وأبرز ما جاء فيها :
(...)،دستور الطائف هو الضابط للحركة القانونية التي تحكم هذا البلد، وقلنا مراراً وتكراراً أننا نعمل وفق هذه الضوابط الموجودة في دستور الطائف، وفي هذا الدستور بند ميثاقي يجعل أية حكومة غير شرعية إذا خالفت ميثاق العيش المشترك في تمثيل جميع الطوائف، وقد خرجت طائفة كبرى هي الطائفة الشيعية من الحكومة وبعض الوزراء الآخرين، ولم تحرك الحكومة ساكناً وبقوا متمسكين بكرسيهم ، محتلين للسراي، وكذلك ورد في الطائف أن الحكومة عندما تناقش القضايا المصيرية يجب أن يوافق الثلثان على أي قضية مصيرية ذلك من أجل رعاية قناعات القوى المختلفة الموجودة في البلد. إذاً لماذا لا تطبقون ضوابط دستور الطائف؟ الآن أصبحوا يتحدثون عن أكثرية وأقلية ، تعالوا لنتفق، هل تريدون الأكثرية والأقلية في كل شيء؟ نحن حاضرون إذا كنتم تتحملون، والله أنتم المتضررون من الأكثرية والأقلية، فأكثريتكم حصلتم عليها إثر اتفاق سياسي خَدَعتم فيه وخرجتم عنه وبقينا متمسكين به، لكن لن تحلموا بعد اليوم لا بأكثرية نيابية ولا بأكثريات أخرى، فخير لكم أن لا تتحدثوا كثيراً عن أكثرية وأقلية لأنها تضركم وأنتم تعلمون ذلك وتعلمون أين هي الأكثرية الشعبية، وتعلمون إذا حصل انتخابات نيابية اليوم مع من ستكون الأكثرية، وتعلمون أن هذا العنوان سيؤثر على طوائف أساسية في البلد فيما لو اجتمعت طوائف أخرى مع بعضها البعض ، إذاً لا تلعبوا هذه اللعبة. مع ذلك نقول لهم: أنتم الآن نصَّبتم حكومة غير شرعية تمارس تخريباً منهجياً لمقومات البلد، منذ استلمت هذه الحكومة والبلد يتراجع، ومنذ أن أصبحت غير شرعية والبلد يتدهور في الاقتصاد وفي الوضع الاجتماعي وفي الاستقرار السياسي وفي الانعكاسات الأمنية ، كل أعمال هذه الحكومة سلبية وليس فيها إيجابيات، حتى أموال الاعمار التي أتت مُعَنوَنة من الدول التي قدّمتها، حاصروها ومنعوا الناس عنها من أجل إذلالهم والإضرار بهم، لكننا أبينا أن يُذل الناس بمال أحد فعملنا على أن نكون إلى جانبهم حتى يقفوا على أرجلهم كي لا يشتري أحد أي ضمير أو يُذل أي إنسان بمال من أي موقع أتى، هذه هي الحكومة اللاشرعية التي تعطل كل شيء في بلدنا.
جماعة 14 شباط لا يردون حلاً، وكلما قلنا لهم تعالوا إلى حل يضيعون الوقت ويرفضون كل شيء ويتمسّكون بالكرسي في السراي من دون التخلي عنه، هل تعتقدون أن هذا الكرسي في السرايا يعطيكم مكاسباً؟ أبداً، أنتم تتحملون الآن تبعات سيسجلها التاريخ بأنكم آذيتم هذا البلد كثيراً. جاءت المبادرات العربية فعطلوها ، كان هناك نقاش من أجل أن تدخل المحكمة ذات الطابع الدولي في إطار الوضع الدستوري فمنعوا وصول المحكمة إلى النقاش في داخل مجلس الوزراء، قلنا لهم تعالوا لنوجد حلاً سياسياً متكاملاً لمجموعة من الأمور: الحكومة والمحكمة والانتخابات وقانون الانتخابات والرئاسة ، فقالوا لا لكل شيء، دائماً يقولون : لا، نحن نقدم الاقتراحات وهم يقولون لا، الآن هم يراهنون على حل بعد ثلاثة أو أربعة أشهر ويعتقدون أنه إذا جاء الاستحقاق الرئاسي فستنفتح أمامهم أبواب الجنان: هم مخطئون وواهمون لأنه لا يوجد انتخابات رئاسية من دون موافقة المعارضة وحضور المعارضة في داخل المجلس النيابي، أي أنكم بحاجة للثلثين فخير لكم أن لا تضيعوا وقت ومصير ووضع الناس لمدة أربع أو ستة أشهر، وتعالوا إلى الاتفاق لأنه في وقتها لن يكون هناك رئيس إلاَّ بالثلثين وأي انتخاب بدون ذلك لا شرعية له ، وبالتالي لن نكون أمام رئيس شرعي وسنعيش حالة من الفراغ الدستور الذي سيُملأ بطريقة أو بأخرى يعني أن البلد سيتعرض لنكسات كثيرة بسبب أدائهم.
