أنشطة ولقاءات

الندوة والتوقيع الذي أقامه معهد المعارف الحكمية لكتاب مجتمع المقاومة لمؤلفه سماحة الشيخ نعيم قاسم في 3/4/2008

أقام معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية ندوة لمناقشة كتاب " مجتمع المقاومة...إرادة الشهادة وصناعة الانتصار" لمؤلفه سماحة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، جرى بعدها توقيع الكتاب.

أقام معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية ندوة لمناقشة كتاب " مجتمع المقاومة...إرادة الشهادة وصناعة الانتصار" لمؤلفه سماحة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، جرى بعدها توقيع الكتاب.

وقد كانت مداخلات لكلٍ من السادة:

سماحة الشيخ غازي حنينة(قيادي في جبهة العمل الإسلامي).

الأستاذ محمود حيدر (رئيس تحرير مجلة مدارات عربية)

الدكتور أدونيس العكره (رئيس لجنة الدراسات في التيار الوطني الحر) وتحدَّث بعدها سماحة الشيخ نعيم قاسم (المؤلف).

* المداخلة الأولى:

سماحة الشيخ غازي حنين: القيادي في جبهة العمل الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آل بيته الطيببن الطاهرين، وأصحابه البررة الميامين على جميع عباد الله الصالحين، السادة العلماء، السادة النواب، السادة ممثلي الأحزاب والقوى السياسية، الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لعلي إذا قلت هذا الكلام وأنا أصف شعوري عندما تبلغت عبر الهاتف منذ مدة أنني سأكون واحداً مِنْ مَنْ يناقش عالماً ومفكراً ومقاوماً وجاهداً وسياسياً، هو من القلة في عالمنا العربي والإسلامي، ولإن كان في ديننا نحن معشر المسلمين اننا نُهِيْنا عن المدح، وَنُهِيْنا أن نكون من المادحين، ولكن أيضاً من أسس ديننا أن نعطي لكل إنسان حقه. فإذا قلنا هذا الكلام فهذا الكلام ليس مدحاً لسماحة الشيخ نعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله الذي جمع بين النظرية والتطبيق، وجمع بين الفكر والحركة، وجمع بين الإيمان والعمل، فوصل إلى مجتمع المقاومة، ووصل بالمجتمع لأن يكون مجتمع المقاومة. هو وكثير من إخوانه وأحبابه ومناصريه، لا أقول في لبنان فقط، وإنما في بقاع شتى من منطقتنا العربية والإسلامية، وبقاع كثيرة من أرجاء العالم.

ولذلك إذا وصلنا لمجتمع المقاومة فكان لا بد للمقاومة من مجتمع، لا بد للمقاومة من مجتمع يحميها ويناصرها ويردفها ويدعمها ويحتضنها. وكان لا بد للمقاومة من رؤية شرعية عندما أطلقها الإمام الراحل الإمام الخميني رضي الله تعالى عنه وأرضاه عندما وصف بأن إسرائيل غدة سرطانية، وهذه الرؤية الشرعية انطلقت من الكتاب والسنّة لتكون قراءة سياسية للواقع الذي تعيشه المنطقة العربية، من فلسطين وما حولها ولذلك كان لا بد بعد ذلك من أسرة تحمل هذا المشروع من أب وأم وأبناء ينمون، ويتكاثرون هنا وهنالك ليكونوا أفراداً في أول الطريق ومجموعات في أول الطريق وليتحولوا بعد ذلك إلى جموع كثيرة تملأ الساحات وتملأ الشوارع وتضج بهم المدن الكبرى كبيرون وكان لا بد من جيل من الشباب يحمل بندقية المقاومة ويضحي ويناضل ويجاهد ويكافح، ويجمع ما بين قلم العلم ومداد العلماء ليكون بعد ذلك دمه في عداد دماء الشهداء ولذلك كان إعداد هذا الجيل يستغرق وقتاً من الزمن.

وكان هذا الجيل لا بد له من دور للمرأة أن تكون أماً أو أختاً أو زوجة أو ابنة، تحمل هذا الهم الكبير، هذا الهم الذي لولا دور المرأة في تاريخنا -كل تاريخنا- لا بل نقول في تاريخ الإنسانية جميعاً، لولا هذا الدور العظيم لهذه المرأة في المجتمعات الإنسانية؛ ومنها المجتمعات الإسلامية والعربية بوجهٍ خاص؛ ومنها المجتمع اللبناني بشكل أخص والمجتمع الجنوبي بشكل أدق. ولذلك كانت الأم تستقبل ولدها شهيداً فبدل النويح وبدل الصراخ، كانت الزغاريد وكانت التبريكات، وكانت التهنئة بأن ولدها شهيداً أقبل على الله سبحانه وتعالى ليُستقبل في جنات الخلد.

وكان لا بد من قيادة شرعية تضبط المسار وتزين الأمور بميزان دقيق، يقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ومصلحة الجماعة على مصلحة الأفراد، ومصلحة المجتمع على مصلحة الحزب، ومصلحة الأمة على مصلحة المنطقة التي نعيش فيها في أي منطقة كنا. ولذلك نجد أن الفتوى التي أصدرها الإمام الراحل الإمام الخميني عندما قال: "ادخلوا بهم الجنة" ادخلوا بقتالهم إلى جنة الله سبحانه وتعالى، كانت هذه شرارة الانطلاق للمقاومة بقيادة حزب الله في ذلك الوقت. ولكنني أقف عند مفصل دقيق وحساس، هذا المفصل لو رجعنا إلى تاريخ النبوة، لوجدناه يتجلى في أكثر من موقع. هذا المفصل هو الخروج من الفتن الداخلية، الخروج من دماء بعضنا البعض؛ اذهبوا انتم الطلقاء؛ ماذا سيقول الناس لو قال الناس أن محمداً يقتّل أصحابه!؟ لذلك كان الخروج من فتنة فتح الله وكان الخروج من فتنة جسر المطار، وكان الخروج بالأخص في السنوات الثلاث من كل الفتن التي حيكت ونُسجت ودُبِّرَتْ وهُيِّأَتْ وحُضّرت على أعلى المستويات من خلال مراكز أبحاث، ومراكز استخبارات، ومراكز إعلام من أجل إدخال المقاومة في فخ الفنة الداخلية، وفي فخ الحرب الأهلية، فكانت هذه المقاومة تخرج من كل فتنة عمياء إلى طريق البصيرة، وعلى بصيرة وعلى بَيِّنَةٍ من أمرها وعلى رشد من قرارها. كانت تمضي ولذلك نجد أن المقاومة التي انطلقت في أواسط الثمانينات لم تنشغل في معارك هامشية حتى ولو كانت هذه المعارك بمستوى أنها تواجه محتلاً في منطقة أخرى، ولكنها لم تشتت جهدها، واصلت دربها وحققت أهدافها، فكان إرادة الشهادة وصناعة الانتصار في العام 2000 يوم خرج العدو الإسرائيلي من جنوب لبنان، وهو يجرّ ذيل الخسران، وذيلَ الخبيةِ وذيل الدين من جديد ليتوه هذا العدو من جديد كما تاه في بطن التاريخ. فلذلك كان لا بد لنا من مقاومة تحمي المجتمع، ومن مجتمع يحتضن المقاومة، والسلام عليم ورحمة الله وبركاته.

