يطلق مصطلح الأخ على المولود بالنسبة لمولود آخر من أم واحدة فيكون أخاه لأمه، أو من أب واحد فيكون أخاه لأبيه، أو من أم وأب فيكون أخاه لأمه وأبيه، وبتعبير آخر: الأخ من جمعك وإياه بطن أو صلب أو هما معاً. وقد اهتم الإسلام بتعزيز الروابط الأسرية ومنها رابطة الأخوة، وأولاها اهتماماً كبيراً. فالأخوة يعيشون مع بعضهم فترة الطفولة والشباب تحت سقف واحد، ويرتبطون برابطة الدم والرحم، ما يتطلب خصوصية في التعاطي لا تتشابه مع العلاقات الاجتماعية العامة.
الأخ يعيش مع أخيه الأيام الحلوة والمرة، ويحتاج إلى مساندته وعونه ونصحه وتأييده، ويأنس بالأيام التي يقضيها معه. فالإنسان بحاجة إلى من يحنو عليه، ويشعره بخصوصية في العلاقة تتجاوز العلاقات المادية المقننة في إطار حسابات المجتمع. إنها علاقة خارجة عن دائرة التجريد، فهي علاقة عاطفية حيث تكون المحبة والمودة والإيثار والتعاون والنصرة...عناوين ملازمة لها.
هذه الأخوة هي نتيجة خلق الله واختياره، ولا مجال للتعامل معها على أساس الاستنساب والاستئناس. إذ يمكنك اختيار أصدقائك وجيرانك، ولكن لا مجال للتعاطي مع الأخوة بانتقائية. بمعنى آخر: يجب أن تضع نصب عينيك كيف تحافظ على علاقتك بأخيك؟ فالأصل استمرارية العلاقة وسلامتها، وإزالة الشوائب من طريقها، وتحمل المصاعب التي تعترضها، والمبادرة لتحصينها. المطلوب بذل الجهد لتكون الأفضل، ولتعزيز العلاقة العاطفية فيها، ولتدعيمها بكل أسباب الحياة والفعالية.
إن الإسلام قد ركز على صلة الرحم ومنها علاقة الأخوة، لما لها من آثار نفسية وتربوية واجتماعية وعملية، ولما لها من معانٍ سامية ونبيلة في إنسانية الإنسان، وفي تكوين مجتمعه الصغير الذي يطل من خلاله على المجتمع الكبير. فإذا لم يكن المرء قادراً على أُلفةٍ في إطار الأسرة، وإذا لم يكن مستعداً لتأسيس علاقة المودة من خلال الأخوة، فأي قدرة له واستعداد عنده ليكون إنساناً فاعلاً ومفيداً في المجتمع؟!