الحقوق الثلاثة
يبدأ كل شيء من حق الله تعالى كما بدأت الحياة من خلق الله، فهو محور النجاح عند حسن أدائه، ويتركز على العبادة بإخلاص، التي تنعكس خيراً على سلوكنا، فنحن المحتاجون لأداء هذا الحق بتعزيز الصلة بالله تعالى لأخذ العون منه، والمدد والهداية والتسديد، فهو ليس بحاجة لنا لأنه غنيٌ عن العالمين، لكنَّ صلتنا به بدايةُ الطريق نحو الكمال الإنساني على خطى التشريع السماوي.
الخطوة الثانية أن نتعرَّف على النفس التي بين جنبينا، لنعرف مكوِّناتهاوحاجاتها، ولنلبي متطلباتها الفطرية بما يرويها ويُسعدها، فنميِّز بين الزينة والحقيقة، بين الإغواء والواقع، بين المتاع الزائل والمتاع الدائم، وما يتطلب من تزكية لهذه النفس، بسلسلة من الخطوات العبادية والتربوية، ضمن توجيهات عملية في السلوك، تساعد الإنسان ليملك زمامها فيقودها إلى صلاحها.
إننا نعيش بين الناس، ولا فصل بين الحقوق، فالعلاقة مع الله والنفس لخدمة العلاقة مع المجتمع، فالشخصية واحدة، تنهل من السماء لتفيض خيراتها على الأرض، وينعكس ذلك على السلوك والمعاملات، بحيث نتلمس آثار الآداب الإسلامية في رعاية حقوق الآخرين، ما يُنتج مجتمعاً صالحاً ومستقراً.