* المداخلة الثانية:

الأستاذ محمود حيدر:

السلام عليكم أيها الإخوة ورحمة الله وبركاته. طبعاً مكتوب حاولت فيه قدر الإمكان أن ألامس روح النص الموجود في كتاب سماحة الشيخ مجتمع المقاومة. وجدّني وأنا أقرأ في كتابه لكتاب سماحة الأخ العزيز العلامة الشيخ نعيم قاسم، بإزاء شغل فكري، يريد أن يصوغ للمقاومة رداء الكلمات. فإنه والحق يقال سعى ليملأ فراغ في التنظير مضى زمن على وجوبه. ربما كان على من هم خارج مصنع الحدث أن يتولوا هذه المهمة. سوى أن سرعة الزمن السياسي ومقاديره قدّمت الفكر اليومي على الفلسفة السياسية لكن ميزّة مثل هذا العمل وفرادته، أو المؤلف يرى إلى نفسه وهو يكتب، يشاهدها عن قرب، ويعاينها، من محل الإشراف. فالشيخ قائد في التجربة وهو من صناعها، وبهذا تكتسب الكلمات مصاديقها منذ اللحظة الأولى لفعل الكتابة. فالرائي هو المرئي، والراوي هو المروي، كل لحظة كتابة هي اللحظة إياها في حقول الاختبار. حتى إذا رأى الغير إلى النص وجده وحدة تامة لا انفصال فيها وقد حاولت أن أتبين منطقة انفصال بين الكاتب وموضعه، فما وجدت إلا كلمات تراءت لنا من خلالها كيفيات اختبار النظر، والعمل ثم أني ما وجدت زماناً أو فراغاً بين الكلمات والأحداث، بين تصوّر الفاعل وفعل الفاعل، تستطيعون أن تقولوا إنكم بإزاء نص في الحفر المعرفي تشكّلت عناصره من مُعَايِنِهِ المُعَايِنِ بذاته الفردية ولذاته الجماعية آن والآن لنقرأ ما في النص:

لو بسطنا التجربة -تجربة المقاومة- على نصاب ما يتعدى الخطاب اليومي، أي على ما يوجبه فهم الطبقات الأبعد والأعمق لوجب أن نقف على البعد القيامي النهضوي لتلك التجربة، فالمقاومة تأسيس لما بعدها على ما يبيّن شيخنا، وهي لا تنتهي بانتهاء حياة المقبِلِ عليها لأنها خط وليس أداءً آنياً يمكن أن تنتهي مع انتهاء الجسد. فإن آثارها ومفاعيلها تتراكم في الأمة فضلاً عن ربح الشهيد بحياته السعيدة الخالدة عند ربّه. على هذا النصاب التنظيري سوف يتراءى لنا إرهاصٌ فلسفيٌّ يمنح للمقاومة صفة تتعدى اليومي في ممارستها التحريرية فالما بعد الذي تؤسس له المقاومة هو ما بعد يُنجِز ثلاثة أطوارٍ في غاية الأهمية وهي تتعلق تعلقاً شديد الرسوخ في حياة الوطن والأمة والأفراد:

الطور الأول، إحداث مَثَلٍ على مستوى الوطن قوامه إمكان تحقيق انتصارات على عدو كان إلى لحظة وقوعه في هزيمتين متتاليتين 2000 و 2006 يُنْظَرُ إليه من اللبنانيين والعرب بوصف كونه عدواً لا يُغلب أو من لبنانيين وعرب.

الطور الثاني وهو متواصل مع الأول ويقوم على إحداث تحول على مساحة القارة العربية الإسلامية هو أدنى إلى ما يشبه الجويولوجيا المعنوية وأدّى هذا الطور تبدّل في القناعات وانقلاب في المفاهيم، وثورة على ثوابت فكرية وإيديولوجية ونفسية مَنَحَتْ الدولة اليهودية في فلسطين وضعاً أسطورياً من الغلبة والاقتدار، فكان من شأن التحول الذي أسست له المقاومة في هذا المجال، أن أقام الوضعية الأسطورية للدولة اليهودية على نصاب الواقع فإذا إسرائيل دولة عادية تحمل قابلية الهزيمة، مثلما حملت من قبل قابلية النصر.

الطور الثالث إحداث تحوُّلٍ في البنيات المعرفية التي يتألف عليها الفكر والفلسفة السياسيين. عنوان هذا التحول حضورية الغيب في السياسة والحرب وتحوُّلُه إلى قوة معنوية وروحية ذات تجليات مادية راحت تعكس مفاعيلها على النتائج والاتجاهات ولئن كان من مثل لنا، فبما يستجليه مفهوم الشهادة حيث تترقى الغيرية لدى الذين جعلوا هذا المفهوم خياراً واعياً لهم إلى محور الإِنِّيَةِ في الجماعة بعدما انْمَحَتْ هذه الإنِّية في الحق الأعلى اللامتناهي. حينما يغدو مفهوم الشهادة سارياً في الميدان يتحول إلى رابط يعيد وصل ما انقطع بين الشهادة والغيب وبين الآخرة والأولى وبين المبدأ والمعاد مع هذا التحول يُمسي الاستشهاد فعلاً لوجود وترسيخاً لحياةٍ متصلة واجتيازاً لعدم.

وأما حصائدها فواضحة -حصائد الشهادة- الشهادة الواعية المدركة الموصول صاحبها بالله وصلاً لا تباين فيه هو بهذه الصفات حياة لا يتخللها موت وهي السلاح المطلق، الذي حين يحلّ في ميدان المواجهة تهتزُّ معه قواعد الإستراتيجيا والتكتيك وتختل حسابات القوى، ويصير يُرى إلى موازين الحرب واتجاهاتها المحتملة لا على أسس ومقاييس معلومة في علم الحروب وإنما على تقدير المجهول.

هذا بالضبط ما انطوت عليه عبارة قالها أحد كبار الجنرالات الإسرائيليين بعد أيام من حرب تموز متسائلاً بذهول كيف لنا أن نقاتل عدواً لا نراه، وآخرون قالوا حين يقرر عدوّنا أن يموت لا نعود نملك الوقت الذي نردّه عن ذلك فقد أصبح هو نفسه الوقت الذي يحوّل جنودنا إلى نار مُحرقة. لقد أحرزت المقاومة عبر الشهادة سرّ قوتها ومن سرّ القوة تلك؟ أنها قلبت مفاهيم كانت موجودة وانتزعت مفاهيم لم تكن كذلك، فيما ألفته الحرب الإسرائيلية على امتداد نصف قرن أحد هذه المفاهيم المنتزعة وأكثرها فرادة، إجراء تحويل جذريٍّ في معنى الحرب من كونها حرباً بين جيوش تحكمها معايير موازين القوى التقليدية إلى حرب تُخاض من أجل المعنى والأطروحة، التي قدّمها سماحة الشيخ حول سرّ القوة في ساحة المواجهة تُضيئ على ما قصدنا إليه وها هو يقول اكتشفنا سرّ قوّتنا كما اكتشفوا سرّ قوّتهم؛ سرُّ قوتنا بالجهاد والمقاومة والمواجهة العسكرية والشهادة؛ وسرُّ قوتهم بالتقنية والقدرة العسكرية والتقدم التكنولوجي، حتى إذا وقعت المواجهة بين سرِّ قوتنا وسرِّ قوتهم استطعنا بسر قوّتنا أن نهزم سرّ قوتهم، لأن قوّتنا حقٌّ إنساني مع شهادة وأما قوّتهم فمادة وإمكانات مع جبن وخوف.

