كلمات الامين العام

الشيخ قاسم في الذكرى السنوية الأولى لطوفان الأقصى: الحرب لم تمس بإرادتنا 08-10-2024

الشيخ قاسم في الذكرى السنوية الأولى لطوفان الأقصى: الحرب لم تمس بإرادتنا 08-10-2024
النص الكامل لكلمة سماحة الشيخ نعيم قاسم في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2024

لمناسبة مرور عام على قيام طوفان الأقصى تحدث سماحة الشيخ نعيم قاسم عن عناوين ثلاثة :

1- طوفان الأقصى 
2- جبهة لبنان جبهة مساندة
3- القيادة والسيطرة وإدارة الحزب والمقاومة

 

وهنا النص الكامل لكلمة سماحته:

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

قال الله تعالى في كتابه العزيز" الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعمة الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضله لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين". صدق الله العلي العظيم.

هذا الاجتماع الكبير من قبل العدو الاسرائيلي ومعه امريكا ودول غربية كلهم يحاولون ان يضغطوا علينا من أجل ان نخشى وأن نخاف، لكننا لن نخشى ولن نخاف نحن ابناء الأمين العام المفدى الشهيد سيد محور المقاومة سيد شهداء محور المقاومة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه.

بكل صراحة، في الموقف الذي أعجز معه عن وصف حالنا دونك يا سماحة الأمين العام، ولكن في الوقت نفسه اشعر بطيفك يظللنا ويشد عزيمتنا، وأرى المقاومين يستلهمون من عنفوانك وثقتك والناس واثقون بزمن الانتصارات، عشقتكَ قلوبنا وقويت نفوسنا وشحنتنا بالإيمان والمقاومة وطمأنتنا إلى ان الله تعالى معنا ولن يتركنا وأنت تخيف الأن الصهاينة في عليائك بما تركت من مقاومة ممتدة في جبهة طويلة عريضة لمواجهة الاحتلال والاجرام والانحراف، هنا أنت أمام شعوب أمنت بخط المقاومة وأمنت بفلاحها، أهديك يا سيدي تحية حب وإيمان ومقاومة مني ومن اخواني ومن المقاومين المجاهدين ومن شعبك الأبي ومن المحبين لك، على امتداد محور المقاومة ومن كل الشرفاء والأحرار.

ثلاثة أمور سأتعرض لها في هذا اللقاء. أولاً، حول طوفان الأقصى مرّت سنة على طوفان الأقصى، هذا الطوفان هو حدث غير عادي هو حدث استثنائي أستطيع ان أقول بأنه بداية تغيير وجه الشرق الأوسط، بما يعني حضور المقاومة وتأثير المقاومة.

عمل طوفان الأقصى وجهاد المجاهدين من حماس والجهاد الاسلامي والمقاومين والشعب الفلسطيني في غزة هو عمل مشروع مئة بالمئة لأنه ضد الاحتلال الرازح منذ 75 سنة، وبالتالي هذه المواجهة العظيمة مباركة وهي خط سليم من أجل التغيير.

اما هدف الاحتلال فلم يكن ردة الفعل على طوفان الأقصى، وإنما له هدفان أساسيان:

أولاً، إنهاء المقاومة بشكل كامل حتى لا يعود هناك مقاومة لإسرائيل.

والهدف الثاني، إبادة الشعب الفلسطيني بما يجعله منزوع القدرة على توليد المقاومة مجدداً أو على المطالبة بحقوقه.

هذا هو الهدف، أما جرائم الاحتلال التي قام بها، هي جرائم موصوفة وواضحة، وكل العالم رآها رؤية العين، لا مثيل لهذه الجرائم في كل هذا التاريخ، جرائم قتل الأطفال والنساء والشيوخ وقتل المسعفين والأطباء وتدمير المستشفيات وقتل الصحافة وقتل كل كائن يتحرك وتدمير كل بيت موجود وتدمير كل شارع، هذا ليس قتالاً، هذا قتل للإنسانية، وهذا قتل للشعوب الحرة، طبعاً كل هذا في اطار الدعم الأمريكي المفتوح بلا حساب، من اللحظة الأولى نحن نعتبر ان أمريكا شريكة أساسية في كل الجرائم، وفي كل ما حصل وكذلك قسم من أوروبا الذين أيدوا وساندوا ودعموا وشاركوا عسكريا وسياسيا وإعلامياً، لولا هذا الدعم الأمريكي الغربي لتوقفت الحرب خلال شهر، لأن إسرائيل ليست قادرة على مواجهة هذه المقاومة، أما الآن، هي لا تواجه، هي تقتل وهذا القتل لا يعتبر مواجهة.

