفاق وبالتالي تسير الدولة بالطريقة المناسبة
ــ أحيي فخامة الرئيس جوزاف عون والرئيس نبيه بري وقائد الجيش وكل المسؤولين المعنيين على موقفهم الموحد بعد قصف الضاحية
ــ استشهاد سماحة سيد شهداء الأمة لم يكن مفاجئا للعالم كله فقط بل لنا أيضا
ــ كنت أتصور أن نموت كلنا ويبقى سماحة السيد بمعطيات العمر والشجاعة والقوة والتسديد الإلهي
ــ لا نعرف الأجل متى يأتي لكن ما كنا نتوقع أن سماحة السيد يستشهد في هذا الوقت
ــ ربما من حق السيد حسن نصر الله أن يرتاح ويرتقي إلى المكان الأعلى
ــ لا نبكي لأنه غادر فهو رسم هذا الخط المستمر وإنما نبكي لأنه لا يعوض بما كان لديه من إمكانات وقدرات وموقف وزخم
ــ لا يوجد لدينا شهادة توقف مسيرة بل لدينا شهادة تغذي مسيرة
ــ إطلالتي في 30 أيلول بعد 3 أيام من استشهاد السيد نصر الله كانت ضرورية وجاءت بمبادرة مني وبتنسيق مع السيد هاشم صفي الدين
ــ تحدثت يومها إلى السيد هاشم صفي الدين وقلت له أنا أفكر في أنه يجب أن أخرج لنتحدث إلى الناس لأن وضعهم صعب جدًا فأّيد الخطوة
ــ الظروف الأمنية كانت صعبة ولم يكن ليخرج معنا أفضل من ذلك فلقد سجلنا في غرفة من دون تكييف مساحتها 3 أمتار بـ3 أمتار
ــ الأمين العام للحزب هو رئيس المجلس الجهادي أي أنه المعني بإدارة العمل العسكري وكان علينا أن نلتقي القادة المعنيين
ــ أدرت المعركة بناء على تجربتي كعضو شورى ونائب للأمين العام لـ32 عاما
ــ في الشورى كان سماحة السيد يحضر الهيكليات العسكرية وتقرر أسماء القيادات العسكرية ويتخذ القرار السياسي
ــ في الشورى كنا ندرس المعارك المحتملة وكنا نطلع على توجه المجلس الجهادي وغيرهما من المعطيات العسكرية
ــ التجربة في الشورى أعطتنا إلماما بكيفية إصدار القرار العسكري وإدارته
ــ توجد مشورة إيرانية لكن القرارات لها علاقة بالهيكلية التابعة لنا وبطريقة الإدارة
ــ كل مراكز القيادة العسكرية كانت موجودة ومملوءة ولم يكن هناك موقع عسكري واحد شاغر ووضعنا بدائل بسرعة
ــ للصمود الأسطوري في الجبهة جانبان أولهما الشبان الذين قاموا هناك بعمل أسطوري والثاني يأتي من الخارج واسمه الدعم
ــ في حزبنا لا يوجد عسكر وسياسة لأن الحزب كله عسكري وسياسي
ــ لن أتكلم بشأن أعداد الكوادر والإمكانات العسكرية بل أكتفي بالقول إنها ترمم ونحن نتعافى وجاهزون الآن
ــ عندما خضنا الحرب كنا نرد عدوانا ومن الطبيعي عندما يوقف العدو عدوانه أن نكون مستعدين للتوقف لأننا لسنا من افتعلها
ــ الرئيس بري أرسل إلينا المقترح الذي ناقشه مع هوكستين ووضعنا ملاحظات وجاء الاتفاق وتمت الموافقة عليه بإجماع الشورى
ــ ليس صحيحا أن الإيراني هو الذي ناقش الاتفاق بل نحن أخذنا القرار ونحن أبلغنا موقفنا وهو قرار لبناني
ــ الاتفاق وافقت عليه الدولة اللبنانية بالواسطة وبالمفاوضات غير المباشرة بعد أن وافق حزب الله وحركة أمل عليه
