الشيخ راغب حرب أستطاع أن يكون رمزاً مقاوماً في أصعب ظروف الاحتلال .
نائب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حوار خاص مع مجلة مرايا :
- تميّز حزب الله أن قادته شهداء .
- الشيخ راغب حرب أستطاع أن يكون رمزاً مقاوماً في أصعب ظروف الاحتلال .
- السيد عباس الموسوي (رض) جاء في لحظات حرجة من مسيرة الحزب، واستطاع أن يشكّل علامة فارقة وحافز تطوير في حركة المقاومة الاسلامية .
- الحاج عماد مغنية كان العقل الامني الاول في حزب الله بسبب المميزات الشخصية التي يتمتع بها ... والرد على اغتياله قادم في الزمان والمكان المناسبين .
أوّلاً : ذكرى الشهداء القادة
1- كما في كل عام من شهر شباط تطل مناسبة ذكرى الشهداء القادة في المقاومة الاسلامية .
ماذا تمثّل هذه المناسبة للمقاومة ؟ وماذا أضافت دماء هؤلاء الشهداء لحركة المقاومة ؟
تميّز حزب الله أن قادته في المقدمة ، يستشهدون ويواجهون ويتحملون الاعباء ولا يجلسون في مكاتبهم فيحركون الاخرين ، ولا يفتشون عن موارد الامن والاستقرار ، كذلك هؤلاء القادة لا يكتفون أن يكونوا في المقدمة بل أولادهم ونساؤهم في الخط الواحد معهم ، وقد أعطى القادة شهداء من أولادهم : فهذا الشهيد القائد الحاج عماد مغنية يقدّم ولده " جهاد " ، وهذا القائد سماحة السيد عباس الموسوي (رض) يقدّم ابنه وزوجته شهيدين ، وهذا أميننا العام سماحة السيد حسن نصرالله (حفظه الله ) يقدم ابنه " هادي ... لذا نجد أن القادة لدى حزب الله في المقدمة وهذه النقطة مهمة جداً لانهم يدعون إلى ما يؤمنون به ويضحون في سبيله ، وهذا يعطي زخم وقوة للمسيرة .
نحن نعتبر أن شهادة القادة لم تكن خسارة كما يريدها الاسرائيلي ، نعم هي خسارة على المستوى العاطفي لكنها ليست خسارة بالمعنى المستقبلي لان المسيرة تتغذّى بدماء الشهداء وعطاءاتهم . وبالفعل هؤلاء القادة تركوا رصيداً كبيراً وألقوا عبء المسؤولية على من بعدهم ليحافظوا على الامانة ، فالاسرائيلي اليوم يقول :" نحن أخطأنا بقتل السيد عباس لانه جاء من يكمل المسيرة ويقلق ساحتنا " ، وكذلك عندما اغتالوا الحاج عماد جاء قادة آخرون يكملون المسيرة .
2- بالرغم من محدودية حركة الشيخ راغب حرب إلا انها استطاعت أن تقلق العدو الاسرائيلي .
كيف تقرأون حركة الشيخ راغب المقاومة ؟ وماذا شكلت بالنسبة للمقاومة الإسلامية ؟
سماحة الشيخ راغب حرب استشهد عام 1984 ، أما تشكّل حزب الله كان عام 1982 لكنه لم يكن معلناً حتى 16 شباط عام 1985 في الذكرى السنوية لاستشهاد الشيخ راغب .
الشيخ راغب تميّز أنه استطاع أن يكون رمزاً في الجنوب الواقع تحت سيطرة الاحتلال وفي أصعب الظروف بطريقة غير عادية بحيث أنه أوّل من أعلن إقامة صلاة الجمعة في جبشيت ، وكان يأتي الناس من مختلف القرى لتتحول الصلاة الى أشبه بتظاهرة حاشدة من خلال المواقف التي يطلقها الشيخ راغب ضد الاحتلال الاسرائيلي .