وهكذا تبيّن أن جبن قوّتنا ينتصر على سر قوتهم حين عرفنا كيف نراكم هذا السر في الأمة. هذا رياضيات خالصة. لكن سر الأسرار أو ما نسميه بمنطقة السر الإستراتيجيّ في عمل المقاومة الإسلامية إنما تتجلى في الامتناع عن الاكتشاف والتعرف، فهو سرٌّ محجوب عن معرفة العدة وإدراكاته، ذلك لأن سراً فريداً كهذا اتّخذ لحركته مداراً خارج الفيزياء السياسية والعسكرية المألوفة. فهو يبتدأ من الغيب إلى الحضور، ثم ليسري بحقول المواجهة محفوظاً بعالِم الغير مُسَدَّداً بقواه ومؤَيَّداً بقضائه وبقدره. وبهذا لا ينفصل عنه البتة فإذا رمى أهل السرِّ من المجاهدين رمى الله، فتكون رمية الرماة حضوراً للغيب في موازين الحرب، فتكون الحصيلة نصراً مفعولاً لله. على هذه السيرية تحرّكت المقاومة بسرِّ قوتها، تعلقّت بالحق لتنزل إلى الخلق ثم لتُنجز نصرها في الخلق بالحق ثم لتُحيل النصر الذي أنجزته إلى الحق، فلو بحثنا عن فلسفة سياسية لأطروحة النصر الإلهي مثلاً؛ لوجدناها هنا، والهنا هي منطقة معرفية تشكلت عناصرها من الحضور المحض لله في الزمن، وهو حضور ما كان ليحصل لولا أن تهيّأ له وتلقاه من هم على يقين من فاعلية ذلك الحضور، ومن انهم بتعلّقهم بالله إنما يوفّرون الشرط الضروري لصناعة حقائق الزمن الجديد، وهنا سؤال لا بد من الإجابة عليه: هل لنا أن نعثر لهذا التنظير على مُسَوِّغٍ في فلسفة التاريخ؟ كثرة ممن نقضوا أطروحة النصر الإلهي أخذوا على حرب الله، هذه الإحالة لم يدرك هؤلاء وأولئك أن تلك الإحالة بالنسبة إلى أصحابها ليست شائعة إيديولوجية، بل هي حقيقة اعتقادية مرتبطة بمنظومة كاملة وشاملة تبلغ سموّها وكماله. في الحقيقة الدينية وحتى لو أقمنا تلك الإحالة على ميزان القوة والضعف والهزيمة والإنتصار والحسابات العقلية الدقيقة لحصّلنا نتائج واقعية بامتياز، إذ ان إحالة المنتج البشري المحدود على المطلق الإلهي سوف يؤدي ضمن السداد والإيمان والمجاهدة والتوكل والصبر إلى مراكمة القوة على القوة والاقتدار على الاقتدار فالاعتقاد هنا لم يعد مجرد لا شعور مسكون بالصمت، بل هي حركة في الجوهر تنمو وتسري في حياة والأوطان والأفراد والأمم لم تكن أطروحة النصر الإلهي سوى تجلٍ من تجليات الحركة الفكرية والثقافية في منظومة حزب الله الدينية، وهي بهذه المثابة تشكل مظهراً لفلسفة سياسية أزعم أنها بدأت تحفر مجراها الخالص في عالم المفاهيم ولو كان لنا أن نتخيّر لها وصفاً يفتح على نقاش فكري نهضوي مستأنف لوضعناها تحت عنوان ظهورات الغيب السياسي ولو زدنا في المُقابِلاتِ الاصطلاحية لجئنا بمصطلح الميتاستراتيجيا أي ما فوق الإستراتيجيا وهو مصطلح يلتقط لحظة الحضور النادر للإيمان الديني في الزمن السياسي الأمر الذي يُفضي مثل هذا الحضور إلى إجراء تحويلات جذرية وحاسمة في الجغرافيا والتاريخ لقد لاحظ الفيلسوف الألماني فورباخ هذه السمة في مقالته المعروفة ضرورة إصلاح الفلسفة معتبراً أن عصور الإنسانية لا تتميز إلا بتغيّرات دينية ولا تكون الحركة التاريخية الأساسية إلا إذا كانت جذورها متأصلة في قلوب البشر. عندما يُظَهِّرْ حزب الله في ميتافيزيقاه السياسية وبمثل ما جاءنا به سماحة الشيخ يكون فتح مجال لإنتاج فلسفة سياسية لا تتأتى هذه المرة من عالم الأذهان لتستقر فيها بصمت، بل لتنبعث مادتها الفكرية من الحادث الجهادي الساري في الزمان والمكان المحددين، هذا يعني أن تلك الفلسفة السياسية ما كانت لتُحَصَّلَ خارج نطاق الحراك والحيوية والفعل، بل يدلّ كذلك على أن ميتاستراتيجيا المقاومة هي وليد موضوعي واقعي وعقلي ينمو ويتطور ويتكامل ويحرز الإنجازات ضمن سيريّة اللقاء الحميم بين الحقيقة الدينية ومنظومة الخطط والأفكار والشعارات والأعمال التي تعكس المصالح السيادية للأمة والوطن لا تكتفي رؤية سماحة الشيخ لمجتمع المقاومة بالكليات. بل هي تمضي إلى معاينة حركة النظر والعمل معاً في فضاء حزب الله والمقاومة فيلسوف نجد الحقيقة الدينية بأصولها وفروعها وأعمالها ونوافذها حاضرة لكل قوامها داخل النص، وسنجد أن هذه الحقيقة الدينية نفسها قد تحوّلت إلى سياسة يومية وإلى عملية استراتيجية طويلة الأمد، حتى إذا أوَّلْنا النص فلن نقع في مفارقة. فالشريعة في المقاومة سياسية والسياسة فيها شريعة فليس من المباينة في شيء أن يجتمع في نفس المجاهد الخطاب السياسي لتحرير الأرض مع الدعاء وقراءة القرآن. فالكلمات هي نفسها وإن بمراتب مختلفة أو على درجات فلا انفصال في اللحظة الجهادية المقتربة من الشهادة بين أرض الوطن. والكلمات الداعية لها عندئذ تصير أرض الوطن المحدودة أرض الله الامتناهية، ويصير المجاهد في ولائه لله رابط الضرورة لبلوغ الحقيقة الواحدة. شكراً للمؤلف على مسعاه فإنه مسعانا، فعسى أن تسعفنا العبارة لكي نأتي ببعض الوفاء للشهداء والمنتظرين وشكراً لكم.

