الموقف السياسي

الكلمة ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في منطقة الغبيري بمناسبة ولادة السيدة الزهراء(ع)

• كل تفجير حصل أو سيحصل في هذه المرحلة في لبنان هو إمَّا من صنع إسرائيلي وإما أنه يحقق هدفاً إسرائيلياً. • قضية العملاء قضية سياسية وليست قضية إنسانية. • من كان مجرماً فيجب أن يحاكم ويعاقب لنمنع إمكانية الإجرام أو إعطاء الأوسمة للخونة في لبنان.

• كل تفجير حصل أو سيحصل في هذه المرحلة في لبنان هو إمَّا من صنع إسرائيلي وإما أنه يحقق هدفاً إسرائيلياً. • قضية العملاء قضية سياسية وليست قضية إنسانية. • من كان مجرماً فيجب أن يحاكم ويعاقب لنمنع إمكانية الإجرام أو إعطاء الأوسمة للخونة في لبنان.

(...)،كنا في لبنان إيجابيين إلى أبعد الحدود، وكنا أخلاقيين إلى أبعد الحدود، فسمعنا أصواتاً تصدر من هنا وهناك تتحدث عن مخاوف من وجود سلاح المقاومة، فقلنا لهم: نحن حاضرون لنطمئنكم ولنناقش معكم من أجل أن ترتاح نفوسكم، مع العلم أن نور المقاومة المشع على اللبنانيين لا يحتاج إلى دليل، فهو نور حرر الأرض وواجه الفتنة، ودفع الحياة السياسية إيجاباً في البلد، وهو نور جعل المعنويات اللبنانية عالية، ومنع من تكرار الاعتداءات الإسرائيلية منذ سنة 2000 حتى الآن ببركة هذه المقاومة، مع ذلك قلنا لهم إذا كانت هناك التباسات معينة فنحن حاضرون لتوضيحها لأننا لا نريد أن نُبقي أحداً عنده ذرة من الخشية أو التساؤل مع كل النور الذي تشعه المقاومة.‏

لكن أقول وبكل صراحة ووضوح، قبلنا الحديث عن المقاومة لتبديد المخاوف، لكن الآن نحن بحاجة إلى من يتحدث معنا لتبديد مخاوفنا بعد أن صدرت أصوات تنادي بتبرئة العملاء، هناك أسئلة كثيرة مطروحة عندنا ، نحن ننظر بريبة كبيرة لفكرة تبرئة العملاء وتبرير أعمالهم، ما هو الهدف من طرح هذه الفكرة في هذا التوقيت بالذات؟ من هو المحرض لها في لبنان وخارج لبنان؟ في وقتٍ عجزت فيه إسرائيل عن تطبيق القرار 1559، وعن الإضرار بالمقاومة، وعن المحاولة الدولية لتعطيل قوة لبنان. من الذي يفكر أن يعيد لبنان إلى دائرة الفتنة من خلال وجود هؤلاء الذين يمثلون الأيادي السوداء في إسرائيل والذين كانوا سبباً لمجازر وقتل وآلام كثيرة سببوها للشعب اللبناني الأبيّ، في وقتٍ تعاني فيه الساحة اللبنانية من أخطار أمنية حقيقية، وفي قناعتنا أن كل تفجير حصل أو سيحصل في هذه المرحلة في لبنان هو إما من صنع إسرائيلي وإما أنه يحقق هدفاً إسرائيلياً ، وبالتالي يفترض أن نقف أمام تلك الأخطار على بلدنا من خلال عدم إعطاء هذا المجال لهؤلاء الذين تلوثت أيديهم بدماء الأحرار والمجاهدين والشرفاء والمواطنين في لبنان، هؤلاء العملاء الذين كانوا أكياس رمل لإسرائيل ، وهؤلاء العملاء الذين أطالوا زمن الاحتلال بالحد الأدنى عشر سنوات، لأنه عند إتفاق الطائف في سنة 1998، وبداية حلحلة الأمور في سنة 1990 استمر هؤلاء إلى التحرير إلى سنة 2000 يشكلون الذراع الإسرائيلية التي تعمل في لبنان والتي تخدم المصالح الإسرائيلية، بكل وضوح قضية العملاء قضية سياسية وليست قضية إنسانية، هؤلاء أسسوا جيشاً كان في خدمة إسرائيل ، هؤلاء قبضوا الرواتب من أجل أن يقتلوا، هؤلاء حصلوا على تعويضات أجراً لخدماتهم ، هؤلاء قبضوا مقطوعات مالية مختلفة ثمناً لجرائم متنقلة أحدثوها في بلدنا، قضيتهم ليست قضية معيشية ، هؤلاء منهم القتلة المأجورون، ومن كان بريئاً فليذهب إلى القضاء اللبناني ويثبت براءته، أمَّا من كان مجرماً فيجب أن يحاكم ويعاقب لنمنع إمكانية الإجرام أو إعطاء الأوسمة للخونة في لبنان وإلا سنعوِّد بلدنا وسنعوِّد الكثيرين على أن يكونوا عملاء لإسرائيل.‏