ــ إيران فعلت كل ما عليها وأكثر والدعم هو مشاركة وما قامت به هو أقصى ما يمكن أن تفعله وهو ما نفعنا
ــ القائد السيد علي خامنئي كان يتابع الأحداث في غزة ولبنان يوميا وتصله التقارير وكان دائما يدعو المسؤولين إلى الدعم والمتابعة
ــ ما حدث في سوريا خسارة لمحور المقاومة ككل لأنها كانت طريق دعم عسكري وأثر في غزة لأن النظام كان داعما للمقاومة
ــ قاسم: ما حدث في سوريا خسارة لمحور المقاومة ككل لأنها كانت طريق دعم عسكري وأثر في غزة لأن النظام كان داعما للمقاومة
ــ منذ اليوم الأول قلنا إن لا علاقة لنا بالوضع السوري الداخلي ونتمنى أن يقف النظام السوري في مواجهة "إسرائيل"
ــ لا نعرف شكل النظام السوري الذي سينشأ وهل سيكون الكل ممثلا فيه
ــ التطبيع الذي برز خطر جدا وثقتنا بالشعب السوري كبيرة ونعتقد أنه لن يقبله لكن كيفية ترجمته هذا الأمر هي مسؤوليته
ــ أتمنى أن توفق سوريا بأن يكون لديها نظام حكم من كل الأطياف وأن يقف الجميع هناك ضد "إسرائيل" والتطبيع
ــ لا علاقة لنا بالمقاومة في سوريا وليس لدينا مشروع مؤسس لمقاومة هناك
ــ حين وقعت الاعتداءات على الهرمل جرت محاولات للزج باسم حزب الله فتواصلنا مع الجيش اللبناني الذي جاء وتولى الأمر
ــ لا علاقة لنا بأحداث الساحل السوري ولا علاقة لنا بشكل النظام وكيفية صياغته ولا بشكل المقاومة وإذا كان هناك مقاومة
ــ من حقنا أن نفكر بطريقة حذرة إذ تصلنا تقارير من دول أجنبية وعربية تفيد يأن هناك من يرغب في استخدام سوريا ضد لبنان
ــ عبرنا عدة مرات عن تقديرنا لمواقف رئيس الجمهورية جوزيف عون فقد كان واضحا منذ اللحظة الأولى
ــ منذ اللحظة الأولى الرئيس عون كان يؤكّد دائما وجوب الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الأسرى وبدء الإعمار
ــ الرئيس بري لم يترك شيئا يرفع الرأس به إلا وفعله وهو حريص على الوحدة وعلى أن "إسرائيل" يجب أن تخرج من لبنان
ــ أرى أن"شيعة" لبنان يتعرضون لتهديد وجودي إذا لم يبقوا واقفين على أقدامهم وما لم تتوقف الضغوط ومحاولات إثارة الفتنة
ــ عند بناء لبنان الجديد أول من أنقذ الاختيارات هم حركة أمل وحزب الله ونحن شركاء في بناء الدولة
ــ هناك من يعمل على أساس أنه يجب ألا نكون كحركة أمل وحزب الله شركاء في بناء الدولة وقيام لبنان
ــ يخافون من قوتنا ولا يريدوننا بينما نحن نعطي الكل ونأخذ من حصتنا لمصلحة قيام لبنان فقط
ــ هناك تواصل مع تيار المستقبل أما بالنسبة إلى علاقة موسعة فهو لم يستطع أن يحضر في هيكلية سياسية ليكون فاعلا
ــ عندما كان الحريري هنا كنا نسميه رئيس حكومة لأننا نعد العلاقة بتيار المستقبل أساسية
ــ الساحة في لبنان ستلمس شكل حراك سياسي واسع وشامل لحزب الله مع كل الأطراف