* المداخلة الثالثة:

الأستاذ أدونيس العكرة: مسؤول الدراسات في التيار الوطني الحر

أعتقد أن الكلمة التي سأقولها تأتي من مكان آخر ولكن طبعاً من هذا الوطن عندما قأرت هذا الكتاب، بالواقع كنت أفنش فيه عن حالة كمواطن لبناني مثلي مثل سماحة الشيخ في هذا الةطن كي نرى إذا كنت أستطيع أن أكون أنا وهو في فرد صورة ويكتبوا تحجتها مواطنان لبنانيان بالواقع النتيجة لم تكن سلبية، الموضوع هو مجتمع المكقاومة أول ما أثار انتباهي هو وظيفة المقاومة في هذا الكتاب يبيّن أن وظيفة المقاومة هي عمل صمود وممانعة بوجه النظام العالمي الجديد الذي نحن في هذه المنطقة وخصوصاً في لبنان لم نختبر منه إلا شريعة الغاب وخصوصاً أنه يرفع يافطات كبيرة عن الحرية والحال أنه يطرح موضوع الحرية المطلقة والحرية المطلقة كما نعرف لليست موجودة إلا بالأدغال بشريعة الغاب. الحمل حر بحرية مطلقة والذئب حر بحرية مطلقة، ولكن المُطلق يفترس من لا يستطيع الافتراس. هذا مبدأ لاحرية المطلقة التي هذا النظانم العالمي الجديد الذي وُعِدْنا به هكذا يتصرف. فالجزء الثاني من المعادلة أن المقاومة مرتبطة بالكرامة الإنسانية وقتما نصل إلى نظام عالمي يطرح علينا مأزق من هذا النوع عندها لا يوجد سوى الكرامة الإنسانية لاتي تستطيع أن تتصدى له وهي التي بُنِيَ عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي كل نقاطه وكل بنوده مبنية على الكرامة الإنسلانية وهي التي تضمن وتؤسس حرية المعتقد وحرية الرأي وكبل الحق الإنساني الذي يتكلم عنه هذا الكتاب. والآن سنرى ما الأوجه التي تُدخلنا على هذا الجانب.

من حيث المبادئ مبادئ المقاومة، كنت خائف أن لا أجد معالم المواطن الذي أبحث عنه وخصوصاً عندما ؤأيت في هذا الكتاب أنه يوجد توظيف للدين في خدمة الوطن، أنا أتكلم بذهنية تيار وطني حر، مواطن لبناني ولكن انتسب إلى التيار الوطني الحر، نخحن لدينا مبدأ العلمانية ولكن ليس كما يفهم غالبيّتكم العلمانية عندنا علمانية لبنانية يمكن بيوم ما إذا أحدهم دعاني هنا كي أشرحها آتي وأشرحها. نحن علمانيون وتوظيف الدين في خدمة الوطن يمكن أن يُخَوِّفْ العلماني بالنسبة لي أنا لم أخاف لأني قلت أنه من بعد أن رأينا كيف توظّف الدِّين في خدمة الوطن مع حزب الله أنا لست مسلم انا مسيحي قلت ما الذي كان يمنع يوماً ما أو بأيام أن يأتي سيدنا البطرك أو بيان يأتي به المطارنة كل شهر يتوجّهوا إلى المسيحيين في لبنان عموماً وفي الجنوب خصوصاً ويقولون لهم يا جماعة المسيحيين أرض الجنوب أرض مقدّسة جاءها السيد المسيح مع السيدة العذراء وعلينا أن ندافع عنها لأنها من كرامتنا ومن قداستنا وعلينا أن نستشهد من أجلنا عندها دعوا أكبر ابن إمرأة يستطيع أن يدخل شبر إلى الجنوب أكان من إسرائيل أو من غير إسرائيل.

ومن وسائل هذه المقاومة الشهادة والشهادة هي طريق لبلوغ الهدف والهدف هو سبيل الله. والمقاومة مشروع إقامة الدولة العادلة والقادرة. الدولة تقوم على مجتمع، المكجتمع أبناؤه يتفاهمون بين بعضهم يتعاقدون خصوصاً أتكلم عن المواطن، عندما أقول مواطن فوراً نفعهم أنه مصدر السلطة في الدولة وليس الله وأنا الأن في جو مختلف ولكن مسموح لي أن أعبّر عن رأيي، المجتمع هو عقد تعاقد بين أبنائه على العيش معاً، ونُرَكِّبْ الدولة كي تُنظّم هذا العيش، حسناً، ما هي معالم هذا المجتمع كما تبيّن لي من هذا الكتاب والتي تنظّم الحياة معاً داخل هذا المجتمع إنه مجتمع المقاومة، مجتمع المقاومة كما سبق وذكرت يستطيع أي مواكن في لبنان أنا وسماحة الشيخ ان نكون تحت عنوان المواطن اللبناني وأخذ نموذج على هذا المجتمع مجتمع المقاومة كان ما حصل في حرب تموز والوسائل التي صنعت ذلك الإنتصار كانت الشهادة، جاء في الصفحة 10، الشهادة هي جزء من التكليف الشرعي بضوابطه ويجب أن تكون بقرار من القيادة الشرعية الحكيمة المسؤولة التيب تحمل مسؤولية الدماء. اعتقد ان هذا القول ليس موجه لي ليس موجه لكل المواطنين اللبنانين كما فهمته أن، إنه موجه للمسلم وخصوصاً للمسلم الشيعي، هذه الدعوة نجحت، هذا الموقف نجح في تحقيق الانتصار، ولكن هنا تنطرح لدي بعض الأسئلة المقلقة بالنسبة لي أنا المواطن اللبناني بصرف النظر عن هويتي الدينية وطائفتي، عندما يُذكر في هذا الكتاب في الصفحة 8 عن مقاومة الأمة، المقاومة هي مقاومة الحاكم والأمة، عندما نقارن هذا الكلام بصفحة 78 يقول فيها تحتاج الجماعة والأمة إلى قيادة توجهها، وفي استناد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى أحاديثه وإلى آيات كريمة، هذا لا يدعني أن أتبين أن هذا الكلام غير موجّه لي. بل هو موجّه لإنسان آخر في هذا الوطن. ويحرّك فيه ما يجب أن يحرّكه المقاومة ولكي يقوم بعمليّة الإستشهاد.

والشهادة هي جزء من سبيل الله، بإعتبار وجود شهادة وإحتضان الناس المقاومين في بذل المال، وفي المواقف، كلّ هذه عناصر في مشروع سبيل الله. هنا سماحة الشيخ، ألم يكن ممكناً أن تكون المواطنيّة جزءاً من سبيل الله، لا سيّما أنّ الحقّ الإنساني هو جزء من سبيل الله يعني عندي أنا المواطن، حريّة المعتقد، وحريّة الرأي وحريّة التعبير، وكلّها هذه عناصر من الحقّ الإنساني. ممّا يعني أنّها جزء من مشروع سبيل الله.

