هي العودة إلى الأصول والقواعد والأحكام الثابتة في الشريعة، والتي لا تتغير ولا تتبدل بتغير الزمان والمكان، ففي الرواية عن الإمام الصادق(ع): "حلالُ محمدٍ حلالٌ أبداً إلى يوم القيامة، وحرامُه حرامٌ أبداً إلى يوم القيامة، لا يكون غيره، ولا يجيء غيره. وقال: قال علي(ع): ما أحدٌ ابتدع بدعةً إلاَّ ترك بها سُنَّة"(1).
وهي نفضُ الغبار عن تراكمات الدَّس والإفتراء من جهة، والتفاسير والتحليلات الخاطئة من جهة أخرى، بإظهار الحقيقة الدينية وثوابتها، وتنقيتها من الشوائب التي علقت بها بسبب الابتعاد عن عصر نزول القرآن الكريم.
وهي الاحتكام إلى القرآن الكريم كمصدرٍ أول وأساس للوحي الإلهي: "إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً"(2), والى ما أتانا به النبي (ص): "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا"(3), وأقوال ومواقف أئمة أهل البيت(عم).
وهي التي تنطلق من ثقافة النص، على أساس أنَّ الشريعة الكاملة من عند الله تعالى، وقد رضيها لنا: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً"(4). ولا أصالة بالابتعاد عن النص القرآني والنبوي كمحورٍ أساسٍ لفهم تشريعات وأحكام الإسلام.
فالأصالة إحياءٌ للإسلام كما أراده الله تعالى، والذي ينسجم مع متطلبات الإنسان في كل زمان ومكان، في الثوابت والمتغيرات، والذي بلَّغه وطبَّقهُ رسول الله(ص)، واستمر على نهجه الأئمة الأطهار(عم)، والصحابة والعلماء الربانيون عبر الزمن. والذي يواكب فطرة الإنسان: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"(5), وفيه كل ما يحتاجه الإنسان: "مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ"(6).