الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: بإمكان لبنان أن يخفف من أزمة النزوح بالحوار مع الحكومة السورية

الشيخ نعيم قاسم: بإمكان لبنان أن يخفف من أزمة النزوح بالحوار مع الحكومة السورية
بإمكان لبنان أن يخفف من أزمة النزوح بالحوار مع الحكومة السورية.

الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الليلة الرابعة من محرم الحرام 1438ه، في منطقة الشياح- مارون مسك، 5/10/2016،


 وأبرز ما جاء فيها:
الأزمة السورية ليست مختصة بسوريا وإنما هي مدخل لإيجاد أزمات في كل المنطقة من أجل تغيير الأنظمة والتوجهات لتكون المنطقة بأسرها وكل بلدانها وشعوبها في خدمة أمريكا وإسرائيل، وهم إنما دخلوا إلى سوريا ليخربوها ويدمروها من أجل أن يغيروا النظام فيها، كي يسقطوا من كان يعمل إلى جانب المقاومة وفي محور المقاومة ليستبدلوها بسوريا التي تعمل لإسرائيل وإلى جانبها، ثم من بوابة سوريا يحاصرون لبنان، فيصبح لبنان محاصرًا من إسرائيل وسوريا ذات الاتجاه الإسرائيلي، ونحن نواجه البحر من جهة ثالثة، وكذلك يبدأون بالضغط على العراق وإيران والمنطقة ليغيروا كل السياسات القائمة لتبقى إسرائيل وحدها القوية ونكون جميعًا ضعفاء، هذا الهدف من الحرب في سوريا.

والحمد الله لقد وفقنا الله أن نقدم مساهمة في سوريا، وساعدت هذه المساهمة مع الجيش السوري وكل الشرفاء الذين قاتلوا إلى جانب سوريا في أن تصمد ولم تسقط، خمس سنوات وهم عاجزون عن تحقيق المشروع الذين كانوا يتوقعون تحقيقه، وهذا إنجاز كبير وعظيم.

سنستمر وندفع تضحيات كبيرة، وعلى عظمتها وأهميتها هي أقل بكثير مما كان يمكن أن ندفعه لو بقي التكفيريون منتشرون في القلمون والقصير إلى منطقة البقاع وأقاموا إمارات في لبنان ووصلت سياراتهم المفخخة إلى كل منطقة في لبنان من دون استثناء.

البعض يظن أننا هواة نحب أن نقاتل هنا وهناك، لا، نحن لا نقاتل عن أحد، نحن نقاتل دفاعًا عن كرامتنا ومستقبلنا ولحماية أولادنا، ونقاتل من أجل أن تبقى المقاومة عزيزة قوية تردع إسرائيل وتمنع التكفيريين من تحقيق أهدافهم، وقد نجحنا في محطات كثيرة ولنا آمال أن ننجح أكثر فأكثر في المستقبل.

أما عن طريقة الحل في سوريا فأكيد هو الحل السياسي، لأنه عسكريًا لا يمكن لأحد أن يغير المعادلة بشكل كامل، يمكن أن يتفوق فريق على فريق ولكن لا بدَّ من حل سياسي، أمريكا تقول أنها تريد الحل السياسي وهي كاذبة، هؤلاء لا رحمة في قلوبهم ولا يفكرون بطريقة إنسانية، ليس لدينا خيار إلاَّ أن نتابع، نعم، نحن نؤمن بالحل السياسي ولكن الحل السياسي بحاجة إلى طرفين، فإذا كان الطرف الآخر لا يريد هذا الحل فمن الصعب أن يحصل، وسنبقى في سوريا طالما هناك حاجة لبقائنا هناك، وبقدر ما يكون الزمن قصيرًا أو طويلًا لأن العبرة بالهدف وأن لا ندعهم يصلون إلينا وليس العبرة بالزمان.

من نتائج الأزمة في سوريا ملف النازحين في لبنان، نحن قلنا للحكومة اللبنانية ونكرر: تستطيعون أن تحلوا جزءًا من ملف النازحين لو أنشأتم لجنة وزارية مسؤولة من لبنان تناقش لجنة وزارية مسؤولة من سوريا ينسقون كيفية معالجة مشكلة النازحين  ويعود البعض إلى المناطق التي أصبحت آمنة في سوريا، لكن هناك في لبنان من لا يريد أن تشكل هذه اللجنة، لأن هذه اللجنة تحل جزءًا من أزمة النزوح وإذا حصل ذلك فهو يعطي  شرعية للنظام الموجود في سوريا والمطلوب أن لا يأخذ النظام شرعية بحسب رأيهم حتى ولو قُتل الآلاف وحتى لو بلغ النزوح ما بلغ في لبنان.

على كل حال نحن اخترنا طريق الحق، وواثقون بأن الله تعالى ينصرنا ويدعمنا، وبالحد الأدنى نحن واثقون أننا سائرون في طريق النجاة وهذا هو الذي يحقق إنسانيتنا في الدنيا وثوابنا في الآخرة.