حقوق الزوج والزوجة
لقد سبق الإسلام بأربعة عشر قرناً منظومة حقوق الإنسان التي اخذت حيزاً دعائياً كبيراً في القرن العشرين، وجسَّدت رسالة الحقوق للإمام زين العابدين(ع) أروع وأرقى آداب التعامل بين الناس، ما يضفي على الاجتماع الإنساني والعلاقات الاجتماعية صفاءً واستقراراً وبهجة، وهذا ما يؤكد حاجتنا الماسَّة للتعرف على هذا الرصيد الكبير. rnوقد رسم الله تعالى لنا قاعدة أساسية لمداميك العلاقة الزوجية بقوله:" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " ،فإنشاء رابطة الزوجية يحقق السكن والاستقرار بكل معانيه النفسية والجسدية، ثم يأتي التشريع الإلهي ليتناغم مع مقومات الفطرة البشرية فيثبِّت المودَّة والرَّحمة في الحياة الزوجية، أما المودَّة فهي درجة عالية من الحب والحنان والتفاعل، وأما الرَّحمة فهي تمثل التسامح والإحسان والعفو عند الإساءة والأخذ بيد الطرف الآخر لإبقاء الاستقرار والراحة داخل الأسرة. هذه التوجيهات لكل من الرجل والمرأة ، ضمن خطاب موحَّد وبالمستوى والدرجة نفسها، فعلى كل منهما أن يؤَمِّن السَكَن النفسي والجسدي للآخر، وعلى كل منهما أن ينشر المودَّة والرَّحمة في حياة الآخر.