من هنا، لمن يتوجّه هذا الكتاب؟ والجواب، وبشكل واضح عندما نقرأه، أنّه موجّه إلى المسلم ، وخصوصاً إلى المسلم الشيعي. لكن أنا لي مكان في هذا الكتاب وفي العديد من الأفكار التي وردت فيه، مكان معزّز وأريد أن أعزّزه أكثر، يقول في الصفحة 12: سبيل الله لا يقتصر على الخصوصيّة الدينيّة التي لها علاقة بعباداتنا. أي نحن الشيعة "وإنّما يمتدّ إمتداد الإنسانيّة في حياة الإنسان." وهذا ما جعلني أتوغّل أكثر حتى أجد مكاني بطريقة أقبل بها ويقبل بها مواطني الآخر.

لكن طالما أنّه موجّه إلى المسلمين بذهنيّة دينيّة، وبتعاليم دينيّة وبتبشير ديني، عنئذٍ أقول أنّ لجنة الدراسات في التيار الوطني الحرّ أجرت دراسة صغيرة بعنوان: هل التعليم الديني في خدمة التربية على المواطنيّة؟

وكان في الجواب: نعم هناك إمكانيّة، لم أرى الكثير في هذا الكتاب، وهو على كلّ حال مجموعة محاضرات ممّا يجعلني أبرّر غياب ما كنت أطمح إليه في هذا الكتاب. ولكنّي أقرأ الكتاب من بعد 6 شباط، ومن بعد حرب تموز 2006، بذهنيّة ما حصل في هذين الحدثين، كان الشقّ الأوّل نظري، والآخر كان تطبيقيّاً. وكنّا لأوّل مرّة نختبر كيف نطبّق ما عُمل في 6 شباط 2006 ونجحنا إلى حدٍّ بعيد.

عندما أبحث عن المواطن، أقول أنّ الله والهدف هو الجنّة، أعلم أنّه ليس في الجنّة مواطنيّة، بل فيها مؤمنين، وأنا مؤمن. ربّما يصحّ التمييز بين الحركة الجهاديّة والجهد السياسي تصحّ هذه النظريّة كي تجد مكاناً مشتركاً نقف عليه معاً. هناك عمل جهادي ضدّ العدو الصهيوني، وهناك جهد للدعم وأخذ الموقف كما حصل في 6 تموز. لكنّ ذلك لا يستقيم إلا بشرطين: الأوّل: هو أن يندرج هذا الموقف في سياق الدين في خدمة الوطن وفي خدمة الدولة التي عليها، وفي خدمة مجتمع المقاومة.

كما أنّ توظيف الدين في خدمة الوطن، يجب أن يكون في حالة إستثنائيّة تقتضي وتستلزم الشهادة، ويقول سماحة الشيخ في الكتاب أنّنا لا نستطيع في أيّ وقت أن نستشهد، هناك ظروف معيّنة تقتضي الشهادة فنستشهد.

والثاني: أنّ الوضعيّة الإستثنائيّة التي نحن فيها اليوم بحرب مع إسرائيل، تقتضي منّا بذل كلّ جهد وكلّ أمكانيّة كي ننتصر.

إنطلاقاً من هذين الشرطين، أفهم التمييز إنطلاقاً من العمل الجهادي، وبين العمل السياسي.

من هنا، هل يستطيع المؤمن عندكم سماحة الشيخ، أن يصير مواطناً ومؤمناً، ويصل إلى الجنّة مؤمن، لكنّ قبل ذلك يكون قد مارس مواطنيّته على هذه الأرض.

ورد في الصفحة 90 كلاماً لو قرأه أحد غيري ليس من التيار لخاف. عندما يتحقّق الإلتزام الديني عند الفرد، والضوابط الشرعيّة مرجعيّته في حسم مواقفه الفرديّة والإجتماعيّة والماليّة وغيرها. ويعتمد الحزب في حركته التأكيد على هذه المرجعيّة، بحيث تكون مقياساً يعود إليه الجميع لحسم مواقفهم. فلا يوجد موقف مراعٍ للشرع، وآخر خارج عن دائرة الشرع. ويتمّم: إذن لا مكان في الحزب لنشاط لا يغلّفه الإلتزام الديني. هنا معروف هذا الإلتزام الديني وأنا لست معه.

ألا يوجد طريقة يصل بموجبها المواطنون إلى السماء مؤمنين؟

ورد في وثيقة التفاهم نحن وحزب الله، أنّ المجتمع المدني هو مسعى وهدف نسعى إليه معاً. واعتبرنا، نحن المسيحيّين بالتيار الوطني الحرّ، لأنّ التيار فيه مسيحيّين ومسلمين. إعتبرنا أنّ لنا في هذه الوثيقة للمسيحيّين لا للدولة الإسلاميّة. لا لولاية الفقيه في مؤسّسة الدولة. ونعم لولاية الدولة القادرة والعادلة المستمدّة من المواطنين حقّ الأمر بينهم. وبعد فترة خرج أحدنا من التيار الجنرال ميشال عون في خطابه السياسي وانضمّ إليه الأكثريّة الكبرى من المسيحيّين حتى نقول أنّ التيار ليس مسيحي، هذا الشخص في التيار أخرج الطروحات المسيحيّة واعتبرنا نحن المسيحيّين في التيار أنّنا قلنا للمسلمين: لا لوطن قومي للنصارى في لبنان، لا لولاية البطرك في الدولة اللبنانيّة، نعم لولاية الدولة القادرة والعادلة والمستمدّة من المواطنين حقّ الأمر بينهم. هذان الموقفان إذا كانا مطروحين بصدقيّة، يجب أن يكونا متكاملين ومتناغمين، ويحملان خطاباً منسجماً وإلا تعرّضنا نحن وإياكم للإنتكاسة والفشل.

ختاماً: إنّني أقترح أن تتشكّل بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ لجنة علمية متخصّصة تعمل بالتفاهم والتوافق على تحديد معنى المجتمع المدني الوارد في وثيقة التفاهم، الذي تفاهما على السعي على تحقيقه، على تحديد مضامينه ومدلولاته ووسائل تحقيق عناصره وتطبيقاتها في مؤسّسات الدولة. ثمّ يصار إلى عرض نتائج هذه الدراسة على الأحزاب والقوى المعارضة والموالية -طبعاً- ثمّ يُختتم هذا الإجراء بمؤتمر وطني تعلن فيه أسس الدولة المدنيّة القادرة والعادلة تحت عنوان: لبنان دولة الحق والقدرة. عند ذاك يكون حقّاً سلام الله ورحمته وبركاته عليكم وعلى جميع المواطنين في لبنان.

المقاومة بقيادتها الحكيمة تمسك في يدها الآن أوّل الخيط لتغييرٍ هائلٍ إن شاء الله قادم، تغييرٌ سيحدّد مصير وطننا، ومصير أمّتنا وشكل ثقافتنا القادمة، وصورة هويّتنا المستقبليّة في مجتمع المقاومة ونلتزم المواطنيّة. نستمع إلى سماحة الشيخ نعيم قاسم مجيباً عن بعض التساؤلات التي طرحها المنتدون. فليتفضّل.

