ألقى الشيخ قاسم كلمة تناول في مستهلها معاني المناسبة، وانتقل الى الحديث عن الوضع في لبنان فقال ان ما تقبل به المعارضة اليوم لن تقبل به بعد شهر من الآن.
اضاف: إن شعبنا الذي واجه حرب تموز سيكون اقوى في أي حرب أخرى بعدما تمرس على مواجهة العدوان. ان العدو يتخبط في هزيمته. الا يرى هؤلاء هنا هذه الهزائم. وقد سمعتم ان المحاضر الاسرائيلية الغت اسماء شخصيات لبنانية وعربية خشية الاساءة للعلاقات. يوما ما سيعلن الاسرائيليون اسماء هؤلاء الذي تعاونوا مع اسرائيل وتمنوا عليها ان تستمر في عدوانها، لكنهم خسئوا فخسرت اسرائيل وانتصرت المقاومة وارتفع رأس لبنان.
نحن قلنا سابقا ان القرار اميركي واسرائيلي، وابى البعض ان يصدق. ان ما حصل في لبنان من انتصار ستبقى آثاره لعقود وعقود على المنطقة العربية والاسلامية.
لقد تعبنا مع هؤلاء ولا نعرف ما الذي يريدونه. يقدمون التزاما ويتراجعون عنه. اذا كان المقياس دستور الطائف، ونحن نتمسك بدستور الطائف، فلماذا تسقطون المؤسسات الدستورية الواحدة تلو الأخرى.
يدعون أن المشكلة هي المحكمة الدولية. هرّبوها مرات عدة، واليوم قلنا لهم تعالوا نناقش هذه المحكمة أولا ونتفق على تفاصيلها ونريدها جنائية وتحاسب المجرم وتقضي عليه وتعدمه، لكنهم لم يقبلوا مناقشة المحكمة. نحن نعتقد أنهم لا يريدون المحكمة. فليعطونا بضعة أيام للمناقشة. هم يختبئون وراء المحكمة لمنعنا من المشاركة كمعارضة، وعندما وجدوا أننا كشفناهم في مسألة المحكمة، بدأوا يطلقون النار على المشاركة. هذا يعني أنهم لا يريدون المحكمة، يريدون السيطرة على لبنان. إذا كانوا يهددوننا بالفصل السابع، فهذا يعني أنهم لا يريدون المحكمة، بل ان هناك أحدا في مجلس الأمن يريد المحكمة لاعتبارات سياسية، لأن المحكمة تحت الفصل السابع هي محكمة ضد لبنان وليست لمحاكمة قتلة الرئيس الحريري.
نحن كنا من البداية إيجابيين ولامنا البعض. أقول لهؤلاء المحبين إنهم لا يريدون مشاركتنا. المشكلة ليست في السقف، المشكلة في أميركا التي ترعى وتراقب وتتابع. كنا واقعيين وقلنا إننا نريد المشاركة، ولا نبحث عن العدد، بل ان نكون شركاء وحماية البلد من الضياع في إطار الوصاية الأميركية. لقد طرحنا حلولا ورفضوها. لا يقبلون أي حل. يقولون إن القبول بـ19/11 هو انتحار سياسي. فهل المشاركة انتحار سياسي، أم التفرد هو الانتحار السياسي؟.. الاتفاق انتحار سياسي، والاختلاف ليس انتحارا سياسيا؟ هل هذه الحكومة اللاشرعية تحكم؟ إنهم لا يريدون الحل. وهنا أنا مضطر أن أكون صريحا للغاية، وأقول إن البعض في قوى السلطة أسرّت إليه الإدارة الأميركية أن حرباً قادمة تريد أميركا من خلالها أن تضرب إيران، وعليكم أن تنتظروا أن تضعف إيران ودول المنطقة وتستطيع أميركا أن تمرر ما تريد، وستجدون «حزب الله» والمعارضة ضعفاء فتأخذون ما تريدون. هذا الكلام تتداوله قوى السلطة في لقاءاتها مع الكوادر وتوشوش به لبعض الناس، وتقول انتظروا شهرين من الآن.
لذلك أقول إن الحوارات جيدة ومفيدة لكنها لن تكون منتجة لأن انتظار الأحداث سيعطل نتائجها. وإذا كان هذا المسار هو الذي اختاروه فإن الأزمة طويلة. وهنا أقول لهم هل ان الحرب الأميركية ستكون نزهة، وهل سيبقى حجر على حجر في الشرق الأوسط؟.. الله أعلم ماذا يمكن أن يحصل.
إذا كانت أميركا قادمة، فسيكون ذلك على جثث أعوانها. وسوف تفشل أميركا كما فشلت سابقا. وأي حرب لن تكون نتائجها سلبية على «حزب الله» والمعارضة، فلدينا من الحصانة والثبات ما يجعلنا عصاة على التحديات، وأمامكم تجربة انتصار المقاومة وشعبها في عدوان تموز. إن ما تقبل به المعارضة اليوم لا تقبل به بعد شهرين أو ثلاثة.