مقالات

المؤتمر الدولي حول العلاَّمة المحقق الكركي(رض) المنعقد في قصر الأونيسكو-بيروت-الأربعاء 15 تشرين الأول 2003م - 19 شعبان 1424هـ.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، السلام عليكم أيها الحفل الكريم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، السلام عليكم أيها الحفل الكريم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ نور الدين أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي المعروف بالمحقق الثاني المولود في كرك نوح في البقاع(870هـ-940هـ)(1465م-1533م)" أجلُّ من أن يحتاج إلى البيان، وفضله أوضح من أن يقام عليه البرهان" كما في روضات الجنات، وفي الأمل:"أمره في الثقة والعلم والفضل وجلالةِ القدر وعظم الشأن وكثرة التحقيق أشهر من ان يذكر"، وقال الشهيد الثاني عند ذكره في بعض اجازاته:"الشيخ المحقق المنقِّح،نادرة الزمان، ويتيمة الأوان"(1).‏

إنَّ الإطلالة على بعض مميزات المحقق الكركي(رض) تعطينا فكرة واضحة عن صياغة شخصيته وأهميةِ دوره ونظرتهِ إلى كيفية ترويج الدين وأدائه في المجال السياسي وتأسيسهِ للمنعطف الكبير في ثقافة إيران وبنائها الفكري.‏

1-ثقافته المتنوعة: نال المحقق أول إجازة من شيخه ابن خاتون عام 900هـ، وصفه الشيخ فيها بـ:"العالم العامل والرئيس الكامل"، بعد أن وصل إلى مرحلة متقدمة في دراسته الشيعية، لينطلق في رحلة واسعة إلى دمشق وبيت المقدس ومكة ومصر، حيث درس فقه السنة على المذاهب الأربعة، وقد قال في إجازته للشيخ الميسي وولده إبراهيم:"وكذا ثبت لي بحق الرواية لما لا يكاد يحصى ولا يحصر، من مصنفاتهم في العلوم الإسلامية، إجازة خاصة وعامة، من علمائنا رضوان الله عليهم، ومن علمائهم الذين عاصرتهم وأدركت زمانهم، فاخذتُ عنهم، واكثرت الملازمة لهم، والتردد عليهم، بدمشق، وبيت المقدس شرفه الله وعظَّمه، وبمصر، ومكة زادها الله شرفاً وتعظيماً، وصرفت في ذلك سنين متعددة وأزمنة متطاولة، جمعتُ أسانيد ذلك، وأثبته في مواضع، وكتبتُ مشيخة شيخنا الجليل أبي يحيى زكريا الأنصاري بمصر، وتتبعتُ جملة من أسانيد شيخنا الجليل العلامة كمال الدين أبي عبد الله محمد بن أبي شريف المقدسي، فكتبتها وخطه مكتوب على بعضها، وكذا خطُ زكريا مكتوب على مواضع من مشيخته التي سبق ذكرها"(2).‏

شكَّلت هذه الثقافة المتنوعة للمحقق الكركي قدرة للإطلالة على موارد الاتفاق والاختلاف، وعزَّزت لديه القناعة بضرورة الحوار سبيلاً للتفاهم، ولم يعش حالة التقوقع المذهبي حيث درس ودرَّس، مستعيناً بثقافته الإسلامية الواسعة التي جعلته ينظر إلى الأصل وهو الإسلام، من دون الإنجرار إلى سلوك طريق التكفير أو المواجهة الصدامية مع الآخرين، إنَّ تبنيه للمذهب الجعفري وكتاباته المتنوعة فيه لتسهيل تقديمه للناس وللدارسين،يشكل خياراً نتج عن إطلاع واسع، وهو مسار منسجم فقهياً وعملياً مع خط الانفتاح الذي لا يعارضه الاختيار المذهبي، وإنما تعارضه العصبية الناشئة عن الجهل والمحدودية وعدم إدراك سعة وشمولية ورحمة الإسلام.‏

