الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في حفل تكليف الفتيات الذي أقامته مدارس المصطفى (ص) في قاعة الجنان في 19/4/2013

نحن ندعو إلى حكومة وطنية جامعة تكون نتيجة التشاور بين المكونات المختلفة

ومما جاء فيها:
نحن اليوم في لبنان نعيش حالة من البحث عن الحكومة الجديدة وطريقة تشكيلها، لقد سمينا رئيس الحكومة الجديد السيد تمام سلام كإشارة إيجابية، لتتظافر جهود جميع مكونات المجتمع اللبناني من أجل أن تؤلف الحكومة الجديدة على شاكلة هذا المجتمع وهذه المكونات لتنطلق بقوة وفعالية وتأثير، والجميع يعلم أن مجلس الوزراء بعد الطائف هو مجلس يتشكل من رئيس ووزراء يأخذون مجتمعين القرار، مجلس الوزراء ليس رئيساً مع مستشارين، وإنما هو مجلسٌ متكاملٌ لاتخاذ القرار، ما يعني أن تشكيلته يجب أن تأخذ بعين الاعتبار القوى المختلفة لاتخاذ القرار بإجماع هذه القوى أو بتأثير منها.
 الحكومة غير السياسية غير واقعية، إذا لا يوجد أحد غير مسيَّس في هذا البلد، حتى الرئيس يحمل رؤية سياسية، وبالتالي علينا أن نفكر بموضوعية أن تكون الحكومة سياسية. نحن ندعو إلى حكومة وطنية جامعة تكون نتيجة التشاور بين المكونات المختلفة، ووفق الآليات الدستورية لتحقق ثلاثة أمور:
 أولاً: أن تدير البلد بكل قضاياه.
 ثانياً: أن تشرف على الانتخابات النيابية في وقتها وبالقانون الذي يتفق عليه
اللبنانيون.
 ثالثاً: أن تحافظ على الاستقرار الأمني والسياسي.
 هذه مهمات كبيرة على عاتق الحكومة، سواء كانت مدتها شهر أو شهرين أو ثلاثة أو كانت مدتها سنة أو سنتين أو ثلاثة، ومن يقول بأنها حكومة ستقوم بعمل واحد فقط لمدة زمنية محدودة، نقول فما هو دور الحكومة في الأمور الأخرى؟ من يدير البلد؟ ومن يلاحق التطورات ويراعي التفاصيل؟ هذا هو مطلبنا وهذا ما نعتقد أنه يصلح للبلد.
 نحن منفتحون على جميع مكونات المجتمع اللبناني لما فيه المصلحة، وأنتم تعلمون أننا أهل الحوار ولسنا أهل الخصومة، نحن أهل الحوار والتعاون مع الجميع، ومد اليد إلى الجميع، وفي كل تاريخنا كنا إذا اختلفنا مع أحد كان يبدأ منه الخلاف والقطيعة منه وليس منا، لأننا دائماً نفكر بكيفية تدوير الزوايا لمصلحة التعاون في بلدٍ واحد.
 نحن ندعو إلى قانون انتخابي عادل، له معايير موحدة، ويحقق التوازن، ويؤدي إلى التمثيل الحقيقي من أجل أن ننتقل إلى حالة جديدة في البلد، بدل التجاذب الذي يجعل قوانين الانتخاب على قياس بعض المجموعات.
 بإمكاننا متابعة أمورنا في لبنان من دون إملاءات سياسية من أحد، لا من أمريكا ولا من غيرها، ولذلك نقول لكونيلي: نحن نعرف كيف ندير شؤون بلدنا بالتعاون مع كل الأفرقاء الموجودة في البلد، لا نريد نصائحك، لا في الانتخابات ولا في غيرها، ولا نقبل التهديدات والتهويلات التي تطلقينها بين الحين والآخر، ولا نقبل أن تنقلي لنا نتائج الأزمة السورية إلى لبنان، لأن أمريكا هي التي تعمل لنقل الأزمة السورية إلى لبنان والأردن وإلى دول المحيط من أجل أن تقلب المعادلة أو تغيير الظروف في الداخل السوري. بإمكاننا في لبنان أن ندير شؤوننا بمعزل عن تطورات الأزمة السورية، ولذا أقول لكل من يراهن أن هناك تطورات يمكن أن تنشأ بعد شهر أو شهرين أو ثلاثة: إن كل تطورات الأزمة السورية لن تغير في الواقع اللبناني الذي فيه مراكز قوى وجهات مختلفة يجب أن تتفاهم مع بعضها لإدارة البلد.
 وأخيراً، سيبقى في رأس أولوياتنا المقاومة ودعمها وجهوزيتها لمواجهة أي خطر محتمل. وثانياً سنواجه الفتنة ورؤوس الفتن من دون أن ننجر إليها، وسنكون دائماً مستعدين لقطع دابرها كي يتمكن لبنان من أن يتعافى. وثالثاً سنكون في إطار التعاون الإيجابي مع جميع من يرغب أن يمد اليد إلينا لأننا نؤمن بالاختلاف، وأن الخصومة السياسية لا تتحول إلى عداوة، وأن عدونا الوحيد هو إسرائيل ومن وراءها.