42000 شهيد ما عدا من هم تحت الأنقاض، 96500 جريح، أغلب الشهداء، 60 بالمئة من النساء والأطفال هل هذا قتال؟ على كل حال مقاومة غزة كانت مقاومة اسطورية صمدت لمدة سنة، وهي قادرة على ان تصمد أكثر وأكثر وأكثر، مقاومة غزة ومقاومة الضفة والعمليات التي تحصل في داخل الأرض المحتلة في داخل الـ48، كلها تبين ان المقاومة والشعب الفلسطيني لا يمكن هزيمتهم مهما طال الزمن، ومهما كانت التضحيات، هذا شعب جدير بالحياة، هذا شعب جدير بالتحرير، هذا شعب جدير بأن يعطي هو وسام الانسانية لأي شعب على وجه الأرض، خاصة أنه يواجه وحوش بشرية يعملون للإبادة.

تحية للشهداء وعلى رأسهم الأمين العام اسماعيل هنية رضوان الله تعالى عليه، الذي كان رمزاً وفخراً وعطاءاً، تحية إلى هذا الرئيس المبارك، تحية إلى كل الشهداء، إلى كل الأحرار، إلى الجرحى، إلى المعذبين، إلى النازحين، إلى المعطائين في كل غزة وفلسطين، على كل حال بعد سنة يأتي رئيس الاركان الاسرائيلي هيرتسي هاليفي ويقول بالحرف الواحد عام كامل وفشلنا في أداء مهمتنا في الدفاع عن مواطنينا، يا هاليفي ستفشل ما دمت مستمرا اكثر فاكثر، وهذا درس لك ولنتنياهو، هذا الكيان الاسرائيلي ثبت بالدليل انه خطر على البشرية وعلى الانسانية وخطر على لبنان وعلى المنطقة نحن اعلنا جبهة المساندة من لبنان تحقيقا لهدفين:

الأول، المساعدة في المواجهة للتخفيف عن غزة ولمساعدتها في الإنتصار في هذه المعركة، والهدف الثاني المضمر الدفاع عن لبنان وشعبه، على كل حال بدأت تتكشف الأمور، وأن لبنان كان مستهدفاً، لكن لم يكن قد حان الآوان، وكلكم يعلم ذلك، ألم يعلن نتنياهو بأنه يريد شرق أوسط جديد؟ ألم يقول غالانت عن ضرب حزب الله في لبنان؟ اسمعوا غالانت ماذا قال "ضربات حزب الله تفتح الباب على التغيير ليس في لبنان فقط بل لصياغة الشرق الأوسط الجديد"، صارت طموحاته تصل للشرق الأوسط، الآن هو يقلع بدايةً بغزة، بلبنان، هل يستطيع ان ينقذ وضعه؟ هل يستطيع تحقيق سيطرة على حاله لن يستطيع؟

على كل حال، هؤلاء هم يريدون ابادة كل من يقف في وجههم، كل من يقول بأن لنا حقوق هؤلاء يريدون اخضاع كل المحيط من الدول والشعوب لسياساتهم ولأوامرهم، هذا امر لن يحصل.

أما إيران، إيران الإسلام، إيران الامام الخميني الذي اعلن اول سفارة فلسطينية مع أول انتصار الثورة الاسلامية المباركة، وازاح السفارة الاسرائيلية، هو الذي كان يوجه باتجاه ازالة هذه الجرثومة السرطانية قولاً وعملاً، جاء الإمام الخامنئي دام ظله ليتابع ويؤسس ويدعم، إيران قدمت دعما واضحاً ومعروفاً عند كل العالم، للمقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة، وهذا ما تفاخر به، وهذا شرف لها وكرامة لها انها تساعد الفلسطينيين من أجل أن يستعيدوا حقوقهم، هذه القدرة الاسطورية في المواجهة مجموع الارادة الصلبة الموجودة عند الفلسطينيين والتصميم على المقاومة، والأمر الثاني توفر الامكانات التي تساعد على ان يواجهوا هذا التحدي.

إذاً، إلى كل المشككين في عطاء إيران، بدعم إيران، إيران هي تقرر كيف تدعم ومتى تدعم ومتى تعطي، على كل حال هي اعطت كل هذه السنوات، قولوا لي أنتم ماذا اعطيتم ايها المشككون؟ ايها المطالبون، هل قدمتم للمقاومة شيئاً؟ هل قدمتم لشعب فلسطين شيئا؟

على كل حال، التاريخ يسجل والمستقبل سيسجل ايضا إيران واجهت بالوعد الصادق الوعد الصادق الأول والوعد الصادق الثاني من أكثر من 1500 كيلومتر، صواريخ تأتي وتصيب في داخل تل أبيب، هذا يعني ان إيران مصممة على ان تكون إلى جانب هذه المقاومة بالطريقة التي تراها مناسبة لهذا الدعم.