عندما دخل إلى هراة في أفغانستان عام 916هـ، والتي كانت جزءًا من إيران، ضمن سلطة الدولة الصفوية برئاسة الشاه اسماعيل، علم بقتل الجند لجماعة من فقهاء السنة ومن بينهم شيخ الإسلام فيها أحمد بن يحيى حفيد سعد الدين التفتازاتي البلاغي المشهور، فأنكر على الشاه فعلته، وقال بجرأة الواثق بنفسه لابن الشاه طهاسب:"لو لم يُقتل لأمكن أن نتباحث معه في مسائل الخلاف، فإذا أقمنا البراهين والحجج على ما نقوله، أمكن أن يكون ذلك سبباً لهداية أهل تلك البلاد"(3)، فكان كثير التأسف على ذلك طوال حياته، معتبراً أنَّ الحوار هو الطريق الأسلم لنقاش موارد الاختلاف، رافضاً فرض الآراء المذهبية بالقوة، في زمنٍ كان الشاه يعمل فيه على فرض موقفه المذهبي بقوة السلطان.‏

2- أهمية التبليغ.‏

لا يكون الارتباط الحقيقي بالدين إلاَّ بالتعلَّم والتربية، ولا يصح جمع الناس على عصبية الانتماء بسبب انتماء الأبوين أو الظروفِ المستجدَّة، بل يجب ان ينتشر الوعي فيتعرف الناس على أحكام دينهم، وتفتحُ لهم آفاق المعرفة سبيل الحياة الواعدة بسلوك الهداية عن علم وإطلاع، قال تعالى:" قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ"(4)، وللعاملين من اجل نشر العلم أجرٌ كبير، قال رسول الله(ص):"ما تصدق الناس بصدقة أفضل من علم يُنشر"(5).‏

عمل المحقق الكركي(رض) في ثلاثة اتجاهات:‏

الأول: توزيع العلماء على كل بلدات وقرى إيران لتعليم الناس أحكام دينهم، فقد"أمر بأن يقرر في كل بلد وقرية إماماً يصلي بالناس ويعلمهم شرائع الدين"(6)، وكان الشاه يكتب إلى عمال البلدان بإمتثال أوامر الشيخ، وبهذا يكون قد هيأ ظروف التعليم والالتزام الديني لكل الناس.‏

الثاني:أسس عدداً من المدارس الدينية في انحاء مختلفة من إيران لتدريس العلماء والمبلغين، وكان ينفق عليها سبعين ألف دينار ذهباً سنوياً(7)، تُدفع من خزينة الدولة الصفوية في زمن الشاه اسماعيل.‏

الثالث: تدريس كبار رجال الدولة حيث تولى ذلك بنفسه، منهم الأمير جعفر النيشابوري وزير الشاه، ولأجله ألَّف رسالته المشهورة(الجعفرية)، معولاً على أهمية إدراك المسؤولين في سدة الحكم لأهمية الأحكام الشرعية وضرورة الالتزام بها، ولتعوديهم على معرفة مسائل الحلال والحرام لمراعاتها.‏

نلاحظ من هذه الاتجاهات الثلاث للتبليغ، عقلاً منظماً وواعياً، عمل على كل شرائح المجتمع، وراعى التلازم بين فهم الحاكم والمحكوم، وهيأ المقومات اللازمة لتهيئة الكوادر اللازمة لنشر الوعي في الأمة، بإحاطة تدل على باع طويل ورؤية ثاقبة في كيفية تحقيق أهدافه.‏