ــ نحن نعمل على تنسيق الأدوار على الساحة في لبنان وتنظيمها وتوزيع المهمات
ــ كلفنا لجانا لدراسة استراتيجيات العمل للمرحلة الجديدة وعلينا أن نستفيد من السلبيات والإيجابيات وأخذ الدروس
ــ الدول العربية وخصوصا الخليجية منها مهتمة جدا بأن يكون لها حضور في لبنان وقد رحبنا بذلك
ــ نحن جزء من الحكومة ولا مشكلة لدينا في العلاقات بالدول العربية والخليجية على قاعدة الندية
ــ نحن مع استمرار عمل "اليونيفيل" في لبنان على أن تلتزم بموجبات مهمتها ولسنا مع دخولها الأملاك الخاصة والقرى
ــ حزب الله كيان قائم ومقاوم وهو الأكبر في لبنان وليس السلاح سبب بقائه بل السلاح سبب بقاء لبنان قويا
ــ حزب الله هو الذي أخرج "إسرائيل" من لبنان والبلد كان منتعشا اقتصاديا منذ عدوان تموز لأنها مرتدعة
ــ التوافق الوطني ليس عباءة يلبسونها على قياسهم بل التوافق هو على قياس الوطن
ــ أطمئن الجميع أننا داخل حزب الله "سمن وعسل" حتى لو تباينت الآراء في بعض الأمور لكن الحزب واحد والقيادة واحدة
ــ أولويتي أن أحافظ على الخط والمبادئ التي رسمها الشهيد السيد حسن نصر الله لأنها أصل وجود حزب الله والمفتاح الأساسي
ــ ملتزمون الثوابت ومنها إيماننا بتحرير فلسطين ونحن مع وحدة المسلمين وليس لدينا شيء اسمه فتنة "سنية شيعية"
ــ نحن مع الوحدة الوطنية بمعنى أن علينا بناء لبنان ومؤسساته واحترام دستوره وتطبيق الطائف وأن يكون بلدنا موحدا
ــ إيران بقيادة الإمام خامنئي هي الحليف الأكبر والعلاقة معها علاقة وفاء وعزة ومنعة وهي خط أحمر بالنسبة إلينا
ــ إيران أعطتنا كل شيء ولم نعطها شيئاً ونحن نتوافق معها في الرؤية وفي السياسة وليست هي التي تمليها علينا
ــ أحيي العراق مرجعيةً وحشداً وشعباً على لهفته علينا وعطاءاته
ــ سنحافظ على علاقاتنا بالعراق ونطورها وسنفتح علاقات جديدة ضمن هذه السياسات الكبرى
ــ العروبيون يعرفون أننا أول من حافظ على استمرارية الحضور العروبي عبر المشاركة المتقدمة
ــ نعد العروبيين من الجمهور والقوى السياسية التي هي مع فلسطين والوحدة العربية والإسلامية ونقدرهم ومستمرون معهم
ــ سماحة سيد شهداء الأمة قائد قلّ نظيره في العالم بل عبر التاريخ فهو أسس مشروعاً من أخطر وأصعب المشاريع
ــ سماحة السيد كان يتحدث من القلب ولا يقول شيئاً غير مقتنع به ولا يعرف أن يعبر عن حب غير نابع من قلبه
ــ أقول لسماحة السيد إنّنا نفتقدك وكنا نود أن تكون موجوداً بيننا وكنت ترفع حملاً عنّا
ــ أنا ممّن كانوا ينتظرون سماحة السيد ويسمعونه لأنّه يتحدث بطريقة تبرد القلب وتقوّي العزيمة
ــ أقول لسماحة السيد اطمئن إذ لدينا قيادات وكوادر ومجاهدون ومقاومون وجرحى وأسرى وشعب يقوم بالحمل
ــ أقول لسماحة السيد أنت ارتقيت وحصلت على ما تريد ونحن أطلقنا شعار "إنّا على العهد" أي إنّنا مستمرون