• رابعاً: مداخلة وردود المؤلف:

سماحة الشيخ نعيم قاسم

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسّلام على أشرف الخلق مولانا محمّد وعلى آل بيته الطيّبين الطاهرين. وعلى أصحابه المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين.

السلام عليكم أيّها السادة العلماء، أيّها الأخوة ورحمة الله وبركاته.

في البداية، لا بدّ أن أوجّه الشكر لله تعالى على هذا التوفيق، لأنّ النّعم منه، وأوجّه شكراً خاصاًَ، لسماحة الشيخ شفيق جرادي لأنّه أحرجني فأخرج هذا الكتاب. وقد كان له الفضل في هذا الإنجاز لأنّي لم أكن في البداية مقتنعاً بتقديم هذه الصورة بسبب الوقت، وبسبب بعض الظروف، لكن سهّل عليّ الطريق فخضت في هذا المجال وأعترف أنّ النتيجة كانت جيّدة، وثالثاً، أشكر المنتدين الذين عبّروا وقدّموا وتساءلوا لأنّهم بذلك يفتحون المجال أمام الحوار، وهو الهدف من هذا اللقاء.

نحن لا نريد أن نقدّم فكراً تلقينيّاً لأحد وإنّما نريد فكراً بحيويّة النقاش والحوار لنستفيد فنطوّر ونعالج، وفي آنٍ معاً، القضايا المشتركة التي تساعدنا لأن نكون معاً.

في الواقع، هذا الكتاب "مجتمع المقاومة" هو مجموعة محاضرات أُلقيت في أوقات مختلفة، المحاضرة التي تتحدّث عن الإرادة الشعبيّة والقرارات الدوليّة، أُلقيت في سنة 1999. وثلاث محاضرات أُلقيت بين التحرير والإنتصار، أي قبل الإنتصار، والمحاضرة الوحيدة بعد الإنتصار مجتمع المقاومة وجزء من المرتكزات السلوكيّة عندما أضفنا الإنتصار نموذجاً تطبيقيّاً للمرتكزات السلوكيّة.

هناك جامع معيّن بين هذه المحاضرات التي أُلقيت في أماكن كانت مخصّصة للنقاش والحوار، هي لم تكن خطب، منها محاضرتان هنا في المعهد، "مجتمع المقاومة والمرتكزات السلوكيّة" وبالتالي كان البحث بحثاً هادفاً عن التنظير لحالة المقاومة كي لا نبقى ملتفّين حولها بشبكة من المشاعر معزولة عن الرؤيا المقنّنة بشكل مكتوب لتكون مساعدة كي نطوّر فكرتنا لنقدّمها للأجيال القادمة.

ما الذي قدّمناه في هذا الكتاب؟

نجد أنّ الحديث يدور حول محاور ومفاصل أساسيّة نعتبرها من الإنجازات التي قدّمها حزب الله في طريقة عمله وفكره. "مجتمع المقاومة" أي أنّ التوجّه ليس لجماعة المقاومة ومجموعة المقاومة وإنّما هو لمجتمع المقاومة بما يعني الإمتداد الشعبي.

و"المرتكزات السلوكيّة" تتحدّث عن طريقة في التربية تساعد على تحقيق هذا الإنجاز لأنّ المطلوب أن لا نجمع الناس على موقف سياسي ولحظة سياسيّة، بل أن نؤصّلهم ونثقّفهم وأن ندرّبهم نظريّاً وعمليّاً من أجل أن يحملوا هذه التجربة التي تعب من أجلها الكثيرون والتضحيات.

وثالثاً، المقارنة بين الإرادة الشعبيّة والقرارات الدوليّة، وإعطاء الأولويّة لإنتصار الإرادة الشعبيّة كي لا نعيش بوهم لأنّ العولمة اليوم تستطيع أن تصادرنا كيفما تشاء. بإمكاننا أن نصنع مستقبلنا بإرادتنا ولو إجتمع علينا العالم وأن نحقّق أهدافنا بقوّة تماسكنا وإرادتنا الشعبيّة طالما أنّنا على حقّ ومن يدافع عن أرضه فهو على حقّ، ولا بدّ أن ينتصر إذا وثق بالإنتصار. أمّا إذا بدأ منهزماً أمام القرارات الدوليّة وقدرة أمريكا فلن ينتصر حتى ولو قرأ كلّ آيات الإنتصار، وعبّأ كلّ التعبئة، إذا كان مجرّداً عن القناعة الحقيقيّة بأنّه سينتصر بهذه الإرادة.

وهنا، في المحاضرة الرابعة، كان الحديث عن المرأة، لما لها من دور، فلا الذي يقف منظّراً عن بُعد يمكن أن يدفعنا إلى التطبيق، ولا الذي ينغمس في الحياة من دون أن يلتفت إلى الأسس يمكن أن يستمرّ في تجربة المقاومة، هناك علاقة جدليّة بين النظريّة والتطبيق تأخذ كلّ واحدة منهما من الآخر بما يرفده من قدرات تمكّن هذا الإتّجاه. من هنا كان العنوان "مجتمع المقاومة" لأنّنا في المجتمع نريد التطبيق، وفي المجتمع الكلّ معنيّ بالمقاومة، والمقاومة هنا، عمليّة ممانعة لكن ممانعة من أجل إثبات الذات وإقامة الدولة وتحقيق الإستقلال، وتنشيط عقد المواطنة بين المواطنين وكلّ هذه العناوين التي تنسجم مع الجماعة التي تعيش في بقعة واحدة بصرف النظر عن إختلاف إهتماماتها.

لذا عندما تحدّثت عن مجتمع المقاومة أوردت مسألة هامّة بكلمات معدودة: "المقاومة بالنسبة إلينا هي رؤية مجتمعيّة بكلّ أبعادها فهي مقاومة عسكريّة وثقافيّة وسياسيّة وإعلاميّة هي مقاومة الشعب والمجاهدين ومقاومة الحاكم والأمّة، ومقاومة الضمير الحرّ في أيّ موقعٍ كان، ولذلك كنّا ندعو دائماً لبناء مجتمعٍ ولم نقبل يوماً بمجموعة المقاومة لأنّ مجتمع المقاومة يحمل الإستمراريّة أمّا مجموعة المقاومة فأداؤها ظرفيّ".

وبالتالي، هذا نوع من التنظير لواقع عملي يقوم به حزب الله، ولرؤيا ينطلق من خلالها لما يطبّقه ميدانيّاً على الأرض. وهنا عندما نتحدّث عن بعض التفاصيل أو بعض الرؤى يعتبرها البعض كما تحدّث الأستاذ أدونيس بأنّها خصوصيّات، هنا ألفت النظر بأنّنا نقدّم في الكتاب رؤيةً وصلنا إليها لمجتمع المقاومة من خلال فهمنا وتحليلنا وأدائنا لنقول للآخرين هكذا فهمنا، وهكذا طبّقنا، وهذه هي تجربتنا، وهكذا انتصرنا. وبالتالي، من خلال هذه الرؤية، قد نجد مع الآخرين عوامل إلتقاء، ونناقش مسائل الإفتراق ربّما تغيّرت وجهات نظر بسبب الإفتراء لكن ما لاحظته من خلال الكتاب أنّنا لو أبقينا على عوامل الإفتراق واضحة جداً لا تغيير فيها وأتينا إلى عوامل الإتّفاق الموجودة في نص الكتاب لكفتنا لنكون متّفقين في دولة واحدة ووطن واحد.