أستطيع ان استخلص أمرا مهماً، ليست المعركة معركة إيران ونفوذ إيران في المنطقة كما يقول نتنياهو خداعاً وكذباً، المعركة معركة تحرير فلسطين من قبل الفلسطينيين وإيران وحزب الله وكل الآخرين يساعدون الفلسطينيين ليحرروا أرضهم هذه هي المعركة، من هنا يجب أن نبدأ وأن نقيّم.

أما عطاءات اليمن فهي عظيمة، اليمن استطاع ان يكبّل التجارة الإسرائيلية، استطاع ان يرسل الطائرات ليهدد الكيان الإسرائيلي، وهذا الحشد المليوني الذي نراه دائما هو دليل على وفاء شعب اليمن وعظمة شعب اليمن. وكذلك المقاومة العراقية قدمت الكثير وستقدم أيضا وهي مشكورة ومأجورة بحشدها وشعبها ومرجعيتها على هذا التقديم العظيم لمصلحة فلسطين.

الأمر الثاني، جبهة لبنان جبهة مساندة استنزفت العدو 11 شهراً وأخرجت المستوطنين بعشرات الألاف من مستوطناتهم ليكونوا عبء على الكيان الإسرائيلي، وكذلك هناك مئات الألاف من الذين يعيشون القلق ويعيشون أجواء غير آمنة في كل الشمال الفلسطيني، الوضع الاقتصادي متدهور، وكذلك الوضع الاجتماعي، خسائر العدو العسكرية في داخل الشمال خسائر كبيرة لكن هو لا يعلن عنها، لديه رقابة شديدة على الاعلانات حتى لا ينكشف في حقيقته وفي واقعه، لكن خسائره كبيرة.

لقد فتح هذا العدو الحرب مع لبنان مستفيدا من الدعم الأمريكي اللامحدود، ومن الفترة الفاصلة عن الانتخابات الأمريكية، التي يكون فيها حراً ان يتلاعب بالانتخابات الأمريكية وأن يتلاعب بمصير هذه المنطقة بجنونه، لكن هذه الحرب لم تمس بإرادتنا ولن تمس بإرادتنا وتصميمنا على المقاومة والمواجهة، بإمكان نتنياهو أن يقول أنه يريد حرباً ويقوم بهذه الحرب لكن ليس بإمكانه أن يحقق أهدافه منها، نحن نضربهم ونؤلمهم ونتوسع في مديات الصواريخ والطائرات وسنطال المكان في الزمان الذي نقرره، وفق خطتنا العسكرية الميدانية لتحقيق أهدافنا، أنتم ترون ان انجازاتنا اليومية كبيرة جداً، مئات الصواريخ وكذلك عشرات الطائرات ويوجد عدد كبير من المستوطنات والمدن في الشمال هي تحت مرمى صواريخ المقاومة، أنا أحب أن أطمئنكم، إمكاناتنا بخير، وما قاله العدو عن أنه طال امكاناتنا وهم، الآن إذا كان العدو خلال يوم واحد وساعة واحدة عندما حصل الرد على اغتيال الشهيد شكر رضوان الله تعالى عليه قال بأنه قام بعملية استباقية وضرب 6000 فوهة صاروخ في ليلة واحدة، ومع ذلك كل العملية حصلت ب320 صاروخ في هذه الليلة كما كان مخطط لها، يعني ماذا ضرب العدو هو يكذب هو يحاول ان يدعي.

