الكلمة التي ألقاها في الاحتفال الذي نظمه حزب الله لمناسبة ذكرى الانتصار والتحرير وشهداء القطاع السابع، بحضور عدد من الشخصيات وعوائل الشهداء وأهالي المنطقة، وذلك في مدرسة المهدي (عج) - الحدث.
ومما جاء فيها:
*لا قيامة للبنان من دون مقاومة.
*المقاومة هي لثلاثة أمور: للتحرير وللحماية ولبناء الدولة.
*مواجهتنا في سوريا جزء لا يتجزأ من مواجهة المشروع المعادي للمقاومة، وحماية ظهر المقاومة.
*التوافق هو الطريق الأسرع لانتخاب الرئيس، والتحدي أعاق ويعيق انتخاب رئاسة الجمهورية.
اليوم موقع المقاومة موقع شريف وعظيم، تحولت المقاومة إلى دعامة من دعائم لبنان وثابتة من ثوابته، لم تعد المقاومة فكرة أو مشروعاً أو اقتراحاً، بل أصبحت جزء لا يتجزأ من التراب والصخر والأرض والدماء التي جُبل بها هذا الوطن حتى أصبحت أساسًا من أسسه بحيث لا قيامة للبنان من دون مقاومة.
هذه المقاومة هي لثلاثة أمور: هي للتحرير وللحماية ولبناء الدولة. أما للتحرير فقد أثبتت حضورها ووجودها، وكان أول تحرير لأرض في المنطقة تنجزه هذه المقاومة الإسلامية الوطنية وتخرج إسرائيل بعد أن زُرعت إسرائيل منذ ما قبل ستين سنة تقريبًا.
وهي مقاومة للحماية، لأن إسرائيل لم تتجرأ منذ التحرير وكذلك بعد عدوان 2006 أن تعتدي على لبنان خوفًا من رد فعل المقاومة، وهم يعلمون أننا جادون في مواجهة التحديات من دون أي حسابات سياسية ومن دون أي نقاش له علاقة بالتوازن الدولي، لأننا نؤمن بأن كرامتنا وحقنا وحريتنا يجب أن تبقى حاضرة في الميدان مهما كلفنا ذلك، فهو الذي يغير المعادلة وهو الذي يؤثر فينا.
وثالثًا ابناء الدولة، لولا المقاومة هل كانت الأرض لتعود؟ وهل كان للدولة أن تنتشر، وهل كانت التهديدات الإسرائيلية تتوقف في الداخل اللبناني، وهل كانت الاستثمارات الداخلية والأجنبية تأتي إلى لبنان، ويحصل الإعمار لولا وجود هذا الاستقرار الأمني والسياسي بمواجهة العدو الإسرائيلي، نعم المقاومة دعامة بناء لبنان، وهذا جزءٌ من هدفها ومن وظيفتها.
هنا لا بدَّ أن أؤكد أن كل الخيارات السياسية التي اخترناها كحزب الله كانت تأخذ بعين الاعتبار أولوية المقاومة، وهذا يعني أن أولوية التحرير والحماية والبناء هي التي تساعد على تحقيق كل الأهداف الأخرى.
وهنا كانت مواجهتنا في سوريا جزء لا يتجزأ من مواجهة المشروع المعادي للمقاومة، وحماية ظهر المقاومة، وهنا أنبه: تحصل في الآونة الأخيرة اعتداءات برية وبحرية إسرائيلية ولو محدودة على الحدود وهي أشبه باعتداءات شذاذ الآفاق، لأنها تطال إنسانًا أو مزارعًا أو تعتدي على بعض الأشجار أو الحيوانات أو ما شابه ذلك، وهذا يدلل على صغر مستوى المواجهة الإسرائيلية، ومع ذلك يجب أن ندين هذه الاعتداءات وأن نرفع الصوت عاليًا وأن تتصرف الدولة اللبنانية فتكشف وتفضح إسرائيل، علينا أن نسمع من كل القوى السياسية في لبنان اعتراضا ومواجهة وصراخا ضد هذا العدوان الإسرائيلي، للأسف لا نسمع إلاَّ القليل القليل. كنت أتمنى ولو لمرة واحدة أن يخرج الأمين العام للأمم المتحدة فيعترض، فلو حصلت حادثة في مواجهة إسرائيل لاعترض قبل اجتماع مجلس الأمن وقبل التقارير وقبل كل شيء.
أما بالنسبة لانتخابات رئاسة الجمهورية نحن صريحون وواضحون، التوافق هو الطريق الأسرع لانتخاب الرئيس، والتحدي أعاق ويعيق انتخاب رئاسة الجمهورية، فلنستفد من الأجواء الإيجابية والظروف التي ساعدت على إنجاز حكومة وحدة وطنية لننجز أيضًا رئاسة بروحية الوحدة الوطنية، وهذا أمر ممكن عندما تصفى النيات، وأمر ممكن إذا ما علمنا أن الطريق مسدود في إطار التحدي، وأن الطريق المفتوح هو بالتوافق، ونحن نشجع كل القوى السياسية على أن تجتمع وأن تتعاون في هذا البلد لما فيه خيره ومصلحته.