وهنا، عندما تحدّثنا عن المواطنة ومن صفحة 12 التي استند إليها الأستاذ أدونيس إذن فالموضوع أشمل بكثير من مجرد القتال، وهذا ما يعني، أنّنا عندما نتحدّث عن سبيل الله لا يقتصر الأمر على الخصوصيّة الدينيّة التي لها علاقة بعباداتنا، وإنّما يمتدّ إمتداد الإنسانيّة في حياة الإنسان. من هنا يتمازج حبّ الوطن والموت في سبيل الأرض كتعبير من تعابير سبيل الله بامتزاجٍ يصعب إنفكاكه عن سبيل الله، فلا يمكنك القول لمن مات في سبيل وطنه ودافع عن أرضه وبيته واستحضر سبيل الله بأنّه خارجٌ عن هذه الدائرة لأنّ سبيل الله ممتدٌّ والوطن جزء من هذه الحياة.

فموضوع "سبيل الله" رؤية، وبالتالي أنا أتفهّم أنّ العلماني عادةً يتحسّس عندما تدخل الله تعالى في حياتك، هنا أريد أن أقول له: "أدخلت الله في منظومة حياتي أو دخلت في منظومة كان الله أساساً فيها ومع ذلك ألتقي معك أكثر بكثير ممّا تلتقي مع كافر يلحد بالله تعالى بنظريّات ورؤى، أو مع مؤمن يدّعي أنّه يرتبط بالله تعالى ولا يعرف من الإرتباط إلا الأموال التي يجمعها، والمناصب التي يعلّقها، والأعمال الشنيعة التي ترتكب بإسم الدين، هنا نقدّم تجربةً دينيّة تتماهى مع الوطن وتتماهى مع الإنسان، فإذا كنت علمانيّاً من موقع إنسانيّتك فأنت في سبيل الله في خطوة من خطواتها، ربّما تستطيع أن تستكمل هذه الخطوات ونلتقي أكثر فأكثر.

وبالتالي، هذا الكتاب لم يكن كتاباً دفاعيّاً. ويلاحظ من قرأ أو سيقرأ أنّ الكتاب هو محاضرات تتحدّث إبتداءً عن الرؤية من دون أن تقع في أزمة ردّة الفعل، لتقول للآخر، إذا كان عندك ما تناقشه في مقابل هذه النظريّة، فنحن حاضرون من موقع الندّ للندّ - وهذا أفضل - لوصول الحوار إلى نتيجة من أن نكون في الموقع الدفاعي الذي نهرب فيه لنبرّر أعمالنا، لسنا بحاجة في لبنان لأن نبرّر لمقاومتنا أنّها إسلاميّة لأنّها بإسلاميّتها قدّمت نموذجاً كشف وفضح أؤلئك المتستّرين بالإسلام لتقول، أنّ الطهر هنا على أرض الوطن وليس هناك على أرض أمريكا أو في مجلس الأمن أو في الواقع الدينيّة الأخرى.

وأنا أوافق معكم بأنّ توظيف الدين يجب أن يكون في خدمة الوطن. كلّ من قال أنّ الناس في خدمة الدين، أو أنّ الوطن في خدمة الدين، أو أنّ الرعيّة في خدمة الدين، من منظور أستثمارهم لمصلحة الموقع الديني الرئيس أخطأ في فهم الدين. لأنّ الله تعالى عندما حدّثنا عن الإسلام قال: {اليوم أكملت لكم دينكم} ولم يقل: أكملتكم من أجل الدين {وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فإن لم يكن الدين في خدمة الإنسان لحياته فهو ليس ديناً من الله تعالى وإنّما هو بدعة من البدع إخترعها البعض وسمّاها ديناً.

كما أنّ المؤمن لا يستطيع إلا أن يكون مواطناً لأنّه إن لم يدافع عن أرضه فهو لا يستحقّ هذه الأرض ولا يستحقّ هذه الحياة. وقد يشكل علينا البعض بالعنوان الأممي. صحيح هذا المكان الذي أسكن فيه أتحمّل مسؤوليّته، وبالتالي، عليّ أن أدافع عنه، وعلى الآخرين حيث يسكنون أن يدافعوا عن أمكنتهم. ودفاعي عن المكان لا يعني بأنّي قطعت التواصل في الإيمان، فالإيمان يتطلّب عقلاً وقلباً، أمّا السكن فيتطلّب أرضاً. فبوطنيّتي أسكن على الأرض، وبإيماني أمتدّ إلى العالم فأكون عالميّاً في أخوّتي وعلاقتي مع الآخرين، ووطنيّاً في دفاعي عن أرضي مع كلّ المواطنين الذين يحبّون الدفاع عن الأرض.

ونحن عندما إخترنا في لبنان العمل السياسي، إلى جانب العمل المقاوم، إلى جانب العمل الإجتماعي، لم نختر لأنّنا كنّا مخيّرين في الإنتقاء، إنّما إخترنا لأنّ ديننا يأمرنا أن نتصرّف بشموليّة.

لا يمكن للمؤمن - بحسب فهمنا - أن يكون جمعيّة خيريّة ويكتفي، ولا يمكن أن يكون مقاومة عسكريّة ويكتفي، ولا يمكن أن يكون مقاومة عسكريّة ويكتفي، ولا يمكن أن يكون تيّار سياسي ويكتفي، في فهمنا المؤمن هو التيار السياسي، والجمعيّة خيريّة، والأب والأم والعائلة والمدرسة، هو كلّ شيء لأنّ الدين في كلّ الحياة، ولأن الحياة تتطلّب أن ننظّمها بمنظومة كاملة عندما نفهم منظومة الدين الكاملة في كلّ الحياة، نجد التماهي عندها في داخل الأسرة، ونجدها في الحكم، وفي العلاقات الإجتماعيّة، كما في الجهاد والقتال، ولذا تجدون أنّ مجتمعنا الذي نعمل من خلاله هو مجتمع متكافل مترابط متعاون، الصغير فيه يعيش همّ المقاومة كما المقاتل الذي يقف على الجبهة، رغم عدم قدرة الصغير، وعدم تكليفه بذلك، لماذا؟ لأنّ همّ الفهم الكليّ دخل إلى كلّ بيتٍ بطريقة غير تجزيئيّة، وهذا ما أنتج لنا نجاحاً في انتصار تموز، ونحن نقول لو لم يكن لدينا مجتمع المقاومة لما نجحنا في تموز لأنّ السلاح والقتال وحده لا يحقّق الإنتصار وإنّما التوكّل على الله أوّلاً، وتعاون جميع القوى في كلّ مواقعها هو الذي يحقّق الإنتصار، لذا كان من الغباء ألاّ يفهم البعض ما قاله سماحة الأمين العامّ عندما تحدّث عن أنّ الإنتصار لكم جميعاً، لأنّه لم يفهم ذلك الذي سمع، بأنّ الإنتصار الذي تحدّث عنه هو توصيف لهذه الرؤى، لكن لأنّه كان خارجاً عن التوصيف إستثنى نفسه، ولم يقبل أن يكون جزءاً من الإنتصار.