الشيخ راغب كان شعبياً ، يحبه الناس وينزل الى مستويات جميع فئات الناس ليكون واحدا منهم : يجلس معهم ، يأكل معهم ، يسهر معهم .. هو أعطى رمزية خاصة ، واشتهر انه صاحب سلاح الكلمة وعدم الاعتراف ، وبالفعل إن الكلمة قاسية جداً على الاسرائيلي ، وان عدم الاعتراف سيف مسلط فوق رؤوسهم .
كانت تجمعني بسماحة الشيخ لقاءات عدة غالبها الاعم لقاءات عملية حول بعض القضايا ، كان أخاً وفياً وصادقاً وعشترته لطيفة .
3- السيد عباس الموسوي من أبرز رجالات المقاومة التي أسست حزب الله ولا زال وقعها مؤثرا في حركتها .
كيف تقدمون السيد عباس الموسوي من خلال معرفتكم به ؟ وكيف أثّرت شهادته في تقدم المقاومة وتطورها لاسيما وأن الاسرائيلي إعتقد أنه بإغتيال السيد عباس سوف يقضي على حزب الله ؟
سماحة السيد عباس الموسوي هو الامين العام السابق لحزب الله ، جاء بلحظات حرجة جداً بمسيرة الحزب التي كانت تواجه صعوبات كثيرة ، وكنا قد خرجنا من أزمة كبيرة بين حزب الله وحركة أمل فكان لابد من التأسيس وإعادة ترميم الثقة بين التنظيمين من أجل الاستمرار في نشاط المقاومة وتحقيق الاهداف .
سماحة السيد عباس كان بيتاً متنقلاً لانه كان ينام في سيارته ، ويتنقل في سيارته بمعنى أنه كان كثير الحركة فمثلاً كان يصلي الصبح في البقاع ، وظهراً يصلي في الحنوب ، والمغرب يكون في دمسق ثم يعود إلى بيروت ... لكن المكان الذي يحبه سماحة السيد هو البقاء مع المجاهدين حتى أنني أذكر عندما تمّ تقسيم المناطق في الشورى وتسليم كل عضو منطقة بادر السيد عباس قبل أن يتكلم أحد الى القول :" أنا اريد ان اكون مسؤول منطقة الجنوب " وعندما سالوه عن السبب ، أجاب :" حتى اكون قريباص من المقاومين " .
عُرف بتواضعه ، وصلابته وشجاعته ، وأنس مجلسه ، وقد وقد ربطتني به علاقة طيبة من أبرز محطاتها كان في أيار عام 1991 عندما تمّ انتخابه أميناً عاماً للحزب أرسل في طلبي وقال :" أنا اريدك أن تكون نائباً لي " – وهذا المنصب كان يقرر للمرة الاولى في الشورى – فقلت له :" علك اذا تختار شخصاً آخر تكون مرتاحاً أكثر " ، فأجاب :" لا ، انا اريدك أنت ويجب أن تقبل " ، لم يترك لي خيار النقاش ، وهذه ميزة في طريقته التي يستخدمها بمحبة .
كان يعطي صلاحيات ويفسح المجال أمام الانشطة المختلفة ، وقد عملت معه قبل ذك كجزء من عضوية الشورى ، رحمه الله هو عالم ترك ثلمة في الاسلام وقد خلّف مسيرة إلتزمت واستمرت في نهجه وتألقت بقيادة سماحة الامين العام السيد حسن نصرالله (حفظه الله ) .
4- الحاج عماد مغنية قائد الانتصارين ، الرجل الذي ما زالت ملفاته غامضة ، ولازال جمهور المقاومة ينتظر الرد الذي وعد به الامين العام .
هل فقد حزب الله العقل المخطط والقائد العسكري الفذّ ؟ وهل تتحول الحرب بين حزب الله والعدو ااسرائيلي إلى حرب اغتيالات ؟ أين الرد على دماء الحاج عماد ؟
الحاج عماد كان من أوائل العاملين في المسيرة الاسلامية ، كانت تربطني به علاقة ترقى الى ما قبل تأسيس حزب الله بسبب وجود أنشطة له في منطقة الشياح – الغبيري ، وأنا كنت أتردد الى تلك المنطقة .
تألّق الحاج عماد بسرعة والسبب انه كان يمتلك ذكاء حاداً ، واستطاع أن يصبح العقل الامني الاول في حزب الله بسبب هذه الخصائص الشخصية .
