الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: إن مشاركة حزب الله في سوريا لم تؤثر على الجهوزية في لبنان لمواجهة أي عدوان محتمل لإسرائيل / اختتام الدورة الثقافية في 2017/2/18

الشيخ نعيم قاسم: إن مشاركة حزب الله في سوريا لم تؤثر على الجهوزية في لبنان لمواجهة أي عدوان محتمل لإسرائيل / اختتام الدورة الثقافية في 2017/2/18
إن مشاركة حزب الله في سوريا لم تؤثر على الجهوزية في لبنان لمواجهة أي عدوان محتمل لإسرائيل

الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في اختتام الدورة الثقافية: لله علي حق" التي أقامتها الهيئات النسائية لمدة 6 أسابيع في مجمع الإمام المجتبى(ع)،


 وأبرز ما جاء فيها:

إن مشاركة حزب الله في سوريا لم تؤثر على الجهوزية في لبنان لمواجهة أي عدوان محتمل لإسرائيل، ومن كان يتوقع أن مشاركتنا في سوريا ستضعفنا نقول لهم: أن مشاركتنا زادتنا قوة، لأنها أعطتنا خبرة إضافية، عرَّفتنا على أنواع جديدة من المعارك، وانتقلت المقاومة من مجرد الكر والفر إلى الدخول إلى مناطق وتحريرها، واستخدام المقاومة في سوريا إمكانات مختلفة عن الإمكانات الفردية والعادية والمتوسطة والثقيلة التي تستخدمها المقاومة عادة، إذًا هناك خبرة إضافية اكتسبناها من موقف الشرف في سوريا في مواجهة التكفيريين التابعين لإسرائيل. هذا إضافة إلى المد البشري الذي ازداد كثيرًا عما كنا عليه، فإذًا  يوجد خبرة إضافية ومد بشري إضافي ويوجد استفادة من التجارب التي تراكمت بحمد الله تعالى، لذا جهوزيتنا اليوم أعلى، ونحن حاضرون ومستعدون، وسنبقى في الموقع الردعي لإسرائيل، وسنكون جاهزين إذا ما تحامقت إسرائيل.

لبنان على المستوى الداخلي أمام فرصة مهمة، لإكمال بناء المؤسسات بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والدعامة الأساسية التي تفك الكثير من العقد هي قانون الانتخاب، أدعو إلى تحرير قانون الانتخابات من التجاذب الداخلي ومن محاولة استثمار هذا القانون لمصلحة بعض الزعامات وبعض الرموز لمصلحة قانون عادل وتمثيلي لنتمكن من بناء لبنان بشكل صحيح، وكفانا ارتباطًا بهذه الحسابات الخاصة التي تعيق عجلة البناء.

بعد تحرير حلب تعززت فرص الحل السياسي في سوريا، لأن الداعمين الدوليين والإقليميين للمسلحين أصيبوا بإحباطات وخسائر كثيرة من خلال الهزائم المتتالية التي أصابت المسلحين والتكفيريين، ولم يعد بإمكانهم أن يخدموا المعادلة التي أصبحت قواعدها واضحة، يمكن للطرف الآخر أن يؤخر الحل وأن يعيقه، ولكن لا يمكنه أن يعدِّل في الميدان بما يعطيه مكتسبات إضافية.

نحن اليوم بانتظار أن يحسم الطرف الآخر يعني الاستكبار ومن معه من الدول العربية خياراتهم المستقبلية في سوريا وفي المنطقة من أجل أن تسير عجلة الحل السياسي وإلاَّ فنحن أمام عدة أشهر يعيشون فيها حالة من الحيرة ولم يحسموا خياراتهم إلى أن يريدون الوصول، أما بالنسبة إلى محورنا محور المقاومة فخياراتنا واضحة، نحن نريد سوريا موحدة وآمنة، وتختار ما يختاره شعبها، وتعمل باستقلالية بعيدًا عن الضغوطات الإقليمية والدولية، وتبقى علمًا من أعلام محور المقاومة في مواجهة التحديات وإسرائيل.

إن ما تحقق في مواجهة التكفيريين خلال السنوات السابقة كان عظيمًا جدًا، لقد استطعنا إحباط مشروعهم وتحطيم أحلامهم في الإمارات التي كانوا يريدون إقامتها، واستطعنا أن نكشف مدى ارتباطهم بإسرائيل وأمريكا، وكذلك طبيعة مشروعهم العدواني الخطير على المنطقة. الحمد لله أن الجهة الوحيدة التي واجهت هؤلاء التكفيريين الإرهابيين هي محور المقاومة، أمام الباقون فلم يكونوا جديين في أي لحظة من اللحظات بل كانوا يدعمونهم إلى آخر لحظة، وبدأوا يدفعون ثمن خروج الوحش عن إرادتهم. 

الإنجاز الأكبر أننا استطعنا أن نقدم تجربة إسلامية ناصة رائدة تفضح أولئك الذين يريدون تشويه تعاليم الإسلام، ولذا اليوم كل العالم يشير إلى التكفيريين بأنهم إرهابيون لا يمثلون الإسلام ويشيرون إلى المقاومة بأنها الفخر والعز ومستقبل المنطقة والعالم.