كلمات الامين العام

كلمة الشيخ نعيم قاسم بعد شهادة الامين العام السيد حسن نصر الله 30-09-2024

كلمة الشيخ نعيم قاسم بعد شهادة الامين العام السيد حسن نصر الله 30-09-2024
فقدنا أخًا وحبيبًا وقائدًا سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله الذي بقي في الميدان الجهادي والرسالي منذ نعومة أظفاره

أكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: "أننا فقدنا أخًا وحبيبًا وقائدًا سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله الذي بقي في الميدان الجهادي والرسالي منذ نعومة أظفاره"، مضيفًا: "السيد نصر الله محبوب الجماهير، وعشاق الحرية وفلسطين، وكلّ الذين يأملون بتحريرها من رجس الصهاينة، وكسر قوة الاستبكار الأميركي الصهيوني".

في كلمة له، بارك سماحته للسيد نصر الله ورفاقه نيل أرفع وسام، وهو وسام الإمام الحسين (ع)، قائلًا: "أيها المجاهدون أنتم المنتظرون اعلموا أن سماحته بيننا دائمًا وأبدًا".  ولفت إلى أنه: "خلافًا لما يزعمه العدو لم يكن هناك اجتماع لـ20 من القادة مع السيد نصر الله"، مشيرًا  إلى ارتقاء الشهيد القائد الحاج علي كركي "أبو الفضل"، ورئيس أمن السيد الشهيد القائد إبراهيم حسين جزيني "الحاج نبيل"، والقائد الحاج سمير توفيق ديب "الحاج جهاد"، واللواء عباس نيلفروشان، معاون العمليات في الحرس الثوري، رفقة الأمين العام. 

وقال: "ترتكب "إسرائيل" المجازر في كل مناطق لبنان وتعتدي على المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وطواقم الإسعاف".

كما قال الشيخ قاسم: "إن أميركا تساند "إسرائيل" في كلّ مجازرها من خلال الدعم المفتوح الذي تقدّمه لها، مردفًا: "اذا اعتقدت "إسرائيل" أن يدها المفتوحة فهي واهمة". وشدّد الشيخ قاسم على أنه: "بالرغم من فقدان عدد من القادة والاعتداءات على المدنيين والتضحيات الكبيرة، لن نتزحزح قيد أنملة عن مواقفنا، وستواصل المقاومة مساندة غزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه".

وتابع: "الإخوة يتابعون عملهم وفقًا للهيكلية المنظمة، ويعملون وفقًا للخطط البديلة للأفراد والقادة"، مشددًا على أن ما نقوم به هو الحد الأدنى من خطة متابعة المعركة وما يتطلبه الميدان. وأكد الشيخ قاسم: "أننا سنواجه أي احتمال، والمقاومة جاهزة للاقتحام البري، ونعلم أن المعركة ستكون طويلة، ومستعدون لمواجهة أي احتمال"، مردفًا: "المصاب جلل؛ ولكننا واثقون أنّ العدو لن يحقق هدفه وسنخرج منتصرين من هذه المعركة".

إلى ذلك؛ أشار الشيخ قاسم إلى أن "إسرائيل" لن تتمكّن من أن تطال قدرتنا العسكرية، موضحًا: "قدرتنا متينة وكبيرة، والعدو يجن بسبب عدم قدرته على الوصول إلى قدراتنا". وقال: "إننا سنختار أمينًا عامًا للحزب في أقرب فرصة بحسب الآلية المعتمدة في الحزب، والخيارات سهلة وواضحة؛ لأننا على قلب واحد، موضحًا أنه في هيكيلية حزب الله هناك نواب للقادة وبدائل احتياط جاهزة عند إصابة القائد في أي موقعٍ كان.

ختم نائب الأمين العام وشدّد على: "أننا واثقون بكم يا أهل التضحية؛ فنحن في مركب واحد، وسنفوز كما فزنا في العام 2006، وسنملأ القيادات والمراكز بشكل ثابت، ومنظومة القيادة مستمرة بكل ما أسّسه السيد نصر الله فضلًا عن الخطط البديلة".

