اليوم في منطقتنا يوجد خطر سرطاني كبير اسمه إسرائيل، كل مشاكل البلاد العربية والإسلامية مصدرها إسرائيل، وكل النتائج التي تحصل من خلال طرد الفلسطينيين من أرضهم والعبء الذي يحصل في المحيط من إسرائيل، كل الحضور التكفيري الذي جمعته أمريكا والدول العربية والدول الأجنبية هو من أجل تحقيق المشروع الإسرائيلي، كل الدمار الذي حصل في سوريا واليمن والعراق ولبنان وكل المنطقة مصدره المشروع الإسرائيلي، كل الأداء الذي تؤديه السعودية ومن معها في السير في ركب التطبيع وفي الوقوف بوجه محور المقاومة هو لخدمة إسرائيل، وكل المنظومة العالمية اليوم التي ترعاها أمريكا قائمة على تأمين هذا المشروع أن يكون حاضرًا حتى ولو فنيت كل البلاد وكل المحيط.
نحن سلكنا درب المقاومة، كنا ولا زلنا في خط الدفاع ولم نكن في خط الهجوم، نحن لم نعتدِ على أحد، اعتدي علينا فقمنا برد الاعتداء بالمقاومة، أرضنا احتلت فقاومنا لنحررها، قرارنا السياسي سُلب فعملنا لاستنقاذه، الأمن خرَّبته إسرائيل فاستعدنا أمننا بجهودنا وجهادنا، تآمرت إسرائيل لتفكيك بنية واقعنا في لبنان فثبتنا معادلة الجيش والشعب والمقاومة لنحمي لبنان وأجيالنا ومستقبلنا واستقلالنا، نحن نلاحظ أن كل ما يجري في هذه المنطقة سببه هذه الغدة السرطانية إسرائيل ومشروعها.
فليكن معلومًا: هذه المقاومة التي قدمت وضحت وبذلت، هي القادرة على أن تحمي وتؤسس وأن تصنع مستقبل أجيالنا، لقد نصرنا الله تعالى في مواطن كثيرة وسينصرنا ما دمنا نعمل للحق ونواجه من أجل مستقبل أجيالنا.
تجربة حزب الله على الساحة اللبنانية مع ناسه وشعبه هي تجربة الجسد الواحد، لا يوجد فرق بين فئة في حزب الله وفئة أخرى، ولا بين قيادة وقاعدة، ولا بين قيادة وجمهور، نحن جسدٌ واحد في كل قضايانا وفي كل مشاكلنا وتحدياتنا، ولذا يعمل الأعداء ليل نهار من أجل إيجاد الشرخ في داخل هذا الجسد، فيحاولون إثارة قضايا ومشاكل وتعقيدات واتهامات ليقول الناس: أين أنتم وماذا تفعلون؟ ولكن نحن نعرف مع من نتعامل، ونعرف أنهم لن يتمكنوا من خلخلة ساحتنا، وهم متألمون جدًا لأنهم يرون العكس، إنهم مذهولون كيف تزف الأم شهيدها ثم تقدم الآخرين من أجل أن يكونوا على درب الشهادة وهي ضاحكة مسرورة، ومذهولون كيف يتمسك الناس بخيار المقاومة من طفلهم إلى شيخهم إلى المرأة إلى كل عنصر من عناصر الأسرة، حتى أنك إذا دخلت إلى أسر المقاومة تجدها من أولها إلى آخرها بصوت واحد مع المقاومة رغم كل التحديات. إنهم مذهولون كيف نتعاون لتأمين الحاجات والمتطلبات ولا نبغي جزاءً ولا شكورًا، كيف تأسست مؤسسة الشهيد والإمداد ودفع الحقوق الشرعية وجهاد البناء وكل المساعدات من أجل حماية مجتمعنا من العوز ومن الوضع السيئ الذي يعيشه بسبب ظروف البلد وطريقة الأداء، هذا كله يوجِد جو من التكافل الاجتماعي يربطنا مع بعضنا مما يذهل أعداءنا فيعجزون عن تفكيك هذا الترابط لأننا جزء لا يتجزأ من الناس ومع الناس.
حزب الله يعيش معاناة الناس، هو جزء منهم، نحن نتألم كما تتألمون، ونعيش الأحزان عندما تعيشونها والأفراح عندما تكونون فيها، لسنا بعيدين عن كل أجواء هؤلاء الناس الطيبين الطاهرين الأوفياء. ولذلك لاحظوا دائمًا يجتمعون ليفصلوا بيننا وبين الناس، وهل يمكن الفصل بين القلب والروح، وهل يمكن الفصل بين أعضاء الجسد الواحد، حزب الله والناس توأمان لا ينفصلان على الإطلاق في السراء والضراء ولو كره الكافرون ولو كره الحاقدون.
من حقكم أن تصرخوا بأنه يوجد فساد في البلد ونحن معكم، من حقكم أن ترفعوا الصوت عاليًا لتقولوا بأنه يوجد هدر ونحن معكم، من حقكم أن تطالبوا المسؤولين بأن يعملوا من أجل ضبط الإنفاق من سراق المال العام، وتشغيل أجهزة الرقابة وإدارة الخطط التي تساعد على حماية المواطنين من وحوش المال من أولئك الذين لا يعرفون الله ولا يعرفون كرامة الإنسان. من حقكم أن تقفوا ونحن معكم، ونحن نساهم بما نستطيع في الوقفة العزيزة لإعطاء التجربة النموذجية في الحكم وفي المجلس النيابي، ولكن علينا دائمًا أن لا نتوقف وأن نطالب وأن نسعى، يجب أن تعرفوا من هو المسؤول؟ المسؤول هو الحكومة اللبنانية، هي التي يجب أن تضع الخطط من أجل أن تفعل الرقابة ومن أجل أن تقوم بالإنماء المتوازن ومن أجل أن تضع الحلول، المسؤول هو المجلس النيابي الذي يجب أن يسأل الحكومة ويقول لها: ماذا فعلتِ وبماذا أخطأتِ وأين وصلتِ؟ هؤلاء يتحملون المسؤولية من أجل الوصول إلى نتائج فعالة ومن أجل معالجة الأمور المختلفة.
نحن رفعنا شعار بأننا نحمي ونبني، نعم نحمي ونبني، نحمي وحمينا، وحررنا وانتصرنا، ونبني لأننا ما دخلنا قرية ولا مدينة ولا تواجدنا في أي موقع من المواقع إلا وقدمنا في سبيل البناء، ولكننا نبني بحسب استطاعتنا وقدراتنا، ولسنا وحدنا من يبني، على الآخرين أن يقوموا بواجباتهم ليتكامل البناء، وإلا إن بنينا وبنى بعض من على سدة المسؤولية ولم يبنِ الآخرون فستكون هناك ثغرات كثيرة في داخل البلد مع الظروف الموجودة في بلدنا ومنطقتنا، من المسؤول؟ المسؤول معروف.
أما الذين يتشدقون ويحاولون توجيه اتهامهم إلينا أقول لهم: ماذا تفعلون أنتم وما هو دوركم؟ يقولون: نحن نصرخ. ونقول لهم : ونحن نصرخ أيضًا. يقولون نطالبكم، نقول لهم طالبوا من يعنيهم الأمر، أخطأتم في الطريق لسنا من نُطالب لأننا نعمل ونسعى ونشتغل بقدر إمكاناتنا. لا توجهوا الناس بطريقة خاطئة، ولا تشوشوا عقول الناس بطريقة خاطئة، يجب أن نصارح الناس بالحقيقة وعودناكم كحزب الله أن نقول الحقيقة.