عادة المسؤول الامني او العسكري يكون بعيداً عن الاضواء لكنه كان معروفاً ببشاشة وجهه ، يستمع الى الاخرين ، يجب أن يشارك الناس مشاكلهم ، لقد كان ناجحاً وخبيراً في اختصاصه .
بالتأكيد خسارة الحاج عماد خسارة كبيرة لكننا قوم مؤمنون بأن الحياة لها نهاية ، ولابد أن تتعزز المسيرة بكفاءات إضافية ، هو كان يرأس مجموعة من الوحدات والمسؤولين وبالتالي ساهم في تنشيط وتوعية وتدريب وتنظيم الهيكليات الخاصة من المؤسسة ، لذا عندما استشهد ترك ثغرة لكننا عملنا على معالجتها والحمدلله تخطينا الكثير من العقبات بفضل وجود شخصيات لديها كفاءات قسم منها من ثمارها المباشرة وقسم لآخر من ثماره غير المباشرة .
أما موضوع الرد فهو مستمر كوعد والتزام ، وعندما يكون الرد على مستوى الحاج عماد فإن هذا الامر يتطلب دقة في اختيار المكان والزمان المناسبين لاسيما مع وجود هذا العداء المستحكم من الدول الكبرى تكون حركتنا معقدة وبالتالي نحن نفضل انتظار الرد المناسب ، وفي مثل هذه الامور نحن نعتبرأن حسابنا عند الله تعالى بمعنى أننا لسنا مضطرين أن نقدم جردة حساب لاحد حتى لا نقوم بأمور بغير محلها ، نحن نسعى لكن التوفيق بيد الله سبحانه وتعالى .
ثانياً : في التأليف ورحاب الكتاب
1- سماحة الشيخ ، غزارة في التأليف والعطاء الفكري المستمد من وحي مدرسة أهل البيت (ع) بما يربو على 20 مؤلفاً ، على الرغم من زحمة عملكم ومتابعاتكم .
بداية ، ما سرّ شغفكم في التأليف والاعداد في زمن تصحّر القراءة واحتباس حرارة الكتاب ؟
بسم الله الرحمن الرحيم ، منذ عام 2001 قررت أن أبدأ بكتابة أول كتاب " معالم للحياة في نهج الأمير " ، وهو عبارة عن مجموعة من المحاضرات التي ألقيتها في وقتها ، وشعرتُ أنّ تدوين الافكار في كتابٍ يمنحها إستمرارية أكثر ، فمن ناحية ينتشر هذا العلم بشكل أفضل ، ومن ناحية أخرى يكون صدقة جارية بالنسبة لي .
عندما أنجزت الكتاب لاحظت مدى الاهتمام لدى مجموعة من الناس ، فرأيت أن الاستمرار في الكتابة أمرٌ مطلوب وخاصة عندما نختار مواضيع موضع حاجة ، وبالفعل من يراجع مؤلفاتي يجد أنني لم أختر أي موضوع من المواضيع إلا وفق حاجة في المجتمع ، وله ذوّاقة ومطلعين أي لم أكتب من أجل الكتابة التنافسية .
وأيضاً إعتبرت أن الكتابة ضرورية حتى لو قلّ الإهتمام بها ، لانّ الكتابة توثّق المعلومة سواء أكانت ورقية أم إلكترونية ، فهذا رصيد ينتقل من شخص إلى آخر ، ومن جيل إلى آخر . ومن العناوين التي إخترتها ربطاً بالحاجة مثلاً كتاب " رسلة الحقوق " والذي يتضمن خمسين حقّاً حيث نجد اليوم أنّ كل الكلام في العالم هو عن الحقوق ، وهنا إشارة إلى أنّ الامام السجّاد (ع) كان سبّاقاً في طرح الحقوق بأسلوب منهجي راقٍ جداً ، وسعة تشمل كل المطلوب ، وكتاب " الشباب " فالشباب يحتاجون إلى الإجابة عن أسئلتهم ومرحلتهم العمرية ، وكذلك كتاب " الإمام الخميني : الاصالة والتجديد " هو كتاب أقدّم فيه الامام بفكره ورؤيته ولبس بسيرته الذاتية .
