سبيلك إلى مكارم الأخلاق
ليست المكارم أوامر جافة للتنفيذ، بل هي أفقٌ رحب يعيش فيه القلبُ طهارتَه، والعقلُ نقاوتَه، والسلوكُ استقامتَه، وهي بلسمُ الروح تحميها من مزاحمة الملذات للجسد، وتداويها لتعيد الفطرة إلى أصالتها، عندها يهون كل شيء في هذه الدنيا، فتتفكك الحجب، وتسقط قضبان سجن الدنيا، فيصبح صاحب المكارم إنساناً يعيش لذة إنسانيته الكاملة، من دون أي نقص أو حرمان، بل يكون مفعماً بالرضى والطمأنينة.
بين يديك عزيزي القارئ:"سبيلك إلى مكارم الأخلاق"، وهو شرح ميَّسر لدعاء الإمام زين العابدين(ع) في مكارم الأخلاق. وقد حرصنا على توضيح المعنى، وتقديم الشواهد من القرآن الكريم وأحاديث ومواقف الرسول(ص) والأئمة الأطهار(عم)، بطريقة خالية من التعقيد والإطناب، رغبة منا بانسياب مضمون الدعاء إلى القلب، وعدم الإغراق في التحليل الفكري والنظري له، كما تمَّ استخدام أسلوب المحاكاة المباشرة ما يساعد على تلمُّس الذات، في خطاب وجداني يساعدها على الاهتداء إلى سبيل المكارم.