النص الكامل:

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق مولانا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الأبرار المنتجبين.
 وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال الله تعالى في كتابه العزيز "والذين أمنوا بالله ورسله أولائك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم" صدق الله العلي العظيم.
فقدنا أخا وحبيبا وأبا وقائداً، سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه هذا الانسان العظيم الذي بقي في الميدان الجهادي والرسالي والتعبوي، منذ نعومة أظفاره إلى لحظة شهادته لم يغادر الميدان، هو ذائبٌ في الاسلام عاشق لمحمد وآل محمد، عاش الولاية في عقله وروحه ودمه حامل خط الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة، وسالك خطوات درب الامام الخامنئي دام ظله.
وقائدٌ لمسيرة المقاومين المجاهدين الأحرار، أولويته المطلقة فلسطين والقدس في إطار الوحدة الاسلامية والوطنية والإنسانية، ملهمٌ في بيانه صادق في علاقته مع الناس وخطابه لهم، محبٌ للمجاهدين يأنس بهم ويأنسون به، هو حب الأنس لهؤلاء الاطهار الذين قدموا كل ما عندهم في سبيل الله تعالى. رقيق القلب في علاقته بعوائل الشهداء والجرحى والأسرى ملأ الدنيا بسطوع ايمانه بالإسلام المحمدي الأصيل، هو محبوب الجماهير وعشاق الحرية وفلسطين وكل الذين يأملون بتحرير فلسطين من رجس الصهاينة وكسر قوة الاستكبار الأمريكي الصهيوني كي لا يتسلط على منطقتنا وأمتنا.
نعزي صاحب العصر والزمان ارواحنا لتراب مقدمه الفداء بفقد حبيبنا وعزيزنا وقائدنا سماحة  السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، ونعزي ولي الأمر القائد الخامنئي دام ظله والمراجع العظام والمجاهدين والمجاهدات ونعزي عائلته الشريفة الزوجة والأولاد والأهل الكرام ولبنان والمنطقة والعالم والاحرار، ونبارك له ولإخوانه الذين استشهدوا معه ارفع وسام الشهادة، ارفع عطاءات الدم، ارفع التضحيات وسام الامام الحسين سلام الله تعالى عليه، الذي يرفرف فوق الأوسمة الكثيرة التي حصل عليها في حياته وجهاده، رحمك الله يا والد الشهيد يا ابا الشهداء يا ايها الحر العظيم في حياتك وفي مماتك.
أيها المجاهدون الشرفاء انتم مصداقٌ للآية الكريمة "منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً"، أنتم المنتظرون اعلم انكم تعزون وتباركون لكن اعلموا ان سماحته بيننا دائماً وابداً ونعزي أيضاً بالمجاهدين الذين استشهدوا معه وخاصة الذين كانوا معه في الاجتماع الأخ الجهادي الكبير الحاج علي كركي والاخ الجهادي الكبير عباس نيلوشان الذي كان من الإخوة القادة في الحرس يتابعون في لبنان وخلافا لما ذكر العدو الاسرائيلي لم يكن هناك اجتماع لعشرين من القادة، هؤلاء من اجتمع معهم لكن كان معه الإخوة الذين يحيطون به قائد حرسه الأخ إبراهيم جزيني والأخ المجاهد الذي يتابع معه دائما الأخ سمير ديب جهاد رحمهم الله جميعا، كل الذين كانوا من المرافقين والذين يتابعون مع سماحته، وايضاً هنا بمناسبة استشهاد الأخ العزيز سماحة العلامة الشيخ نبيل قاووق بعد يوم نعزي ونبارك ايضا لكل الأعزاء.