طيب، كم استهدف الحافة الحدودية؟ الآن ما الذي يحصل به عندما يريد أن يدخل إلى الحافة؟ أقول لكم إمكاناتنا بخير مقاومونا على الجبهة متماسكين والإدارة متماسكة وعلى كل حال الأثار ترونها، لاحظوا ما الذي جرى خلال العشرة أيام الماضية، العمليات ازدادت، التأثير والألم على إسرائيل ازداد، لقد أثبت المجاهدون جدارتهم في الميدان، هؤلاء أبناء السيد حسن نصر الله لا يمكن إلا ان يكونوا كذلك، يقول نتتنياهو بأنه يريد اعادة المستوطنين، نقول لهم سيتهجر أضعاف هؤلاء الذين تتحدث عنهم، اجروا استطلاع للرأي العام الاسرائيلي يقول الاستطلاع 61 في المئة لا يشعرون بالأمان في البلاد و86 في المئة غير مستعدين للعيش في مستوطنات غزة بعد الحرب، أنا متأكد إذا جرى هذا الاستطلاع بعد يوم أو يومين ستزداد النسب والأعداد، أتمنى أن يجروا استطلاع عن الشمال لأنهم لم يجروا استطلاع حول الشمال، كلما طالت الحرب سيزداد مأزق إسرائيل، على كل حال نحن ابناء الآية الكريمة "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون"، هنا كل محاولات اسرائيل اليوم من الحرب على لبنان هي لقتل المدنيين وتدمير الأماكن التي يسكن فيها الناس، لاحظوا معي لم يتركوا قرية لها علاقة ببيئة المقاومة إلا وضربوا فيها شيئا حتى يربكوا كل البيئة وكل الساحة، هدفهم الأساسي الضغط ليوجدوا حالة من المشكلة بين بيئة المقاومة والمقاومين المجاهدين، على كل حال، محاولاتكم فاشلة، بيئة المقاومة متماسكة، نحن لدينا اشرف الناس واعظم الناس لدينا أهل العزم والبأس، صحيح أنه هذا النزوح الكبير يشكل أزمة ويشكل ضغطاً، وأنا اعلم ان اهلنا النازحين بمئات الألاف يعيشون حياة صعبة، هذا جزء من التضحية، هذا جزء من المعركة، نحن نحاول بالتعاون مع أجهزة الدولة ومع المجتمع المدني أن نساعد ما أمكن، لكن حتى لو كان يصل إلى النازح افضل ما يمكن ان يصل إليه، النزوح بحد ذاته هو مشكلة وعبء وتضحية، نحن نعلم ذلك، سمعنا بعض تصريحاتكم في وسائل الاعلام كيف انكم ابديتم استعداداتكم للتحمل واستعدادكم للاستمرار شرط الثبات والانتصار، نحن ثابتون وسننتصر ان شاء الله، وأنتم بنزوحكم تدفعون ثمنا مشابها للثمن الذي تدفعه المقاومة، ليكون الرصيد ان شاء الله واحدا لنا جميعا.

انا أحيي الوحدة الوطنية التي تجلت من كل الطوائف والمذاهب والمناطق والبلديات والجمعيات والمؤسسات خلافا لما كان يظن العدو او يعمل عليه بأن يوجد خلافات داخلية وأزمة داخلية في وجه المقاومة لا تحول الأمر إلى التفاف وطني، نحن نشكركم على هذه الوقفة، وأعتبر أن هذه وقفة تساعد في تمتين هذه الوحدة للمستقبل ان شاء الله.

هنا اسمحوا لي ان اخصص، حزب الله وحركة أمل على قلب واحد في السراء والضراء، ومن يتوقع غير هذا من ابناء الامام موسى الصدر؟ الامام موسى الصدر اعاده الله سالما هو إمام المقاومة في لبنان، كلنا تلامذته، هو صاحب مدرسة ان شرف القدس يأبى ان يتحرر إلا على أيدي المؤمنين، إذا من الطبيعي ان نكون معا وان نكون متلاحمين، وان نصفع العدو صفعة كبيرة حتى لا يتمكن من شيء.

نحن لنا ملء الثقة بقيادة الأخ الأكبر الأستاذ نبيه بري، انت الاكبر بنظر سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه واعلم انك الأخ الأكبر بنظر كل حزب الله، هذا أمر لا يمكن أن يتخطاه أحد، نحن نؤيد الحراك السياسي الذي يقوم به الرئيس بري بعنوانه الأساس وهو وقف اطلاق النار، وعلى كل حال بعد أن يترسخ موضوع وقف اطلاق النار وتستطيع الدبلوماسية أن تصل إليه كل التفاصيل الأخرى تناقش وتتخذ فيها القرارات بالتعاون، لا تستعجلوا على تفاصيل والمبدأ لم ينته، بعد وقبل وقف اطلاق النار اي نقاش آخر لا محل له بالنسبة إلينا.

إن تابع العدو حربه فالميدان يحسم ونحن اهل الميدان، ولن نستجدِ حلاً، اعلموا ان هذه الحرب هي حرب من يصرخ أولاً، نحن لن نصرخ، سنستمر وسنضحي وسنقدم، وإن شاء الله تسمعون صراخ العدو الاسرائيلي.

