مقالات

معالم الخطة الأمريكية وآليات المواجهة

راهنت أمريكا على إمكانية الاستقطاب الثقافي واعتمدت لفترة على الطروحات الديمقراطية والحرية في عملية التغيير التي تنتج آلياتها للتناغم مع طروحات وآليات أمريكا فتنقاد لها، انقياد التابع للمتبوع، والمُلهم للملهم.

2/7/2003
راهنت أمريكا على إمكانية الاستقطاب الثقافي واعتمدت لفترة على الطروحات الديمقراطية والحرية في عملية التغيير التي تنتج آلياتها للتناغم مع طروحات وآليات أمريكا فتنقاد لها، انقياد التابع للمتبوع، والمُلهم للملهم.

وراهنت على العولمة من بوابتها الاقتصادية وانعكاساتها السياسية في دوران أنظمة العالم حول القطب الأمريكي.‏

اصطدمت بالخلفيات الثقافية التي لا تنشأ عبثاً وتتراكم مع الزمن وتشكل الخلفية الحضارية المؤثرة لكل الأداء وخاصة في العلم الإسلامي حيث عاد الإسلام بفعالية في حياة الناس بعد الفشل المتكرر للأطروحات المختلفة على المستويين الفكري والسياسي. وما أنتجته الأنظمة الإسلامية في منطقتنا والتي كانت تابعة بشكل كبير للتوازن الدولي، ولم تكن إنجازاً محلياً طبيعياً، وإنما استمد وجوده وحضوره من الرعاية الاستكبارية.‏

وكانت المصالح الدافع دائماً في الاختيار الأمريكي بما ينعكس على المواطن الأمريكي لا على الإنسان، ولا قيمة لكل العناوين الثقافية المدعاة إلاَّ للتغطية على هذا الهدف.‏

1- لا علاقة لأمريكا بمناهجنا التربوية واختياراتنا بصرف النظر عن مضمونها، وليست وكيلة عن البشر لتقرر مصيرهم وخطوات تفكيرهم، وأدائهم.‏

2- لنا ثقافتنا الإسلامية التي تعبر عن منظومة كاملة في التربية والحياة(اليوم أكملت لكم دينكم..) ونستفيد مما أنجزته البشرية لتطور وسائل خدمة الإنسان من دون الوقوع في أسر التبعية بأشكالها كافة.‏

3-تحصين الوضع التربوي الإسلامي، بالعودة إلى منابع الدين وتشذيب ما لحق به من استنتاجات خاطئة، وعقد اللقاءات والمؤتمرات بين علماء المسلمين والمثقفين المهتمين للاستفادة من التجارب التربوية الناجحة، لتعميمها والابتعاد عن الانغلاق والتفرد، وتعزيز بنية التعاون في المجالات المختلفة( وتعاونوا..).‏

4-التمسك بالمبادئ الصحيحة وترويجها، والدفاع عن الحق في الأرض والاستقلال كعمل مشروع، من دون الوقوع في فخ الهلع من التهم الجاهزة، مهما كانت مرة كتهمة الإرهاب، وذلك بالثبات وإثبات المصداقية العملية وجرأة المواجهة كي لا تسقط الساحة أو تخلو للعابثين.‏

5- الاستفادة من العمل الإسلامي النهضوي، والذي أنجز خطوات تقدمية وناجحة في أداء بعض الأحزاب والحركات الإسلامية كحزب الله وحماس وإيران وغيرها من القوى الإسلامية الحية والفاعلة، وعدم الوقوع في أٍر بعض التجارب الفاشلة التي يُفترض أن نقيمها بشكل ذاتي ونختار الأصلح بمعزل عن الخطوات أو التدخل الأمريكي.‏

- لا توجد خطة أمريكية لتدمير البنيان الديني باسم الحداثة والتربية الصحيحة لإيجاد بناء ثقافي وحضاري تابع، ويجب ان ننتبه إلى خطر التدخل في مناهجنا التربوية فضلاً عن الدينية منها، فهو يشكل خطوة وقحة لإلغاء الهوية والوجود.‏

- نحن واثقون عن عجز أمريكا عن التغيير وفق مفهومها، فالقوى الإسلامية الحية والواعية والمجاهدة أثبتت حضورها وفعاليتها، وكما شكلت لإسرائيل مأزقاً لا تلوح معه إمكانية الخلاص، فكذلك احتلال العراق. فباستطاعة أمريكا إشاعة عدم الاستقرار في المنطقة حتى حين، لكنه سنعكس أيضاً على عدم استقرارها فيها، لكنها لا تستطيع استبدال البنية الحضارية المتجذرة.‏

أمثلة عن الضغوطات الأمريكية.‏

1- مشرف يقول بأنها مدارس تسيء للإسلام ويجب إغلاقها /17/9/2001 أون لاين.‏

تطلب واشنطن من باكستان إغلاق عشرة آلاف مدرسة دينية واستبدالها بمدارس مركزية برعاية الحكومة(مليون طالباً)‏

باكستان تعهد بنك التنمية الآسيوي مع البنك الدولي وأمريكا تقديم مساعدات لإقامة مدارس دينية/ الحياة 3/12/2001.‏

2-إلغاء 1300 معهد في اليمن(نصف مليون).‏

3-وضع يد الحكومة الاردنية على مدارس جمعية المحافظة على القرآن الكريم 2001 لضغوطات أمريكية(أنترنت الخيمة العربية).‏

4-ماليزيا:إلغاء مساعدات 2500 مدرسة ومهاتير كان ينتقد غسل أدمغة التلامذة، وَوَضع الكاميرات في المساجد للمراقبة / الشرق الأوسط11/11/2002.‏

5- مصادر سعودية: مراجعة وتنقيح الكتب الدراسية الإسلامية للتثبت من توافقها مع التوجه العام بالتصدي للتطرف والإرهاب.‏

6-وزير الأوقاف الإماراتي الظاهري يتحدث عن توحيد الخطب في المساجد / السفير 22/12/2001.‏

7- المغرب:الدكتور زبن العابدين بلا فريج في جامعة محمد الخامس يقول: برنامج كندي للإصلاح التعليمي الذي يستبعد العلوم الإسلامية بهدف مهني.‏

8-مصر: أمين عام جبهة علماء الأزهر قال بأن الضغوط مستمرة منذ ثلاث سنوات وأن يركز على حذف أمور من العقيدة وماله علاقة بالجهاد. /الوطن العربي 15/2/2002.‏

9-وزير التعليم الكويتي تحدث عن خطة شاملة لتطوير المناهج التعليمية والأدبية والدينية./السفير 14/1/2003.‏

*باول يقول: لسنا في الحقيقة بصدد حملة ضد الإسلام ولكننا بإزاء مسعى حثيث لصياغة"إسلام معدل" /السفير 22/12/2001.‏

*باول: كل دولة في العالم وخاصة في تلك المنقطة، عليها أن تُلقي نظرة على كيفية تحضيرها لشبابها ومتطلبات المستقبل. /السفير 11/1/2002.‏

مؤتمر الوحدة الثقافية-قاعة الإمام الخميني(قده)بتاريخ:02/07/2003م‏