الكلمة التي ألقاها في المؤتمر الإقليمي للمجمع العالمي لأهل البيت (عم) والذي انعقد برئاسة أمينه العام آية الله الشيخ محمد حسن أختري، حيث تخللته كلمات لمندوبين عن بلدان المنطقة.
ومما جاء فيها:
الإرهاب التكفيري هو مشروع أمريكي صهيوني لتخريب بلداننا ومنظومتنا الاجتماعية من الداخل، وهو سينقلب في يوم من الأيام بشكل واسع ضد رعاته، عندما نضيِّق عليه الخناق بالوحدة والمواجهة. ليرى الغرب كيف ستكون أوضاعه عندما نطرد هذا الإرهاب التكفيري من بلداننا ونحاصره بوحدتنا.
التكفيريون خوارج العصر، وكما قال عنهم أمير المؤمنين علي(ع):"إنهم نطفٌ في أصلاب الرجال وقرارات النساء كلما نجم منهم قرنٌ قطع حتى يكون آخرهم لصوصًا سلَّابين". وهم في الواقع نراهم كذلك في الآفاق.
بإمكاننا أن نهزمهم عندما نواجههم، ولا يجوز التراخي أو الانتظار تحت أي ذريعة لأن هذه المواجهة إن لم تحصل في هذا الوقت فإننا سندفع أثمانًا كبيرة لاحقًا.
نحن نواجه التكفيريين كخوارج معتدين، ولا نعتبرهم جزءًا من أي انتماء مذهبي، هم ليسوا من أهل السنة ولا علاقة للسنة بهم، وهم الذين قتلوا منهم أضعافًا مضاعفة مما قتلوا من باقي المذاهب والطوائف والأعراق وهذه هي الإحصاءات تدل بشكل واضح على هذا الأمر.
بكل وضوح: إذا توقفنا عن مواجهتهم فلن يتوقفوا، وإذا تركناهم ليصلوا إلى بيوتنا وقرانا فسندفع ثمن المواجهة مرتين: مرة عند احتلالهم، ومرة أخرى عند طردهم وتحرير الأرض، فخيرٌ لنا أن نبدأهم بالقتال كي نخفف عنا الأثمان التي لا بدَّ من دفعها لدفع هذا الخطر عن أمتنا وعن أهلنا.
وهنا لا يحق لأحد على هذه الأرض أن يمنعنا من الدفاع المشروع تحت أي حجة، بل نقول بأن المواجهة واجبٌ على الجميع من دون استثناء، لا يحق للبعض أن يجلسوا جانبًا وينتظروا بل عليهم أن يشاركوا.
نحن نقول في لبنان فلتقم الدولة بواجبها وتقضي على الإرهاب التكفيري، وتمنع من امتداده وآثاره علينا وعلى بلدنا، عندها سنكون في المواقع الخلفية، ولكننا لا نقبل تعطيل المواجهة بحججٍ واهية تعطي التكفيريين قدرة الاعتداء والاحتلال لبلداننا ثم بعد ذلك نتأسف على المصير.
إنَّ مواجهة التكفيريين في القصير أولاً والقلمون وجروده ثانيًا أسقط إمارتهم المتاخمة للبنان من الجانب السوري، وإمارتهم التي كانوا يأملون إعلانها في الشمال والبقاع اللبناني.
وهنا نرى أن موجة كبيرة من الغضب أصابت رعاتهم السياسيين، وبرزت في تصريحات موتورة ومؤيدة لهم وذلك بتوصيفهم كثوار، ولكن هؤلاء الرعاة هم أعجز عن استثمارهم لا الآن ولا في المستقبل، ولقد رأينا محاولاتهم للاستثمار في الشمال ففشلوا فكيف يمكن استثمارهم وهم على واقعهم الذي نعرفه اليوم.
حزب الله حرص في مواجهة إسرائيل والتكفيريين أن يعمل من الموقع الوطني، وعندما تحرر جنوب لبنان تحررت كل قراه المتنوعة مذهبيًا وطائفيًا، وباركنا للجميع الانتصار واعتبرناهم شركاء لنا بصرف النظر عن مستوى ومدى مساهمتهم في التحرير، لأننا لا نميِّز قرانا وبلداتنا على أساس مذهبي أو طائفي، فالتحرير تحريرٌ للجميع والاحتلال موجهٌ ضد الجميع.
عندما تحررت جرود القلمون ارتاحت القرى البقاعية على اختلاف سكانها مذهبيًا وطائفيًا، ومن حقهم أن يفرحوا كمواطنين لبنانيين، فقد حصلوا على إنجاز مشرف وعظيم بتحرير تلك المنطقة ببركة ثلاثي الشعب والجيش والمقاومة.
نحن نعلن بأننا سنتضامن مع الشعوب المنكوبة لأنها تستحق هذه النصرة وهذا التضامن، وسنتضامن حيث يكون الاحتلال سنكون في مواجهته أو متعاونين في مواجهته، ونعتبر أن المشروع العدواني في المنطقة واحد ولكن بأشكال ومسميات مختلفة، تارةً يكون اسمه إسرائيل وأخرى يكون اسمه أمريكا وثالثة يكون اسمه الإرهاب التكفيري، ورابعة السعودي، الأسماء متفاوتة ولكن المشروع واحد في عملية المواجهة.
سنكون إلى جانب المظلومين وأصحاب الحقوق لمواجهة هذا المشروع بالكيفية والزمان المناسبين، سنجتمع على حقنا ولن نتفرج على اجتماعهم على باطلهم، بل سنبذل كل الجهود لنكون يدًا واحدة في مواجهة التحديات.
نحن مع:سوريا المقاومة في مواجهة مشروع سوريا الإسرائيلية التي يريدها المشروع الآخر، نحن مع البحرين في مطالبه المحقة ورفض الظلم وتداول السلطة، نحن مع العراق في وحدته وطرد المحتلين ومواجهة التكفيريين في ألفة تتعاون فيها الأطياف المختلفة، نحن مع اليمن ليحقق خياراته التي يريدها هذا الشعب بملء إرادته من دون فرض أي جهة من الجهات عليه، نحن ضد الاعتداء على الشعب السعودي وعلى أي طرفٍ من الأطراف تحت أي مسمى من المسميات، ونحن مع مصر لتعود وتكون في حضن وقوة العرب والعروبة. نحن مع كل موقع من المواقع يريد الحرية والتحرير والكرامة والعزة، سنكون مع هؤلاء جميعًا، نقدم بقدر استطاعتنا، ونتشاور بحسب ما نملك من قدرات وخبرات، ونشارك في الميدان أو في النصرة السياسية وهذا أمرٌ له علاقة باختلاف مواقع هذه الجهات المختلفة.
ونحن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، كنا وما زلنا وسنبقى ندعم إلى آخر المطاف لتخرج إسرائيل من هذه المنطقة بشكل نهائي.