2- شكّل كتاب " الولي المجدّد "علامة فارقة في منهجية التحليل حول شخصية الولي الفقيه العلمية والإجتهادية المرجعية وقراءته للقضايا .
ما هي الاسس التي استندتكم عليها في إستقراء شخصية الامام ؟ وهل التجديد عند الولي الفقيه هو ترك للأصول أم انه مواءمة مع الواقع ؟
إنّ مضمون الكتاب نحا إلى تعريف أفكار وشخصية الامام الخامنئي (دام ظله ) بموقعه القيادي ، وقد قرأت الكثير الكثير من خطبه وكتبه ، وتحليلات حول هذه الكلمات المختلفة لأخلص الى تصميم يعطي القارئ فكرة عن الموارد التي جدّد فيها الامام الخامنئي ( دام ظله ) وعن الرؤية البعيدة المدى التي يتميّز بها ، فمثلاً عندما يتحدث عن الحرب الناعمة أو الوثائق الاستراتيجية لأهداف الجمهورية الاسلامية سواء في التربية أو التقدم العلمي أو في الملتقيات الإستراتيجية التي ناقشت مسألة النموذج الإسلامي والحرية والمرأة والأسرة والعدل . إضافة إلى نظرته في بنيان الاسلام وطرحه موضوع " السيادة الدينية الشعبية " التي تجمع بين أمرين : سيادة الدين كمصدر ، وسيادة الشعب من خلال الانتخابات في كل المجالات الحياتية ليبيّن أن النظام الاسلامي في إيران يجدّد حياته بالانتخابات بشكل دائم ، ويعطي الابعاد الإسلامية كما وردت في متن الدستور الإسلامي الذي أنجزه الامام الخميني (رض) واستفتى عليه الشعب الإيراني ووافق عليه .
نحن أمام حوالي ثلاثين موضوعاً من موضوعات طرحها الامام الخامنئي (دام ظله ) وأقول لك أن أحد رؤساء الاحزاب القومية جاءني في زيارة وقدّمت له هذا الكتاب هدية ، ثم عاد بعد ثلاثة أشهر لزيارتي ، فشكرني شكراً كبيراً ومما قاله :" لم أكن أعلم أنّ هذه هي شخصية وفكر الامام الخامنئي (دام ظله ) رغم أننا نسمعه في وسائل الإعلام ، لكن هنا في هذا الكتاب عرفتني عن العمق الفكري والرؤية الإستراتيجية للإمام الخامنئي " .
كتاب الولي المجدذد يطرح منظومة الفكر عند الامام الخامنئي (دام ظله ) في ما يتعلق بالاسلام وبالدولة الاسلامية في إيران ، وكيفية تطويرها وأيضاً بشبكة ومنظومة العلاقات المجتمعية التي تبنى على أساس الاسلام .
أمام هذه المعطيات إخترتُ عنوان الكتاب " الولي المجدّد " ، أما الولي فلأنه ولي أمر المسلمين ، وأما المجدد فلأنه إستطاع أن يواكب العصر ويأتي بالاسلام الاصيل الثابت المعروف لستفيد من المساحات التي فتحها الاسلام للتطوير والتجديد ، فجدّد في إطار المنظومة الاسلامية متقيّداً بما أسسه وثبّته الامام الخميني (رض) ، بمعنى آخر إذا كان الامام الخميني (قده) هو مؤسس الجمهورية الاسلامية ، فإنّ الامام الخامنئي هو باني الاعمدة ومثبّت الدعائم لمستقبل هذه الجمهورية ، فالعمل متكامل بينهما ولا نقصد هنا بالمجدد أي المتنكّر للقديم .
3- إتخذ كتاب " مفاتيح السعادة " بُعداً إجتماعيا دينياً فلسفياً مهماً على اعتبار أن الانسان يسعى في حياته دوماً إلى السعادة .
