لقد منع الصهاينة المصلين من الدخول إلى مسجد الاقصى إلا عبرَ بوابات إلكترونية ليعلنوا بذلك أنهم كصهاينة في قمة الضعف في مواجهة العزَل من المصلين، لأنهم يحاولون خنقهم والتضييق عليهم لمجرد أنهم يسجدون لله تعالى ولا يسجدون لأحد على هذه الأرض مهما كانت قوة هذا المحتل ومهما بلغ جبروته.
منع المصلين في المسجد الأقصى قمة الضعف عند الصهاينة، ورفض الفلسطينيين بالصدور العارية وبالمواقف المتحدية وبالصلاة في الأزقة والشوارع المحيطة غصباً عن الإسرائيلي هو رأس الحربة للمقاومة ولإيجاد التغيير لمصلحة الشعب الفلسطيني.
لاحظوا كل التاريخ، لو لم يكن هناك دعمٌ دولي على كل المستويات الكبرى، ودعمٌ مالي وعسكري لا حدود له لما استطاعت إسرائيل أن تكون محتلة إلى الآن ومؤثرة في منطقتنا. في المقابل الفلسطني يعتمد على الله تعالى وعلى حقه وإرادته وهو يربك الصهاينة ويمنعهم من تحقيق أهدافهم. هل تعلمون أنه حتى الأن ليس هناك حدود لإسرائيل ولن تكون هناك حدود لإسرائيل لأنه يوجد شعب فلسطيني حي ويقاتل ويواجه.
أمامنا تجربة واضحة حصلت في تموز سنة 2006 عندما أراد الإسرائيلي بدعم عالمي كسر المقاومة بأعدادها القليلة وإمكانتها المحدودة، فلم يتمكنوا لأن هذه المقاومة البطلة استطاعت أن تكسر عدوان إسرائيل وأن تهزمه بالإرادة والحق والقلة الصادقة والتوكل على الله تعالى، وهذا ما يمتلكه الفلسطينيون، وحبذا لو كانت بعض الدول العربية والإسلامية تعطي القليل القليل لساهمت في هذا الفخر وهذا النصر الذي يسجله الفلسطينيون يوماً بعد يوم. لن تنتصر إسرائيل في معركتها ضد الفلسطينين ولن تتمكن من إقامة دولتها في هذا المحيط المقاوم، لقد انطلقت المقاومة ولا عودة إلى الوراء والنصر لها إن شاء الله لأنها تتسلح بعوامل القوة الحقيقية، وأبرزها حق التحرير و الإستقلال وتحرير الأرض وإن شاء الله تتغير المعادلة، أما الدول اللاهفة وراء المصالحة مع إسرائيل فإنها لن تجني إلا الخيبة والخسارة، فها نحن نرى اليوم ما يجري في كل المنطقة منذ عشرات السنين يؤكد على نجاحات محور المقاومة وفشل المحور الآخر في المواقع المختلفة.
نحن واجهنا التيار التكفيري الذي يعتبر أداة المشروع الامريكي – الإسرائيلي لتحقيق مشاريعه في المنطقة، هذا التيار التكفيري حاول أن يستغل مشاعر المسلمين وحاول أن يستفيد من الإمكانات الضخمة التي قدمت له من أجل أن يغير معادلة المنطقة لمصلحة إسرائيل و أمريكا لكن الحمد لله تعالى سددت المقاومة ضربات قوية وقاسية لهذا التيار.
لولا محور المقاومة لما أمكن أن ينهزم المشروع التكفيري وأن يتراجع بشدة إلى الوراء خلال هذه السنوات الأخيرة من سنة 2014 إلى سنة 2017، نحن نشهد اليوم هزيمة المشروع التكفيري إلى درجة سقوطه كاملاً إن شاء الله نعالى بعد أن هدمت خلافته المزعومة وتبددت إمكانته المنتشرة وتحررت الكثير من الأراضي والبلدات التي إحتلها عنوةً، والأهم من ذلك إننا انتصرنا بفضح هذا المشروع وخلفيته الفكرية ليعلم الناس أن نور الحق مع المقاومة وليس مع الإتجاه التكفيري، والمسلمون لا بد أن يعودوا لطاعة الله تعالى من بوابة مقاومة إسرائيل وليس من بوابات أخرى التي يحاولون إلهاءنا بها.
نحن كحزب الله شاركنا في سوريا لإسقاط المشروع التكفيري، ولأن هذا المشروع هو خطر على سوريا والعراق واليمن لبنان وفلسطين والمنطقة وهو أداة لإسرائيل، ساهمنا في إسقاط هذا المشروع من البوابة السورية والعراقية، ونحن الآن نخوض مواجهة في جرود عرسال وجرود القلمون من أجل ضرب مرتكزات ما تبقى من هذا المشروع المطل على الحدود اللبنانية والموجود في جوار بعض بلداتنا، التي تحتاج أن تتحرر من هؤلاء المعتدين المحتلين، سواء كان أهلنا في عرسال أو منطقة البقاع بشكل عام، وهذه حلقة في سلسلة بدأت بتحرير القلمون ثم بعد ذلك بتحرير الزبداني ومضايا، والآن تستكمل كجزء لحماية كل الحدود اللبنانية من الناحية الشرقية ليطمئن اللبنانيون ويواجهو هذا الخطر الذي برز بمفخخاته وتفجراته وعدوانه على اللبنانين وعلى كل المنطقة.
نحن الآن في مواجهة لضرب بؤرة توريد المفخخات وتعطيل الفتنة وأحلام الإمارة وهذا امتداد لجغرافيا حماية لبنان وحماية مشروع المقاومة .