3- المشاركة في السلطة.‏

ذهب المحقق الكركي(رض) إلى إيران عام 916هـ بعد عشر سنوات من إنشاء الدولة الصفوية، وسلَّمه الشاه اسماعيل منصب شيخ الإسلام في أصفهان، وقد عمل بحرية تامة في نشر تعاليم الإسلام وفق منهجه الذي عمَّ أنحاء إيران، واستفاد من مالية الدولة لدعم جهوده، وأصبح علماّ منظوراً ومؤثراً إلى جانب الشاه، لكنه غادر إيران عام 928هـ، ولعلَّ ذلك يعود إلى الحسد والدسائس ضده، ليعود بعد استلام ابن الشاه طهماسب وذلك عام 931هـ، ليعمل في منصب أعلى وبشروط أفضل وبتأثير أكبر، انسجاماً مع الفرمان الشاهنشاهي الذي أعطاه صلاحيات واسعة جداً، حيث قيل أنَّه ربما كتبه بيده بسبب عباراته الفقهية البارزة، وقد جاء فيه:"حيث أنه يبدو ويتضح من الحديث الصحيح النسبة إلى الإمام الصادق(ع): انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا، ونظر في حلالنا وحرامنا، وعرف أحكامنا، فارضوا به حكماً، فإني جعلته حاكماً. فإذا حكم بحكم، فمن لم يقبله منه فإنما بحكم الله استخف، وعلينا ردّ، وهو رادٌّ على الله، وهو على حدِّ الشرك. وواضحٌ أنَّ مخالفة حكم المجتهدين، الحافظين لشرع سيد المرسلين هو والشرك في درجة واحدة. لذلك فإن كل من يخالف حكم خاتم المجتهدين، ووارث علوم سيد المرسلين، ونائب الأئمة المعصومين(ع)، لا يزال كاسمه العلي علياً عالياً، ولا يتابعه، فإنه لا محالة مردود، وعن مهبط الملائكة مطرود، وسيؤاخذ بالتأديبات البليغة والتدبيرات العظيمة. كتبه طهماسب ابن شاه اسماعيل الصفوي الموسوي"(8).‏

إنَّ ورود تعبير نائب الأئمة المعصومين، يعبِّر عن وجهة نظر المحقق الكركي في دور الولي الفقيه وإيمانه بالولاية العامة له، وهو القائل:"اتفق أصحابنا رضوان الله عليهم، على انَّ الفقيه العدل الإمامي الجامع لشرائط الفتوى، المعبر عنه بالمجتهد في الأحكام الشرعية، نائب من قبل أئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم في حال الغيبة، في جميع ما للنيابة فيه مدخل-وربما استثنى الأصحاب القتل والحدود مطلقاً- فيجب التحاكم إليه، والانقياد إلى حكمه، وله أن يبيع مال الممتنع من أداء الحق إن احتيج إليه، ويلي أموال الغياب والأطفال والسفهاء والمفلسين، ويتصرف على المحجور عليهم، إلى آخر ما يثبت للحاكم المنصوب من قبل الإمام(ع)" (9).‏

والملاحظ أن تجربة المحقق الكركي(رض) في إيران، هي أول تطبيق عملي لدور الفقيه مع السلطة الحاكمة، بعد التنظير الذي بدأه الشهيد الأول العاملي حول فكرة ولاية الفقيه، ما يدل على خطوة جريئة ومهمة في عمل الفقيه مع السلطة الحاكمة. فلم يكن الفقيه في هذه التجربة ملحقاً بالسلطة، وإنما كانت له شروطه وأهدافه، وقد استفاد من قناعة السلطة بأهمية دوره، ليقوم به وفق رؤيته ونظريته لنشر تعاليم الإسلام، من دون أن يسخِّر هذه التعاليم أو يحرفها لمصلحتها.‏

إنَّ إجابة المحقق الكركي(رض) من وجهة النظر الشيعية على سؤال حول إشكالية العلاقة مع السلطة، والتي تمحورت حول الأصل، الذي يقبل علاقة بالسلطة، شرط أن تحترم المضمون الإسلامي، وتسهل له عمله ونشاطه، ولا تجعله مطِّية لها، شكلت مدخلاً مهماً لنضوج وتبلور نظرية مشاركة الحركة الإسلامية في نظام غير إسلامي.‏

فالولي الفقيه قائد متصد لشؤون الأمة مهما كانت جنسية بلده، فإذا استطاع إقامة الحكم الإسلامي فهو واجب عليه، وواجب على الأمة أن تستجيب له، وهذا أمر مرتبط بالظروف الموضوعية التي تُهيء الأسباب الملائمة لإقامته في بلد ما، كما حصل مع الإمام الخميني(قده) وأقام الدولة الإسلامية في إيران، انطلاقاً من مبدأ ولاية الفقيه، الحاكم على ما عداه في أسلوب العمل لإقامة الحكومة الإسلامية على أساس الشريعة المقدسة.‏