ماذا يحصل؟ تعتدي إسرائيل بارتكاب المجازر في كل مناطق لبنان وتختار القرى قرية قرية حتى لا يبقى قرية ولا بيت إلا آثار إسرائيل العدوانية فيها، هي تعتدي على المدنيين وعلى الهيئات الصحية وعلى كشافة الرسالة وعلى كل الذين يسيرون وعلى كل الذين يمكثون في بيوتهم من الأطفال والنساء، والشيوخ، هؤلاء لا يقاتلون المقاتلين إنما هؤلاء يقتلون ويرتكبون المجازر بحق المدنيين والأبرياء تساند أمريكا إسرائيل بكل امكاناتها في المساندة وتشاركها في مجازرها بالدعم المفتوح عسكريا بلا حدود وكل اشكال الدعم الذي تقدمه اعلاميا وثقافيا وسياسيا وبكل المعايير.
إذا اعتقدت اسرائيل أن يدها المفتوحة دوليا وتصميمها على الوحشية والعدوان سيحقق لها اهدافها فهي واهمة، يوجد ألام وتضحيات لكننا ابناء الشهادة الحسينية التي تصنع نصر المستقبل، بعضنا يستشهد والآخرون يرعون مسار النصر قريبا ان شاء الله تعالى، كل ما مر بنا من تضحيات كبيرة بدأت بدءا بأجهزة البيجر واللاسلكي وشهادة القادة وشهادة الأمين العام رضوان الله تعالى عليه كانت لتهز جيوشا وشعوبا ومنظمات، لكننا استمرينا بعون الله تعالى مع الأيام ومع الألآم نحن مستمرون مع التضحيات نحن مستمرون، نحن أهل الأمل والثقة بوعد الله تعالى بالنصر، نحن أهل الجهاد والصبر يقتلون ويُقتلون وما عند الله من عطاء وتوفيق وتسديد لا نعلم توقيته ولكن نحن نصبر كما أمرنا الله تعالى "فاصبر إن وعد الله حق" هناك عدة نقاط سأتعرض لها بشكل سريع.
أولاً، المسيرة التي رباها وواكبها سماحة الأمين العام حجة الاسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، وأشرف على قيادتها، هي مسيرة مستمرة، حزب الله مستمر بأهدافه وميدان جهاده وستتابع منظومة القيادة والسيطرة والمجاهدين ما كنت تتابعه أيها الأمين، بالدقة نفسها وبالخطوات التي رسمتها وقد تابع الإخوة عملهم كنتيجةٍ للهيكلية المنظمة التي أسستَها والتي تتابع في أصعب الظروف والخطط البديلة التي وضعتها للأفراد والقادة البدائل، نحن نتعامل معها والجميع حاضر في الميدان.
ثانياً، رغم فقدان عدد من القادة وسماحتكم العنوان الابرز ورغم الاعتداءات على المدنيين في كل لبنان تحت مرأى العالم ورغم التضحيات الكبيرة ومحاولات ارباك ساحتنا باهلنا ومحبينا، لن نتزحزح قيد أنملة عن مواقفنا الصادقة والشريفة، ستواصل المقاومة الاسلامية مواجهة العدو الاسرائيلي مساندة لغزة وفلسطين ودفاعا عن لبنان وشعبه وردا على الاغتيالات وقتل المدنيين.
ثالثاً، راقبوا ما حصل بعد اغتيال سماحته، استمرت عمليات المقاومة الاسلامية بالوتيرة نفسها وزيادة، تم ضرب معاليم ادوميم وهي على بعد 150 كيلومتر من الحدود اللبنانية، تم ضرب حيفا بصاروخ، وقد اعترف الجيش الاسرائيلي أمس بأن مليون شخص دخل إلى الملاجئ من صاروخ واحد، والحبل على الجرار ولكن هذا مرتبط بكيفية ادارة المعركة والمتابعة.
أحب ان أعلمكم بأن ما نقوم به هو الحد الأدنى كجزء من خطة متابعة المعركة، وبحسب تقديرنا والخطط المرسومة وما يتطلب الميدان نحن نعلم أن المعركة قد تكون طويلة والخيارات مفتوحة امامنا، سنواجه أي احتمال ومستعدون إذا قرر الاسرائيلي أن يدخل برياً، فالقوات قوات المقاومة جاهزة للإلتحام البري، نحن أعدينا وتجهزنا وبالتوكل على الله تعالى واثقون ان العدو الاسرائيلي لن يحقق أهدافه وسنخرج منتصرين من هذه المعركة.