في العمل النيابي والسياسي لا نطرح بأنّنا نريد أن نعمّم منهجيّتنا الإسلاميّة على الآخرين. دائماً عندما نناقش نناقش الدستور والقانون وإتّفاق الطائف، أي أنّنا نناقش من موقع التعاقد، ولا نناقش من موقع الرؤية النظريّة فيما لو كان هناك صفاء وكان هناك خصوصيّة معيّنة موجودة في بعض مناطق لكنّها غير موجودة في لبنان، ولذا لا خوف في لبنان على التعاقد معنا بل بالعكس، نحن الذين نشعر أنّ الكثيرين من الذين يدّعون المواطنة هم أبعد ما يكونون عن الوطن من كثرة ما أجرموا وما ارتكبوا وما وضعوا من أسس لربط لبنان بالوصاية الأجنبيّة. هنا أطمئن من يريد الطمأنة، نحن في لبنان، في بلد التعاقد والتفاهم والتعاون معاً، ولسنا في بلد إقامة الدولة الإسلاميّة ولا فرض ولاية الفقيه على أحد. وهنا يطرح السؤال، ولكنّكم تقولون أنّكم تلتزمون بالقيادة الشرعيّة، وهذا يضع علامات إستفهام عند الآخرين.

وهنا نقول: ما همّكم أن نكون ملتزمين بالقيادة الشرعيّة، ما المشكلة عندكم. أمامنا منظومة، نقدّم تجربتها العمليّة ونقول أنّ هذه التجربة العمليّة مرتبطة برؤية شرعيّة أي نريد أن نعرف الحلال من الحرام، يأتي الفقيه فيقول لنا: هذا صح وهذا خطأ، ثمّ يتركنا لممارساتنا وأعمالنا ودورنا وظروفنا دون أن يتدخّل في أيّ ظرفٍ آخر. هذا أشبه ما يكون بالضوء الذي نحتاجه لمسيرتنا، أمّا المسيرة فنحن الذين نصنعها. فإذا كان الآخرون يرون طريقة أخرى لأخذ مشروعيّتهم، لأنّ أي حركة تحتاج إلى مشروعيّة، فإذا وجدوا طريقة أخرى لأخذ مشروعيّتهم بمؤتمرات أو بمنظّرين أو بمثقّفين، فهذا شأنهم.

نحن نقول مشروعيّتنا في الكلّيّات من الوليّ الفقيه، أمّا مشروعيّتنا في الأداء والتفصيل من قيادتنا المباشرة لأنّ الوليّ يرسم الخطّ والنور، أمّا القيادة المباشرة فهي التي تتحمّل المسؤوليّة الكاملة، وهذا لا يتعارض أبداً مع بحث كلّ جهة عن مشروعيّتها فيما تريد.

وهنا أريد أن أوضّح، لو عمل العالم بأسره على أن يجد وثيقة أو رؤية لا يحيد عنها أحد من البشر لما كنّا رأينا ما رأينا من التفرقة والتشرذم.

اليوم إسمنا حزب الله، والتيار الوطني الحرّ، غيرنا إسمه شيء آخر، لو لم تكن لنا رؤى مختلفة لما كنّا جهات مختلفة هذا طبيعي، لكن ما نقوله من موقعنا ومن موقعكم نستطيع أن نفتّش عن القواسم المشتركة، فإذا وجدتم في هذا الكتاب قسم من القواسم المشتركة فقد وصلنا إلى ما نريد وإذا وجدتم بعض الإختلاف فنحن حاضرون للحوار والنقاش.

أشكر مجدّداً الأخوة المنتدين الذين قدّموا هذه القراءة، وبالفعل أعتبر أنّ هذا اللقاء هو لقاء طيّب ومحبّب إلى قلبي كثيراً، وبصراحة بين فترة وأخرى كلّنا نحتاج إلى غسيل ثقافي وبالتالي حتى نتخلّص من هذه المعمعات السياسيّة التي تتحدّث عن اللحظة وتتشاطر في فنّ الكلام، هنا في هذا الكتاب إمّا أن ينكشف الإنسان على الحقّ، وإمّا أن يسقط في الهاوية، ندعوهم إلى نقاشٍ حرٍّ ثقافيّ نظريّ بدل تلك المعمعات التي يستخدمونها في وسائل الإعلام. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

- سؤال للمستشارة نبيلة صعب:

شكراً، رغم تأكيد القوة الإلهيّة للنصر الإلهيّ، والمحدّدة بوضوح في آيات كتابنا الكريم الكتاب الذي أنزله الله تعالى على رسوله محمّد (ص) مبيّناً قيمة شهدائنا الأحياء عند ربّهم، وهم يرزقون عنده عزّ وجلّ، وبأنّه كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، لذا فإنّنا كمراقبين وعن كثب، نتعجّب أن نرى مسلمين من جلدتنا، وهنا أبيّن للدكتور أدونيس أنّه ليس المهمّ أن يكونوا من نفس الدين ومواطنين من شعبنا الشرقيّين في ولادتهم، العروبيّين في نشأتهم، يستهزئون من هذا النصر الإلهي العظيم وينعتوه بأنّه خارج عن القانون، وبأنّه إرهابيّ، وهنا أتساءل: من أيّ جنسٍ هؤلاء البشر، ومن أيّ طينةٍ هم، خصوصاً وأنّهم يكذبون على أنفسهم تحت شمسٍ ساطعة في وسط النهار. برأيكم بأيّ وسيلة نستطيع إقناعهم بتغيير رأيهم بعدما كذّبوا الله قبل أنفسهم، وهل هناك من أمل من هذا التغيير لننقذ وطننا لبنان، وكيف؟

مدير الجلسة: سنكتفي بهذا السؤال.

جواب سماحة الشيخ نعيم: أوّلاً عبر التاريخ، الخلاف كان قائماً، هناك نوعين من الناس الذين يختلفون. الأوّل يختلف وهو مستعدّ للحوار والنقاش والبحث عن قواسم مشتركة، أو الإقناع والإقتناع. والثاني، مثلهم كمثل الآية الشريفة: {إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ وإنّا على آثارهم مقتدون}. لا يريد أن يناقش، ولا أن يفهم، ولا أن يغيّر قناعاته. النموذج الثاني، لا نستطيع تغييره لأنّه موجود من العقل المتحجّر الغير قابل للتغيير، ونحن نعلم أنّ هنالك من لا ينفع معهم شيء، وهناك من عندهم القابليّات للتفاعل معهم ونتباحث عن القواسم المشتركة معهم. نحن نستمرّ في دعوة الجميع إلى كلمة سواء بيننا وبينهم، حتى ولو رفضوا إلى أن يتعبوا من كلمة سواء، ونحن لن نتعب إن شاء الله فمن كان معه الحقّ لا يبالي. والسلام عليكم ورحمة الله.