وإذا لم يقم الحكم الإسلامي لضرورات موضوعية، فالفقيه يجيز التعامل مع نظام غير إسلامي، ضمن قواعد تحفظ الخصوصية الإسلامية ولا تذيبها ضمن النظام، أي لا تُلزم المؤمنين بأعمال غير شرعية من وجهة نظرهم في مقابل مشاركتهم في السلطة أو في جزء من دوائرها. هذه المشاركة لا تتوقف عند التغيير الكامل كشرط مسبق، ولا تعطل المصالحة مع الآخرين فيما يوجد من مشتركات فكرية وسياسية بينهم، ولا توجد حالة عصبوية منغلقة رافضة للآخرين ومرفوضة منهم، وليس هناك ما يمنع أن تتمايز أي جماعة بفكرها وأساليب عملها واختلافها مع الآخرين، طالما لم يتحول هذا الأمر إلى سبب للتقاتل وإلغاء للآخر بالقوة.‏

إنَّ مشاركة المحقق الكركي(رض) في السلطة في موقع متقدم منها، عبَّرت عن شكل من أشكال العمل السياسي للفقيه، وأكدت الرابط الأكيد بين الديني والسياسي، ولا نقصد بالسياسي الموقع السياسي، وإنما العمل السياسي بشكل عام ومنه الموقع، فإذا ضعُفت حركة الفقيه السياسية، أو لم يكن في موقع مؤثر فيها، فلظروف قاهرة وضاغطة تمنعه من ذلك، أمَّا اختياره الأصلي فلا بدَّ أن يكون مبنياً على الاهتمام به كوظيفة طبيعية منسجمة مع ما قام به الرسول(ص) في حركته في مكة المكرمة، التي مهدت لبناء دولة المدينة المنورة.‏

مع ذلك فإن المحقق لم يسلَم من منتقديه، الذين اعتبروه معيناً للسلطان، أو الذين رفضوا النشاط السياسي على قاعدة انتظار ظهور الحجة(عج) بحجة ارتفاع التكليف عنهم ما عدا الانتظار، إلاَّ أنَّ التقييم الموضوعي يفترض نقاش الحالة التي عمل فيها العلاَّمة الكركي ومدى تأثيره أو تأثره بها، وهل حقق أهدافه أو وقع ضحية أهداف الآخرين؟ تُنبئنا النتائج لحركة ودور العلامة الكركي، بحُسن استثماره للظروف من أجل نشر الوعي الديني وتحقيق أهداف الإسلام المنشودة.‏

إنَّ النقاش في المنطلقات والتطبيقات العمومية الغائمة بحث نظري لا يجدي، وعندما يريد الفقيه التأسيس لنظرية ما يناقش أدلتها الشرعية كما فعل المحقق الكركي في ادلته على إثبات ولاية الفقيه العامة، وبعد ذلك يمكن مناقشة التطبيق الفعلي كمفردة لإثبات فعاليتها أو خطأها. فمشاركة المحقق الكركي نقلت إيران من عاطفة الالتزام الديني إلى تأسيس البنية الفكرية والأصولية التي شكلت متكأً أساسياً لتجذير الإسلام، وقد استفاد من موقعه وحاجة الشاه إليه، لنشر التعاليم الإسلامية بالإقناع والموضوعية، ولم يكن مبرِّراً لأنشطة الحاكم، كما عبَّر عن إيمانه بانتظار الحجة المهدي(عج) بالعمل وتهيئة الأرضية الصالحة لجنده.‏

أثبت المحقق الكركي أنَّ المشكلة لم تكن يوماً من الدين وقدرته على مواكبة الحياة، ولكن من الممارسات الخاطئة باسم الدين، للذين اتخذوه عنواناً لحركتهم من الجهلة لأجل تغطية أنشطتهم وأهدافهم، أو الذين اعتبروه ضرورة للوصول إلى اهدافهم في الحكم والتمثيل الشعبي لوجود التركيبة الطائفية او المذهبية التي تتطلب سلوك هذا الطريق، من دون أي استيعاب أو فهم لديهم، أو اهتمام عندهم بتعاليم الدين.‏

