عاشوراء محطة مفصلية في صراع الحق ضد الباطل، والاستقامة في مواجهة الانحراف، وتثبيت أصالة الإسلام.
إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاةـ، الحسين (ع) هو الرمز والقدوة والمعلم على درب الجهاد الحقيقي المفعم بالتضحية والأمل، التضحية الأسمى بذروتها الإنسانية وهي الشهادة تعبيراً عن العطاء الأكمل، والأمل الذي أيقظ الأمة وكشف لها معالم طريق الإسلام، لتحقق ذاتها بأنها أمة الخير التي تُراكم دورها وعزتها مستكملة خطواتها باتجاه العدل العالمي على يد صاحب العصر والزمان (عج).
أعمدة الثورة نحو الكمال الإنساني، كلماتٌ صادحة، وطيبة ثابتة، تحاكي عنان السماء، فتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها:
مثلي لا يبايع مثله.
إنما خرجت لطلب الإصلاح.
أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق.
رضى الله رضانا أهل البيت.
لن تشذ على رسول الله لحمته.
فإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برماً.
هيهات منا الذلة.
تزوَّدنا من أعمدة الكمال الإنساني السبعة لنتخذ مواقفنا:
الالتزام بالإسلام كدين منظم للحياة الطيبة والسعيدة، بعيداً عن العصبية والأهواء.
نؤمن بالوحدة الإسلامية ونعمل لها، فمنطلقاتنا واحدة، إلهنا واحد، ونبينا واحد، وقرآننا واحد، وحسيننا سيد شباب أهل الجنة واحد، وتعاليم الإيمان والرحمة والأخوة والجهاد... واحدة.
أما التكفير فلا يمثل إلاَّ الاتجاه الصهيوني، وهو أداة تخريب المنطقة، وتحريف الإسلام، ونحيي الأيادي الشريفة التي كسرت هذا الإرهاب، وندين بشدة الهجوم الإرهابي في إيران، ونحن معها، ومحور المقاومة سيبقى في مواجهة هذا المشروع التكفيري.
نؤمن بالوحدة الوطنية في نظم الأمور السياسية والعملية بما يحفظ حقوق المواطنين بمساواة وعدالة، ومن هنا حرصنا على تشكيل حكومة وحدة وطنية، لحماية الاستقرار السياسي وتأمين مصالح الناس، من دون أن تشعر أي قوة شعبية وسياسية باستبعادها، ولكن التأخير مضرٌّ للجميع، وندعو إلى عدم استغلال عدد الوزراء للتعبير عن الحجم السياسي والشعبي والمراكمة عليه، فالحكومة لها وظيفة ومن الخطيئة اتخاذها مطية، وتعطيل تشكيلها، وتفويت الفرصة للإسراع في المعالجات الاقتصادية والاجتماعية.
قدم حزب الله وأمل التسهيلات من اليوم الأول، ولا ننصح بلعبة عض الأصابع والاستقواء بالخارج رحمة بالناس.
فلسطين هي المحور والقضية المركزية، ونحن مع شعبها ومقاومتها لتحريرها، ولا حلَّ لا بالتسوية ولا بالرعاية الأمريكية ولا بالاعتماد على مجلس الأمن الممسوك أمريكياً وإسرائيلياً. بل باستمرار المقاومة ودعمها، والعمل على الوحدة الداخلية، ولن يكون بمقدور صفقة القرن أن تمر مع استمرار الشعب الفلسطيني بمقاومته ورفضه للاحتلال. وتحية إلى إنجازات المجاهدين في حروبهم ضد إسرائيل.
أصبحت مقاومة حزب الله شعلة ثلاثي النور: التحرير والاستقلال والحماية، وهي دعامة لبنان القوي في ثلاثيته، وهي نصير شعوب المنطقة والمحور المقاوم، تتقوى بهم ويقوون بها في تماهي الأهداف الواحدة المشروعة، ومواجهة التحديات الظالمة للمستكبرين وإسرائيل وأتباعهما الصغار.
أرادت إسرائيل من اجتياح 82 إنهاء المقاومة، ولكن المقاومة راكمت وتألقت ونجحت في 93 و96، وتحرير 2000، ونصر 2006، ونصر 2017، فوضعت إسرائيل في مأزق خيارتها المستقبلية.
ستبقى جهوزية المقاومة في خط تصاعدي، لمزيد من ثلاثي النور: التحرير والاستقلال والحماية.
منذ اليوم الأول، دعونا إلى الحل السياسي في سوريا، وقلنا بأنها مؤامرة، وقد ثبت اليوم ما قلناه. وراهن بعض العرب على تقاطع مصالحهم مع أمريكا وإسرائيل لتدمير هذا البلد، وإنهاء الاتجاه المقاوم، ففشلوا فشلاً ذريعاً رغم كل الإمكانات على تنوعها. والآن لا عودة إلى الوراء، فلم تعد سوريا مجالاً لاستثمارها في مؤامرات الشرق الأوسط الجديد.
العدوان على اليمن جريمة العصر، والعالم كله يتحدث عن أسوأ كارثة إنسانية معاصرة بسبب العدوان الأمريكي السعودي، ألم تتأكدوا بأن الشعب اليمني لا يستسلم ولا يتراجع؟ ألم تتأكدوا من جرائمكم البشعة التي تقتل الأطفال والنساء؟ ألا تتوقعون انهيار اقتصادكم وخراب مستقبل أجيالكم؟ وهل ستستمرون بالمراهنة على أمريكا الظالمة وإسرائيل المحتلة؟ إنكم تطيلون زمن ارتكاب الجرائم، ولكنكم لن تحصدوا إلا الخيبة. (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير)
التحية إلى كل القادة الذين ساروا على درب الحسين (ع)، وأوصلونا إلى الإيمان والعزة والشهادة والنصر.الإمام الخميني، الخامنئي، الصدر، إلى شهداء المقاومة السيد عباس، الشيخ راغب، الحاج العماد، وكل الشهداء والعوائل ، إلى الجرحى، والأسرى، إلى كل مجاهد، إلى كل مقاوم، إلى كل مناصر.