فليكن واضحاً أن المقاومة الإسلامية هي رؤية استقلالية أسقطت الوصاية وحررت الأرض وتصدت للدفاع، وكل مقاومة شريفة عملت في لبنان هي في الواقع في هذا الاتجاه وليست مجرد قدرة عسكرية أو وجود عسكري.
على هذا الأساس نحن لم نعتبر يوماً أن المقاومة منافسة للدولة، لأن وظيفتها تحرير الأرض والدفاع عن لبنان، وليس لها وظيفة أن تأخذ مكاسب في الداخل ولا أن ترجح موقع جماعة على حساب جماعة، ولا أن تدخل في الضغط الانتخابي العسكري على أحد.
من هنا المقاومة هي عضد الدولة وسند الدولة ، نعم المقاومة هي دعامة الدولة القوية في مقابل الدولة الضعيفة، نحن نريد الدولة القوية ولذا عندما نتمسك بالمقاومة إنما نتمسك بها ليقوى لبنان على مواجهة التحديات، هؤلاء الذين يتكلمون عن دولة المقاومة يبتغون التشويش علينا، ومحاولة إرهاقنا ببعض الاتهامات، ولكن نقول لهم: هذه التشويشات لا تنفع لأن المقاومة لها أداء، وقد أدت أداءً وانتصرت ونجحت ، وطردت إسرائيل وحررت سنة 2000 وانتصرت سنة 2006، وحررت الأسرى سنة 2008، إذاً هناك إنجازات حقيقية للمقاومة، وكنا في هذا الاتجاه قد اخترنا رهاناً نجحنا فيه بينما هناك من اختار رهاناً آخر في البلد، هناك من اختار أن يكون عميلاً لإسرائيل عندما تأسس جيش لحد ليثبت وجود إسرائيل في لبنان تحت عناوين مختلفة، ولكن هذا الرهان سقط ، وهناك من راهن على القوات المتعددة الجنسيات لتدمير لبنان وهذا الرهان أيضاً سقط، أمَّا المقاومة فقد أثبتت وجودها وحضورها.
أمَّا المصالحات التي تجري فهي في الواقع تصويب للاختلافات القائمة، بدل أن تكون اختلافات في الشارع تصبح اختلافات في السياسة، وبدل أن تكون في حالة تصادم تتحول إلى حالة الحوار، وبدل أن يحتكم البعض إلى السلاح الميليشياوي يحتكمون إلى صناديق الاقتراع، هذا هو الحل في الاختلاف الموجود في الداخل السياسي، وعلى كل طرف أن يثبت أنه يعمل لمصلحة البلد، ومصلحة البلد بالانجازات وليست بالكلمات والخطب.
اليوم يوجد في لبنان معاناة شديدة جداً حيث يرزح تحت حوالي خمسين مليار دولار دين، وهو من أداء اقتصادي أوصل إلى هذه النتيجة في لبنان، ومن واقع أمني دمر الوضع، ومن واقع سياسي متوتر، إذاً علينا جميعاً أن نلجأ إلى هذا الواقع السياسي الجديد بالحوار والمصالحات والعلاقات من أجل أن يستقر الوضع السياسي لنهتم بالوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي، لأنه لا يوجد اقتصاد بلا سياسة، ولا يوجد استقرار بلا تفاهم سياسي.