رابعاً، يا أهلنا وأحبَّتنا، المصاب جلل والتضحيات كبيرة والعدو يعمل في اتجاهين:
1 ضرب القدرة البشرية والعسكرية للمقاومة لتعطيل القدرة.
2 ضرب القرى والمدن والمدنيين لإيجاد شرخٍ بين المقاومة وبين شعبها.
أما بالنسبة للقدرة، نحن نعمل كلما في وسعنا ونعالج الاغتيال للكوادر بالكوادر البديلة. لم تتمكن إسرائيل من ان تطال قدرتنا العسكرية وما يقوله إعلامهم بأنهم ضربوا أكثر القدرات المتوسطة والبعيدة هذا حلم لم يصلوا إليه ولن يصلوا إليه، قدرتنا متينة وكبيرة، وهو يجن في كثير من الأحيان بسبب عدم قدرته على الوصول لهذه القدرات، لدينا الجهوزية الكاملة بحمد الله تعالى ومستمرون هذا في الناحية الأولى، القدرة البشرية والعسكرية.
بالنسبة لضرب القرى والمدن أنتم محبوا سماحة السيد حسن، هو دائماً كان يقول عنكم أيها الناس هو يثق بكم، هو يعتبر أنكم قلبه وعقله وروحه وما تقولونه يتبناه وهو دائما معكم.
انا متأكد أن هذا الشعب العظيم الذي وقف في مهمات صعبة ولم تهزه الهزائز ولا الاعتداءات، لن يهتز، الأن نحن واثقون بكم يا أهل التضحية والفداء نحن في مركب واحد وان شاء الله تعالى سنفوز كما فزنا في تحرير سنة 2000، وفي مواجهة العدو الاسرائيلي سنة 2006، في مواجهة العدو الاسرائيلي وعدوانه.
النقطة الأخرى، نحن الآن نتابع القيادة وإدارة المواجهة بحسب هيكلية الحزب في هيكلية الحزب يوجد نواب للقادة ويوجد بدائل احتياط جاهزة عندما يصاب القائد في أي موقع كان وكل ما حصل اجرينا العمل اللازم لتحل البدائل مكان ما حصل كمشكلة.
سنختار أمينا عاما للحزب في أقرب فرصة وبحسب الآلية المعتمدة للاختيار في الحزب نملأ القيادات والمراكز بشكل ثابت.
كونوا مطمئنين أن الخيارات ستكون سهلة لأنها واضحة ولأننا على قلب واحد، إذا كان هناك أحد يعتبر أنه سينتظر بعض التعيينات ليرى ما الذي سيحصل، أقول لكم ما يحصل الآن هو قيد المتابعة العادية والطبيعية، وبالتالي لا تنتظروا أموراً قد لا تكون على خاطركم ايها الأعداء.
أختم لأشكر، أشكر اللبنانيين جميعاً، وأشكر الذين أظهروا وحدة وطنية شريفة في مواجهة جرائم اسرائيل وأمريكا، هذه الوحدة التي تجلت في كل المناطق اللبنانية عند كل الطوائف، عند العائلات، هذا مدماك عزة لبنان، وان شاء الله هذا سينعكس إيجاباً وأثاراً كبيرة ونعمة بعد هذه المعركة الكبيرة.
أشكر الحكومة اللبنانية والقوى السياسية والجمعيات الاهلية والبلدات والبلديات والمؤسسات والمراكز الدينية، افراد ومؤسسات، والإعلام والمستشفيات والأطباء ووزارة الصحة، وهيئة ادارة الكوارث، والوزراء وكل الذين عملوا، لن أتمكن من ذكر كل جهة بالتفصيل، لكن أشكركم جميعا لأنكم وقفتم مع الحق وان شاء الله نكون في الموقع الاساس ونصل إلى النتيجة المبتغاة.
نحن في مركبٍ واحد، ولكن اطمئنوا، ان شاء الله النصر حليفنا نحتاج إلى بعض الصبر، وأما العدة فقد أعدينا ما لدينا، قال تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".
وإن شاء الله هذا يتحقق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لمتابعة الكلمة فيديو الدخول الى الرابط التالي

naimkassem.com.lb/gallery/preview.php?file_id=475