وإذا أردنا ان نعرف حقيقة الدين فعلينا التعرف عليه من مصادره لا من الرجال، فلا يعرَّف الحق بالرجال، بل يعرَّف الرجال بالحق، قال امير المؤمنين علي(ع):"إنَّ دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحق، فاعرف الحق تعرف اهله"(10).‏

وعندما نرى نمواً في العصبية الطائفية أو المذهبية في بلد ما، فلننظر إلى الخلفيات الدافعة إليها، فسنجدها محكومة بالجهل وضيق الأفق ورغبة السلطة، ولا يبرئها من هذه الصفات حملها لشعار الدين، فالعبرة بالمضمون لا بالشعارات، ولكل مسار أنشطة ونتائجه، فالمسار الديني يربط بالوحدانية لله ويعمل لخير الناس ويربي على الطاعة والاستقامة وحفظ حقوق الآخرين والتعاون ورفض الظلم والعدوان والاحتلال، أما المسار الطائفي فيبرِّر للمصالح الذاتية والآنية أن تسيء إلى الآخرين وتنفرد بالمكاسب، ويضع المساومة على رأس الأولويات في مقابل الحقوق العامة المشروعة، ويعمل على إثارة النعرات المذهبية كسبيل للاجتماع من أجل التقوي في مواقع السلطة، ويحمي الفساد عندما يكون جزءًا من القوة العصبية التي تقوي موقع جماعته.‏

إن ما بين الإيمان بالدين والعصبية الطائفية، هو ما بين الاعمار والهدم، وما بين العدل والظلم، وما بين النجاح والفشل.‏

يجب ان نميز بين أولئك الذين يؤمنون بالدين فيستقيمون في حياتهم خدمة للإنسانية، وبين الذين يحملون شعار الدين كطريق يوصلهم إلى أهدافهم من دون الالتزام بضمونه.‏

إنَّه نقاش للهوية والمنطلقات يستتبع آثاراً في الحياة السياسية والاجتماعية، إنَّه نقاش للمبادئ التي تُصلح حال الناس في إدارة بلدهم من ضمن الظروف الموضوعية التي يعيشونها، إنَّه نقاش للواقع على ضوء الأهداف الكبرى التي نريد تحقيقها، فهل نخضع للمبادئ لنوائم واقعنا معها بقدر الإمكان؟ أو نخضع للمصالح لنعطل المبادئ بحجج شتى؟ أم هناك نتائج أخرى؟‏

لقد أبدع المحقق الكركي في خطوته العملية التي برزت في الدور الريادي الذي قام به أثناء الحكم الصفوي لإيران، في العمل للدين مستفيداً من الظروف الموضوعية المتاحة، لتعليم الناس وتقويم طريقة تفكيرهم وتوجيه الدولة نحو الإصلاح.‏

أشكر المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت على عملها القيِّم لإحياء تراث وعطاء العلاَّمة المحقق الكركي، وأشكر كل من ساهم معها في إنجاح هذا العمل الرائد، وبالأخص جمعية الإمام الصادق(ع) للبحوث في تراث جبل عامل، وجامعة آل الكركي، وفاعليات ومثقفو كرك نوح، وأسأل الله تعالى أن يمكننا من الاعتبار والاستفادة من عطاءات السلف الصالح. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

--------------------------------------------------------------------------------‏

الهوامش:‏

(1)أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين-المجلد الثامن-ص208.‏

(2)بحار الأنوار-ج 105ص80.‏

(3) أعيان الشيعة-المجلد الثامن -ص209.‏

(4)سورة الزمر من الآية 9.‏

(5)كنز العمال للمتقي الهندي-28809.‏

(6)روضات الجنات -4/361.‏

(7) المصدر نفسه-4/362.‏

(8)حياة المحقق الكركي للشيخ محمد الحسون-ج1 ص431.‏

(9)رسائل المحقق الكركي -ج1 ص142.‏

(10)الأمالي للشيخ المفيد -ص5.‏