وقد أقيم الحفل بحضور مدير عام مؤسسة الشهيد في لبنان السيد جواد نور الدين ومدير عام مستشفى الرسول الأعظم الدكتور محمد بشير وممثل سفير الجمهورية الاسلامية في لبنان.
ومما جاء فيها:
العدوان الأمريكي إذا حصل فهو عدوان، فلا فرق بين ضربة أو غيرها.
أمريكا تعمل على تدمير منهجي لسوريا، ولا تسعى لخدمة الشعب السوري.
الحل في سوريا سياسي و ليس عسكريا.
الجدل الكبير حول العدوان الأمريكي على سوريا يدل أننا أمام أمر خطير جداً، لا يتوقف خطره على سوريا فقط بل يشمل خطره العالم بأسره.
مهما كانت التطورات في سوريا سلبية أو إيجابية فموقفنا في لبنان لن يتغيَّر، ولن تتمكنوا يا جماعة 14 آذار من استثمار تطورات سوريا على أي نحوٍ من الأنحاء، ولا حل في لبنان إلا بالتفاهم والاتفاق.
العدوان الأمريكي إذا حصل فهو عدوان، فلا فرق بين ضربة أو غيرها، كله عدوان، وهو تدخل في شؤون دولة ذات سيادة مستقلة، ولا يحق لأحد ذلك. هذا العدوان الأمريكي يريد أن يقوم بمحاولة من محاولاته لفرض الشرق الأوسط الجديد بعد فشل المحاولات السابقة، فحلم الشرق الأوسط الجديد لا يزال موجوداً. عندما تدعي أمريكا ومن معها أنهم يرفضون استخدام الأسلحة الكيميائية التي تقتل الناس في سوريا، فماذا يقولون للناس وهم الذين سببوا قتل أكثر من مئة ألف في سوريا بسبب قراراتهم ومواقفهم العدوانية في محاولة استجلاب المقاتلين من كل أنحاء العالم، واستجلاب الإمكانات والأسلحة من دول مختلفة، فضلاً عن كل المدد الذي يؤدي إلى تدمير وتخريب سوريا بحجة تغيير النظام أو القيام بإصلاحات. أمريكا تعمل على تدمير منهجي لسوريا، ولا تسعى لخدمة الشعب السوري، أمريكا التي يقول رئيسها في القمة الأخير بالفم الملآن أن ما يفعله هو من أجل الأمن القومي الأمريكي، من قال أن الأمن القومي الأمريكي يعطيك الحق أن تقصف وتقتل وتتدخل في دول أخرى. على كل حال برزت أمريكا ضعيفة في حجتها وفي منطقها ومبرراتها، وهذا جعلها تعيش التردد وتحاول استدراج الموافقات الدولية والعربية لتخفِّف من حجم هذا الخطأ الكبير الذي ترتكبه في المنطقة.
الأحداث في سوريا تجاوزت السنيتن والنصف، فهل نفع الحل العسكري؟ لم ينفع، إذاً فتشوا عن حل مناسب، لقد قلنا مراراً وتكراراً أن الحل في سوريا سياسي و ليس عسكريا، الحل باتفاق داخلي بين السلطة والمعارضة ولا يمكن أن يكون هناك أي حل خارجي، سواء سمِّيَ حلاً عسكرياً أو غُلِّف بغلاف عسكري. كفى كذباً على الناس! أولئك الذين يؤيدون العدوان والحرب لا يؤمنون بالاستقرار في المنطقة، وأولئك الذين يروِّجون للحل العسكري في سوريا لا يؤمنون باستقرار لبنان ودول المنطقة على الإطلاق، فكيف يحصل استقرار مع هذا العدوان الذي يخرِّب المنطقة.
هذا الجدل الكبير حول العدوان الأمريكي على سوريا يدل أننا أمام أمر خطير جداً، لا يتوقف خطره على سوريا فقط بل يشمل خطره العالم بأسره، وها أنتم ترَون كيف أن العالمين المسيحي والإسلامي يصرخان برفض العدوان على سوريا، لأن آثار العدوان على سوريا تطال العالمين الإسلامي والمسيحي، بل تطال العالم، لذا نقول لأمريكا أوقفوا حربكم وعدوانكم وعودوا إلى رشدكم، وفكروا بالحل السياسي ودعوا السوريون يختارون مصيرهم بأنفسهم.
في لبنان هناك طرف واحد يعطِّل تشكيل الحكومة في لبنان وهو جماعة 14 آذار وذلك لسببين: الأول له علاقة بالأوامر الإقليمية التي ترفض أن تتشكل حكومة فيها تمثيل وطني لجميع الأفرقاء، وهؤلاء أدوات عند هذا الطرف الإقليمي، فلا يستطيعون اتخاذ القرار قبل أن تأتي الإشارة. والسبب الثاني أنهم ينتظرون تطورات سوريا، اعتقاداً منهم أن هذه التطورات ستؤثر على المعادلة في لبنان، وأقول لهم: راهنتم على تطورات كثيرة في الفترة السابقة، من شهر إلى شهر، وكانت التطورات دائماً ضد مصلحتكم، وأقول لكم اليوم: مهما كانت التطورات في سوريا سلبية أو إيجابية فموقفنا في لبنان لن يتغيَّر، ولن تتمكنوا من استثمار تطورات سوريا على أي نحوٍ من الأنحاء، ونحن لم نتحرك ولن نتحرك على قاعدة نتائج الأزمة السورية، وإنما تحركنا هو على أساس الواقع اللبناني، لنقول للجميع: تعالوا نعمل من أجل رفع الفراغ الأمني والسياسي الذي تسبِّبه مواقفكم في مجمل القضايا، وتعالوا نشكِّل حكومة وحدة وطنية بحسب التمثيل الشعبي والنيابي. نحن لا نقبل أن تكون هناك حكومة مزرعة، لها رئيس يعطي ترضيات لبعض الأطراف ليكونوا زبانية في داخل الحكومة، نريد حكومة تنهض بالوطن، ونحن جزء من هذا الوطن، وعلى جميع الأفرقاء بحسب تمثيلهم أن يكونوا مشاركين من أجل أن نعمِّر بلدنا ونواجه التحديات المختلفة، وأدعوا جماعة 14 آذار أن يُسرعوا فهي فرصة قد تكون بعدها الفرص الأخرى قليلة ونادرة، ومهما طال الزمن سيطول الفراغ، ولكن في نهاية المطاف لا حل إلا بالتفاهم والاتفاق.