أما نحن فقد قدَّمنا الحلول وقلنا لهم إذا كنتم تريدون توسيع الحكومة فنحن حاضرون، وإذا كنتم تريدون تبديل الحكومة فنحن حاضرون، نتفق وإياكم على حكومة وحدة وطنية بشكلها وتفاصيلها وعددها نحن حاضرون، وطبعاً كل هذه الأمور على قاعدة أن لا يكون هناك استئثار، فرفضوا كل الحلول، وقلنا لهم تعالوا نُجري انتخابات نيابية مبكرة ويكون هناك إعادة لإنتاج السلطة حتى نحرك الوضع القائم ونصل إلى حل أيضاً فلم يقبلوا ، نقول لكم نريد الوحدة الوطنية فتقولون أن الوحدة الوطنية كارثة وطنية ، المشكلة عندكم وأنتم لا تريدون الحل، ونحن عندما نقول تعالوا إلى الحل نقول هذا من موقع الثقة والالتزام والشجاعة في أن نقدم على خطوة المناسبة، فهل هم عندهم الشجاعة؟ فهم مختلفون فيما بينهم ، وهم عبارة عن رؤوس متعددة فإذا وافق أحدهم يرفض الثاني وإذا وافق الثاني يرفض الثالث، عندهم مشكلة في تحقيق المكاسب، أما عندنا في المعارضة الحمد لله لا يوجد أي مشكلة، كل شيء وطني توافق عليه المعارضة من دون أي نقاش وبسهولة، فإذا أرادوا حلاً غداً نحن حاضرون للحل من دون تعقيدات من أجل أن نكون معاً لإنقاذ بلدنا.
أما بالنسبة لحوادث الشمال وما يجري في مخيم نهر البارد، فقد قلنا أن الجيش دعامة الوحدة الوطنية ويجب الوقوف معه وتأييده ودعم استمرارية دوره في حفظ السلم الأهلي لأنه أثبت جدارة حقيقية يستحق أن يكون معها مؤتمناً بعقيدته هذه على الوضع في لبنان وعلى كل الأفرقاء، قلنا هذا قبل أحداث مخيم نهر البارد في الشمال وقلناه بعد هذه الأحداث، وانزعج البعض بهذه الإشادة واعتبروا أن الدخول على الخط يساعد في توتير العلاقة بين حزب الله والجيش، أقول لهم: ما بين حزب الله والجيش من دماء مقاومة ضحّت في سبيل الأرض ومن عزة ومعنويات وتماسك وتعاون لا يمكن أن يدخل إليه بعض الموتورين الذين يراهنون على الخلافات، نحن دائماً نراهن على الاتفاق وسنبقى متفقين جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني، ونقول لهم: موتوا بغيظكم فلن تفرقوا بيننا. وقلنا أيضاً أنه يتحمل المعتدون على الجيش كامل المسؤولية ويجب العمل للمحاسبة والمساءلة، وإذ بأبواق الشباطيين تنطلق من كل حدبٍ وصوب ضد موقف حزب الله، لماذا، بدأنا نتساءل ماذا يريدون؟ أنا سأقول لكم لماذا وقفوا هذا الموقف، هم تحدثوا من اليوم الأول عن الحل العسكري، وأنا أقول لهم: هل كان هذا الحل متاحاً لكم من دون أضرار وتداعيات أكبر بكثير بحيث لا تستطيعون تحملها ولم تقوموا بهذا الحل، أنتم تراجعتم عن الحل العسكري وبدأتم تستنكرون وتفسرون كلمة حسم عسكري على أنه حسم سياسي بنكهة عسكرية، ـ والله نحتاج إلى قواميس حتى نفهم عليكم ـ لماذا تراجعتم أيها السياسيون من جماعة 14 شباط عن فكرة الحسم العسكري،لأن الحسم العسكري إذا كان يعني مواجهة المجموعة المعتدية فهذا لا يحتاج إلى إذنٍ من أحد، وأمَّا إذا كان الحسم العسكري سيعني وجود مشكلة اسمها مخيمات واسمها مدنيون فعندها يجب الالتفات إلى المخاطر والتعقيدات التي لا يجوز أن نضع الجيش فيها.
