كتاب الإمام الخميني(قده) : الأصالة والتجديد

معالم الإسلام المحمدي الأصيل

معالم الإسلام المحمدي الأصيل

لخَّص القائد الخامنئي(دام حفظه)، في الذكرى الأولى لرحيل الإمام الخميني(قده)، معالم الإسلام المحمدي الأصيل، الذي كرَّس قواعده العامة الإمام الراحل(قده)، والتي رسمت خطوات الطريق التي تعيد الإسلام إلى الحياة كما نزل على قلب رسول الله(ص)، بعباراتٍ قارن فيها بين ما أحدثه الإمام(قده) في مقابل ما رفضه من أعاق التطبيق السليم لتعاليم الإسلام:

"في ثورتنا الإسلامية يحل الكتاب والسُّنة، محل إسلام الخرافة والبدعة.
إسلام الجهاد والشهادة، محل إسلام القعود وتقبل الأَسْر والذل.
إسلام التعبد والتعقل، محل الإسلام الهجين والجاهل.
إسلام الدنيا والآخرة، محل الإسلام الراكن للدنيا أو الرهبانية.
إسلام العلم والمعرفة، محل إسلام التحجر والغفلة.
إسلام الدين والسياسة، محل إسلام التحلُّل واللامبالاة.
إسلام القيام والعمل، محل إسلام الخور والملل.
إسلام الفرد والمجتمع، محل إسلام المراسيم الرسمية الخاوية.
والإسلام المنقذ للمحرومين، محل الإسلام الألعوبة بيد القوى.

وخلاصة الأمر: الإسلام المحمدي الأصيل، محل الإسلام الأمريكي"(220ب).

الإمام الخميني(قده) مجدِّدُ حياةِ الإسلام، باتِّباعه بكل دقة طريق رسول الله(ص)، مزيلاً عنها الشوائب التي علقت بها عبر التاريخ، ومُظهراً لأحكام الإسلام الأصيلة، في حركة دؤوبة ومخلصة، واجهت التحريف والغلو، لتصل إلى أهدافها في إعادة حقيقة الإسلام. يقول القائد الخامنئي(دام حفظه): "إنَّ امامنا الراحل - ولكي يجدد حياة الإسلام- اتَّبع بكل دقة ذلك الطريق التي طواه الرسول الأكرم(ص)، أي طريق الثورة .. ذلك أنَّ الحركة مبدأٌ في الثورة، الحركة الهادفة المدروسة المتصلة، التي لا تعرف الكلل والملل، والمترعة بالإيمان والإخلاص"(221).

أثارَ الإمام الخميني(قده) قضايا حياتية وحيوية يحتاجها المجتمع المعاصر. وهي التي تدعم النهضة الإسلامية، وتقدم الإسلام حلاً لقضاياها المختلفة. وبصرف النظر عن الظروف التي أبعدت الحكومة الإسلامية عن مسرح الحياة، أو جعلت الفقهاء يعرضون عن التفصيل والتوسعة والدعوة إلى مسائل فقهية مختلفة، فقد طرح الإمام(قده) كل المواضيع الأساسية والحساسة على بساط البحث للعمل بها، كقضايا: الحكومة، والعمل السياسي، والجهاد... يقول القائد الخامنئي(دام حفظه): "يعلم ذوو الاختصاص أنَّ ثمة مواضيع كقضية الحكومة، والحسبة، وغيرها من القضايا المتعلقة بالفعل الجماعي والسلطة السياسية، قد خلت منها كتب الفقه الشيعية منذ قرون، وبعضها لم تدخل عرصة البحث منذ البدء، كمسألة الحكومة، أما بعضها الآخر كمسألة الجهاد مثلاً - وهي مسألة أساسية في الفقه الإسلامي- فقد نُحِّيتْ منذ عدة قرون من كتب الفقه الاستدلالي عند الشيعة، ولم تتناولها بالدراسة، والسبب واضح: وليس لفقهاء الشيعة أي تقصير أو قصور في هذا المجال، بل لأن أمثال هذه القضايا ما كانت تعرض لهم"(222).

فالفقيهُ قادرٌ على استيعاب كل التطورات، وتلبية جميع حاجات المجتمع: "حصل هذا في حياة الإمام القائد (الخميني)، فأوضح لمن يريد إدارة النظام السياسي، أنَّ الفقه الذي يراد له إدارة حياة شعب أو مجموعة من الشعوب لا بدَّ وأن تكون له القدرة على استيعاب الظروف الزمانية وتلبية كل حاجة في حينها، وليس بإمكانه أن يترك أية ثغرة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وكل جوانب الحياة الإنسانية بلا جواب" (223).