الموقف السياسي

نحن حاضرون لحوارات ثنائية وغير ذلك مع أي طرف وأي أطراف عندما يكون هدف الحوار تحسين الواقع اللبناني / لقاء سياسي في منطقة الشياح في 9/4/2014

نحن حاضرون لحوارات ثنائية وغير ذلك مع أي طرف وأي أطراف عندما يكون هدف الحوار تحسين الواقع اللبناني / لقاء سياسي في منطقة الشياح في 9/4/2014
*ندعو إلى إنجاز الاستحقاق الانتخابي الرئاسي في موعده لأنه مصلحة للبنان، وحاضرون لتقديم المساهمة المناسبة لإنجازه في موعده.

الكلمة التي ألقاها في اللقاء السياسي الذي نظمه حزب الله مع فعاليات وأهالي منطقة الشياح في مجمع الإمام علي (ع) .
ومما جاء فيها:
 

في لبنان يوجد توازن دقيق بين القوى السياسية الفاعلة أو ما يُسمى 8 آذار و14 آذار، لا هم أكثرية ولا نحن أكثرية، وحتى ولو كان أحد الطرفين أكثرية فإنَّ طبيعة التوازنات في لبنان لا تسمح بغلبة على مكون طائفي من المكونات المعروفة في لبنان، والتي تعمل في هذه الساحة لأننا بذلك يمكن أن نوجد حالة من الصدام والصراع الذي يبدأ ولا ينتهي.
 فلنكن واضحين، لبنان فيه تكوين طائفي متنوع ومعقد في آنٍ معًا، وأي حلول في لبنان أو عمل في لبنان يتطلب نموذجاً من التوافقات السياسية التي تقرب الأطراف من بعضها ولو بالحد الأدنى، كي يبقى لبنان مستمرًا، وإلاَّ فالغلبة في لبنان لا تلغي أحد، ومن يتكل على القوى الدولية ليستأثر لن ينجح، الخيار الوحيد هو التفاهم مع الأطياف المختلفة للوصول إلى نتيجة، هذا هو لبنان.
 نحن كحزب الله أدركنا هذه المعادلة وكنا واقعيين، إذا كنتم تذكرون منذ سنة 2005، عندما كان هناك احتمال أن ننجح في الانتخابات النيابية كأكثرية، وعندما أصبحنا في الانتخابات النيابية أقلية في مقابل الأكثرية الأخرى، كنا دائمًا نقول: نحن ندعو إلى حكومة وحدة وطنية، حتى عندما شكَّل الرئيس ميقاتي حكومته دعونا وقتها إلى حكومة وحدة وطنية على قاعدة أن استقامة واستقرار البلد يتطلب أن يتعاون جميع الأطراف، وإلاَّ سيخرب البعض على البعض الآخر، وهذه الحكومة تأخر تشكيلها عشرة أشهر ونحن بقينا مصرين على أن تكون حكومة جامعة وحكومة وحدة وطنية من كل الأطياف، وعندما وجدنا أن تنازلًا ما يمكن أن يؤثر في تشكيلها قبلنا بــ 8-8-8، لأنه لا يمكن أن نبقى في حالة من الفراغ وفي حالة عدم تشكيل حكومة.
 إذاً لبنان لا يسير إلاَّ بالتفاهم، والتفاهم له ثمن بأن نسير دائمًا بالحد الأدنى، ولا نقدر أن نسير بالحد الأقصى، وسيكون هذا السير بناء على تسويات وتعاون بين الأطراف المختلفة بحلول في أحسن الأحوال ستكون حلولاً جزئية ومبتورة ولن تكون شاملة، أما الكلام الذي تسمعونه دائمًا: يجب أن نعمل من أجل الوطن، ويجب أن تترفع الطوائف والأحزاب، فهذه ماركة مسجلة والجميع يقولونه ولكن العبرة  بالتطبيق.
 نحن اعتبرنا أن قوة لبنان في محاولة إيصاله إلى درجة من الاستقرار يتمكن معها من أن يسير أموره كي لا يقع فريسة التسلط الدولي والإقليمي، وهذا ما عملنا عليه في الفترة الماضية، البعض يقول: لكنكم تملكون السلاح وهذا يعطل البلد ويؤثر على الانتخابات النيابية! حصلت الانتخابات النيابية وحصلوا هم على الأغلبية ونحن كنا أقلية ومعنا سلاح ولم يؤثر السلاح على الانتخابات ولا على تشكيل الحكومة ولا على الاستحقاقات السياسية، لأن لدينا في حزب الله قرارًا يقولك ممنوع أن يكون السلاح مؤثرًا في صنع التوجهات السياسية في لبنان أو في الخيارات للناس، فالمقاومة حالة قائمة بذاتها من دون أن تنعكس لا على الأمن ولا على الاقتصاد ولا على الخيارات السياسية، ولا على الاستحقاقات السياسية، فالبلد يُدار بالقوانين.
