الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في حفل تخريج الطلاب الناجحين في الشهادة المتوسطة في مدارس المصطفى (ص) والذي أقامته جمعية التعليم الديني الإسلامي في قاعة الجنان في 11/10/2012

المقاومة رفعت رؤوسنا وهم يريدون خفض رؤوسهم

بحضور حشد من الشخصيات والفعاليات التربوية وأهالي الطلاب.
ومما جاء فيها:

اليوم توجد حملة منظمة ضد الإسلام المحمدي الأصيل، ومن نماذجه حزب الله في لبنان، وهذه الحملة يقودونها ضد المشروع الذي يحمله هذا الحزب، وليس ضد الأفراد والأشخاص، هناك حملة على المشروع الوطني للمقاومة، امتدادتها إقليمية ودولية، ومحرك الحملة الأساس إسرائيل، إسرائيل هي التي تتصل بالدول الأوروبية من أجل أن تُوضع المقاومة على لائحة الإرهاب، إسرائيل هي التي تحرض أمريكا لتساعدها ولتمدها بالسلاح من أجل أن تواجه المقاومين، إسرائيل هي التي ترسل جواسيسها إلى بلدان عربية مختلفة من أجل أن تُحدث الفتن وتحرك المشاكل لتواجه المقاومين في كل مكان، إسرائيل هي التي ترفع شعارات بأنها تريد أن تبقى قوية ويجب إسقاط كل القوى التي تواجهها، هذه الحملة ضد المقاومة هي حملة ضد مقاومة إسرائيل، النتيجة حملة إلى جانب إسرائيل، سواء كانت سنخيتهم إسرائيلية أو لم تكن، ما معنى أن تخوض حملة ضد المقاومة التي تواجه إسرائيل؟ ما معنى أن تخوض حملة ضد الجماعة التي حررت الأرض وتريد أن تحرر الباقي من الأرض؟ ما معنى أن تكون ضد جماعة تريد الاستقلال وأن تواجهها لأنك لا تقبل بمشروعها واتجاهاتها؟ هذا أمر خطير، وهذا أمر يدين كل أولئك الذين يقفون ضد المقاومة ويواجهونها.
 لو كانت المقاومة فكرة من الأفكار لقلنا أنهم غير مقتنعين بهذه الفكرة، ولكن المقاومة حررت وهم لا يريدون ذلك، والمقاومة رفعت رؤوسنا وهم يريدون خفض رؤوسهم، والمقاومة أرعبت إسرائيل وهم يريدون إراحة إسرائيل، والمقاومة طردت أمريكا وهم يريدون إحضارها في كل محافلنا وواقعنا،ألا تخجلون من أنفسكم أيها المعادون للمقاومة والمؤيدون لقوة إسرائيل بإضعاف المقاومة؟
 لو كانت الشعارات السياسية التي يطرحونها شعارات منطقية مقبولة عبارة عن خلاف بين وجهتين نظر لقلنا أن هذا الأمر مقبول ومعقول، لكن بين احتلال وتحرير، وبين مقاومة وإسرائيل، بين عز واستسلام، هذا أمرٌ يشكل فضيحة لأولئك الذين يقفون في المقلب الآخر، ليست هناك دعوة في لبنان لسحب سلاح حزب الله، وأقول لكم: لو كان حزب الله يلتزم بالخط السياسي الآخر الذي هو مع أمريكا وإسرائيل، لأبقوا معه السلاح وزادوه سلاحاً إذا كان هذا السلاح يُستخدم لتركيز كيان إسرائيل في المنطقة، فالمشكلة بالمشروع وليس بتلك الأدوات التي يستخدمها المجاهدون.
 في لبنان هناك حملة ضد حزب الله، هذه الحملة هي ضوضاء، كلما ارتفعت الأصوات أكثر فأكثر فهذا يعني أننا أنجح فأنجح، وكلما شتمونا زيادة وابتعدوا عن أي دليل وعن أي منطق يعني أن أدلة راسخة وقوية.
 اليوم فقد حزب المستقبل في لبنان استقلاله الذاتي بتنفيذه أجندة المشروع الاستكباري ضد لبنان والمنطقة، لاحظوا مفردات خطابات قياداته هي مفردات المشروع الاستكباري، ونتيجة تعليمات أجنبية، ومشابهة للخطاب المعادي للبنان واستقلاله، وأسلوبها استفزازي بغية دفعنا إلى المهاترات، ولكننا لن ننجر.
 أقول لهم مجدداً يدنا ستبقى ممدودة للتعاون على الصعيد الوطني، وننصحهم بالعمل لمصلحة لبنان، فإذا كانت رهاناتهم مستمرة على تطورات سوريا فيبدو أن الرهان سيبقى في الجارور لفترة طويلة من الزمن، ثم بعد ذلك سيخسرون الرهان.