هل هذا الكتاب هو طريق لسعادة الانسان المسلم أم انه سبيل للإنسان بمختلف إنتماءاته الدينية والطائفية ؟ وإلى مدى يعدّ هذا الكتاب واقعياً وملائماً لمقتضيات العصر الراهن ؟
جاءت فكرة كتاب " مفاتيح السعادة " من الرغبة لتوضيح حقيقة ما يريده الإسلام من الإنسان ، وهي فكرة أيضاً تريد أن تصحح مفهوماً خاطئاً في ساحتنا بشكل عام حيث كنتُ أسمع من جهات مختلفة يقولون أنّ المؤمن يعيش الالم في هذه الدنيا ، ويعيش السجن الذي يجعل حياته مطبقة ولا يقرب من اللذة التي حللها الله تعالى ، وأنه كلما بالغ في معاقبة نفسه يرتقي أكثر فأكثر على أساس أن السعادة للمؤمن في الجنة فقط.
هذا المفهوم خاطئ ، في الإسلام الدنيا لنا والآخرة لنا ، لأن الدنيا هي مسرح العمل وغذا راجعنا كل تعاليم الإسلام سنرى أن الاسلام وجهنا كيف نتصرف مع الدنيا ولم يطلب منا أن نعاديها أو ننكرها حتى عندما جاء في الحديث الشريف :" حب الدنيا رأس كل خطيئة " المقصود هنا حب الدنيا المحرّمة والتعلق بملذات الدنيا المحرمة ، أما حلال الدنيا متاح للانسان . بمعنى آخر طالما أن الحلال هو المقياس ، فالدنيا متاحة حتى أن كل أدعيتنا مجال تحقيقها في الدنيا كأن نقول مثلاً :" اللهم أطل عمري أو أوسع عليّ من رزقك ...." فإنّ كل هذه الإمكانات متاحة في الدنيا ، وهنا يأتي قول أمير المؤمنين (ع) :" إن المتقين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الآخرة " أي أنهم سكنوا الدنيا بأفضل ما سُكنت وربحوا الآخرة .
أمام هذا الفهم الذي يجب وضعه بين الناس بدقة تبيذ أن هناك مفاتيح إذا أمسكناها فتحنا من خلالها أبواب السعادة ، فجاء عنوان الكتاب " مفاتيح السعادة " .
وهنا السؤال :هل يشمل هذا الفهم غير المؤمن ؟ بالتأكيد هي دعوة لغير المؤمن أن يتعرف إلى مفاتيح السعادة فإن طبّق هذه المفاتيح عاش سعيداً مستقراً .
4- صدر لسماحتكم حديثاً كتاب " أمير النهج " وهو يقع ضمن 34 عنواناً من أقوال أمير المؤمنين في نهج البلاغة ، وكان قد صدر لسماحتكم كتاب " معالم للحياة من نهج الامير " .
ما هي الدوافع التي دفعتكم لتأليف " أمير النهج " ؟ وعلام تقوم منهجية البحث فيه ؟
وما هي طرائق التباين بينه وبين كتاب معالك للحياة من نهج الامير " لاسيما أننا نلحظ تقارباً في العنوان ؟
يختلف الكتابان إختلافاص جذرياً ، فكتاب " معالم للحياة " إخترت فيه موضوعات من نهج البلاغة وحللتها لأبيّن وجهة نظر أمير المؤمنين (ع) في هذه المسائل .
أما كتاب " أمير النهج " جاء ليعالج مشكلة حقيقية في مجتمعنا هي ان الناس يعتقدون أن نهج البلاغة بعد القرآن الكريم هو أعظم كتاب على وجه الارض ، ولكنهم لا يقتربون منه خوفاً من لغته الصعبة التي قد لا يفهمونها ، فسألت نفسي كيف يمكن أن أقرّب نهج البلاغة من الناس ليكون بمتناولهم ؟ إخترت حوالي مئتي قولاً من الاقوال التي لا تعقيد في الفاظها والتي يسهل فهمها وحفظها على قاعدة أن يصبح نهج البلاغة ميسّراً لعامة الناس ، ثم قسّمت الموضوعات إلى 34 موضوعاً واخترنا شكل الكتاب وتصميمه ككتاب جيب ، ليتمكن كل واحد أن يضعه في جيبه ويتسنّى له قراءته في أي لحظة سانحة .