وإذا كانت فرنسا وأمريكا والدول الأوروبية رفضوا أن يستقبلوا العميل انطوان لحد عندهم لأنهم رأوا فيه وباءً خطراً على الأمن في بلدانهم، فكيف نقبل به نحن وهو الذي صنع ما صنع في لبنان! وهل تعلمون أن بعض هؤلاء حصلوا على جنسية إسرائيلية ويفترض أن من حصل على الجنسية الإسرائيلية أن يجرد من الجنسية اللبنانية لأنه اختار بلداً عدواً ولأنه اختار اتجاهاً لا يصلح التعاطي معه على الإطلاق، أي حالة إنسانية تلك التي تغرق في العمالة إلى درجة أن يكون مجنساً بالجنسية الإسرائيلية! هذا أمرٌ يجب أن نواجهه بكل حزم، ويجب أن نتعاطى معه على أساس أنه خطر حقيقي على لبنان وفي هذه المرحلة بالذات حيث الساحة اللبنانية ساحة مفتوحة على الأخطار ، ولنكن واضحين لبنان يعاني من أزمة في هذه المرحلة، لبنان يعاني من تآمر على أمنه وعلى استقراره من خلال العمليات المختلفة التي تحصل. لقد أقرت الدولة اللبنانية أن العملية التي حصلت ضد الشهيد غالب عوالي والعملية التي حصلت ضد الشهيد علي طليس، والعملية التي حصلت ضد جهاد جبريل ابن أبو جهاد، كلها عمليات بالدليل والاثبات عمليات إسرائيلية حصلت من خلال أيادي لبنانية هذا مع كل الأمن في لبنان، ومع كل قطع الأيادي الإسرائيلية ، كيف إذا جاء هؤلاء العملاء الذين ثبتت دمويتهم وعمالتهم، هذا الأمر سيهز لبنان من أوله إلى آخره ، وسيسبب خطراً حقيقياً لا يمكن الخلاص منه، نحن معنيون جميعاً أن نحصن لبنان ولن نقبل أن يلعب أحد بأمنه واستقراره ، فللمواطن اللبناني الحق في أن يعيش مستقراً وكريماً.‏

أمَّا البيان الذي صدر وهو يحكم على مجموعة من القيادات في لبنان بالتكفير والقتل فهو من وجهة نظرنا - بصرف النظر عن الموقِّعين، وبصرف النظر عن صحته أوكذبه - بيان إسرائيلي في هدفه ومضمونه بكل ما للكلمة من معنى، يريد أن يُحدث فتنة بين اللبنانيين، لكن سنكون في مواجهة الفتنة وسنمنع أي فتنة سنية شيعية، وأي فتنة لبنانية لبنانية، بكل ما أوتينا من قوة، وسنتعامل مع مثل هذه البيانات وهذه الأمور بأنها إسرائيلية بالهدف والمضمون على حدٍ سواء.‏

لقد سمعتم في الأيام الأخيرة تصريحات أمريكية متتالية بأنهم لا يرغبون الحوار مع حزب الله ، وأنهم لا يريدون اللقاء مع وزير حزب الله في الحكومة، وهذا أمرٌ مضحك ومؤسف في آنٍ معاً . هل تعلمون لماذا يطلقون هذه المواقف الآن؟ لأنهم في السابق طلبوا مراراً وتكراراً عبر وسطاء معروفين بالأسماء أن تلتقي شخصيات أمريكية من الكونغرس والإدارة الأمريكية بمسؤول من حزب الله سواء كان المسؤول برتبة عليا أو برتية دنيا، كانوا يتمنون لقاء واحداً وكنا نقول لهم دائماً : لن نلتقي معكم، ولدينا سبب لأننا نعتبر هذا اللقاء بلا معنى، نحن نعرف أن سياستهم عدوانية وهم بحاجة إلى هذا اللقاء ليقولوا بأنهم مقبولون عند الطرف الآخر ويحاورونه، نحن نرفض اللقاء لكي نقول لهم : بأنكم منبوذون ومعتدون فمن يجلس مع عنصر من المقاومة يأخذ وسام شرف ، لن نعطيكم هذا الوسام، وهم يريدون تبرير فشل سياساتهم لأن شعبهم في أمريكا يسألهم عن قولهم أن حزب الله مجموعة إرهابية ، وفجأة يظهر بأن الحزب محتضن من الشعب اللبناني بأسره، فإذاً نقول للأمريكيين أنتم تحاولون تبرير موقفكم أمام شعبكم لكن هذا الشعب سيسألكم، ولا يكفي أن تقولوا بأنكم لا تريدون اللقاء مع حزب الله ، ومن قال بأن الحزب يريد التلاقي معكم بالأصل، قولوا لشعبكم لماذا تخطئ سياساتكم في المنطقة، قولوا لشعبكم لماذا جعلتم العراق محل فتنة ومحل قتل وتدمير، قولوا لشعبكم لماذا تتمسكون بالقرار 1559 وهو مرفوض من الشعب اللبناني، قولوا لشعبكم لماذا يتَّحد الناس مع حزب الله وأنتم لا تقدِّرون هذا الموقف وهذه القوة.‏

على كل حال مسيرتنا سنتابعها، هم يخططون ونحن نخطط ،{ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين }، هم يملكون السلاح ونحن معنا الله تعالى.‏