 إذًا هذا هو لبنان، يجب أن نتعامل بواقعية ونعمل ما يؤدي إلى حمايته، نحن أول من قال أننا نريد الاستقرار في لبنان، طالبنا بالخطة الأمنية لطرابلس مرات ومرات، فالذي كان يحصل في طرابلس قتال من دون هدف عدا توتير أوضاع الناس وخدمة بعض التوجهات الخارجية لتتنفس من بوابة طرابلس أملًا أن يحققوا مكاسب سياسية على الساحة من هذه البوابة، تبيَّن أن هذا الأمر ينعكس سلبًا على الناس من دون فائدة. الآن أدركوا أن القتال في طرابلس عبثي، ونحن مرتاحون أن الأمور وصلت إلى أن يكون هناك خطة أمنية وأن يقبل بها كل الأطراف.
 جاء من يريد أن يحقق 6 و6 مكرر، وقالوا: المشكلة ليست في طرابلس فقط إنما المشكلة في البقاع، وهناك مطلوبين، قلنا لهم: وهل حمينا مطلوبًا في يوم من الأيام؟ هذه الساحة مفتوح افعلوا ما تريدون، وكل مطلوب خذوه إلى المحاكمة، وعندنا قرار منذ سنوات طويلة إذا كان هناك من مرتكب نحن لا نحميه وعليه أن يخضع للاعتبارات القانونية.
 الآن كل الأطراف وصلت إلى قناعة أن استقرار لبنان مطلب، وهو مطلب أمريكي وعربي لبناني ومن جماعة 8 و14 آذار، الكل متفقون أن الاستقرار مطلب، لماذا؟ لأن البعض يعتبر أن عدم الاستقرار في لبنان سيوظف لمصلحة الأزمة السورية، وهو لا يريد أن يتوظف لمصلحة الأزمة السورية، والبعض الآخر يعتبر أن الاستقرار في لبنان مطلب لأنه لا داعي لأن يكون هناك عدم استقرار ولا معنى أن نربط أنفسنا بأزمة لا نعلم متى تنتهي وهذا موقفنا. فسبحان الله: تشكلت الحكومة وبدأت التعيينات وسارت الخطة الأمنية، وبدأت الأمور تسير تدريجيًا، إذًا ما العائق في السابق؟ العائق هو التوجهات والخيارات السياسية الخاطئة، هي التي منعت لبنان من أن نسير في هذا الاتجاه.
 نحن مرتاحون لكل استقرار في لبنان، نرفض كل عنوان من عناوين الفتنة مهما كان، نؤكد على حق الناس في أن يعيشوا مطمئنين آمنين في هذا البلد وتعالج شؤونهم ومطالبهم وقضاياهم، حتى ينطلقوا إلى مستقبل أولادهم ويعملوا في هذا الاتجاه.
 الآن أقول لكم: نحن حاضرون لحوارات ثنائية وغير ذلك مع أي طرف وأي أطراف عندما يكون هدف الحوار تحسين الواقع اللبناني والتعاون بين الأطراف المختلفة، ولسنا خائفين لا من الحوار ولا من الجلوس مع أحد، ونعتبر أن أي حوار سيكون لمصلحة الاتفاق على الخيارات السياسية لها علاقة بشأن لبنان وواقعه.
 وندعو إلى إنجاز الاستحقاق الانتخابي الرئاسي في موعده لأنه مصلحة للبنان، وحاضرون لتقديم المساهمة المناسبة لإنجازه في موعده، بل نطالب بالإسراع في إنجاز قانون انتخابات نيابية، وطالما دعونا لقانون انتخابات على قاعدة النسبية، لأننا نعتبر أن هذه الانتخابات هي الأعدل، ففكروا ولو لمرة واحدة: أن يكون الممثل للناس هو الذي يمثل الناس، الانتخابات النسبية هي التي تعطي لكل شخص حقه الحقيقي، والعدد الحقيقي الذي يستحقه، وعندها يكون ممثلًا في مجلس النواب لهؤلاء الذي انتخبوه.