الأمر الثالث، أبشركم وأكرر ما قلته في المرة السابقة، القيادة والسيطرة وإدارة الحزب والمقاومة منتظمة بدقة وبحسب ما هو معمول به في حزب الله، وقد تخطّينا الضربات الموجعة التي أصابتنا، وتم تأمين بدائل في كل المواقع من دون استثناء، ليس لدينا موقع شاغر، كل المواقع مملوءة، وحزب الله يعمل بكامل جهوزيته وانتظامه، ربما ينزعج الاسرائيلي إذا فهم ان بعض البدائل والنواب في المواقع الجهادية التي استشهد مسؤولوها، هم في الحقيقة ايضاً من الرعيل الاول الذي كان في سنة 1982، والقسم الآخر هم من إخوة قريبين من فترة التأسيس ويمتلكون خبرات وقدرات ومعرفة واطلاع واسع جداً، وكل ما كان عند القائد الذي استشهد يوجد معلومات ومعطيات ونسخ ومتابعات من قبل النائب الأول والمساعد الثاني، وبالتالي لا خوف من المتابعة التي تجري بانتظام بحمد الله تعالى.

أحيلكم إلى الجبهة، جبهة الجنوب، لتروا، ألم تزداد عمليات المقاومة في الجنوب بشكل ملحوظ؟ ألم تزداد عمليات الصليات الصاروخية وطالت مدناً ومستوطنات كثيرة؟

ألم تتوسع الجبهة؟ هذا كله لا يحصل لولا أنه يوجد اكفاء واستمرارية؟ وكذلك يوجد تواصل مع القيادة وتنسيق دائم فيما بين الوحدات المختلفة وقوى الميدان.
سننجز انتخاب الأمين العام وفق الآليات التنظيمية وسنعلن عن ذلك عند الإنجاز، لا تنسوا ان الظروف صعبة ومعقدة بسبب هذه الحرب ونحن نريد أن ننجز استحقاقنا بطريقته التنظيمية الصحيحة، إن شاء الله هذا سيحصل.

العدوان على الضاحية والجنوب والبقاع والجبل مؤلمٌ جداً ولكنه سلاح العدو يبطش بالمدنيين وهو يعتقد أنه سينتصر، الحل الوحيد بالنسبة إلينا هو المقاومة والصمود والتفاف اهلنا حولنا، هذا هو خيارنا للنصر، سنهزم اسرائيل ان شاء الله، لن تحقق أهدافها، ألم يقول قائدنا الشهيد السيد حسن نصر الله ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات؟ الا تصدقونه؟ هو شخص ملهم وهذا أمر سيحصل إن شاء الله، كما اثبتم في عدوان تموز سنة 2006 انكم اهل الصمود، وكما اثبتم خلال سنة أنكم أهل الصمود والصبر، أيها الناس نحن نثق بالنصر بثبات المقاومة وصبر اهلنا ومساندتهم، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم "إن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا".

المواجهة البرية في الجنوب بدأت منذ سبعة أيام، وفي هذه المواجهة لم يتقدم العدو الاسرائيلي واذهل الصهاينة كيف لم يستطيع جيشهم ان يتقدم إلى الأمام في مواجهة المقاومة وهو يدعي وهو يعتبر أنه قادر على كل شيء، هذا دليل على ثبات المقاومة وقدرات المقاومة.

من الآن اقول لكم لا قيمة للأمتار التي يمكن أن يحصل عليها، نحن نريد أن يحصل الالتحام مع العدو الاسرائيلي سواء في الحافة الأمامية أو بعد ذلك، تبين أنه حتى في الحافة الأمامية هو لمدة أسبوع لم يستطيع أن يفعل شيئاً، على كل حال، بالالتحام سنثبت في الميدان ان الجيش الاسرائيلي سيتكبد الخسائر الكبيرة، لعل هذه الخسائر تكون هي المقدمة لإنهاء الحرب، ستتزلزل الأرض إن شاء الله تحت اقدامه، هنا ارسل تحية كبيرة إلى الشهداء وعلى رأسهم سيد شهداء محور المقاومة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه،  والشهيد العظيم القائد قائد محور المقاومة الحاج قاسم سليماني، والشهيد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية وكذلك كل الشهداء القادة وكل الشهداء على طريق القدس، وكل من عمل في هذا الدرب وتحية إلى الجرحى، ونسأل الله تعالى لهم الشفاء العاجل وإلى كل اهلنا الأحبة، إلى الأسرى، إلى كل من يعاني بأي شكل من الاشكال، وإن شاء الله يكون الفرج قريبا إنا مع العسر يسراً، علينا ان نبقى صامدين في الميدان، نحن اهل الصمود، لا يفكرنا احد أننا سنغادر مواقعنا وبنادقنا، وستسقط إسرائيل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

لمشاهدة الكلمة كاملة إضغط هنا