الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في حفل تأبين الشاعر الاستاذ حسين حيدر في بلدة بدنايل البقاعية في 2/11/2008

الاعتداء على سوريا جريمة موصوفة وإرهاب دولي على بلد حر وسيد ومستقل

توجه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بالتحية وبالإشادة الخاصة بالجيش اللبناني ومخابراته لاعتقاله الشبكة الإرهابية الإسرائيلية التي كانت تعمل لمدة عشرين عاماً في رصد المجاهدين ومحاولة إعطاء المعلومات المختلفة للعدو الصهيوني الذي يجب أن لا يغيب عن أنظارنا بأنه سيستخدم كل إمكاناته للإضرار بنا وهو لن يسكت أو يتوقف بعدما وجهنا له ضربة قاسية خلال حرب تموز بل سيستمر بالعمل من أجل إيذائنا والإضرار بنا وإرباك ساحتنا.

,أكد الشيخ قاسم أنه كلما كنا متعاونين ومتماسكين وننظر إلى هذا العدو كعدو ونعمل لكي لا يحقق أي من أهدافه في بلدنا سنبقى ناجحين في كل شيء حتى ولو استمرت هذه الشبكة لفترة من الزمن سوف تكتشف ويكتشف غيرها.

ودعا إلى الإنتباه من خروقات العدو لأجوائنا كل يوم حوالي 15 إلى 20 مرة ولو أنه حصل خرق واحد من المقاومة لقامت الدنيا ولم تقعد من بعض من في لبنان ومن مجلس الأمن الدولي ومن معه على قاعدة أن هناك مشكلة كبرى وهو خرق القرار 1701 منتقداً مجلس الأمن لإنحيازه لإسرائيل وهو يعيش في غيبوبة لأنها هي المعتدية ويصدر تقريراً لا يتهم فيه إسرائيل أو يدينها ولا يحاول أن يضع لها حداً إنما يتحدث فقط عن مجرد إنتهاكات للقرار 1701.

وأكد الشيخ قاسم بأن علينا أن نعلم بأن أحداً لن ينصفنا إلا سواعد مقاومتنا ولن نتمكن أن نحقق الإنجازات إلا بالتفاف الجيش والمقاومة والشعب في مواجهة إسرائيل مضيفاً بأنه حتى عندما نذكر الإنتقادات والإعتراضات لنسجلها أمام الرأي العام وهم لن يردوا إلا في مواجهة وسقوط إسرائيل وهذا ما يؤكد الحاجة الفعلية لوجود مقاومة قوية فاعلة بل علينا أن نقويها أكثر من أجل منع إسرائيل من الإعتداء علينا.

نائب الأمين العام لحزب الله أكد أن مطلبنا لجلسة الحوار الثانية في الخامس من الشهر الجاري أن تتوسع طاولة الحوار وهذا مطلب جدي لا نناور ولا نزايد فيه ونعتبر أن هذه التوسعة هي لمصلحة نجاح الحوار وقد اتفقنا في الجلسة الأولى أن يهيأ للتوسعة بالطريقة المناسبة ويمكن أن نتفق على أسسها والعدد الملائم الذي يكون محدوداً ومعبراً عن الأطياف السياسية المختلفة ويعالج الخلل في التمثيل الموجود مضيفاً بأن هذه الإضافة لن تقلب المعادلة رأساً على عقب لأن الموجودين على الطاولة هم من الموالاة ومن المعارضة وسيزاد من في الموالاة ومن في المعارضة ولن يضير أحد أن تحصل هذه الزيادة ولن تغير من واقع الإتجاهات الموجودة في البلد بل تنصف من يجب إنصافهم وتعطي مجالاً لتمثيل معقول وفق قواعد أصبح واضحاً أنها بحاجة إلى إعادة النظر في كيفية الإعتماد عليها على قاعدة أن ما مر في تشكيل لجنة الحوار يختلف عن الظروف التي نحن عليها الآن فلا بد أن تأخذ بعين الإعتبار.

ورأى الشيخ قاسم أن الإنتخابات النيابية مطلب الجميع وأن بعض الذين يروجون أن هناك مشكلة أو خطأ أو تعقيدات في إجرائها إنما يهولون لأن الموالاة والمعارضة يريدان الانتخابات النيابية وكل منهما يعتقد أنه سينجح وهذه نعمة حتى يكون هناك أمل عند الجميع فيساعدون على في إنجازها مضيفاً بأننا نحترم صوت الناس أينما كان سواء كان معنا أو ضدنا لكننا لا نحترم الصوت الخائن الذي يشترى بالمال "فقل موقفك مع الموالاة أو المعارضة بقناعة ونحن نقدر خيارك لكن إذا ارتبط بالرشوة الإنتخابية فاسمح لنا أن نقول لك بأن خنت بلدك ولست جديراً أن تكون ممثلاً وبالأصل هؤلاء ليس لهم ممثلين"

ودعا إلى مساعدة الناس وعدم إفسادهم بالرشوة الإنتخابية ونحن نعلم أن هذه الدعوة لن تلقى صدى كافياً لأن المال الإنتخابي بدأ وأصبحت رائحته تفوح من أمكنة متعددة ومع ذلك أملنا كبير بأن الشرفاء يعرفون كيف يعطون أصواتهم بعيداً عن المال الإنتخابي.

الشيخ قاسم ندد بالإعتداء الأميركي على سوريا واصفاً إياه بالجريمة الموصوفة والإرهاب الدولي على بلد حر وسيد ومستقل مضيفاً أن لا مبرر لهذا الإعتداء تحت أي عنوان من العناوين إنما يريدون معاقبة سوريا لأنها نجحت في أن تكون حاضنة للمقاومة وفي أن تفك العزلة الدولية السياسي عنها وتقوم بدور إيجابي في الوصول إلى بعض الإستقرار في المنطقة وآخر ما حصل القرار بالتبادل الدبلوماسي لإراحة لبنان الذي يرغب بهذا النوع من العلاقة بين بلدين شقيقين.

ورأى بأن الإعتداء يقوي سوريا ويكشف كم أن الأميركيين ضعفاء لأنهم لو كانوا أقوياء لكان بإمكانهم أن يؤثروا بكلمتهم وموقفهم السياسي.

وشدد الشيخ قاسم في الختام على أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بالتعاون مع كل الأطراف لم يكن المقصود منه مجرد التهدئة ولم الشمل بل إنقاذ لبنان بإجراءات تساعد الناس بعد غياب طويل من عدم الإلتفات إليهم وباستطاعة الحكومة أن تقوم ببعض البرامج إقتصادية والإجتماعية وهذا واجبها لا أن تنتظر إلى ما بعد الإنتخابات النيابية المقبلة.

حضر حفل التأبين عدد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين والشخصيات السياسية والاجتماعية والبلدية وعلماء دين وأدب وفكر وحشد من الأهالي وتخلل الحفل كلمة وجدانية لكريمة الراحل تحدثت خلالها عن ميراثه الأدبي والشعري في حق المقاومة والقضية الفلسطينية.