س: لعلنا كمسلمين نختلف عن بقية أصحاب المذاهب الوضعية والإلهية بأن مسألة الحلال والحرام تحدد لنا المنهج التربوي ،أما غيرنا فيفضل توجيه النفس وتقوية الإرادة كهدف مستقل. فما رأيكم بهذا؟
عندما يتم الفصل بين حق النفس والطاعة الإلهية ، ستشذ النفس وتعيش في حالة غير متوازنة وغير منسجمة. أمَّا عندما تسلك درب الطاعة الإلهية كما أمر الله وفق المنهجية الدقيقة للإسلام فستعيش النفس في قمة سعادتها فضلاً عما تحقِّقه من إنجازات في هذه الدنيا. ها نحن الآن بعيدون عن عصر النبي (ص) والأئمة (عم) باستثناء الإمام الحجة (عج) الذي ننتظر ظهوره، ولكن لاحظ تجربة الإمام الخميني (قده) وكل من معه من أولئك العلماء العظماء الذين عملوا معه وهؤلاء المجاهدين الذين قاوموا في إيران وفي لبنان وفي أمكنة عدة من العالم تحت لواء الإسلام المحمدي الأصيل ، ألا يشعر الإنسان أنَّ هؤلاء العظماء قد سموا الى درجة لم يعد فيها لهذه الدنيا الفانية أي قيمة عندهم، فجلت نفوسهم وعظمت وارتفعت بطاعة الله، ومع ذلك حصلوا على الدنيا ومنافعها، وأصبحوا أقوياء، ربُّوا أنفسهم فجزاهم الله بما صبروا. إذاً نحن بحاجة للعودة الى الطاعة حتى نحقق تربية النفس.
ولنقرأ تجارب فصل تربية النفس عن الطاعة لله تعالى ، إلى أين أوصلت ؟ وماذا حققت من أهداف ؟ وهل انعكس هذا الأمر على السلوك في الحياة الفردية والعامة ؟ وهل أنتجت نظاماً متكاملاً للحياة ؟ لقد بقيت في إطار فردي بحت ، ولم تحقق نقلة نوعية في حياة الأفراد فضلاً عن المجتمعات ، بل غرق أصحاب هذه الطرق في عزلة وغربة، وتقوقعوا على ذواتهم، وأوجدوا عصبيات رافضة للتفاعل مع الحياة .