الكلمة التي ألقاها في احتفال تأبيني للشهيدين علي نون وعلي رعد في حسينية البرجاوي.
ومما جاء فيها:
*مقاومتنا في كل المواقع توصل في نهاية المطاف إلى مقاومة العدو الإسرائيلي.
*ففي المشهد السوري اليوم ماذا ترون غير أولئك الذين يقتلون ويقطعون الرؤوس، وهذا النموذج خطير على المنطقة والعالم.
*لسنا في سوريا لندافع عن شخص أو نظام أو قطعة أرض، إنما لندافع عن مشروع المقاومة.
*في العرب من يريد إطالة الأزمة على الرغم من فشل مشروعه، وهو لا يهتم إلا بتدمير سوريا وشعبها، كنيرون يتفرَّج على حرق روما.
*تعالوا لنتحاور ونشكل الحكومة ونفعِّل المجلس النيابي ونختار رئيس الجمهورية.
*أصبحت جماعة 14 آذار متخصصة بالتعطيل.
مقاومتنا في كل المواقع توصل في نهاية المطاف إلى مقاومة العدو الإسرائيلي، لأن العدو تارة يقاتلنا بالمباشر وأخرى يقاتلنا بجماعته وزبانيته وأولئك الذين يعملون لمشروعه، سواء كانوا مقتنعين بهذا المشروع أو أنهم يدارون من غير أن يعلموا، وهذه مصيبة أكبر. لذلك فإن المجاهدين في أي موقع كانوا هم مجاهدون في سبيل الله يقاتلون إسرائيل والمشروع الإسرائيلي، ومن هذه التداعيات هؤلاء التكفيريون الذين غزوا سوريا من كل أقطار العالم. أنتم ترون نموذج المعارضة السورية، لعل البعض قد التبس عليه الأمر في بداية المشكلة والأزمة في سوريا، لكن ماذا تقولون اليوم عن المعارضة، وهي التي تقطع الرؤوس وتأكل الأحشاء وتدمر المقامات وتنبش القبور وتقتل على الهوية، ولا تراعي حرمة لا لمساجد ولا لكنائس، حتى الغرب اليوم بدأ يميِّز بين المعارضة المعتدلة والمتطرفة، وأكثر من ذلك، فاليوم يتكلمون عن معارضة معتدلة ولكن عاجزة، فالمتطرفة هي المسيطرة، ففي المشهد السوري اليوم ماذا ترون غير أولئك الذين يقتلون ويقطعون الرؤوس، هذا النموذج خطير على المنطقة والعالم. هل هذا هو البديل الذي يريدونه، نحن قلنا من اليوم الأول أن ما يحصل في سوريا هو محاولة لضرب مشروع المقاومة من البوابة السورية، بعد أن عجزوا عن ضربه من البوابة اللبنانية والبوابة الفلسطينية والبوابة الإيرانية، ولذلك هذا المشروع هو مشروع شرق أوسط جديد من بوابة سوريا لتغيير معادلة المنطقة بما يريح إسرائيل، ويجعلها متربعة على عرش وإمكانات هذه المنطقة، فلا يمكننا أن نتفرج والمقاومة تُضرب ويُخطَّط لها، نعم نحن في سوريا دفاعاً عن المقاومة ومشروعها، ولسنا هناك لندافع عن شخص أو نظام أو قطعة أرض، إنما لندافع عن مشروع المقاومة الذي إذا ما ضُرب في مكان امتدَّ ذلك إلى أماكن أخرى.
يقولون الآن أن سوريا على مشارف الحل، ونحن نعتقد أن مشارف الحل معقَّدة، وإذا انعقد جنيف 2 فسيحتاج إلى وقت طويل لينطلق وتوضع الخطوات الأولى، علماً أن التكفيريين ليسوا جزءاً من الحل وهم المعارضة الآن، فهم لا يؤمنون بالحل على الطريقة الغربية، فلا هم يقبلون ولا الغرب يتحمَّلهم. بناءً عليه فنحن أمام أزمة طويلة وحلول متعذرة، وإن سارت فهي تسير على وقع التفجيرات المتنقلة في سوريا إلى أمدٍ بعيد.
لم يعد خافياً أن هناك في العرب من يريد إطالة الأزمة على الرغم من فشل مشروعه، وهو لا يهتم إلا بتدمير سوريا وشعبها، كنيرون يتفرَّج على حرق روما.
رأيتم في الأيام السابقة تلك المشكلة المتفاقمة للنازحين السوريين في لبنان، فلو صرفوا خمسة بالمئة مما يصرفونه على السلاح والقتال والتدمير في سوريا، فلن تكون لدينا مشكلة نازحين.
نحن نملك الجرأة والقدرة للحلول الوطنية من دون إملاءات، ونقول لهم تعالوا لنتحاور ونشكل الحكومة ونفعِّل المجلس النيابي ونختار رئيس الجمهورية، ونقوم بكل الأعمال الإيجابية التي تبني لبنان وتعالج المشاكل القائمة. قرارنا بيدنا وحاضرون أن نجلس على الطاولة من دون مراجعة أحد، ونعم للإتفاقات التي نتفق عليها. أما هم فلا يتجرأون لانعدام القدرة والقرار لديهم، فالإملاءات من الخارج، وهي الآن تضع لبنان في ثلاجة الأزمة السورية ظنًّا منهم أن تغييراً ما يمكن أن يحصل في سوريا فينعكس إيجاباً على وضعهم. أقول لهم من الآن: مهما كان التغيير في سوريا ولن يكون لمصلحتكم في كل الأحوال فلن يتغيَّر الواقع في لبنان في اتجاه تريدونه، نحن شركاء ونريد الشراكة كاملة، ونقبل بكم شركاء كاملين، لكن لا يمكن أن يكون لبنان مزرعة لأحد.
دعَونا وندعو إلى تشكيل حكومة شراكة، وهم عاجزون من دوننا في تشكيل حكومة لهم، ومع ذلك يعطِّلون الحكومة ويتهموننا أننا الذين نعطِّل، وهم يكرِّسون حكومة تصريف الأعمال ويشتكون منها، مع العلم أن أداءهم هو الذي أبقاها ويعزِّزها. دعَونا وندعو إلى تفعيل المجلس النيابي وهم معرضون عنه ويشُّون البلد ويدَّعون أن شلل البلد من غيرهم. تعالوا إلى انتخاب رئيس جمهورية للبنان، ونحن حاضرون للمساهمة بفعالية لإنجاح الاستحقاق في وقته، وهذا ما يتطلب أن نتحاور ونتناقش من أجل أن نوصل الاستحقاق إلى نهايته السعيدة.
أصبحت جماعة 14 آذار متخصصة بالتعطيل، هذا التعطيل المستمر بسببهم وبسبب من يرفض الشراكة يرفض بناء لبنان لحسابات خارجية، وسنستمر بدعوتهم إلى الرشد والمشاركة.