معروف أن هناك أمهات غير صالحات يلدن أبناء صالحين ، هل يلغي الإسلام هنا تأدية حق الأم؟
إن علاقة الإبن مع الأم في رعاية حقها هي علاقة ثابتة في التشريع الإسلامي بكل المعايير، سواء أكانت الأم صالحة أو لم تكن صالحة ،وهي محددة في دائرة قوله تعالى:" وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"(4)، وهي قاعدة عامة تشمل الأم والأب.فالمصاحبة بالمعروف والوفاء لهذه الأم بأن تُشعرها كإبن، أنك بار تحترم وتراعي أمومتها ،بل يصبح المطلوب من الإبن البار المؤمن مع الأم الفاسدة أن يُشعرها بعظمة الالتزام الديني في الوفاء على الرغم من مسلكها وأخطائها، وربما يشكل هذا رادعاً وتوجيهاً لها.إذاً في مسألة تبعيتها في الشرك والانحراف لا يجوز للإبن أن يسمع لها وأن يطيعها في هذا الأمر ، أما فيما يتعلق بالوفاء والإحسان والمصاحبة بالمعروف فهذا أمر يجب الالتزام به .بعض الأشخاص يدَّعون أنَّ من حقهم أن يصرخوا عليها وأن يضيقوا عليها على قاعدة أنها غير مؤمنة ،لكن أين قول الله تعالى" فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا "(5) هذه الآية الكريمة لا تتحدث عن رفض قول : أف للأم المؤمنة فقط، بل هي عامة لكل أم وأب.