نحن مع الجيش في الوصول إلى الحل المناسب بالطريقة المناسبة وفق قاعدة تحييد المدنيين الذين لا علاقة لهم بهذه الحادثة، هذا هو موقفنا، والحمد لله أن قيادة الجيش كانت حكيمة فلم تقع في محظور التطبيل والتزمير الذي قاده الشباطيون، لأنهم لو سلكوا مسلكاً يريده هؤلاء لكانت المشكلة كبيرة جداً، إلاَّ أننا اليوم نرى حكمة في المتابعة.
وعندما تبينت النتائج انزعج هؤلاء من موقف حزب الله ، لأنه تبين أن موقف حزب الله كان حكيماً في الأداء وكان حريصاً على الجيش والمدنيين وعلى البلد كما كان الجيش حريصاً تماماً ، ونحن كل ما فعلناه أننا أعلنا رأينا وأخذنا موقفاً سياسياً ، نقول لهؤلاء الأبطال السياسيين من جماعة 14 شباط: هل يمسككم أحد في أن تقدموا على خطوات الحسم التي تؤمنون بها، أو أنكم تصفقون للآخرين حتى يدخلوا في المشكلة وأنتم تقطفون ما تريدون بالمشاكل والفتن التي يمكن أن تقع في البلد.
على كل حال، كلما وجهتم سهامكم إلى حزب الله رفعتموه في نظر الأمة وفي نظر الأوفياء والأتقياء والصالحين والشرفاء ، أقول لكم ما قاله المتنبي: وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل.
نحن نتحدث بالسياسة فاعترضوا علينا بالسياسة وناقشونا بالسياسة وفندوا موقفنا بالسياسة، لكن أن تأتي شتائم من هنا وهناك فهذا لن يفيدكم، ثم أتوا إلى نغمة أخرى هي نغمة الخلاف بين حزب الله والتيار الوطني الحر، منذ وقت الاتفاق على التفاهم وهم ممغوصون، وللأسف لم يتمكن الأطباء من معالجة مغصهم خلال كل هذه الفترة، هذا الاتفاق والتفاهم بني على أسس ثابتة، والحمد لله أن الطرفين من الذين إذا أعطوا موثقاً وفوا بموثقهم لا كالآخرين الذين يبطلون مواثيقهم ويغيرون في كل يوم، ولذا من حاول أن يدخل على الخط ليُعلّق على بعض الألفاظ وبعض الكلمات وطريقة التعبير والأدبيات التي تختلف طبيعياً بين حزب الله والتيار الوطني الحر فكل أدبياته ولكن الموقف واحد وضوابط التفاهم واحدة، من يراهن على الخلاف بين حزب الله والتيار الوطني الحر نقول له: لن تتمكن من هذا الرهان لأن التفاهم صلبٌ أمام الأعاصير ، وقد أثبتت ذلك التجارب الماضية التي مرت وسنستمر إن شاء الله متفاهمين، فلا معنى للدخول في اصطناع خلافات في داخل المعارضة .